برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | أمانة الكلمة بتاريخ 2011 - 06 - 17

برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | أمانة الكلمة بتاريخ 2011 - 06 - 17 - كلمة حق
كلمة سلاح في منتهى الخطورة إما أنها تؤدي إلى الإعمار والبناء وإما أنها تؤدي إلى الهدم والخراب، لذلك كانت دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمسك عليك لسانك، وقد تتسبب في أن تلقي بصاحبها إلى النار أو إلى الجنة، وعلى مستوى المؤسسات فالكلمة في
وسائل الإعلام تؤجج المشاعر وأيضا الوجدان عن أمانة الكلمة ومسؤوليتها، نتحدث في كلمة حق أمانة الكلمة، حديثنا في كلمة حق اليوم من رحاب جامعة الأزهر الشريف وأثر هذه الكلمة في بناء المجتمع. اسمحوا لي بداية أن أرحب بضيوفي الكرام، كوكبة علماء الأمة الإسلامية. حياكم الله تفضلوا فضيلة العلماء الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، بفضيلتكم أهلا وسهلا بكم، مرحبا بأستاذي الأستاذ الدكتور طه بكر، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء. أرحب بفضيلتكم أهلا وسهلا ومرحبا، ومعنا أيضا من جيل الشباب إن صح التعبير الدكتور أحمد سمير مدرس الإعلام بجامعة الأزهر لأنه بالتأكيد
سيكون هناك جانب عن دور الإعلام وهو أيضا يتحمل مسؤولية كبيرة في منتجاته ونرحب بك دكتور أحمد أهلا وسهلا بحضرتك أهلا وسهلا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة إن الأنبياء حملوا إلى الأمم دائما الكلمة وقاموا بتبليغ الرسالات إنني أود أن نتعرف من فضيلتكم في البداية على مفهوم أمانة الكلمة في الشرع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، ربنا سبحانه وتعالى أخبرنا أنه قد عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، وذلك لثقل الأمانة والأمانة تطلق في اللغة على ما قد ائتمنك عليه الناس من الودائع. وتطلق في اللغة
على الكلمة الطيبة أن هذه أمانة وتطلق في اللغة على الوعد أيضا إذا فمفهوم الأمانة مفهوم كبير له جزء منه عقائدي وله جزء منه عملي ورأينا الإسلام وهو يتحدث كما أورد أبو حامد الغزالي في كتابه الماتع إحياء علوم الدين وكتب فصلا عن آفات اللسان آفات اللسان نعم ومن هذه الآفات التي يبتلى بها اللسان فتبتلى بها الكلمة الكذب، وجلس المسلمون من علماء البلاغة ومن علماء اللغة ومن علماء الأصول ومن علماء المنطق وهم يحددون طبيعة الكذب ما هو، فقال بعضهم أن الكذب
هو مخالفة الاعتقاد يعني أنا أعتقد شيئا وأتكلم بشيء آخر، وقالوا لا هو مخالفة الواقع وبعضهم مثل الجاحظ قال إنه مخالفة الاعتقاد مع الواقع نعم وهذا مرفوض لأنه ليس هناك في اللغة سوى الصدق والكذب فإذا كان الصدق موافقة الاعتقاد والواقع وكان الكذب هو مخالفة الاعتقاد والواقع فيبقى لا بد أن يكون هناك شيء آخر وثالث بين الصدق والكذب ولا ثالث بينهما في الكذب يقول فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله أبو ذر: أيكذب المؤمن؟ قال: لا. أيسرق المؤمن؟ قال: نعم. أيزني المؤمن؟ قال: نعم، لعل شهوة أو حاجة دفعته إلى هذا الذنب. أيكذب المؤمن؟ قال: لا، المؤمن لا يكذب. أخرجه
مالك في الموطأ. أمانة الكلمة. الكذب في اللغة قريش هو الخطأ ولذلك لما قال سعد في يوم الفتح اليوم يوم الملحمة نجعل الدماء تصل إلى الركب فلما عرض ذلك على رسول الله قال كذب سعد أخطأ سعد يعني أخطأ سعد ليس كذب هنا بمعنى أنه اخترع الكلام لأنه يتحدث عن عقيدته يعني عما في ذهنه اليوم يوم الملحمة قال كذلك سعد، وهذا يعني أن عزل سعد أو أقيل سعد من منصبه كقائد الجيش، وأتي بابنه قيس بن سعد، وكان قيس بن سعد على شرطة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا قيس بن سعد عندما يركب الفرس تصل قدماه إلى الأرض، ما شاء
الله، فكان طويل القامة سيدنا عمر كان هكذا ومثل ابن بعد الكرب ومثل هؤلاء الناس كان ضخم الجثة وكان في شرطة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا قيس بن سعد فكذب سعد فإن من أمانة الكلمة أن تكون خالية من الكذب والنبي صلى الله عليه وسلم حضرنا من العصر الذي نصل فيه إلى ينتشر الكذب أي بعد ذلك سيصبح هذا الكذب مصيبة سوداء عندما ينتشر كما انتشر في عصرنا هذا في عصرنا هذا انتشر فيه الكذب حتى خان فيه الأمين وأصبح المعروف منكرا وأصبح المنكر معروفا فتختل الأمور ويختل الميزان في يد البشر إذا كان الكذب هو الأساس ولذلك كان الكذب مرفوض من جميع العقلاء، يا للعجب! آه، ومن
آفات اللسان أيضا الغيبة والنميمة وشهادة الزور، وكلها ترجع إلى الكذب، لأنني عندما أغتاب الإنسان الآن قد يكون قد أقلع عما اغتبته فيه، فأكون كاذبا. وعندما أشهد شهادة الزور فهذه كذب ويضاف إليها أنها بين يدي القاضي الذي بيده أساس العدل. والإنصاف إذا أنا التزمت بالعدل والعدل أساس الملك معان كبيرة جدا في قضية أمانة الكلمة أن تكون قد زالت منها آفات اللسان ولذلك سيدنا رسول الله وهو يعظ معاذا يقول له اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك أضمن لك الجنة يا سبحان الله ويقول يا رسول الله أويؤاخذ أحدنا بما يقول قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل
يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم أمسك عليك هذا وأشار إلى لسانه الشريف صلى الله عليه وسلم أمانة الكلمة هي أساس حسن الخلق ولذلك قال النبي وخالق الناس بخلق حسن لأن أمانة الكلمة هذه أمانة الكلمة يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، يا للعجب لا يوجد توثيق، انظر إلى جانب هذا جانب الشائعات، ولعلك تعد حلقة عن الشائعات وحدها هكذا، أمانة الكلمة هذه أمانة عظيمة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول رب الكلمة من رضوان الله لا يلقي أحدكم إليها بالا تدخله في رياض الجنة، ورب
الكلمة من سخط الله لا يلقي أحدكم إليها بالا تهوي به سبعين خريفا في جهنم. إن بعض الناس يستهينون بما يفعلون ويتكلمون كلاما باطلا، إما يتهمون به أناسا وإما تلوكه الألسنة وإما كذلك إلى آخرها ثم يصدقون الخيالات والأوهام ثم بعد ذلك كل ذلك محسوب عند الله سبحانه وتعالى ولا ينطق أحدهم بكلمة ولا لفظ إلا وله رقيب عتيد يسجل عليه فاحذروا من أمانة الكلمة أمانة الكلمة هذا في جانبها السلبي ونتحدث في جوانب أخرى لأن أمانة الكلمة لها جوانب إيجابية ولها جوانب سلبية وآفات اللسان هذا جانبها السلبي الذي التخلية فيه تؤدي إلى التحلية بالجوانب الإيجابية، نعود إلى فضيلتكم
نتحدث عن هذه الجوانب فضيلة الدكتور علي ونستطلع رأي الأستاذ الدكتور طه بكريشة، يعني إذا كانت الكلمة واللسان قد يدفعان بصاحبهما إلى النار سبعين خريفا، فما رؤية فضيلتكم من زاوية أخرى لما طرحه فضيلة الديار المصرية عن أمانة الكلمة وأهمية الصدق في هذا العصر وفي كل عصر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد أهمية أداء أمانة الكلمة نستطيع أن ندركها من خلال حديث القرآن الكريم عما ينطق به اللسان هذا الحديث يبين لنا الضوابط الإيمانية التي تحقق القيام بأمانة الكلمة، أول هذه الضوابط أن القرآن الكريم عرفنا أنه
ما من كلمة ينطق بها اللسان إلا وهي مسجلة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، دون حاجة إلى تسجيل أو إلى غير ذلك من هذه الأمور الدنيوية، يقول تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، كذلك يقول تعالى وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون، كذلك يقول تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، ثم إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وقدمنا ما عملوا من عمل إلى آخر الآيات أيضا من هذه الضوابط التي تعين المؤمن على أن
يفكر طويلا قبل أن ينطق بأي كلمة إلى جانب هذا التسجيل الإلهي الذي ليس في حاجة إلى أجهزة أو إلى غيره شعور الإنسان بمعية ربه سبحانه وتعالى معه هذه المعية إذا أيقن بها المؤمن تمام اليقين أوجد في قلبه نوعا من الاستحياء، نوعا من الخجل. الإنسان منا إذا كان في حضرة شخصية يكن لها احتراما وتقديرا، كرئيس مثلا في مكان ما وأمامه معه مسؤولون، أستاذ مع تلميذ إلى آخره، فترى دائما التلميذ يتحفظ أو المرؤوس يتحفظ من أن ينطق بأي كلمة فيها شيء. مما يخجله أمام أستاذه أو أمام رئيسه، فكيف إذا كان الأمر إذا شعر المؤمن أنه ليس وحده وإن كان يجلس وحده
في منزله أو في حجرته فهو في الواقع ليس وحده، ولو كان مع إنسان آخر فهما ليسا اثنين وإنما ثلاثة وهكذا نجد تأكيد هذه الحقيقة المعية الربانية التي تحدث الاستحياء من الله تعالى، حق الحياء. يقول تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو - أي الله سبحانه وتعالى - سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا. هذه الحقيقة كما قلت توجد في الإنسان خلقة الحياء والاستحياء من عز وجل فالإنسان يفكر طويلا وطويلا قبل أن يسمع منه ربه سبحانه وتعالى ما ينطق به لسانه مما لا يليق من الكلام ويتجه إلى الجانب الإيجابي الذي يرضي رب العالمين
سبحانه وتعالى ولذلك رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يفسر لنا هذا الشعور وهذا اليقين بأنه هو الإحسان عندما سئل عن الإحسان فقال عليه الصلاة والسلام الإحسان أن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي فاعلم علم اليقين أنه يراك لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه فضلا عما ينطق به لسانه إذا هذا الشعور يجعل الإنسان يستحي من ربه سبحانه وتعالى وفسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ماذا في الرأس اللسان والعين والأذن والعقل والفكر
وأن تحفظ البطن وما حوى شهوة البطن وشهوة الجنس آخره فإذا التفتنا فقط إلى مجرد أن نحفظ الرأس وما وعى اللسان تأتي منه أمانة الكلمة وأمانة أو حياء العين وحياء الأذن وحياء حتى الظنون والأفكار قبل أن تخرج إلى الوجود الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم والنبي صلى الله عليه يقول وإذا ظننت فلا تحقق يعني فلا تحول هذا الظن إلى بحث عن أسباب وأدلة تحول الظن إلى حقيقة واقعة يترتب عليها قضايا وقضايا إلى آخره ومن هذه الضوابط أيضا ما أشار إليه فضيلة المفتي من مسألة الثواب على الكلمة الطيبة التي لا يلقي الإنسان لها بالا لأنها أحدثت أثرا به أو إلى أعلى عليين أو في
أفضل مكان في الجنة كما تلقي به، والكلمة السيئة في المقابل، الكلمة السيئة التي لا يلقي لها بالا، فكيف بالكلمة التي يتعمدها تعمدا ويقصدها قصدا من خلال غيبة أو نميمة أو مؤامرة أو حتى مجرد كتابة، يعني لا نريد أن نقصر الكلام على الكلام المنطوق وإنما الكلمة المكتوبة تتساوى مع الكلمة المنطوقة، كل ما يقرأ في الصحف والمجلات أو في الوسائل الحديثة التي تعرفونها أنتم الآن في الإنترنت والفيسبوك وما شابه ذلك، كل هذا يدخل تحت أمانة الكلمة، يسأل الإنسان عن الكلمة التي ينطق بها من قول ويحاسب عليها وما يكتبه الإنسان من إن كان خيرا أثيب عليه وإن كان غير ذلك عوقب عليه كما بين لنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، هذه ضوابط
ثلاثة تحقق للإنسان وتعينه على كيفية أداء الأمانة كما قال رب العالمين إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ولها ميادينها المتعددة، أمانة الكلمة في العلم في التعليم. أمانة الكلمة في الشهادة، أمانة الكلمة في القضاء، أمانة الكلمة في التقارير التي يكتبها الرؤساء عن موظفيهم إلى آخره، كل هذا يدخل تحت هذا الإطار العام وتحت هذه الدوائر. فضيلتكم فتحتم لنا محورا مهما جدا، وفضيلتكم تتحدثون عن الكلمة حتى المكتوبة، وبالتالي نتحدث عن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب. حسنا ونغتنم فرصة وجود الدكتور أحمد سمير وبالتأكيد سنستضيفك على فضيلتك وفضيلة الحضرة دار المصرية عن دور الإعلام في أمانة الكلمة أي أن الساحة الآن والجميع في حيرة من أمرهم لا تجد أبدا وسيلة إعلامية
صحيفة كانت أو محطة إذاعية أو محطة فضائية تتناول أمرا كما تتناوله الوسيلة الأخرى فماذا عن أمانة الكلمة في الوسائل الإعلامية، أمانة الكلمة في وسائل الإعلام مرتبطة بمسألتين: المسألة الأولى ما يرتبط بالمبادئ، والمسألة الأخرى ما ترتبط بالممارسة. فحين يحدث حدث ما، من الطبيعي أن تنقله جميع وسائل الإعلام، لكننا نرى دائما أن وسائل الإعلام حين تنقل هذا الحدث لا تنقله دائما بعين واحدة، وهذه مسألة ليست غريبة، أي لو اجتمع حشد من الناس ورأى حدثا، فإن شهاداتهم عن هذا الحدث تكون أيضا شهادات مختلفة. الفارق الجوهري أن القائم بالاتصال أو الصحفي أو الكاتب حين يرى الحدث فإنه يراه أولا من منظوره الذاتي. لو نحن نتحدث تحديدا عن مجموعة القيود التي يعاني منها أو يقوم بها الإعلامي في عمله تحت هذه القيود فنحن لدينا أربعة قيود،
القيود الأولى هي ما نطلق عليه القيود الذاتية، القيد الذاتي الذي هو مرتبط بالإيمان والعقيدة والقناعات وحتى بالمزاج أحيانا، يعني أحيانا قد يرى شخص ما هذا حدثا مهما وأحيانا لا يراه كذلك، والآخر ليس حدثا مهما ضمن دائرة اهتماماته وهكذا هذه القيود الذاتية هي التي تحدد منظور معالجة الحدث قد يكون واحدا لكن المنظور قد يكون مختلفا أيضا كي نوضحها للسادة المشاهدين نفترض أن حدثا تم أمامنا أن سيارة مثلا اصطدمت بطفل أمام مدرسة هذا هو الحدث لكن حين تنقله وسائل الإعلام أنا أستطيع أن أحمل المسؤولية لمجموعة من الناس، المسؤولية الأولى أن أقول إن الحكومة مسؤولة عن هذا الحادث لأنها لم توفر، لم تؤمن طلاب المدارس. أقول وزارة الداخلية مسؤولة لأنها لم تضع مطبات صناعية ولم تضع عسكري مرور هنا. أقول المدرسة مسؤولة لأن المدرسة هنا
لم تحافظ على طلابها أقول. ولي الأمر مسؤول لأنه لم يراع أبناءه أم أقول السائق مسؤول لأنه كان يسوق بشكل، ليس صحيحا كل واحد يأخذها من زاوية ليصل إلى هذه الزاوية أو هذا المنظور وهي نظرية في الإعلام تسمى نظرية التأطير كيف تقوم كل وسيلة إعلامية بتأطير الحدث وفق منظورها ووفق القيود فأول إطار الإطار الذاتي والقيد الذاتي هذا واحد من القيود الأخرى، أي أن القيد الثاني هو القيد المؤسسي، فالمؤسسة التي يعمل فيها هذا الشخص لا توجد مؤسسة إعلامية في العالم تعمل أو تقوم من أجل أن تعرض الحقائق بوضعها الطبيعي، بل هي تعرض الحقائق من وجهة نظرها، وهذا لا يعني أنها تلون إنها تغير الحقيقة أو إنها تكذب، لا هي تدافع عن مصالحها فهي تظهر ما تراه وتخفي ما تراه بما يتفق وسياساتها والغرض وسياسات كل مؤسسة تفرض على جميع الناس الذين يعملون بها هذا الأمر يعني فقيود المؤسسة تفرض
على النص أو المادة الإعلامية أن تتحور وفق أهدافها تماما ثالثا هذه القيود هي القيود الاجتماعية والقيود الاجتماعية هي ما يليق وما لا يليق اجتماعيا، ما تعرف عليه الناس وما لم يتعرفوا عليه، العادات والتقاليد وهذه المسائل، فهذا يحدد ما ينشر وما يليق أن ينشر وما لا يصح أن ينشر. نعم، آخر شيء هو القيود السياسية، والقيود السياسية قد يظن الكثيرون إن هذا يعني من القيود التي تشيع في الأمم المتخلفة أو الدول النامية، وهذا كلام غير صحيح، فالقيود السياسية موجودة في جميع دول العالم، وهذا يعني مجموعة من التدخلات التي تقوم بها إما مراكز الضغط وإما القوى السياسية سواء كانت ممثلة في أحزاب أو جماعات ضغط أو ستحكم حكومة نعم هذه تمارس على وسائل الإعلام أن يعالجوا هذه المسألة من وجهة النظر هذه بهذا الشكل نرى أن المدخلات الخاصة بوسائل الإعلام حين تدخل لا تصبح
أبدا هي نفس المخرجات لأنها تمر عبر هذه الآلية عبر هذه القيود الأربعة وهذه نظرية أخرى أيضا في وسائل الإعلام كانوا يركزون يسمونها حراس البوابات أو حراس البوابة الإعلامية، هذه بوابات تمر منها الأحداث، فكل حدث كلما مر من بوابة ضيق عليه، كلما مر من بوابة عدل، كلما مر وبالتالي فإن الناتج النهائي الذي يصل ليس هو ناتج الحدث الحقيقي، ومسألة أمانة الكلمة لماذا وصلت إلى هذه المسألة من أهميتها على مستوى هي مرتبطة أساسا بأن علم الإعلام أو المعروف عنه بأنه علم الإعلام هو أساسا يسمى علم الاتصال والاتصال لا يتم إلا من خلال رموز هذه الرموز إما رموز لغوية ممثلة في ألفاظ وإما رموز غير لغوية ممثلة في أشكال وحركات وهكذا الإنسان عموما وهو يمارس عملية الاتصال مقيد تماما بنظرية حاكمة في علوم الإعلام تسمى نظرية تقليص الشك الأنثروبي، فما معنى
هذا؟ أن الإنسان الباعث الأساسي في حركته واتصاله بالآخرين أنه دائما في موضع شك، دائما في موضع شك، فحينما يسعى دائما للرسائل الإعلامية من أجل أن يقلل شكه تجاه شيء ويعزز يقينه من النحو الأخرى وهذه النظرية تنبثق عن نظريتين أخريين تسمى نظرية التنافر المعرفي ونظرية التوافق المعرفي وهذا معناه أن الإنسان حين يرى أو يسمع ما يتعادل أو يتوافق مع اتجاهاته مع أفكاره مع مبادئه مع قناعاته فإنه غالبا يسعى نحو الإيمان بهذه الرسالة حتى لو كانت الرسالة هذه في حد ذاتها وإن هو لو رأى رسالة حتى لو كانت صحيحة لكنها تختلف مع نسقه الفكري والمعرفي والثقافي فإنه غالبا يسعى لرفضها وهذا الذي قاله من قبل علماء البلاغة منذ أكثر من ألف سنة فيما يسمى مطابقة الكلام لمقتضى الحال فحين نحدث شخصا شاكا نحدثه بأساليب توكيد مختلفة عن تلك
التي نتحدث بها مع من يتفق معنا أو يتسق معنا أو ينطلق معنا من القاعدة نفسها فتحت لنا وفضيلتكم دكتور تعالوا حقيقة موضوع مهم جدا أمانة الكلمة في الإعلام هذا على حبيبك خير الخلق كله أكرم بخلق نبي زانه خلق بالحسن
مع فضيلة المفتي في البداية الجوانب السلبية للكلمة قد تدفع قد تدفع الإنسان أو تكبه على وجهه في النار عن الجوانب الإيجابية وتحدث الدكتور أحمد سمير عن الإعلام وأريد أن أستوقف فضيلتكم في هذا الأمر لأنه موضوع شائك ومهم والحقيقة يا فضيلة المفتي أعني مصداقية الإعلام ومصداقية الأمانة في الإعلام المرئي والمسموع وخطورة غياب المصداقية التي يرى كثيرون
أنها غابت هذه الأيام أنا أعني استمعنا إلى التحليل الممتع العلمي من الدكتور أحمد عندما يتحدث عن القيود الذاتية والقيود المؤسسية والقيود الاجتماعية والقيود السياسية وهذه الأربعة في الحقيقة أضيف إليها أن لها سقفا وهذا السقف هو القيم الأخلاقية وسقف القيم الأخلاقية يترجم بما يسمى بميثاق الشرف الإعلامي وفي بعض الأحيان يقال بميثاق الشرف الصحفي إذا كنا مقتصرين على الكتابة أو ما شابه ذلك إلى آخره، ولكن ميثاق الشرف الإعلامي يشمل المسموع والمرئي وكذلك أصبح أيضا يشمل الإنترنت وما يحتويه من التويتر أو اليوتيوب أو الفيسبوك أو المواقع المختلفة، يجب أن
تصل القيم الأخلاقية إلى كل جزء من القطاعات القيود الأربعة سوف تميز لماذا خطاب عن خطاب آخر وهذا متاح ولكن ينبغي ألا يتعدى وألا يكسر وألا يحطم السقف الأخلاقي الذي هو ميثاق الشرف الإعلامي من هنا ندخل إلى قضية الجانب الإيجابي لأمانة الكلمة أمرنا في الشرع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النبي عليه الصلاة والسلام اعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء لا يتجزأ من قوة الدولة وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا انتهى ولم نفعله ولم نقم به وغاب عنا إذا فعلنا
هذا انهارت الدولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمكن أن نحول هذه المعاني النبوية إلى مؤسسات فاعلة ما يسمى مثلا بالرقابة المالية والرقابة الإدارية وجهاز المحاسبات وجهاز الإحصاء وجهاز كذا إلى آخره، لأن هذه آليات مختلفة نحتاج إليها مختلفة، ولكن من أهم هذه الآليات الإعلام أيضا، فالإعلام ينبغي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ينبغي أن يلتمس في هذا الخلق وهذه القيمة شيئا كبيرا، لا تأمرن بالمعروف ولا تنهون عن المنكر وإلا ليسلطن الله عليكم عذابا، أي هكذا أي إذا من مقومات بقاء الدولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لاحظناه في عصورنا المتأخرة أنه كلما تأخر الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر كلما اعتدي على المبادئ السامية العليا وحينئذ ندخل في فتنة عمياء صماء بكماء لا ترى ولا تسمع ونتأخر كلما فعلنا هذا الاعتداء على المبادئ السامية العليا الناتج من تخلفنا أو تأخرنا أو إغفالنا لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه أمر يؤدي إلى الهلاك المجتمعي الجانب الآخر الإيجابي في قضية أمانة الكلمة النصيحة الدين النصيحة انظر الآن إلى هذا التعبير العجيب الغريب الفرد الوحيد الذي النصيحة يذكرنا هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحج عرفة الدين
النصيحة انظر كيف هذا الحج عرفة طبعا الحج يشتمل على أركان أخرى كالطواف والسعي وكذا إلى آخره ويشتمل على أعمال أخرى من الواجبات والسنن كالمبيت بمزدلفة والرمي وإلى آخره ولكن الوقوف بعرفة إنما قال الحج عرفة يعني أهم شيء في الحج والركن المنفرد به الحج عن العمرة أو غيرها هو عرفة فإذا فات عرفة فقد فات الحج الدين النصيحة يعني أهم شيء في الدين هو النصيحة حسنا هذا نحن ما زلنا نقول أن الصلاة ذروة السنام وأن أركان الإسلام خمسة وليس فيها النصيحة لأن النصيحة إذا بطلت بطل الدين، إذا أنا إمام أمانة الكلمة في صورتها الإيجابية، سأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سأرى قضية النصيحة، سأرى قضية التعليم،
الإعلام. الحقيقة دائما أنا أتكلم وأحيانا بعض إخواننا الإعلاميين يغضبون مني، الله يعني يجعل كلامنا خفيفا عليهم وينشرح لهم صدرهم للإثارة، لا. هذه الإثارة التي يسير عليها كثير من الإعلام الذي يكسب ويلعب مع الأسف هذه مدرسة أخرى هذه ليست مدرستنا هذه ليست من شأننا ليس هو هذا سيدنا الذي أخبرنا عنه وتسببت فيها في قضايا كثيرة حتى الرياضية منها جدا الإثارة قبل الإنارة وما لي بالإثارة جاءت جئت لأقول إن هذا واجب حضاري وواجب ديني وواجب عمراني، التعمير لا التدمير، ينبغي أن يجعل الإنارة لا الإثارة، فواحد يقول لي لا هذا لازم الإعلام يكون فيه شيء من الإثارة، قلت له لا، تسمها إذن إثارة، سمها الجاذبية، وأرجو
أن تكون جذابا لا كذابا، يا سلام! يعني الجاذبية نوع من أنواع ما يجذب الناس من غير الكذب يقف وهذا الذي يحتاج إلى جهد، إنه إبداع يحتاج إلى جهد، أما أن يكون الإبداع هو أن كل واحد يقول ما يخطر بباله من غير مهنية، من غير إتقان، من غير تدريب، من غير إنارة وتلذذ بهذه الإنارة، فهذا لا. يرضي الله ولا يرضي رسوله ولا يرضي المؤمنين، فالإثارة قبل الإنارة هذه يشكو منها الناس الآن، الناس الآن في حالتنا التي نعيش فيها يشكون من مدى هذا، هذه إثارة ضد كل شيء صحيح، فلماذا تفعل هذا؟ قال والله هذا الذي يجلب المال، يجلب الإعلانات، يجلب كذا إلى آخره هذه مدرسة عفا عليها الزمن كانت تسمى قديما في الإعلام مدرسة فرانكفورت
في الثلاثينيات وهكذا إلى آخره، مدرسة فرانكفورت هذه معناها أنني أساوي كم؟ حسنا أنا أجلب إعلانات أم لا؟ أجلب إعلانات إذن انتهى الأمر، حسنا أنا أقدم ماذا؟ لست أقول له أي شيء بالضبط، لست يقول إن نفسي ولا بشرف ولا بضوابط ولا بأمان في الكلمة، أي شيء لا، هذا ليس كذلك فحسب، هذا حتى لو عظمت الجريمة يا سلام، اعترضت على النظام العام والآداب، عملت ما يهز الناس، فأكون ناجحا لأنني نسيت ما شاء الله من واشنطن إلى طوكيو، وإذا أنا حافظت على المهنية وحافظت على القيود الأربعة التي تتخللها الأخلاق كما يتخلل الماء الورد فإنني سأكون يعني يمكن لو كل قليل أو محلي قليلا طيب ما عليه شيء ولكنك أنت ستكتب عند الله صادقا وستكتب عند الله في عليين لكن الذي أنت تفعله هذا إفساد في الأرض حتى لو
كان في النهاية ستأخذ ملايين الجنيهات ملايين المعارف ما هي شهوة الشهرة وشهوة المال هي هنا التي ستحل محل القيمة إذا أمانة الكلمة في الإسلام فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها قضية النصيحة فيها قضية التعليم فيها الإنارة لا الأفكار فتح الله عليك فضيلتك مفتي الحقيقة يعني أود إذا أن أستطلع رأيك بالصورة وأبوكنيشا في الأمر يتعلق بخطورة غياب الأمانة عن الوسائل الإعلامية المختلفة، أي هل يعتبر ذلك خيانة للأمانة؟ بالطبع من المعلوم أن كل فضيلة يقابلها نقيضها الذي يكون رذيلة، نعم فنقيض الأمانة هو الخيانة، ولذلك الله تعالى كما أمرنا
بأداء الأمانات نهانا عن خيانة الأمانات "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول تعلمون إذا كنا سلمنا واتفقنا على أن أداء أمانة الكلمة في الإعلام مطلوب ولا بد منه، فإنه في مقابل ذلك وعكس ذلك إذا تخلت وسائل الإعلام عن هذه الأمانة تكون قد دخلت في رذيلة الخيانة، وكما يثاب الإنسان على أداء الأمانة يأثم ويعاقب على الخيانة التي وقع فيها، فمن هنا لا بد أن نؤكد على أن وسائل الإعلام جميعها مرئية مقروءة مسموعة عليها أن
تضع هذه الضوابط الإيمانية التي أشرنا إليها في ميزان أو في منهجها الذي تقوم به ولا يكون الهدف هو البحث عن الشهرة أو البحث عن كثرة توزيع مثلا أعداد من الصحف أو جذب كثير من الإعلانات من خلال تزييف أمور كثيرة، كل هذا يعد من باب الكسب الحرام الذي جاء من وراء خيانة أمانة الكلمة. ما هو الإفساد؟ ليس شرطا أن يكون الإفساد ماديا، هناك إفساد أخلاقي، هناك إفساد أمني، هناك إفساد أي أن نواحي الإفساد كثيرة فكلها لها وسائلها الكثيرة ومنها وسيلة خيانة أداء القرآن الكريم يشير إشارات سريعة إلى
الجوانب الإيجابية نرى شاهدا لها في قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس عناوين عامة ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما في مقابل ذلك نهي عن الميادين الأخرى التي فيها إفساد يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون كذلك مما نهانا عنه في مجالسنا وفي آدابنا الحوار يكون من خلال كلمات لا بد لها من هذه الضوابط فيا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول
وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون فهذه أمانة الكلمة يعني أستطيع أن أقول إنها التي تقوم عليها سائر الأمانات الأخرى كالصدقة وفعلا أمانة الكلمة هي القاعدة الأساسية التي يبدأ عليها البناء في شتى جوانب المجتمع، حتى في ميدان الدعوة إلى الله عز وجل. القرآن الكريم ماذا قال للدعاة؟ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، ثم قال له احذر الخداع حتى لا يقال لك يا أيها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في
قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد النقيض ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. في مجال التعليم، والتعليم هو تلقين القيم والتلقين من خلال القدوة، ومن خلال الأخلاق ومن خلال الكلام الذي يسأل عنه الإنسان حينما يربي التلميذ على القول. الصادق وعلى كذا وكذا كل هذا أيضا داخل في أداء مال الكلمة الشهادة في القضاء الإنسان يشهد الشهادة كلمة ولا بد أن تكون بالحلال أمانة يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن
يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا العدل هنا هو العدول عن أداء أمانة الكلمة أن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا في المقابل حتى أداء أمانة الكلمة حتى مع الأعداء يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله بالقسط شهداء بالقسط بالعدل ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى الشهادة هنا ليست فقط مجرد شهادة أمام القاضي وإنما كما أشرت من قبل التقارير التي يكتبها الرؤساء عن مرؤوسيهم يجب أن تكون تقارير وهو كلام مكتوب لا بد أن يكون كلاما مطابقا للواقع لا محاباة لا توجد مجاملة لقريب ولا تحامل ولا ظلم على علاقة غير طيبة مع
مرؤوس أو إلى آخره وإنما ينبغي أن تكون الكلمة المكتوبة هنا شهادة يسأل عنها الإنسان أمام ربه سبحانه وتعالى وشهادة الزور تعلمون كيف حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم ومن الكبائر ألا وشهادة الزور إلا وشهادة الزور، إلا حتى قالوا ليته سكت عن ذلك، ما رددها على لسانه تحذيرا إلا وأن يحذروا من شهادة الزور، هي كلمة خيانة لأداء أمانة الكلمة، ففي شهادة الزور لأنه قد يترتب عليها ما يترتب، يعني تعطي من لا يستحق شيئا لا يستحقه، وتحرم من يستحق شيئا كان يستحقه. كل هذا يبين لنا كيف يتابعنا الإسلام في كل جوانب حياتنا بدءا من الكلمة التي ينطق بها اللسان التي هي نعمة
من نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن نشكره عليها من خلال القيام بالأمانة فيها الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان فالبيان ما دامت هذه نعمة علينا أن نقوم بأداء هذا العمل حتى يكون ذلك شكرا لله عز وجل، والشكر كما قال تعالى "لئن شكرتم لأزيدنكم"، نبقى في محور الحديث مع الدكتور أحمد سمير، يعني في ظل هذا الزخم وعدد القنوات الكثيرة التي تحدثت عنها وفضيلة المفتي، كيف نحدد الصدق من الكذب فيما نتلقى وهل الأمر بحاجة إلى لأن هذه الدعوة دائما تقابل بدعوة أخرى بأن هذا نوع من التضييق على الرأي وعلى الحرية، يعني الأمر بالفعل أصبح جد خطير والإعلام يؤثر في الناس، فلو نظرنا إلى مسيرة الإعلام سنجد دائما
أن الممارسات وصلت إلى مرحلة الكذب في عهود ووصلت إلى مرحلة الصدق في عهود ووصلت كذلك إلى مرحلة الصمت في عهود الإعلام ونظريته حين عالجت الأمور الثلاثة ووصلت إلى نتائج خطيرة للغاية، حين يقوم الإعلام على الكذب والكذب معناه مخالفة الحقيقة ومخالفة الواقع والتضليل، عندما نتحدث عن هذا فإن الإعلام حين يكون بهذه المسائل يكون أي لا تنطبق عليه صفة الإعلام وإنما تنطبق عليه صفة الدعاية والإعلان إذا استمرا في مسألة الكذب والتضليل ووصلا إلى مرحلة ثالثة وهي نشر الشائعات، فإننا نصل إلى مرحلة ثالثة تسمى الحرب النفسية. هذه الأمور الثلاثة وهي الكذب والتضليل والحرب النفسية أو نشر الشائعات لها نتائج مدمرة على الأمم، ورعاية هذه المسألة من نظام ما أو من صحيفة ما أو من وسيلة إعلامية ما لا
تنتهي في النهاية بتدمير ذاتها، صحيح أن وزير الدعاية النازي جوبلز كان يقول كلمة مشهورة جدا تبناها العديد والعديد من مؤسسات الإعلام فيما بعد، كان يقول اكذب حتى تصدق نفسك فيصدقك الآخرون. ما معناه أنه الآن يطلق الكذب ويصدق كذبه أحيانا. الإلحاح والتكرار في ترديد الأكاذيب هو الذي يؤدي مثلا إلى وجود صورة نمطية عن الإسلام والمسلمين ليست حقيقية لأنهم دائما يعتمدون على إيجاد رمز والتكرار على هذا الرمز والإلحاح على هذه العبارات وترديدها مرارا وتكرارا حتى ينتشر الفكر المغلوط والكذب وهذا الكذب هو الذي أسقط في النهاية الحزب النازي هو الذي أسقط في النهاية ألمانيا النازية ومدرسات الإعلام تقول إنه لم يعان شعب بعد الشعب الألماني من هذه المسألة إلا الشعب المصري مثلا في حقبة الستينات والذي استيقظنا جميعا منها على هزيمة سنة سبعة وستين إنها أيضا كان هناك كذب مستمر هذا توازى في ذلك الوقت كانت فكرة
أن وسائل الإعلام ودراسات الإعلام قالت إنه ينبغي على وسائل الإعلام أن تقوم بمجموعة من الوظائف سميت آنذاك بالوظائف المعيارية، الحفاظ على السلم والأمن العام، الحفاظ على نقل الشخصية القومية، نقل التراث الثقافي. كانت هذه وهذه المسائل لا خلاف عليها نهائيا. مسائل جيدة وممتازة لكن كانت دائما تستخدم كغطاء للكذب على الناس نقول إننا نكذب على الناس نقول لهم إنه لا يوجد شيء لا توجد أزمة لكن هناك أزمة كارثية هذا يجعل الناس دائما أن نظهر غير الحقيقة وفي النهاية الحقيقة هي التي تنتصر والحراك الاجتماعي يتحرك سواء أردنا أم لا أنه يتحرك أم لم نظن أنه يتحرك فبالتالي يعني اتباع الكذب بأي هدف حتى لو كانت الأهداف الموضوعة أهدافا نبيلة أثبت على مستوى الممارسة أنه مسألة غير سليمة، الجزء الآخر أن يشجع الناس على الصمت في ظل وجود
الرقابة والقهر حيث يخاف الناس أن يتحدثوا وهذه مسألة لدينا منذ فترة طويلة جدا ولا نزال نعاني من أن أي شخص يفصح عن انتمائه الديني أو العقائدي أو السياسي أو الطائفي أو أي شيء يواجه دائما بشتائم مهولة ومريعة فيفضل ماذا يفضل أن يكون صامتا فبالتالي هذا الصمت له نظرية مشهورة جدا تسمى دوامة الصمت فأنا حين أصمت والآخر يصمت فصمتي ينشأ في دوامة فيكون المسكوت عنه هو الغالب والمصرح به هو الذي كلنا لا نتفق عليه، نحن نتفق عليه في النهاية ظاهريا. أنا كمتلق كيف أفرق؟ داء الكذب جالس، هو جالس. سأقول لحضرتك الجزء الثالث إذن، كيف ندير المسألة؟ حسنا هم قالوا إنه في النهاية ينبغي أن تكون الحقيقة هي السائدة مما يعني أنه لا ينبغي أن نضع أهدافا نكذب فيها، الحقيقة هي السائدة، نكذب على الناس بسبب الحقيقة هي السائدة، ووضعنا مجموعة من الاشتراطات التي ينبغي أن تتبعها
وتتبعها وسائل الإعلام في العالم كلها وهي للعلم مواثيق، الميثاق الأول الذي يسمى الكود إثيكس وهي مواثيق شرف أخلاقية عامة على جميع الوسائل والجزء الثاني الذي يطلق عليه ميثاق الممارسة وهو مدونة قواعد السلوك، ميثاق الممارسة هذا يأتي دائما عندما نأتي لتصنيف وسائل الإعلام هذه، المسألة الأولى ينبغي أن يكون لدينا تصنيف أو توصيف بحيث أنني أعرف أن هذه وسيلة عامة وهذه وسيلة لها رؤية المسألة الأخرى مختلفة ولكن أقول صحافة صفراء أو كذلك لا، يجب أن أقول كصحيفة يا جماعة أنا صحيفة خفيفة ولكن إن تتخطى أعراض الناس وهي صحيفة فضائح بالمعنى الغربي نعم أنا صحيفة فضائحية أنا صحيفة فضائحية هو يقول عن نفسه هكذا أو أنا صحيفة مراقبة أو أنا صحيفة مدافعة وهكذا هذه هي المسألة الأولى، أما المسألة الثانية فهي أن الشائع الآن ليس الكذب ولكن الاجتزاء، أي أن الناس دائما لا يقولون الحقيقة كاملة، وهذه المسألة يعلق عليها دائما في الخارج، أي أن المسألة دائما مرتبطة بقضيتين
أساسيتين هما دائما قضية الخداع وقضية التشهير، تجد مسكينا ومغلوبا على أمره وهو مع فضيلة المفتي عن أمانة الكلمة، الخلاصة نضرب لهذا أمثلة من أمثلتنا فنقول: قال تعالى "فويل للمصلين" هذه مصيبة، "لا تقربوا الصلاة" هذه مصيبة. إذا الاجتزاء قد يكون من الخطورة بمكان بحيث أنه يقلب الحقائق ويكون أكثر سوءا من الكذب المحض في غير هذا الموضوع، ولذلك يجب علينا أن نتحرى. الشفافية نتحرى المصداقية نتحرى الإنارة أن نعلم هموم الأمة وهموم الناس حتى نعلم نحن أمة نحتاج إلى تعليم إلى تدريب إلى تربية نحن أمة نحتاج إلى مزيد من الانطلاق نحن أمة الحقيقة ستة وخمسون في المائة أو ستة وثلاثون في المائة أمي هذه فضيحة في أمة اقرأ فإذا
نحن أما نحتاج إلى العلم فنحتاج إلى العمل ونحتاج إلى الإعلام ونحتاج إلى أمانة الكلمة لأن هذه هي التي ستخرجنا من عنق الزجاجة إذا أردنا أن نكتب في التاريخ ولا يكتب علينا أننا قد قصرنا، الكذب يتنافى مع الإيمان ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وهكذا. فإنه ما عدده فضيلة المفتي والضيوف الكرام من الجوانب الإيجابية للكلمة والجوانب السلبية التي قد تدفع بكلمة لا يلقي لها الإنسان بالا تهوي به في النار سبعين خريفا فما بالنا إذا كان يعنيها كنا نتحدث عن أمانة الكلمة واسمحوا لي أيها الضيوف الكرام أن أتوجه إليكم بخالص الشكر أيها المشاهدون في ختام هذا اللقاء أشكر فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة، شكرا جزيلا. وأشكرك أيضا فضيلة الأستاذ الدكتور طه أبو كريشة رئيس جامعة الأزهر وعميد المعهد الإسلامي والأستاذ الكريم، شكرا جزيلا، شكرا جزيلا، وشكرا جزيلا للدكتور أحمد سمير مدرس الإعلام بكلية الإعلام التي أصبحت كلية بإذن
الله دون لكم وفي الختام أذكر ببيت شعر كنا ندرسه في المرحلة الثانوية أيضا بالأزهر في قصيدة تحتوي على حكم وأمثال لصالح عبد القدوس: "زن الكلام إذا نطقت فإنما يبدي عيوب ذوي العقول المنطق"، شكرا لكم على حسن المتابعة ونلقاكم دائما على خير في أمان