الوقت والمقام والحال والقبض والبسط | الرسالة القشيرية | المجلس السادس | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بعدما تحدث الإمام القشيري عن ترجمة طائفة من أولياء الله الصالحين الكبار، تحدث في باب عن تفسير ألفاظ تتداول بين هذه الطائفة، وكل طائفة من أهل العلم والصناعة تتداول بينهم ألفاظ مخصوصة لها معان. مخصوصة لها علاقة بالمعنى اللغوي وليست على تمام معناها اللغوي، ومن هنا ظهر قولهم لفظة كذا لغة، ثم
بعد ذلك يقولون واصطلاحا، فالفقهاء لهم اصطلاحهم والمتكلمون لهم اصطلاحهم وأهل الله من المتصوفة لهم اصطلاحهم في مؤلفاتهم وكلامهم وأهل الأصول لهم اصطلاحهم وهكذا، وقد تتفق هذه الاصطلاحات وقد تختلف فتكون الكلمة الواحدة لها معان مختلفة في كل علم وفي كل علم تختلف هذه المعاني عن المعنى
اللغوي خذ هذا واخرج أيضا اخرج أيضا أنا قلت لك لا تأتوا به فالاصطلاح على وزن افتعال وما كان على وزن افتعال هكذا فتاؤه إذا وردت بعد حرف من حروف الإطباق الأربعة تقلب طاء وحروف الأحرف المطبقة كما تعلمنا في علم التجويد هي الصاد والضاد والطاء والظاء وسميت بهذا الاسم لأنها يحدث إطباق في الفم عند النطق بها وهي مفخمة فعندما يأتي هذا التفخيم بعده تاء والتاء من شأنها الترقيق
الذي هو ضد التفخيم فإن هذا التفخيم يسري إليها ومن جاور السعيد يسعد ومن هنا تفخيم هذه الحروف وإطباقها يسري إلى التاء التي بجوارها فتتحول إلى طاء، والفرق بين التاء والطاء هو ذلك الترقيق والتفخيم أو ذلك الإطباق الذي إذا ما أدخلناه إلى تاء تحولت إلى طاء، ومن عيوب النطق أن تتحول عند بعضهم التاء إلى طاء أو الطاء إلى تاء، وإذا
أراد أحدهم خاصة من النساء أن تتكسر في كلامها فإنها تحول الطاء إلى تاء اصطلاحا، وهذا افتعال. يقول ابن مالك: طاء الافتعال ترد إلى أصلها مع الباء والدال والزاي والذال والواو، كما في "اردد" و"ازدد". وقد بقي حد فيهم شيء، وما نحن قلناه هو نص البيت وهي القاعدة التي وضعناها هكذا. اكتب الطاء. هكذا طاء تاء يصبح طاء وبعد ذلك تاء ليس هناك شيء سهل أي
شيء أخف من وخزة الدبوس طاء إبدال التاء التي للافتعال أي إبدال تاء الافتعال طاء أي تحويلها من تاء الافتعال إلى الطاء عندما تقع بعد حرف مطبق طال تفتعال إبدال بعد حرف مطبق نعم سهلة جدا طال تفتعال رد وهكذا أكملت العبارة رد تاء الافتعال طاء أثر مبقى إذا وقعت التاء هذه بعد حرف مبقى طاطا افتعال رد أثر مبقى سهلة الآن فكت
أهي طاطا افتعال رد أثر مبقى انتهى انتهت القاعدة في نصف البيت هذا بقيته فهذه قاعدة أخرى لا علاقة لنا بها الآن هذه ندعوها بعد ذلك طائفة تعال رد أثر لم يعد سيتكلم عن بعض هذه المصطلحات وهذه المصطلحات والحال
والقبض والبسط والهيبة والأنس والتواجد والوجد والوجود والجمع والفرق وجمع الجمع والفناء والبقاء والغيبة والحضور والصحو والسكر والذوق والشرب والمحو والإثبات حتى تكلم عن النفس والروح والسر إلى آخره ثم بعد تحدث عن مجموعة من الأخلاق منها التوبة والورع والزهد والصمت والخوف، كل هذه أخلاق واليقين والصبر والرضا والفراسة والأدب في طائفة كبيرة جدا من الأخلاق، وعلى عادتنا سوف نختار مجموعة من هذه
المصطلحات ومجموعة من هذه الأخلاق حتى تكون محلا للنظر والدراسة في عامنا هذا، وعلى ذلك فننتقل إلى المحور والإثبات نأخذ إلى المحو والإثبات يبقى من الوقت إلى المحو والإثبات والباقي تقرؤونه قراءة مطالعة مستفيدة وبالنسبة لأبواب الأخلاق
سنأخذ ابتداء من التوبة إلى الجوع وترك الشهوة الجوع وترك الشهوة والغاية داخلة يعني ما معنى الغاية داخلة هذا داخل يعني هذا لقوله تعالى إلى المرفقين يبقى المرفق داخل أم ليس لأن الغاية داخلة وبذلك انتهى بعد أن حددنا هذا بأن الغاية داخلة في الجوع والعطش والجوع وترك الشهوة وحددنا إلى المحو والإثبات تنتهي المقارنة
ونحن الآن نتكلم في الوقت فسندخل في المصطلحات الآن قال رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين فمن ذلك الوقت مصطلح عندهم اسمه الوقت، حقيقة الوقت عند أهل التحقيق، أهل التحقيق هم أولئك الذين يريدون الجملة المفيدة والحكمة بمعنى النسبة التامة الجملة المفيدة، ويريدون له الدليل، ودليلهم إما أن يكون من الوحي وإما أن يكون من الوجود المنضبط بالوحي كما تكلمنا، فإذا أتى بالجملة المفيدة مع دليلها سمي أنه من أهل
التحقيق. فإذا أتى بدليل آخر من وجه آخر سمي أنه من أهل التدقيق، فما الفرق بين التحقيق والتدقيق؟ التدقيق أن تورد الشيء بدليل آخر ليس بالدليل الأول، بدليل من جهة أخرى، فلو كان الأول من الكتاب يكون الثاني من السنة، وإذا كان الأول من السنة يكون الثاني من الإجماع. إذا كان الأول من المنقول فيكون الثاني من المعقول، والترقيق أن تصوغ العبارة بصيغة رقيقة، والتنميق أن تدخل فيها من المحسنات البلاغية ما
يجعلها متزنة، والتزويق أن تدخل فيها من المحسنات كالسجع واتساق المقاطع ما يجعلها سهلة الحفظ. تبقى لدينا خمس مراتب للأداء: التحقيق والتدقيق والترقيق والتنميق والتزويق، حسنا. سمعت هذا الكلام من قبل أم لم أسمعه من قبل، ما من أحد إلا هذا الفتى الذي يلبسني هذا لأنه يجلس معي ستة أو سبعة أعوام يطرق علي. وأهل التحقيق ينبغي أن يريدوا الكلام
بالدليل، فإذا كان الوقت حادثا متوهما معلقا حصوله على حادث متحقق فيكون هناك حادث متحقق وكأنه الماء وعند الوقت هو أن تضع الماء في الإناء أي تصور هكذا إناء وتصور ماء ثم تصور أنك قد وضعت الماء في الإناء فالوقت هو هذه العلاقة ما بين الحادث المتوهم والحادث المحقق فالحادث المتحقق وقت للحادث المتوهم تقولون سآتيك رأس الشهر
فيكون رأس الشهر هذا الوقت هذا عبارة عن القضاء والإتيان، هذا الإتيان متوهم لم يحدث بعد، ولكن ما يخص هذا الشهر محسوب معروف في بداية الشهر، فالإتيان متوهم ورأس الشهر حادث متحقق، فرأس الشهر وقت للإتيان. سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول: الوقت الذي أنت فيه هو الوقت عند علي الدقاق أبي علي الدقاق، الآن والآن هذا. فترة بين الماضي والمستقبل من خمس دقائق هذا ماض مضى انتهى وما زال كذلك بقية المحاضرة هذا مستقبل ولكن أين الوقت الآن
هذا هو الوقت الآن يعني ماذا هذا الوقت ها الذي هو الآن اللحظة التي أنت قائم فيها الآن إن كنت بالدنيا فوقتك الدنيا وإن كنت بالآخرة فوقتك الآخرة إن كنت في السرور فوقتك السرور وإن كنت في الحزن فوقتك الحزن يريد أن يقول إن وقتك هو الآن وهذا سيترتب عليه كلام يريد بهذا أن الوقت ما كان هو الغالب على الإنسان الغالب على الإنسان ليس يعني أكثر عمر الإنسان لا الغالب على الإنسان يعني المتمكن من الإنسان الماضي لم يأت بعد فما الذي يتمكن منك الآن في هذا الوقت
فأنت ملبوس به كذلك يعني أنت متلبس به وهو متلبس بك ولذلك عند هذه المناطق الوقت عرض غير قار عرض يجري كما قلنا زيد الطويل الأزرق بن مالك في بيته بالأمس هذا بالأمس كان زمانا قديما يقولون عليه عرض أي أنك واقف هكذا وهو يجري عليك هكذا غير مستقر، هذا العرض غير القار هو الآن يغلبك، أي ما معنى غالبك؟ أي متلبس بك، وقد يعنون بالوقت ما هو فيه من الزمان، فإن قوما قالوا الوقت ما بين الزمانين أي الماضي والمستقبل، ويقولون الصوفي ابن وقته، فها هنا نبتدئ إذن نعيش مع كلمة الوقت وأهميتها عند
الصوفي ابن وقته يعني لا تشغل بالك بالذي فات ولا تشغل بالك بالذي آت لا الذي فات ولا ما هو آت اشغل نفسك بما أنت فيه الآن أنت من مخلوق مكلف أم غير مكلف بماذا بالذكر إذن لا تضيع وقتا فأنت مكلف بالذكر الآن، طيب هذا أنا ما عملت الأذكار التي تخص الأمس، قالوا ما فيه قضاء لأنك مشغول بما كلفت به، والذي فات مات، الله هم الجماعة أصحاب الناس الذين جاؤوا بأي الكلام هذا من أين، الذي فات مات أليس هذا الكلام نسمعه،
يجيئون به من أين، يجيئون به من الجماعة احذر من الآن فماذا يعني أي التفت لحالك الآن فليس هناك قضاء ليس هناك قضاء لأنك أيها المسكين مكلف الآن بشيء آخر ولا يمكن إحداث القضاء مع ما أنت مكلف به في وقت واحد فاشتغل إذن بالذكر الآن ليس قضاء للورد الذي فاتك أمس وإنما قياما بما أنت فيه الآن ولما كان الإنسان لم يكلف بصلاة مستمرة ولا بصيام مستمر أصبح هناك وقت للقضاء، لماذا تقضي الصلاة ولا تقضي الذكر؟ على أساس أن الذكر هذا
أنت عليه دائما ولا يوجد وقت أقضي فيه، لكن الصلاة في وقت ما نحن لا نصلي فيه فلنقم ونصلي ما فات، فما أنا لست صائما اليوم، صم لتقضي ما فات، فكلما وجدت شيئا يمكنك أن تقضي فيه فاقض، سدد الديون، وما لا تجد له وقتا لتقضي فيه لأن الوقت كله قد شغل من قبل الشرع الشريف، فما فات مات، مفهوم؟ انظر، هذا الوقت أصبح له عبارة هنا يريدون بذلك أنه مشتغل بما هو أولى به من العبادات في الحال قائم بما هو مطلوب منه في الوقت الحاضر وقيل الفقير
إلى الله لا يهمه ماضي وقته ومستقبله لا الذي مضى ولا الذي سيأتي بل يهمه الوقت الذي هو فيه الآن هذه عبارات فيها تنميق وتزيين هل هو المعنى واحد؟ أهل التحقيق هذا الكلام وله أدلة، لكن بعد الدليل ودور التدقيق يأتي التنميق، يأتي الترقيق، فالتنميق فالتزويق. تزويق يقول لك: إن الفقير لا يهمه ماضي وقته ومستقبله، بل يهمه وقته الذي هو فيه. قم لتكون موزونا، قم لتتحفظ أكثر، وهو هو نفس الكلام، ولهذا قيل إن الاشتغال بفوات وقت ماض يضيع وقتا آخر،
فإن اشتغلت الآن بقضاء الورد الذي فات أمس فقد ضيعت ورد اليوم، فالكأس ممتلئة، وقد يريدون بالوقت ما يصادفهم من تصريف الحق لهم، فيراقبون أنفسهم قائلين: انظروا، ربنا ابتلاني ببعض الناس الرقيقين، فلأراقب نفسي، سبحانك، ماذا عملت اليوم؟ يجب هناك شيء خاطئ والخطأ يجلب الخطأ، فلماذا سلطت عليه وأدركت ما يصادفهم من تصريف الحق لهم دون أن يختاروه لأنفسهم، أنا لم أختر أن يتكلم بلا معنى ولم أختر ذلك، وكذلك سلطني الله عليه فأوقفته هكذا، وما هو إلا
تسليط أجساد على أجساد وهم يقولون الله، فهذه سلطة عليه لماذا رآني لماذا سمعني لماذا وما هو كان يقدر سبحانه أن يصرف عني هذا ولكن لا بد من الحكمة ويجلسون يتأملون أنفسهم هو الآن يحدث ماذا ويقولون فلان بحكم الوقت عندهم عبارة كذلك يقولونها فلان بحكم الوقت فصاحبنا هذا متلبس بالعقوبة فيبقى هو الآن يقضي مدة العقوبة هو الذي ولا ذلك قلت له ماذا اذكر الله إن كنتم تذكرون اذكر الله وأنت على هذه الحالة نذكر الله يا رب اغفر لي يا رب يا رب اغفر لي قم يكون جميلا هكذا لأنه ما أرسل إليك العقوبة إلا ليحثك على
أن تذكره يا الله لماذا جاء بهذا ما دام قد تبرم من أي شيء هذا طيب وأنا ما شأني أنا تعبت يا ليتني ما جئت اليوم والآخر يقول له سبحانك ما أعظم شأنك لا إله إلا أنت قم فليأخذ ليخرج من المحنة بمنحة أنت منتبه نعم ويقولون فلان بحكم الوقت أي أنه مستسلم لما يبدو له من الغيب من غير هذا واقف مختار في أصل الاختيار لا لأنه هذا واقف ما هي عقوبة وخائف من الأستاذ وخائف من الكلية وخائف من الامتحانات وخائف من نفسه وخائف من وإذا خاف الإنسان من غير
الله أخافه الله من كل شيء وإذا خاف من الله وحده ليس بوقاحة يعني لا هذا هو خائف الله وحده حقا هكذا، قوم الله سبحانه وتعالى يخاف منه كل شيء، خف يا ولد من الله وحده، خفت من الله وحده، اجلس هكذا، هو لا يصدق أنه سيجلس، وهذا فيما ليس لله تعالى عليه فيه أمر أو اقتضاء بحق الشرع الذي هو الصلاة والصيام وكذلك إلى آخره التضييع لما أمرت به وإحالة
الأمر فيه على التقدير وترك المبالاة بما يحصل بك من التقصير خروج من الدين، وأحد لا يصلي أنا ماذا أفعل وربنا هو الذي جعلني لا أصلي وخلق أن لا أصلي وماذا يعني أن لا أصلي فماذا عن القتل الذي تقتله والظلم الذي تظلمه والسرقة التي تسرقها والزنا الذي تفعله فماذا أفعل أنا؟ آه هذه لا مبالاة يعني هكذا قال بدعوى أنه يعني بيد الله آه هذا خروج من الدين بالكلية مهمة هي يعني لا يقولون لا يصدقون التكاليف ولا حتى يتركون الورع ولا العفة والعفاف الذي أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانت التكاليف تسقط لسقطت عن سيد الخلق ولكن هذا هكذا قال ألا أكون عبدا شكورا وكان
يقوم الليل حتى تتورم قدماه ويشد من جوعه أحشاءه ويطوي تحت الحجارة خاصرة متعففة الأدب وراودته الجبال الشامخات من ذهب عن نفسه فأعرض عنها عليه الصلاة والسلام ومن كلامهم الوقت سيف أي كما أن السيف قاطع فالوقت بما يمضيه الحق ويجريه غالب يجريه لما يكون رباعيا من أجرى ويجري يبقى من جرى وفي جرى وفي أجرى لما يكون رباعيا يبقى نضم ياء المضارعة ولما يكون ثلاثيا أو خماسيا أو سداسيا تفتح ياء المضارعة أفاد يفيد أطاق يطيق وفي
أفعال حكمكم واحكم إذا جئت بها من حكمة فيبقى يحكم إذا من الحكمة فيبقى يحكم لأنه من الرباعي وفي أفعال تدور عليها تجد ثلاثيا لكن ليس فيها رباعي شاننا فيبقى يشيننا خطأ أن تقول ماذا يشين كما يقول بعض الناس هكذا يشين فيبقى كأنه جاء بها من أشاننا وليس هناك أشاننا في اللغة وفي أشياء جرت على ألسنة الشعراء وما إلى ذلك، وإن كانت اللغة ليس فيها هذا مثل ناط فيكون ينيط ويكون منوط، لكن أناط نعم في بعض الشعراء
قال أناط فيكون مناط وليس منوط إذن، أتدرك كيف؟ ويكون ينيط عندما نفعله، لكن عندما تبحث في المعاجم لا تجد. هذه تجدها عند مجمع اللغة العربية، ولكن عندنا هنا في هذا الزمان لكن في لغة في الأزهري يقول ماذا منوط لماذا لأنها ناطا، ولكن أصل الأزاهرة يقرؤون لسان العرب ويقرؤون التاج ويقرؤون القاموس وهذه الأشياء، نعم تاج العروس شارح القاموس، وهذا القاموس اسمه ماذا؟ القاموس الوسيط والقاموس المحيط والقاموس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب شماطيته شماطيت وإن شاء الله ربنا يجمعكم من غير شماطيت طيب
يبقى إذا أجر يبقى يجري ويجريه بما يمضيه الحق ما هو إذن الذي نحن موجودون أمامه وما هذا ويجريه غالب من أجره وقيل السيف لين مسه قاطع حده فمن لاينه سلم ومن اصطلم أهي افتعلت فبقيت إيه طاء لأنها جاءت وراء الصاد اصطلم كذلك الوقت من استسلم لحكمه نجا ومن عارضه انتكس وتردى هلك يعني وأنشدوا
في ذلك وكالسيف إلا ينثني لا نمسه وحده إن خشنته خشنانا ومن ساعده الوقت فالوقت له وقت ومن ناكده فالوقت عليه مقت وسمعت يقول أبو علي الدقاق إن الوقت مبرد، والمبرد هو الأداة التي يحك بها الحديد فهو يسحقك ولا يمحقك، أي يؤلمك ولكن لا يهلكك، فلو محاك وأفناك لاسترحت حين فنيت، ولكنه يأخذ منك ولا يمحوك كلية، وكان ينشد في
هذا المعنى: كل يوم يمر يأخذ بعضا، يورث القلب حسرة ثم يمضي وكان ينشد أيضا كأهل النار إن نضجت جلودهم أعيدت لهم جلود جديدة وفيها معناه ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء والكيس من كان بحكمة وقته الناصح الذي يلتفت إلى حاله الآن دون حزن على ما فات ولا تشوف على ما هو آت إن كان وقته الصحيح في قيامه بالشريعة وإن كان وقته المحو فالغالب عليه أحكام الحقيقة، الشريعة معروفة هو صاحب هكذا
يجب عليه أن يصلي وعليه أن يصوم وعليه أن يزكي وعليه أن يفعل كذا ومنضبط، الصلاة لها شروط ولها شروط الشريعة أن يتوضأ أن يدخل الوقت أن يستر العورة أن يستقبل القبلة أن المكان طاهرا، شروط واضحة، الصلاة تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، شروط واضحة وأركان واضحة، إنما الحقيقة فيها أذواق، هذه الأذواق لا تتناهى، يشعر الإنسان بضآلته مرة وبعظم خلق الله فيه مرة، بالقبض مرة وبالبسط مرة، بالحزن مرة وبالسرور مرة، هذه أحوال لا نهاية لها تتقلب على
الإنسان ومن خلالها يرى مرائي فيتوجه مرة عند القبض إلى حب العزلة وترك الناس وقلة الكلام، ويتوجه مرة أخرى عند البسط إلى مباسطتهم ومحادثتهم والشفقة عليهم وتبليغ الدعوة إليهم. يحدث هذا في حالة هذه الحالة التي قال فيها المحو نفسه محوت وبدأت الأذواق والأنوار وانكشاف الأسرار تتلألأ عنده، لكنه بالجملة منضبط بالشريعة لو عرفنا هذه الكلمة البسيطة إذا كان وقته الصحيح فقيامه بالشريعة وإن كان وقته المحبب فالغالب
عليه ليس دائما ليس في كل شيء فالغالب عليه أحكام الحقيقة لا تتحول هذه الأحوال التي ترد على القلوب إلى أمراض نفسية لأنه هو فيها فاهم أنها أعراض وأنها أحوال وأنها وقت وسيمر ولحظة يراها فلا يلتفت إليها، فإن الملتفت في الطريق إلى الله لا يصل. مهم، علم مهم جدا لمن أراد أن يسلك الطريق إلى الله، والسلوك وسلوك الطريق إلى الله هو غاية الشريعة، والإحسان هو الدرجة العليا التي من غيرها يصير الدين قانونا، وهناك فرق بين الدين
والقانون أن القانون يضبط الظاهر فقط. لكن الدين يضبط الإنسان في ظاهره وفي باطنه في سره وفي علانيته، ليس يضبط جانبا واحدا من الإنسان وهو مهم، جانب مهم هو جانب العلن وجانب الظاهر وجانب العلاقات مع الناس، لكنه ليس كل شيء، فالإنسان له نية وله إخلاص فيها لله، فلا بد أن يقصد الدين هذه الغاية أن ذلك العلم من أشرف العلوم لأنه يعالج أشرف المقاصد وهو إخلاص النية لله، أثناء الطريق يتعرض الإنسان لعوارض ينبغي أن تنضبط تحت هذه التجربة الإنسانية الإسلامية الرائقة
التي قام بها هؤلاء العلماء الأتقياء الأنقياء الذين كان الكتاب والسنة ديدنهم ونصب أعينهم. تكلم بعد ذلك عن المقام وقال المقام ما يتحقق يتصف العبد بمنازلته من الآداب مما يتوصل إليه بنوع من التصرف ويتحقق به بضرب من الطلب ومقاساة التكلف، فالإنسان يجاهد نفسه ويربيها وبهذه المجاهدة وهذه التربية يكتسب صفات مستقرة باقية تسمى بالمقام، إذ
إن المقام لا يأتي إلا بنوع من المجاهدة وهو مستقر لا يتغير وهو نتاج للتربية، فمقام كل هذا فسمي مقاما لأن فيه نوعا من أنواع الاستمرار، فالإنسان لا يغير بيته كل يوم، قد يغير ملابسه كل يوم وفي اليوم مرتين، لكنه لا يغير بيته في اليوم مرتين، ولذلك سمي هذا بالسكن لأنك تسكن فيه، وسمي بالمنزل لأنك تنزل فيه، وسمي بالبيت لأنك تبيت فيه مدة طويلة. هكذا هو فإذا كنت تمر ونزلت في شيء يسمونه نزلا أو
فندقا أو لوكندة، لكن البيت المنزل المقام يعني فيه نوع من أنواع الديمومة فسمي هذا الشأن بالمقام، لكن يمكن أن تربي نفسك ويأتي لك مقام أعلى من هذا المقام ومقام آخر بعد التربية والمجاهدة والمعاناة وتدريب النفس فيكون أعلى. من ذلك كله عرفت الإدارة الحديثة هذه الأمور فتحدثوا عن التعليم وعن التربية وعن التدريب قائلين هكذا: التربية مقامها القيم والأخلاق، والتعليم مقامه المعلومات والمعرفة، والتدريب مقامه المهارات والملكات
فندربك لتصبح نجارا لأن النجار يحتاج إلى يد حساسة مدربة تعمل بمفردها هكذا في حين أنك عندما تمسك قطعة خشب لكي تنشرها ولكنها تفسد منك لأن المنشار غير موجود في يدك، فإذن هؤلاء الناس يتحدثون أيضا في التدريب وفي التربية وفي التعليم لكي ينشئوا الإنسان في النهاية، ولكن تدريب وتربية وتعليم في أي اتجاه؟ في اتجاه السير في الطريق إلى الله وشرطه موضع إقامته. عند ذلك وما هو مشتغل بالرياضة له وشرطه ألا يرتقي من مقام إلى مقام آخر ما لم
يستوف أحكام ذلك المقام، لا تستطيع أن تنتقل من بيت إلى بيت آخر إلا عندما يكون البيت الآخر مجهزا ومؤسسا وكل شيء، وبعد ذلك تنتقل لأن البيت فيه الأشياء التي تستعملها كل يوم مقام إلى مقام إلا إذا استوفيت المقام الأول فإذا نقلت نفسك من مقام إلى مقام يخشى عليك أن تتشكك في كل هذا لأنك لن تجد نتيجة لأن هذا سيؤدي إلى الحيرة والتيه وستصبح المسألة سيئة جدا فإن من لا قناعة له لا يصح له التوكل ومن لا توكل له لا يصح له التسليم فلا بد أن يسبق مقام القناعة مقام التوكل، ومقام التوكل تتمكن فيه ثم تنتقل بعد ذلك إلى مقام التسليم، وكذلك
من لا توبة له لا تصح له الإنابة، فمقام التوبة ثم تنتقل إلى مقام الإنابة، ومن لا ورع له لا يصح له الزهد، فلا بد في مقام الورع، ثم مقام الزهد، والمقام هو الإقامة كالمدخل بمعنى الإدخال والمخرج بمعنى الإخراج، ولا يصح لأحد منازلة مقام إلا بشهود إقامة الله تعالى إياه في ذلك المقام ليصح بناء أمره على قاعدة صحيحة. قال أبو علي الدقاق: لما دخل الواسطي نيسابور سأل أصحاب أبي عثمان بماذا كان يأمركم شيخكم؟ كان يأمرنا بالتزام الطاعات ورؤية التقصير فيها، يجب
أن تنتبه إلى الصلاة ويجب أن ترى أنت في الصلاة قصرت في أي شيء لكي تكمله. فقال أمركم بالمجوسية المحضة، المادية المحضة. نعم ما معنى التفسير؟ لا تقصير ورؤية التقصير فيها. فقال أمركم بالمجوسية المحضة، مادية محضة. صل وانتبه وأنت وبعد ذلك انتبه أنت نقصت في أي مذهب بعض الإخوة الآن هكذا يقول لك الخشوع هو أن تنظر إلى موضع السجود لا هذا الخشوع محله القلب ولكن
حكاية تحويل المعاني إلى ضوابط مادية هذه مجوسية محضة هلا أمركم بالغيبة عنها هذا كان يجب أن يقول لكم صلوا ولا تنتبهوا في اعلموا أنكم إذا صليتم فصلوا وانتبهوا إلى أن الله هو الذي وفقكم للصلاة، ولا تنتبهوا إلى الصلاة فحسب نعم ولكن يكفيكم ذلك، ولا تلتفتوا عنها ولا تلتفتوا إليها بل التفتوا عنها برؤية منشئها ومجريها، هو أنا الذي صليت، هذا الله الذي وفقني، حينئذ تستعظمون منة الله عليكم وحينئذ لا ترى لنفسك يعني كبرياء أنا صليت هذا
أنا مصل هذا غيرنا لا يصلي لا وصليت ماذا ووضعت يدي هكذا ما بين الثديين هكذا هو وجعلت رجلي هكذا وهكذا ويا عيني يشتغل بحال نفسه دون أن يلتفت إلى خشوع لله ولأن الله هو الذي وفقه لذلك فتصبح العبادة حجابا بينه وبين الله وإنما أراد الواسطي بهذا صيانتهم عن محل الإعجاب، لا يريد العجب أن يدخل قلوبهم لا تعريجا في أوطان التقصير أو تجويزا للإخلال بأدب من الآداب. هو لا يسخر من حكاية اليد هكذا أو هكذا ولا الرجل هكذا أو هكذا، بل هو لا يريدهم
أن يعجب أحدهم بنفسه هذا الإعجاب وحجاب بينه وبين الإخلاص التام فلا يريدهم أن يشتغلوا بهذا المعنى بعد ذلك قال ومن ذلك الحال والحال عند القوم معنى يرد على القلب من غير تعمد منهم ولا اجتلاب ولا اكتساب لهم من طرب أو حزن أو بسط أو قبض أو شوق أو انزعاج أو هيبة ما ليس هناك هيبة أو انزعاج أو هيبة أفضل ويمكن
أيضا أن تكون أفضل أو انزعاج أو هبة يعني هو منزعج وخائف أو هو نشيط وهائب هكذا أو احتياج فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب يبقى الحال هذا شيء يأتي للإنسان هكذا من عند الله من غير تكلف ولا معاناة يجد روحه فيها إذن هذا كرم من عند الله هكذا هو من غير أي سبب من الأسباب التي تنشأ من سالك الطريق والأحوال تأتي من غير الوجود والمقامات تحصل ببذل المجهود عندكم هكذا أليس كذلك عندكم هكذا حسنا فالأحوال
تأتي هو هنا عندي من عين الجواد والمقامات تحصل ببذل المجهود وهكذا لن تتوازن إن هذه من عند الله وهبة وهذه من فعل البشر أو بسبب فعل البشر الموفق بها من عند الله كسبا يريد أن يقول هكذا ولكن العبارة غير الموجودة يعني كأنها أتت من وراء ذلك المنظور من غير الوجود وأنها والمقامات تحصل ببذل الجهد والمعنى واضح أن هذه من عند الله تصرفات السالك وصاحب المقام يمكن أن يكون في مقامه قد استقر فيه، وصاحب
الحال متنقل عن حاله، الحال يأتي ويذهب، فيكون للمقام صفة الثبات والديمومة وللحال صفة العرض والانتهاء. وسئل ذو النون عن العارف فقال: كان هاهنا فذهب، يعني من هو العارف؟ قال: والله إن العارف هذا أصل العرفان هذا ويذهب عرق كان هنا ومضى، ربما أكون أنا كنت منذ خمس دقائق أعرف ما حدث لي هكذا وأمضي الحال، وبعد ذلك الآن لست أعرف ذهب الأمر يريد أن يقول هكذا، يريد أن يقول إن العرفان نوع من أنواع الحال
وقالوا الأحوال كاسمها أحوال، يقول لك يا أخي هذا له أحوال، متقلب يعني أنها كما تحل بالقلب تزول في الوقت وأنشدوا لو لم تحل ما سميت حالا وكل ما حال فقد زال انظر إلى الظل إذا ما انتهى يأخذ في النقص إذا طال لما يكون لدينا عمود وبه كانوا يدركون الصلاة قديما مواقيت الصلاة هذا العمود تأتي الشمس ويكون له ظل كلما تحركت الشمس من الشرق إلى الغرب تحرك هذا الظل، ظل هذا العمود يسمى الفيء يأخذ في الزيادة
ثم في النقصان حتى يصل إلى جزء بسيط في أصل العمود، هو هذا الذي يسمى بالفيء وبعد ذلك يبدأ في الزيادة فيؤذن الظهر ويظل يزداد إلى أن يصل إلى مثل العمود يؤذن العصر ويجلس هكذا إلى غروب الشمس وبهذا فإن الفيء هو النهاية عند الاستواء التي تكون ظلا لهذا العمود أشار قوم إلى بقاء الأحوال في قوم أشاروا قالوا لا هذا الحل أيضا بقي قليلا يعني
ودوامها وقالوا إنها إن لم تدم أو إذا لم تدم ولم تتوالى فهي لوائح وبوادر سموها شيئا آخر ففي شيء هم متفقون أن في شيئا يأتي ويذهب لكن نسميه أحوالا أم نسميه لوائح شيء لاح هكذا في الأفق وذهب فإذا أهل الفن والصناعة والعلم اختلفوا في المصطلح وارد ولم يصل صاحبها بعد إلى الأحوال فاللوائح هذه ما تأتي وتذهب بسرعة والأحوال أي انتظر قليلا، فإذا انتظرت قليلا يصبح مقاما، فإذا دامت تلك الصفة فعند ذلك تسمى حالا، وهذا أبو عثمان الحيري يقول منذ أربعين سنة ما
أقامني الله في حال فكرهته، كل الأحوال جميلة، مسلم راض ليس عنده مقام أشار إلى دوام الرضا، والرضا من جملة الأحوال، فالواجب في هذا أن يقال إن من أشار إلى بقاء الأحوال فصحيح ما قال فقد يصير المعنى شربا لأحد فيتربى فيه مشرب أصبح الرضا مشربا هكذا مشرب الرضا فيتربى فيه يعني ينشأ عليه ولكن لصاحب هذه الحال أحوال نفس صاحب الحال التي صارت شربا له أحوال هي طوارئ لا تدوم فوق أحواله التي صارت شربا له تأتي أيضا أحوال أخرى سريعة هكذا لوامع
فإذا دامت هذه الطوارق له كما دامت الأحوال المتقدمة ارتقى إلى أحوال أخرى فوق هذه وألطف من هذه فأبدأ يكون في الترقي لأن الأحوال لا نهاية لها سمعت أبا علي الدقاق يقول في معنى قوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم سبعين مرة أنه كان صلى الله عليه وسلم أبدا في الترقي من أحواله فإذا ارتقى من حال إلى حالة أعلى مما كان فيه فربما حصل له ملاحظة إلى ما ارتقى عنه فكان يعدها غينا بالإضافة إلى ما حصل فيه فأبدا كان أحواله في التزايد ومقدورات الحق سبحانه من الألطاف لا نهاية لها، فإذا
كان حق الحق تعالى العز وكان الوصول إليه بالتحقيق محال، فالعبد أبدا في ارتقاء أحواله، فلا معنى يصل إليه إلا وفي مقدوره سبحانه ما هو فوقه يقدر أن يوصله إليه، وعلى هذا يحمل قولهم: حسنات الأبرار سيئات المقربين. وسئل الجنيد عن هذا فأنشد: طوارق أنوار تلوح إذا بدت فتظهر كتمانا وتخبر عن جمعه، فالترقي وليس على الله بمستغرب أن يجمع العالم في واحد، فلعل الله سبحانه وتعالى أن ينشئ منكم أولياء له، ليس ببعيد مع كثافة طبعكم وقلة خبرتكم
وحبكم للدنيا وحرمانكم منها في نفس الوقت، متقيدون جدا في الدنيا في قلوبكم إذا كان الترقي لا يتناهى لأن الألطاف لا نهاية لها عند الله وهنا قالوا هل يجوز أن نقول اللهم أو مثلا دعاء وكذا نقول زيادة في شرف النبي أم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نال الغاية العليا بحيث أنه لا زيادة فيها يقول الشيخ البغدادي في مغني المحتاج شرح المنهاج أن الألطاف لا تتناهى وأن فضل الله لا يتناهى
ولذلك فهو يزداد أبدا في الشرف حيث إن الشرف لا غاية له ولا نهاية له فيكون ومن هنا ومن هذا المعنى يكون قولنا زيادة في شرف النبي ليس فيه إساءة أدب فمتى يكون فيه إساءة أدب، لو كان للشرف نهاية فينبغي أن تكون العقيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الغاية والنهاية فلا زيادة فوق ذلك، فقولنا حينئذ زيادة معناها أنه لم يصل إلى الغاية والنهاية، لكن لو كان هذا الشيء لا نهاية له أصلا وهل يتصور أن يكون هناك شيء في الوجود لا نهاية له سوى الخالق، الصفات
الإلهية لا نهاية لها باتفاق، لكن أي شيء موجود له نهاية. عد النجوم فظهر رقم، أي رقم ديشليون. يعني ماذا؟ لا نعرف. ديشليون جريجول يقول لك واحد وأمامه مائة صفر، اقطع واحدا وأمامه مائة صفر، أي شيء. نعم هذا ليس النهاية لأن هذا لا بد أن يكون كذلك يكون محصورا كل موجود لا بد أن يكون محصورا معدودا فيكون لا نهائيا لكن العدد لا نهاية له لأنه بعد أن قلنا دشليون أو جريجول نقول جريجول زائد واحد وهكذا أي رقم تقوله في ذهنك فيكون زائد واحد فيكون إذن
العدد لماذا هو كذلك لأنه وهو محصور يدل على الوجود لأن الوجود محقق والإضافة مقدرة وليست محققة عندما تأتي لتعد حب الرمان في الأرض وصلت إلى الرقم فهذا محصور ولكن يمكن أن يخلق الله واحدا إضافيا على سبيل أنه مقدر وليس محقق وما إن يتحقق حتى يصبح ضمن العدد المحصور ولكن يمكن أن يخلق واحدا مرة أخرى وهكذا يبقى مفتوحا التقدير مفتوح والموجود محصول ولذلك فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم من صلواتنا عليه بلغ
عدد الصلوات جوجول بليكس فلو صليت عليه الآن يكون جوجول بليكس زائد واحد عليه الصلاة والسلام وهكذا دائما فالأمر مفتوح فيجوز أن نقول زيادة في الشرف النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن القبض والبسط وقال إنهما حالتان تأتيان بعد ترقي العبد عن حالة الخوف والرجاء، فالقبض للعارف بمنزلة الخوف للمبتدئ، والبسط للعارف بمنزلة الرجاء للمبتدئ. والمستأنف يعني المبتدئ. وأما الفصل بين القبض والخوف والبسط والرجاء، أي ما الفرق
بينهم؟ الفصل يعني الفرق بينهم أن الخوف في المستقبل أما أن يخاف فوات محبوب أو هجوم محظور وكذلك الرجاء إنما يكون بتأميل محبوب في المستقبل أو بتطلع زوال محظور وكفاية مكروه في المستقبل وأما القبض فلمعنى الحاصل في الوقت وكذلك البسط يبقى القبض والبسط هذان حالان الآن فصاحب الخوف والرجاء تعلق قلبه في حالتيه بآجله بما هو آتي وصاحب القبض والبسط أخذ وقته بوارد غلب عليه في عجلته ثم تتفاوت صفاتهم في القبض والبسط على حسب تفاوتهم في أحوالهم فمن وارد يوجب قبضه ولكن يبقى مجال
يبقى مجال للأشياء أنت عندك مجالا فمن وارد يوجب قبضا ولكن يبقى مجال للأشياء الأخرى يعني الوارد جاء حالا قبضني لما أمسكني لو كان الإمساك تاما يغلق كل الأبواب لأنني لا أطيق أن أرى أحدا ولا أطيق أن أسمع صوت القطة ولا أطيق أن أنظر
إلى وردة ولا أطيق أن أشم العطور انغلق كل شيء ولا يمكن عمل للإمساك بمعنى شيء من الانطواء وما زال هناك مجال يبقى مجالا للأشياء الأخرى كيف أذهب إلى العمل وأنا مقبوض علي، لكن الآن لا يعرف إذا كان الوارد لم يترك مساحة فلن يعرف كيف يفعل شيئا، لكن هنا تبقى مساحة للأشياء الأخرى، ما هذه الأشياء الأخرى التي لم يرد عليها
القبض، ورد القبض فلست قادرا على أن أكلمك نهائيا في حالة قبض، لكن قادر مصلحة أن أفعل شيئا وهكذا فمن وارد يوجب قبضا ولكن يبقى مجال للأشياء الأخرى لأن الوارد غير مستوفى ما هو وارد قبض تام مائة في المائة غير مستوفى ومن مقبوض لا مجال لغير وارده فيه لأنه مأخوذ عنه بالكلية بوارده يبقى الوارد منه مائة في المائة ومنه خمسون وسبعون وليس في المائة هذه العبارة واضحة نعم ولكن يبقى مجال للأشياء الأخرى يبقى كأنها صفة
للوارد وكلام لا معنى له كما قال بعضهم أنا مردوم أي لا مجال في أنا انتهيت اكتملت مائة في المائة وكذلك المبسوط قد يكون فيه بسط يسع الخلق مائة في المائة فلا يستوحش من أكثر الأشياء أن يرى الأسد فيريد أيضا أن يحتضنه، ويرى العدو فيعذره، والصديق فيحبه وهكذا، ويكون مسرورا لا يؤثر فيه شيء بحال من الأحوال مائة في المائة، وقد يكون غير ذلك أنه لا السرور جاء سبعين في المائة
فقط وهكذا، أمفهوم يا أولاد؟ سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول دخل أبو بكر القحطاني وكان له ابن يتعاطى ما يتعاطاه الشباب وقد فسد يشرب المخدرات والحشيش وأشياء لا أدري ما هي وهو من كبار الأولياء ومهما ضل فماذا سيفعل له كابن نوح وكان مارا هذا الداخل على هذا الابن أي وهو ماش إلى أبيه داخل عليه هكذا وهم جالسون في المجلس فإذا هو مع أقرانه في اشتغالهم ببطالتهم يشغلون الجوزة ويشربون المخدرات، فانفطر قلبه وتألم للقحطي. قال أبو علي الدقاق: لا إله إلا الله، انظر كيف ابتلى ربنا هذا
الولي بابن يريد الحرب. وقال: مسكين هذا الشيخ، كيف ابتلي بمعاناة هذا الابن. فلما دخل على القحطي وجده كأنه لا علم له يجري في الأصل إلى جانبيه بما يجري عليه من الملاهي فتعجب منه أبو علي الدقاق تعجبا من القحطي وقال فديتك يا من لا تؤثر فيه الجبال الراسيات هذا أنا لو كنت مكانه وكان عندي ابن مثل هذا لمت وهو ربنا أنزل على قلبه السكينة فقال القحطي أنا قد تحررنا من رزق الأشياء في الأزل يا ربنا قدر علينا أن نصبر
على هذا فهذا ليس من جهدنا بل هو من الله سبحانه وتعالى كان أحد العلماء الكبار من مشايخ مشايخنا في أوائل القرن وكان ابنه على هذه الصفة ومما أنزل الله على قلبه من السكينة أنه كان يسدد عنه أجرة الخمر يعني أن الولد يذهب إلى منزل صاحب الخمارة ويحسب في النهاية جنيها خلال الشهر ثم يذهبون ليسددوا للشيخ وكان شيخا من شيوخ الأزهر العظام من تقوى الله سبحانه وتعالى ومن هذا الحال أنه صابر وكان هذا الولد إذا رجع إلى البيت عند
الفجر سكرانا يرجع بظهره يصعد السلم حتى إذا ما فتح الشيخ الباب من أجل أن ينزل لصلاة الفجر فإذا كان هذا الشخص يقول له هذا أنا نازل أصلي الفجر وهو صاعد عند الظهر وإذا لم يجد شيئا يظل واقفا حتى الباب حتى يدخل وينام ولا صلاة ولا غير ذلك وصبر عليه الشيخ حتى هداه الله سبحانه ذلك الولد من المعاملة الطيبة الرفيقة وهكذا ثم بعد ذلك وبعد كلام في القبض والبسط دخل في الهيبة والأنس ونكتفي بما ذكرنا عما قررناه وسندخل في
المرة الثانية التي هي بعد العيد إن شاء الله في الأخلاق نأخذ منها بعضها أيضا ثم نعطيكم كيفية الإجابة على الأسئلة في الأسئلة محدودة محددة لكي لا تبكوا ونلتقي على الخير إن شاء الله