برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | الأمن المجتمعي | بتاريخ 24 - 6 - 2011

شكرا
للأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، أهلا بك فضيلة المفتي معنا، الأستاذ المستشار القانوني القدير وعضو مجمع البحوث الإسلامية الأستاذ رجاء عطية، أهلا بك ونشكر لكم دائما تلبية الدعوة، معنا أيضا من الدعاة الشباب فضيلة الشيخ أحمد النبوي، أهلا بفضيلة الشيخ أحمد النبوي من غير ألف وآلاف فضيلة المفتي، نريد أن نتحدث عن الأمن وما أحوجنا إليه في هذه الأيام، أي رؤية فضيلتكم لمفهوم الأمن في
الإسلام وكيف يتحقق في هذا الوطن. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. الأمن هو الذي يؤدي إلى الاستقرار، الأمن معناه الإنسان آمن في نفسه وعلى نفسه وسالم وآمن في بيته وعلى بيته وأهل بيته وآمن في محيط مجتمعه والأمن في الحقيقة هو من لوازم الإيمان من لوازم الإيمان فلا نستطيع أن نطالب الناس بالإيمان وهم في حالة اضطراب وفوضى وقتل ودماء وفوضى وعدم استقرار
لا يستطيع الإنسان أن يؤمن على نفسه وهو يذهب إلى المسجد أو إلى المدرسة أو إلى المستشفى للعلاج أو إلى العمل من أجل عمارة الأرض وأصل ذلك قوله تعالى وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف إذا هناك أمن وهناك خوف والأمن نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى يقول ربنا سبحانه وتعالى وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. الجوع يؤدي إلى الوفاة الجسدية والخوف يؤدي إلى الوفاة الروحية، لا تستطيع
الروح أن تنطلق وأن تعبد ربها سبحانه وتعالى على حق إلا بالأمن، ولا يستطيع الجسد أن يبقى وأن يستمر إلا بالطعام والشراب صحيح، فإذا ذاق الإنسان الجوع فإنه يكون معرضا إذا استمر في ذلك الجوع إلى الهلاك الجسدي، وإذا استمر في الخوف فإنه يكون قد أضاع الأمن المجتمعي والاجتماعي، ولذلك في هذه الآية الكريمة نستنبط أمننا في الاقتصاد وأمننا في المجتمع وأمننا في السياسة وأمننا في الجانب الاستقرار نعم وهذه هي التي تتوق إليها أذهان الإنسان عندما مثلا ألف باري بوزان مفهوم الأمن وهو أحد
المهتمين بهذا الموضوع وأراد أن يقول إنه يوجد أمن اقتصادي وأمن اجتماعي وأمن سياسي وأمن الاستقرار وما إلى ذلك، كأنه فسر الآية وإن كان هذا المسكين من الأعداء الإسلام والمسلمون يخشون هذا لأنه يخشون يعني لديه نظرية لوجوب العداء بين الغرب والإسلام ووجوب الصدام بين الحضارات لا حوار يعني لا حوار ولا تعايش لماذا؟ لأن لديه مفهوم الأمن هو التهديد يعني ما دام هو مهدد فلا يوجد أمن وأن الذي يهدده هي كما يقول هنتنغتون في صدام الحضارات الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية وعلى
ذلك لا بد أن ننشئ عدوا نقاتله وهكذا إلى آخره، فانظر الفرق ما بين النموذجين: نموذج الإسلام الذي يدعو البشرية كلها إلى الإيمان بالله وبالتالي فهو يدعوها إلى الأمن بكل أنواعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وما إلى ذلك، وبين هذا الذي يجعل العلاقة بين الناس مبنية على الصدام وإنشاء العداوة، ولذلك فالأمن في الإسلام هو ركن ركين من أركان المجتمع بجهاته المختلفة، والقدح فيه من نحو العدوان على المبادئ السامية الأساسية أو من نحو الفقر أو من نحو ضياع عدم الأمن المجتمعي
أو من ناحية المخدرات والدعارة وانتشار الخمر وذهاب الحلم بشتى أصنافه أو من ناحية شيوع الظلم فإن كل ذلك يقدح في الأمن وفي النهاية تحدث الفتن ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يكثر الهرج فقالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل شكرا جزيلا فضيلة المفتي وانتقل إلى السيد المستشار، أرجو إعطاءه، أي لا شك أن الأمن نعمة كما أوضح فضيلة المفتي، ما رؤية حضرتكم للأمن المجتمعي ولهذه النعمة وأثرها على دفع عجلة الإنتاج وغيابها؟ تسلمت الكلمة من فضيلة المفتي لكي أقول إنه يحسب للإسلام ويلفت النظر أنه لا يدعو إلى المبدأ فحسب أو يغسل يديه منه طالما أنه قد حث على توفير الأمن
للإنسان في بدنه وفي نفسه وفي عرضه وفي ماله وفي جيرته وفي عمله وفي كل أنشطة الحياة دون أن يوفر المقومات لن يكون هناك أمن ومن ينظر إلى المنظومة الإسلامية يلحظ في وضوح شديد جدا أنه قد كفل المقومات التي بها يتحقق الأمن الذي دعا إليه ونأخذ على سبيل المثال أنت حينما تتحدث عن الأمن لا يمكن أن يكون هناك أمن مجتمعي إذا حدث تفاوت شديد بين الثروة والفقر بين الأغنياء والفقراء وغابت العدالة الاجتماعية إذا تحقيق العدالة الاجتماعية مقوم أساسي من مقومات توفير الأمن المجتمعي في الإسلام هذه العدالة لا تقتصر
فقط على النواحي الاجتماعية وإنما العدالة بمعناها السامي العدالة بمعناها المطلق بين البشر في هذه المسألة أيضا حتى العدالة كمقوم من مقومات تحقيق الأمان لأن الإنسان الذي يقهر على ظلم ويلوى على ما لا يحب وعلى ما لا يرضاه الله يحتبس هذا لكي يطلقه في ردة فعل هي تقتص لنفسها مما اعتقدت وهما أو حقا أنه قد لحقها من ظلم، والشيء المهم جدا أنه قد دعا إلى العدل مع الأقربين ومع الوالدين ولا ينبغي أن يحجب لشنآن أو لأي سبب من الأسباب. انتبه إلى كيف يتحقق العدل فانتبه إلى القاضي، هذا القاضي هو الموكل إليه مع الوالي تحقيق هذا العدل ففي الحديث علما اذكر قاض في الجنة
وقاضيان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق وقضى به، وأما اللذان في النار فرجل عرف الحق وجار في الحكم، ورجل قضى عن جهل، فقيل فما ذنب الذي يجهل؟ قال ذنبه ألا يكون قاضيا. حتى يعلم ما لم يترك أيضا القاضي العادل هذا لهواه فقال له انتبه من المهم جدا أن تعدل بين الخصوم في مجلسك وفي الحديث ما قال فلا يجلس القاضي أحد الخصمين قال فلا يجلس أحد الخصمين مجلسا لا يجلسه صاحبه قبل مئات السنين مما تعرفنا عليه الآن من أعراف في القضاء ووجوب التسوية بين الخصوم سبق الإسلام إلى هذا وأذكر من المواقف الجميلة التي رويت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب اختصم إليه أحد اليهود مع الإمام علي كرم الله
وجهه فأجلسهما مقابل بعضهما البعض وبعد ذلك وجد أنهم يقولون إن الإمام تغير بعد أن ناداه فقال له أكرهت أن أجلسك قبالتي خصيصا لأنني كرهت أن تناديني بكنيتي وأن تناديه باسمه، انتهى الأمر بعد ذلك، قال له تعال أنت، سبيلك إلى معرفة الحق، الشاهد قال واستشهدوا ذوي عدل منكم، هو وصى الإنسان ألا ينبغي له أن يشهد بالزور، وقال لا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وعندما تتتبع المنظومة هذه كلها ستجد أنه أيضا الإسلام لم يقل العدل هكذا وغسل يديه من القضية وإنما ساق منظومة متكاملة لكي يحقق هذا العدل، مبدأ المساواة، مبدأ التسامح، هذه حقوق الإنسان يعني لا يمكن أن
يتحقق الأمان في أي مجتمع غائبة عنه المساواة، نحن الآن نعرف الدستور أن المساواة بدأت من المبادئ في كل دستور العالم المتحضر ولكن هذه المساواة سبق إليها الإسلام يعني قفز أو تجاوز المساواة بالمعنى العددي الصرف ليوظفها توظيفا يقوم على تحقيق التواصل والتأصل وحسن العلاقة والأخوة الإنسانية بين أفراد المجتمع إذا لم يكن هذا موجودا فلا يمكن مهما دعونا إلى الأمان يبقى في أمان طالما أن هناك إنسان منطو على الإحساس بأنه لا يتساوى مع باقي المواطنين بغير فضيلة التسامح أو السماحة لا يمكن أن يتحقق الأمر لأنني قد أتصور صادقا مصيبا أو مخطئا أنه قد وقع علي ما أعتقد أنه ظلم أو إضرار إن لم أتحل بفضيلة التسامح فستكون
ردة فعلي هي الانتقام للنفس، هذا الانتقام لا يمكن مع وجوده أن يحقق الأمن المجتمعي لا للفرد ولا للجماعة، وبالتالي نحن إذا نظرنا إلى كل المنظومة الإسلامية سنجد أن الإسلام قد دعا إلى تحقيق الأمن، وكما قال المفتي في حديث سابق أن الأمن قبل الإيمان وفر المقومات التي تضمن للمجتمع ولأفراده تحقيق هذا الأمان كي يستطيع الإنسان أن ينصرف وهو آمن على نفسه وعلى روحه وعلى بدنه وعلى ماله وعلى عرضه وعلى جيرانه وأعطى حق الدفاع الشرعي إذا ما ألم به ما يمكن أن يهدد هذه الحقوق فنقول إن هذه المنظومة قد كفلت تحقيق الأمن الذي نتمناه، وعلى هذا فضيلتكم سيادة المستشار، يعني
فضيلة الشيخ أحمد نبوي، العدالة والمساواة التي تحدث عنها المستشار وفضيلة المفتي، يعني أود أيضا تعليقا من فضيلتكم حول العلاقة بين العدالة والأمن المجتمعي، وهل يقتصر تطبيق الأمن أو إحداث الأمن على فئة دون أخرى؟ بسم الله الرحمن الرحيم أحمدك ربي كما علمتنا أن نحمد وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد فانطلاقا مما ذكره شيخنا سماحة الإمام العلامة مفتي الديار المصرية أنه في سنة ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ظهر مصطلح جديد يسمى بالأمن المجتمعي هذا المصطلح الأمن المجتمعي هو أحد الأركان الخمسة لنظرية الأمن التي قالها باري بوزان، وباري بوزان كما أشار شيخنا فضيلة المفتي لم يكن رجلا محبا للإسلام، بل كان عدوا مهد للحرب الباردة ومهد
لصدام الحضارات. قال إن نظرية الأمن هذه مكونة من خمسة أبعاد: الأمن المجتمعي والأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن البيئي والأمن العسكري، وهذا في الحقيقة وإن كان مصطلحا جديدا ظهر في سنة ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، إلا أننا نجد له أصلا في كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وهذه الآية التي تلاها شيخنا الإمام العلامة مفتي الديار "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فربنا سبحانه وتعالى هنا في تلك الآية قرن بين أمرين، قرن بين الأمن الاقتصادي الذي أطعمهم من جوع وربط بين الأمن المجتمعي وآمنهم من خوف، إذ نجد علاقة وثيقة بين الأمن المجتمعي والأمن الاقتصادي، فحيثما وجد الأمن المجتمعي وجد الأمن الاقتصادي. لماذا؟ لأن بناء المجتمع
ودخول الاستثمارات في البلاد وأن يأتي رجال الأعمال إلى بلادنا ويقوموا بعمليات نهضوية وتنموية في المجتمع، كل هذا مرتبط بأن يكون هناك استقرار وأن تكون هناك طمأنينة، على النفس، طمأنينة على المال، طمأنينة على العرض، طمأنينة على كل شيء، وهذا هو معنى الأمن المجتمعي. الأمن المجتمعي حين يوجد سيوجد هناك اقتصاد قوي، ستتحرك عجلة الإنتاج، سيسعى الناس ويعملون الأرض ويقومون بهذا البنيان الذي أقامه الله تبارك وتعالى في الأرض والأمن الاقتصادي في الإسلام مبني على العدالة والمساواة كما تفضل سيادة المستشار بذلك وأفاض في هذا الجانب فالعدالة هي الركن الركين للبناء الاقتصادي وللأمن الاقتصادي فما أحب أن أقوله أن الأمن المجتمعي والأمن الاقتصادي شقيقان لا
يفترقان وصنوان لا يفترق أحدهما عن الآخر ولذلك قالوا الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش فانظر إلى الربط ما بين نعمة الأمن التي ينعم الله تبارك وتعالى بها ليكون العيش عيشا هنيئا وما بين العدل الذي هو أقوى الجيوش وأقوى الأمور وأفضل الأمور وأسعدها عند الله تبارك وتعالى وعند الناس أي نتحدث عن الوضع الحالي فضيلة العلماء الناس قلقة الغياب إلى حد ما للأمن في المجتمع خروج عن النص من قبل أفراد عدة، كيف ترى فضيلتك استعادة الأمن لهذا الوطن وعلى من تقع المسؤولية؟ في خلال السنوات الماضية نبهنا وصرخنا إلى مشكلات تقدح في
الأمن الاجتماعي والمجتمعي، نعم وأنا أتذكر أنه منذ سنتين كان هذا هو عنوان مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأمن المجتمع وقدمت فيه أبحاثا وتحدثنا بالتفصيل في أشياء كثيرة جدا من ضمن هذه المشكلات التي هددتنا ولكنها يبدو أنها وصلت إلى النخاع كانت مشكلة أطفال الشوارع أطفال الشوارع هو أن الطفل لم يعد له مأوى ولم يعد له سكن فتاه في الأرض وعاش فيها هكذا فأصبحت نفسيته غير قابلة للتربية أولاد الشوارع إذا جلست إليهم تجد أنها مشكلة خطيرة تحتاج
إلى صبر وإلى مال وإلى طول معاناة صحيح ما أسبابها تفكك الأسرة نعم يبقى إذن لا بد أن نضع في ملفنا قضية التفكك الأسري لأن التفكك الأسري هذا سوف يؤدي بنا إلى أولاد الشوارع الذين سوف يدمرون الأمن المجتمعي والأمن الاجتماعي، حسنا وعندما تفككت الأسرة الملاحظ أن النسب التي تعلنها وزارة العدل سنويا في كتابها السنوي كانت تتراوح بين ثلاثة عشر وخمسة عشر في المائة طلاق، اليوم وصلت إلى أربعين إلى خمسة وأربعين، هذا حقيقة رقم مهول صحيح، إذن أنا هنا أمام مشكلة حقيقية.
ينبغي أن ندرسها ينبغي أن نوجد لها حلا بكل الوسائل أين التربية أين التعليم وهنا تأتي المصيبة الثالثة التي تهدد أمن المجتمع في ذاته وهي أن الأرقام الرسمية تتحدث عن أنه بين ثلاثين إلى أربعين في المائة بعد كل هذه المعاناة نحن ستون سنة لدينا مشروع محو الأمية صحيح ستون سنة ونحن نعمل فيه ولا يزال لم يحدث في دولة من الدول، روسيا نسبة الأمية فيها صفر، الأردن نسبة الأمية فيها صفر، أمريكا نسبة الأمية فيها لا تتجاوز الواحد في الألف، اليابان نسبة الأمية فيها صفر. إذن نحن أمام عالم قد سبقنا بمرحلة، فما الذي يؤثر على الأمية إنه يعمل وهو حي وكل شيء، لكننا
لا نستطيع الاتصال به، إننا نتكلم ولا يصل كلامنا إلى ذهنه ولا إلى قلبه، ولذلك تجد أكثرهم لا يشاهدون برنامجنا هذا، صحيح أنه على الفور يبحث عن فيلم ليشاهده، أو مباراة ليشاهدها، لكنه لا يستطيع أن يصبر على موعظة أو فكر أو توجيه أو إرشاد أو تعليم أو نسي حتى ما لا يعرف ما لا يقدر فإذا نحن أمامنا ها هي الأسرة مفككة الحياة الاجتماعية فيها كثير من أطفال الشوارع قضية التعليم هذه أهم شيء ولذلك إذا كنا في الأيام القادمة نبني مجتمعا جديدا ونبني أمنا جديدا لهذا علينا أن نذهب بثمانين إلى تسعين في المائة من ميزانيتنا إلى التعليم، لقد تأخرنا كثيرا في
قضايا التعليم، لا بد أن نحدث ثورة اسمها كما فعل ماو تسي تونغ عندما سماها الثورة الثقافية، وسماها أيضا ثورة التعليم وألف فيها بنفسه، أي أننا الآن أمام مشكلة كبيرة جدا وهي التعليم. ولكن الأمم كوريا وشيلي وجنوب أفريقيا كلها لها تجارب ناجحة في هذا المقام، لا بد لنا من التعليم والتعليم طبعا معناه أوسع من التلقين لأنه يشمل التربية ويشمل التدريب ويشمل المعلومات وهو يشمل القيم ويشمل المعرفة وبناء الشخصية وبناء المواطن الصالح النفسية والعقلية لتكوين الشخصية، إذن نحن أمام الأمن المجتمعي هذه كلمة ومدخل عجيب لإصلاح المجتمع ولرسم خطته
المستقبلية، لكن المشكلات في الحقيقة لدينا كثيرة وتبدأ بالتعليم. التعليم هو الذي سيحمي الأسرة، حماية الأسرة هي التي ستحمينا من أطفال الشوارع، أطفال الشوارع هم الذين سيحموننا عند عدم وجودهم من البلطجة والخروج على القانون وعدم الاستقرار، ثم انظر. إلى جزء بسيط هو محتاج إلى هذا الترتيب ويبدأ بالتعليم، نحن جلسنا في الثلاثين سنة الماضية هذه نحضر مؤتمرات في العالم كله صحيح وننتهي إلى أن المشكلة هي مشكلة التعليم، فهذا لا بد لنا أن نصلح حال التعليم، انصلحت أمور كثيرة، انصلحت أمور كثيرة، انصلح يعني أشياء وهذه رأينا عبر التاريخ ظلم الحكام، كم رأينا عبر التاريخ حروبا وكوارث، كم رأينا عبر التاريخ والحضارة تزدهر. كيف
يعني كيف مع هذا الظلم الذي يمارسه الحاكم، كيف مع هذه الكارثة الطبيعية، كيف مع هذه الحروب والعدوانات تزدهر الحضارة؟ من التعليم، لأن التعليم كان مستمرا والتعليم لم يتوقف قط. لكن عندما بدأنا نترك هذا التعليم ونجعله خلف ظهورنا بدأت المشكلات، فأنا مفتاحي من أجل هذا الترتيب كله هو التعليم، لكن طبعا المشكلات الجزئية كثيرة ولكن التعليم هو الأهم للوصول إلى الأمن الاجتماعي أو المجتمعي، وإن كان بينهما عند المفكرين فرق أي أن هناك فرقا بين الأمن المجتمعي والأمن الاجتماعي. آه فيعني ليس هذا وقته الآن، أستطيع أن أستمع إلى رأي فضيلتكم
إن شاء الله يعني نأخذ رأي السادة المشايخ الذين يعطونها يعني إذا كانت هذه هي الحالة التي شخصتموها حضرتكم وفضيلة المفتي وعددتم الأسباب في هذا الوقت أيها المستشار يعني في هذا الزمن الذي نعيشه كيف يمكن تحقيق الأمن اعتداء على حرية المواطنين والأمور الكثيرة التي نسمعها أو أن حضرتك أكدت أنك مهتم وكلنا مهتمون بالحالة بالانقلاب المجتمعي في هذا التوقيت لذلك نحن أمام مواجهة الحالة الواجبة وما تقتضيه وهذا موضوع أتصور أننا تحدثنا عنه من قبل حول هيبة الدولة واحترام القانون بصورة رائعة إنما تجفيف الينابيع هو السبيل الذي يضمن على المدى الطويل تحقيق الأمن المجتمعي، فضيلة المفتي تحدث في
قضية بالغة الأهمية وأنا أريد أيضا بالتوازي أن أتحدث في قضية أخرى متصلة بالفقر المدقع تماما، الفقر المدقع وانتشار البطالة وانتشار الازدحام حتى انتشرت العشوائيات وتكدست الأجساد في الحجرات وأدى هذا مع اختلاط الأجساد واقتراب الأنفاس إلى شيوع الزنا والمحارم وأصبح الأب أبا وجدا أو أبا وعما إلى آخره ويبقى الحديث حول تحقيق الأمن المجتمعي والقضاء على البطالة مع انتشار هذا الفقر وعدم الاهتمام بمواجهة البطالة وتوفير فرص
العمل المناسبة لكل إنسان حتى يتحول من قوة معطلة حاقدة حانقة إلى قوة عاملة معطلة، هذا يقتضي سياسة واسعة المدى، يقف التعليم في المقدمة، إنما من المهم جدا أن أبقى كإدارة مصرية معنيا بكيفية توفير المشروعات الزراعية والتجارية والصناعية التي تستوعب الطاقات الموجودة لدى الشعب، وكيفية الانتشار خارج الوادي إلى الصحراء حتى أحد من انتشار العشوائيات التي انتشرت الانتشار المخيف المفزع ويمكن لفضيلة المفتي أن يترفق قليلا عندما قال لينطلقوا في الشوارع، لا بل هم في مكبات القمامة وفي الأنابيب وفي صور بشعة جدا، هذا
الإنسان لا يمكن أن يستمر في الإحساس بالإنسانية ويتحول إلى حيوان لماذا؟ لأنني سلخت منه، لأنني سحبت منه كل مقومات الإنسانية لم يجد إنارة العقل ولم يجد المعرفة التي يتلقاها ولم يجد اللقمة التي يأكلها ولم يجد السكن الذي يسكن فيه ولم يجد الأسرة التي تأكل أي أسرة ما دام قد انتشر الطلاق لماذا لأنه أساسا الظروف الاجتماعية أثرت على الأسرة المصرية بالجهل نعم وبالفقر نعم وبقلة التربية نعم وبانتشار العشوائيات وبالتالي أنا أريد أن أجفف أو أبيع القضية واسعة جدا وما يهدد مصر الآن هو أن البلطجة قد تصبح مهنة أو قد تصبح مهنة لا
هذا هو هذا حتى يمكن أن يكون لديه مهنة يستخف بها لأنه يستطيع أن يحقق بالبلطجة ما لا يستطيع أن يحققه بعرقه على مدى عام كامل، وبالتالي هذا يشجعه لأن ماذا؟ المقومات الأخلاقية غير موجودة، غير موجودة لماذا؟ لأننا تعاملنا معه تعاملا يتجاهل إنسانيته، يتجاهل آدميته، يتجاهل احتياجاته الأساسية، فتحول إلى شخص ناقم على المجتمع وقد يكون معذورا في هذا الإحساس المضاد الموجود في داخله تجاه المجتمع. وبالتالي هذه القصة قصة طويلة جدا ونحن اليوم ندفع ثمن اتساع الهوة على مدى الثلاثين سنة الماضية بين الثروة الطائلة جدا وبين الفقر
المدقع جدا ومن المظاهر التي لا تخطئها العين أن هذا الثراء الفاحش مع الفقر المدقع متجاوران في مصر المحروسة أنت كنت تخرج من أكواخ المترجم لتطل على الزمالك أنت تجد السيارة الفارهة والتي بجوارها السيارة التي تخص عامل النظافة والتي يجرها الحمار في تجاور لا يمكن إلا أن يثير الحقد ويثير الغضب تجد مثلا نحن لنا الالتفات في بعض الشاشات الإعلامية التلفزيونية ونأتي كل حين بالمطبخ المصري وفنانة أو فنان أو مخرج أو مخرجة وهو يقطع الأناناس ولكن لا نعرفه أبدا يا عالم يا إلهي يا عالم يا إلهي هذا في أناس يقعدون بالسنة لا يرون اللحم أو السنتين وقد لا يرونها وبالتالي هذا الاستفزاز الذي يحدث في الأفراح التي تصرف
فيها ملايين الجنيهات هو الاستفزاز لهذه المشاعر وبالتالي أنا أريد أن صنعنا البلطجة نحن الآن نشكو من البلطجة ولكن نحن كمجتمع مصري نتيجة تراكمات غاب فيها العقل وغاب فيها حسن الإدارة وغاب فيها الاهتمام بالقضايا المجتمعية الأساسية ليس فقط في التعليم في التعليم وفي التربية وفي الثقافة وفي المعرفة وفي توفير الظروف المناسبة وتوفير فرص العمل وعلى فكرة يعني أنا من الأشياء التي أقولها دائما أن أسوأ شيء يخلق التطرف هو أن تعطيني الأمل ثم تسحبه مني، بمعنى أننا منذ عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين أعطينا الأمل لكل فرد بأنه يستطيع بجهده أن يحقق طموحه. الحادثة التي وقعت مؤخرا في العريش، في العريش كان هناك شخص متخرج من كلية الحقوق بتقدير جاء ليعمل في النيابة فلم يعمل، جاء ليعمل في المحاماة فلم يجد فرصة، فقالوا له اعمل مثل أبيك أجيرا زراعيا
اعمل مثل أبيك، لكن أباه الأجير الزراعي هذا لم يأخذ الحرفة حقها ولم يتقنها فهو متوائم مع هذا العمل، أما أنت عندما قلت له اذهب واعمل أجيرا ترتب على هذا أن هو التقطوه من يزرعون التطرف أنت بقى تروح تضرب القنبلة تموت خمسين واحد أنت ستذهب فورا إلى الفردوس انظر إلى ما تؤدي إليه المسائل وإلى ما تؤدي إليه التراكمات وبالتالي لديه نقمة على المسألة أما نحن الآن فتجفيف الينابيع يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى إمكانيات نحن هنا الآن وكما من نريد أن نتحدث إليهم بالمنظومة والقيم الأخلاقية لا يهتمون بالاستماع إلينا ولا بمشاهدتنا، ونبقى نقول ليس هناك بديل الآن عن احترام القانون وأن يعرف كل واحد حده، كل واحد يعرف حده، والعودة إلى النظام. ونقول إنه لما قامت حركة يوليو اثنين وخمسين التي سميت
بعد ذلك ثورة، كان شعارها الاتحاد والنظام والعمل نحن نحتاج بالإضافة إلى هيبة القانون إلى الاتحاد والنظام والعمل شكرا جزيلا أرجو أن نتوقف في فاصل قصير والحديث عن أمن المجتمع مشاهدينا الكرام ونعود لاستكمال هذا الموضوع هل أولئك الذين يروعون الآمنين ويتخذون من البلطجة مهنة كما تفضل المشرع جاء فضيلة الشيخ أحمد أثمين بالإضافة إلى وقوعهم تحت طائلة القانون ربما هذا العلاج متأخر يعني فضيلة المفتي والفجر
آت تحدثتم عن العلاج المبكر والمشكلة المجتمعية ولكن على الأقل نحن ننبه إلى خطورة ما يقوم به أولئك الذين يعتدون على مال الإنسان وعرضه وممتلكاته بشكل عام ما رؤيتك وإذا استحضرت شيئا من العصور الإسلامية المختلفة كيف كان الأمن يشغلهم أي حقيقة نعمة الأمن كنا ننظر إليها في مصر ولكن لا نشعر بها لماذا؟ لأن الإنسان فطره الله تبارك وتعالى على أنه لا يشعر بقيمة ما في يده إلا حين يفقده ونعمة الأمن من أهم النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على عباده لذلك قالوا نعمتان لا يشعر الإنسان بقيمتهما إلا حين يفقدهما، الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان. لذلك جعل الله تبارك وتعالى
الذي يعتدي على أمن الناس ومقدراتهم وممتلكاتهم، جعله الله تبارك وتعالى مجرما آثما وتوعده بأبشع أنواع العقاب في الدنيا والآخرة، وهناك حد خاص به في الحدود الإسلامية هو حد الحرابة وهو الذي عبر عنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز حين قال إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إذا هؤلاء المحاربون الذين نستطيع أن نسميهم في مجتمعنا الآن البلطجية، هؤلاء معتدون آثمون مجرمون توعدهم الله تبارك وتعالى بأبشع أنواع العقاب والآلام لأنهم تسببوا
في أن يكونوا سببا في سلب نعمة من أعظم أنواع النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على عباده. شكرا جزيلا فضيلة الشيخ أحمد، إنك في الحقيقة حديثك مقتضب، انتقل إلى فضيلة المفتي، إذا أردنا أن نضع - لا أقول خطة رشيدة ولكن أقول شيئا نهتدي به - يا فضيلة مفتي الديار المصرية للدولة الآن حتى يعود الأمن المجتمعي إليها وإلى المجتمع بكافة أطيافه، ما رؤية فضيلتكم؟ كنت أود أن أوضح في دقيقة الفرق بين الأمن الاجتماعي والأمن المجتمعي، فالاجتماع له على الأفراد أن يكون الأمن الاجتماعي ينظر إلى أمن كل فرد على حدة وعلاقته مع
الآخرين، ولكن لا بد أن نحدد أو ننشئ أمنا لكل فرد، وهذا يتحقق بعدالة القانون وتنفيذه، ويأتي بشفافية القضاء، ويأتي بالعدل كمفهوم تربوي في الأسرة وفي المسجد وفي المؤسسة وفي الأسواق، بحيث يكون هناك عدل. وأنصاف وأساس الاجتماع البشري هو العلاقة بين الرجل والمرأة نعم أساسها كذلك لأنهما حينئذ سيكونان أسرة والآيات كثيرة في هذا بدءا من قصة آدم مع حواء وكيف أن حواء وآدم هما إنسان واحد فأزلهما الشيطان فأخرجهما مما كانا فيه وهكذا يا أيها الناس اتقوا
ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة والاثنان هو نفسه واحدة وخلق منها زوجها منها وليس من الأرض فهما كالشيء الواحد. الأمن الاجتماعي يعود الأمر فيه إلى الأفراد فردا لكن الأمن المجتمعي يعود إلى هيئة المجتمع أن هذا المجتمع قد يكون أفراده سعداء صحيح لكن النظام السياسي الذي فيه هو نظام غير عادل لا يصلح الأفراد في معيشتهم لكن يصيب المجتمع في مقتل قد تكون العلاقة ما بين هذا المجتمع والخارج علاقة سيئة بالرغم من أن كل واحد في المجتمع مسرور صحيح لكن هنا يختل الأمن المجتمعي فنحن
أمام أمن اجتماعي وأمن مجتمعي يرجع إلى الأفراد ويرجع إلى الهيئة هيئة المجتمع ونحن نريد في مصر أن نصل إلى الأمرين إلى الأمن الاجتماعي وإلى الأمن المجتمعي، الأمن المجتمعي ستكون مصر قد وضعت بذلك قدمها في المشاركة في بناء الحضارة الإنسانية، ستكون مصر لها علاقات ولها يد ومنة كما كانت دائما على العالم، مصر هي التي علمت الناس، مصر المعلم المصري كان هو أحسن معلم في العالم. في المشرق والمغرب لما أرادت الجزائر أن تخرج من فرنسيتها وأن تدخل في العروبة وجدت مصر ووجدت الأزهر ليقوم بهذه المهمة، ولما أراد كثير من الدول في الخليج وغيرها أن تدخل العصر الحديث وجدت في مصر
القانونيين ووجدت في مصر المعلمين ووجدت في مصر الفلكيين ووجدت في مصر التي يقوم بها المهندسون بالمؤسسات حتى البريد وحتى تخطيط المدن، وجد فيها المهندسون ووجد الأطباء وما زالت مصر تعطي، ولكن هذه مصر حتى يكون فيها أمن مجتمعي يجب أن تضع يدها أو تضع قدمها في مسيرة الإنسانية. كيف نصل إلى هذا؟ أنا أرى نعم، كلمة واحدة يا دكتور: الصدق الهمة فلو فقط ربنا سبحانه وتعالى رزقنا قليلا من الهمة فأظن أن المصري مؤهل بتاريخه بثقافته بتربيته بإمكانياته التي خلقها الله فيه بشخصية مصر وجمالها وموقع مصر
وثروة مصر أظن أنه بالهمة وهذه مسألة سنسأل عنها وسيكون لنا سنسأل عنها أمام الله ولكن أيضا التاريخ لن يترك هذا الجيل إلا أن يمدحه أو يذمه فأنا أبعث رسالة إلى الشباب وإلى الشيوخ وإلى التاريخ يمكن أن يمدحك لأنك تجاوزت عنق الزجاجة لأنك قد تجاوزت كل الإجراءات إلى المقصود لأنك تملك همة وقد يذمك إذا فشلت لا قدر الله في بناء مستقبل مثل هذا أي مع ما طرحه فضيلة العلامة الدكتور علي جمعة أستاذك في الحقيقة قدم تشخيصا أيضا لتراكمات عقود طويلة مضت، هل استمرار غياب العدالة والمساواة لأنه بالتأكيد عملية العدالة
والمساواة ستستغرق بعض الوقت، يعني لأنك كنت تريد وصفة طبية فلماذا لا نعطيك وصفة طبية، لذلك سأسألك إذا لم تكن هناك عدالة ومساواة والأمر سيستغرق بعض الوقت المطلوب الإجراءات السريعة، الوصفة تعني الاستراتيجية، نعم الهمة طبعا مطلوبة، هذا ما أحاول إذن وصفة من وجهة نظر قانونية إذن، أبدا لا من وجهة نظر بين إنسان متأمل فقط، رقم واحد العودة إلى الاستقرار وهذه مسؤولية من، دع عنك مسؤولية الإدارة وكل مواطن مصري، اثنان العودة إلى النظام، ثلاثة ألا الثورة إلى حالة تؤدي إلى فوضى أربعة الانتهاء من فوضى البلاغات لأن فيها أحيانا ترويع وظلم لأبرياء أحيانا ترويع وظلم لأبرياء صحيح وهذا يستوجب على السلطات القضائية كما تحرك الدعوى الجنائية ضد من يثبت أنه قد ارتكب جرما أن تساءل من يتقدم ببلاغ كاذب عن إزعاج السلطات
والبلاغ الكاذب أيضا يتعين أن تعيد الصحافة المصرية وأجهزة الإعلام النظر في أسلوب الممارسة الحالية لأنها وصلت إلى رد فعل مضاد، من الناحية الأخرى أدى إلى تطرف ربما يساعد على جميع الصور التي تقلقنا الآن، وهذا توقيت يتعين فيه على كل مؤتمن على كلمة مقروءة أو مسموعة أو مرئية أن يلتزم بالميثاق الذي يجب الالتزام به رعاية لمصلحة الوطن أطلب سلسلة من الإجراءات من الإدارة المصرية أن تحاول بسرعة بقدر المستطاع أن تدفع الدماء في بعض المشروعات وأن توفر فرص عمل معقولة لهذا الشباب الضائع الذي ليس له فرصة للعمل
أن تقيم مظلة اجتماعية حقيقية أن تبذل مجموعة من الإصلاحات التي تراعي العدالة الاجتماعية وتراعي تهدئة الأحوال إلى أن تتاح الظروف والإمكانيات على المدى الطويل لتجفيف الينابيع التي أدت إلى ما نحن فيه الآن، الحديث في هذا يطول ولعل ما ذكرته هو بعض ما أتمناه لمصر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها العريق. قبل أن ننتقل من هذه النقطة أيها المستشار، القانونية هل ترى أننا بحاجة إلى تشريعات جديدة إلى قوانين جديدة للضبط؟ نحن التشريعات لدينا أسهل تشريعيا، الأهم شيء احترام القانون. نحن لدينا ترسانة من التشريعات وأسرفنا على أنفسنا وعلى عمليات التكديس في السنوات الماضية، وكان أحيانا يصدر التشريع وبعد أسبوع يعدل، يعني نحن دخلنا في محنة
النار ودخلنا القضاء. الجنح لدوائر الاستئناف وبعد أسبوع من صدور القانون صدر تعديل سريع هكذا إلى آخره فنحن لدينا التشريعات كافية ولكن المهم احترام التشريع وتطبيقه أو حسن تطبيقه رؤية الشيخ أحمد نبوة أيضا لاستعادة الأمن المجتمعي وتثبيته فضيلة الشيخ أحمد يعني نعم إضافة لما رآه شيخنا الإمام مفتي الديار من إن الهمة هي الواجبة على كل مصري، وإضافة إلى النقاط العديدة التي تفضل بذكرها سيادة المستشار، أرى أيضا أن هناك شيئا مهما به نستعيد زمام الأمن في بلادنا، ألا وهو التآلف والتكاتف بين جميع القوى السياسية والفكرية في المجتمع، فقد حان الوقت الآن لأن يجتمع الجميع من سياسيين ومفكرين وثقافيين واقتصاديين
ورجال أعمال وكل هؤلاء يجتمعون من أجل مصر ويكون الرابط الذي يجمعنا جميعا ونعمل من أجله جميعا هو حب هذا الوطن، وهذا نداء نوجهه من هنا من رحاب الأزهر الشريف قولا وقد وجه منذ أيام فعلا وتطبيقا عمليا، فقد قام شيخنا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفتح ذراعيه وفتح رحاب الأزهر الشريف للقوى السياسية المختلفة وفتح رحاب الأزهر للأفكار الدينية أو التيارات الدينية المختلفة من إخوان وسلفية وجماعة إسلامية وما إلى ذلك، كل هؤلاء لنقول لهم كلمة واحدة: حان الوقت أيها السادة الكرام الأجلاء أن نجتمع جميعا على كلمة سواء وأن نتآلف ونتكاتف من أجل هذا الوطن وأن ننظر أمامنا، كفانا نظرا إلى ما تحت أقدامنا وكفانا نظرا إلى ما خلف
آذاننا، ننظر أمامنا وننظر إلى القضايا الكبرى وقضايا الأمن القومي، والأمن القومي لبه وجوهره هو الأمن المجتمعي. شكرا فضيلة الشيخ أحمد نبوي، والختام مع فضيلة مفتي الديار المصرية، أعني كلمة حق إذا أردنا أن اللقاء مع فضيلة المفتي هو في الحقيقة نحن لدينا الأمل الواسع ويجب علينا ألا نفقد الأمل مهما تكاثرت المشكلات وتراكمت وتراكبت لأن الأمل الواسع جزء من الحياة الصحيحة فبالعمل الصحيح وبالأمل الواسع نرجو الله سبحانه وتعالى أن نتجاوز هذه الأوقات الخمسة أو الستة أشهر القادمة وأن يعيد الله سبحانه وتعالى هذا الاستقرار في البلاد من دستور
ومن مجالس تشريعية ومن رئاسة وما إلى ذلك، وينطلق المصريون، وأنا أريد من خلال الأمل الواسع أن أخبر عما رأيته في أوروبا في هذه الأيام، فالناس منبهرة بمصر، يا للروعة، والناس الآن، وهذه فرصة لن تعود، لن تعود، وخسارة أن نتركها، الناس جميعها مع انبهارهم بمصر على استعداد فعلي للمساعدة لكي يساعدوا مصر ولذلك يجب علينا أن نفكر وأن نبدع وأن نتحدث سيدنا عمر قال أفيضوا مجالسكم بينكم رأي واحد ليس كرأيين عقل واحد وهو يفكر ليس كعقلين فلكل عين النظرة وهيا بنا نتآلف ونتكاتف وهذا الذي كان في البداية الاتحاد
والنظام والعمل يبدو أنها شعارات جميلة ولكننا نحتاج إليها حتى الآن، أي لو أننا لخصنا ما قلناه فإن ما ظهر هو الاتحاد والنظام والعمل والقانون، أي سيادة القانون كما تقول، نعم هو جزء من النظام، القانون هو أساس النظام، القانون هو أساس النظام ولكن النظام لأنه بلا قانون وبلا دولة قانون يبقى كل هذا في هباء وكل هذا في بلاء فنرجو الله سبحانه وتعالى ونسأله جلت قدرته أن يوفقنا ويلهمنا الصواب في هذه الأيام ويمر بها على خير إن شاء الله متفائل أحيانا يا عباس آه أنا سأقول كلمة واحدة هذه المرة متفائل نعم سأقول كلمة واحدة إذا سمحتم، نحن نحتاج إلى الإخلاص، مع الهمة إن شاء الله نعبر،
الإخلاص إذا تحقق الإخلاص سوف يصلح كل ما نتبناه، إذا بالهمة والإخلاص سيعود إن شاء الله الدفء إلى المجتمع المصري والأمن المجتمعي إلى هذا الوطن العزيز المحروس بعناية الله، مشاهدونا الكرام ونحن نتحدث الأمن المجتمعي في كلمة حق، أشكر ضيوفي الكرام في نهاية الحلقة فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، شكرا جزيلا شكرا، وضيفي الكريم العالم الجليل الأستاذ الذي يعمل في مجمع البحوث الإسلامية والفقيه القدير والداعية الإسلامي الشاب الذي سعدنا بوجوده معنا اليوم فضيلة الشيخ أحمد نبوي، شكرا فضيلة الشيخ أحمد وعلى كل مصري تقع مسؤولية الأمن الاجتماعي الذي تحدث عنه فضيلة مفتي الديار المصرية وأيضا الأمن المجتمعي الذي يتحقق للمجتمع ككل من خلال أجهزة الدولة المختلفة ندعو الله أن يحفظ مصر آمنة مستقرة ونشكركم على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته