برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | الإسلام والبيئة بتاريخ 2011 - 09 - 02

برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | الإسلام والبيئة بتاريخ 2011 - 09 - 02 - كلمة حق
تغييرات بيئية خطيرة جدا يشهدها العالم أجمع تهدد العديد من الدول المستقلة من أجل تغييرات بيئية خطيرة جدا يشهدها العالم أجمع تهدد العالم
بتدمير الجهاز العصبي للإنسان وبالتالي إفقاده القدرة على العمل والإنتاج والتعايش في هذه الحياة، الإسلام الحقيقي وعلى مدى أكثر من ألف وأربعمائة عام اهتم جدا وعني بالبيئة والحضارة الإسلامية أعطت الكثير للبيئة عن كيفية اعتناء الإسلام بالبيئة نتحدث في كلمة حق أجدد التحية لحضراتكم ولضيوفنا الكرام الذين أرحب بهم يتحدثون عن البيئة في الإسلام في هذه الليلة فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة أهلا بك فضيلة الدكتور أهلا وسهلا بكم أرحب بفضيلتك وأيضا معنا المثقف والقانوني المصري أحيانا المستشار الأستاذ رجاء يعطيها عضو مجمع البحوث الإسلامية أهلا بك أهلا فضيلتك فضيلة الشيخ أحمد نبوي داعية الإسلام أهلا
وسهلا يعني الحقيقة أن البيئة في الإسلام من الأشياء المهمة جدا وأيضا عالجها الإسلام سواء في الآيات القرآنية أو في السنة النبوية المطهرة فضيلة الإمام يعني في البداية نود أن نعرف من فضيلتكم كيف اهتم الإسلام بالبيئة وما هو فقه البيئة في الإسلام، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، عندما عرض الغرب قضية البيئة عرضوها بعد أن أفسدوا هذه البيئة فتسببوا في ثقب الأوزون من الفريون ظاهرة التصحر ناتجة عن القضاء على الغابات، والغابات عنصر من عناصر دورة الأمطار، فحدث التصحر ووقعت المجاعات في أفريقيا بسبب تلويثهم الأنهار
بالمواد الكيميائية في بلدانهم، وعندما تلوثت البيئة والهواء من الصناعات مثل صناعة الألمنيوم وكذلك الأسلحة المدمرة مثل الغبار الذري، وهكذا هم أنفسهم تنبهوا إلى أنهم يفسدون هذا الكون فأتوا وكأنهم يعني أتوا بشيء جديد إذا ما أردنا أن نسأل عن هذا الشيء الجديد الذي يتحدث عن السماء وعن الهواء وعن الأرض وعن الماء وعن الكون الذي نحيا فيه وهذه المادة الربانية التي خلقنا الله منها فلنذهب إلى القرآن والسنة ونرى ما هذا المفهوم يقول ربنا سبحانه وتعالى وهنا نسمي هذا الرجوع إلى الكتاب والسنة التأصيل تأصيل فما هو تأصيل
هذه القضية قضية البيئة في الوضع الحالي هكذا من الكتاب والسنة فعندما أذهب إلى الكتاب قد أجد الموضوع وقد لا أجده مباشرة لكن هنا سأجد تأصيلا وتأصيلا عميقا جدا مبهرا يجعلنا أي ننتبه وقد القرون وليست تحت مثل هذه القضية، إنما هي في قضية بناء الإنسان أصلا وعلاقته مع الرحمن من جهة ومع الأكوان من جهة أخرى. صحيح، فهلم بنا نلحظ هذا التأصيل، والله سبحانه وتعالى يقول "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم". يا للعجب! ما معنى هذا؟ الطاولة التي أمامي والخشب هذا يسبح يعني الثياب التي ألبسها هذه تسبح عقيدة المسلم هكذا
وأصبحت المسألة عقيدة لأنها وردت عن رب العالمين في كتابه الكريم فيجب علي تصديقها ويجب علي الاعتقاد فيها فتحولت هذه العبارة إلى عقيدة لأنها جاءت من رب العالمين سبحانه وتعالى وأن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، المسلم لديه في السنة أن الحصى قد سبح في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا هو يتفاعل مع الكون على هذا الأساس وهو أنه كون يعبد ربه وأن مسار الكون هكذا إنما هو يسير نحو عبادة الله سبحانه وتعالى، عندما أجد في القرآن يذكر أن النجم والشجر يسجدان، فما معنى هذا؟ إنني عندما أسجد لله أشعر أن الأكوان جميعها تسجد
لله سبحانه وتعالى، وعندما أجد في القرآن بعد التسبيح وبعد السجود وهكذا أن الله سبحانه وتعالى يصف السماء والأرض بالبكاء، يا للروعة! "فما بكت عليهم السماء" يعني أن السماء تبكي على حد والسماء ترحم حدا يعني وكذلك إلى آخره وبعد ذلك ائتوا طوعا أو كرها قالت أتينا طائعين ما هذا إنهم يقولون ويؤكدون بأنهم يأتون ويذهبون إذن الله سبحانه وتعالى خلقني في كون متفاعل وعندما أنتقل إلى جزئيات هذا التأصيل الكلي الذي هو على مستوى العقيدة الذي هو أيضا محجوب يعني يقول أنك لن تسمع تسبيحهم، هذا هو يسبح
ولكن لا تسمع تسبيحهم، ولذلك هذه الجزئية جعلت أهل الله من أهل التصوف يقولون لك وأنت داخل لا تصفق الباب وراءك، لماذا؟ قال هذا يسبح، هذا يسبح، إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه فأصبح المسلم يتعامل مع الأكوان برفق وحنان لأنه أصل من أسمائه سبحانه وتعالى الحنان المنان ولأن الكون هذا يسبح وما دام يسبح فهو يعبد ربنا فهذا يعني أن الله يسبح دائما وأنا لا أسبح دائما فأنا أسبح وردي هكذا في الصباح فقط أو في الليل وفقط مرة واحدة هكذا يكون هو أفضل مني، تصور أنني أسير وليس لدي احتقار لهذا الكون ولا تعال على هذا الكون، وإن كنت سيدا في هذا الكون لكنني لست سيدا
لهذا الكون الذي هو سيد، السيد هو الله. في الحديث النبوي يقول هكذا سيدنا رسول الله، نذهب إلى الجزئيات فنجد رسول الله أمرنا بعدم الإسراف في الماء، نجد أن سيدنا رسول الله أمرنا بأنه عندما تكون معنا فسيلة زراعية صغيرة هكذا حتى لو قامت الساعة فلنغرسها في الأرض، نجد أن سيدنا رسول الله ينبهنا على معان أساسية في التعامل مع البيئة وكل واشرب يا بني يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إذن عدم الإسراف إنه لا يحب المسرفين انظر إلى المبدأ العام إذن انظر إلى المبدأ العام عندما يقول إنه سبحانه وتعالى لا يحب المسرفين فالعلاقة بيني وبين الكون في مستوى آخر من التفكير وصل إليه علماء الإسلام
عندما في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فيأتي العلماء ليعملوا شيئا يسمى التجريد والتجريد هو أن يضعوا الحديث هكذا ويقولوا هيا لنفكر فيه امرأة وقطة فلنفترض أنه كان كلبا هل يختلف الحال لا قال فيبقى أن نجرد القطة نلغي القطة ونجعلها حيوانا فلنفترض المرأة كانت رجلا هل يختلف الحكم يعني الرجال يعذبون الحيوانات كما يشاؤون لا ينبغي أن أغري المرأة أو أكتب عن إنسان طيب إذن أنا إنسان أمام حيوان يمكن أن تلغي الحيوان قال نعم يمكن أن أجعله كائنا أي سواء كان حيوانا أو نباتا أو جمادا بالآيات السابقة هذه إذن هذا يتحدث عن العلاقة بين الإنسان والأكوان بعد التجريد المبنية
على ماذا على الرحمة وليس على العدوان على الرحمة وليس على العنف والقسوة فالعلاقة بيني وبين البيئة مبنية على الرحمة قس على هذا إذن كل عشرات الآيات وعشرات الأحاديث عندما تأتي ويقول دخلت امرأة بغي من بني إسرائيل الجنة في كلب وجدته عطشانة فسقتها فأدخلها فغفر الله لها وأدخلها الجنة يا سبحان الله ما هذا الإبداع هذا البخاري يقول ورجل أيضا وجد كلبا عطشانا فسقاه فأدخله الله الجنة إذن نريد في النهاية أن تكون هناك علاقة بين الإنسان والأكوان وهذه العلاقة هي الرحمة الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا في الأرض يرحمكم من في السماء حديث يسمونه حديث
الأولوية أول شيء نعلمه للطلاب هو حديث الأولوية هذا فسمي كذلك أولوية يعني أول شيء يقال هكذا هو المبني على الرحمة والعلاقة بين الأكوان والإنسان بسم الله الرحمن الرحيم إذن أنا في البيئة في الإسلام لها تأصيل على مستوى العقيدة لها تأصيل على مستوى الجزئيات لها أحكام فقهية عديدة، وفي النهاية فنحن الذين حافظنا على البيئة حتى في منتجاتنا. أنا كنت دائما في الماضي أقول إنه لو كان المسلم هو الذي اخترع السيارة لما جعلها تلوث البيئة، ولكن القدر هكذا أن الذي اخترعها لم يلتفت إلى البيئة وإنما التفت إلى مصالح سريعة وهي أنها توصله بسرعة أنها توصله براحة أنها كذا أنها كذا إلى آخره، لكن لا علاقة له بالبيئة، يحييني اليوم ويميتني غدا. حسنا البيئة من منظور آخر
يحدثنا عنه أيضا فضيلة الأستاذ المستشار رجاء أعطه يعني من يراجع المدونة الإسلامية إن جاز التعبير يعني سنجد أمثلة عديدة جدا. على حماية البيئة من التلوث، وحاجتها في إماطة الأذى عن الطريق، وحاجتها في قضاء الحاجة، وحاجتها في ما يجب أن يحاط به مكان قضاء الحاجة، وحاجتها في وجوب اختيار أن يكون فوق الريح وليس تحت الريح، وحاجتها في أمثلة عديدة، ولكن الذي أحب أن أوصله للناس أن هذه صور لأشكال في المعنى والمقصد أي عندما يقال النظافة فالعبرة في النظافة هذا هو المعنى وهذا هو المقصد إذا كان في عصر النبوة لم يكن موجودا إلا السواك لنظافة الأسنان فالمقصد أن السواك
فيه محافظة على البيئة لأنه يحافظ على الصحة ويحافظ على ألا يتحول الفم إلى مكان بؤرة سوداء للآفة للجراثيم المكروهة ويبقى ما يتحقق نتيجة تقدم الحضارة أنت في إطار الآية المغزى وفي إطار المعنى وبالتالي كل الأمثلة التي يتمنطق العلماء بها الآن في حماية البيئة من التلوث في تلوث سمعي ضوضاء طبعا الضوضاء هي تلوث سمعي صورة من صور تلوث البيئة في زماننا التلوث البصري شيوع القبح واعتياده القبح ثم امتصاص القبح والعودة إلى إفرازه، هذا نوع من أنواع التلوث البصري للبيئة. إننا اعتدنا أن نتعامل مع
نهر النيل الذي منه الحياة في مصر تعاملا بشعا، اعتدنا ليس فقط أن نصرف فيه عوادم المصانع الموجودة على ضفتي النهر، نلقي فيه كل المخلفات، اعتدنا أن نلقي فيه الجيف. نعم اعتدنا أن نصطاد الأسماك بالسموم، اعتدنا أن نقضي الحاجة على نهر النيل دون أن ندرك أننا نعود فنشرب من هذا الماء. هذا الكلام ينصرف أيضا إلى الترع والمصارف حيث وصل الأمر أنهم قديما كانوا يأتون هكذا فيردمون فيها ويلقون فيها الجيف كما حدث طوال حياتنا عصرنا للأسف لا نرى راحة في هذا، أي حتى هذه الأشياء توقفت لأنه كما تقول هكذا، الناس يا سيدة، يا سيدة، من أنه يجب الالتفات إلى أن هذه البيئة، هذه البيئة، لكي أتنفس هواء نقيا، لكي أرى مناظر مقبولة،
لكي أحمي سمعي من الضوضاء ومما أسميه ثقافة الإيه الزحاف؟ لا، هناك ثقافة الهدير، ثقافة الهدير، ثقافة الصياح، ثقافة الصراخ، ثقافة الضوضاء. هذه، أصبحت آفات اجتماعية موجودة، وبالتالي نحن هكذا المناخ الذي نحن نعيش فيه، نحن أصبحنا غير معنيين بعناية الإسلام بحمايته كبيئة فيها نتنفس وفيها نفصل وفيها نسمع وفيها نعيش وفيها نحيا. لا، وجدنا معنيون بالوعي واللاوعي بتلويث هذه البيئة بكل أنواع التلويث وأنا أحب أن أسمع من فضيلة المفتي ومن فضيلة الشيخ النهي الإسلامي عن هذا التلويث الذي نأتيه في
مياه النيل وفي الرجل يخرج القذارة فيلقيها أمام بابه أنا رأيت في أوروبا لا يوجد شيء اسمه القمامة تتراكم هكذا أرى أن كل بيت يضع القمامة في كيس ويربطه جيدا حتى لا تخرج منه أي رائحة وفي مكان في أسفل كل عمارة، ولكن دعونا نترك هذا الكلام، لقد فشلنا في التعامل مع القمامة أو مع النفايات، دعونا نقولها هكذا بوضوح، لقد فشلنا وأحضرنا شركات أجنبية لكي تقوم بذلك تتولى جمع القمامة في قارة طبعا وأصبحت أكوامها تلالا وأصبحت الأصوات دون أن نعنى بمقاومة هذا الكلام يعني نحن أصبحنا الآن مختصر الكلام أننا نسمم المحيط الذي فيه نحيا أجل هل هذا من الإسلام الذي علمنا كيف نحمي بيئتنا
نحن لدينا في الإسلام كنوز لو التفتنا إليها لقومنا مع وجه من حياتنا نقول إذن هكذا المختصر عزيز نسمع من الشيوخ، حضرتكم طرحتم سؤالا على فضيلة الشيخ أحمد نبوي كيف نهى الإسلام عن تلويث البيئة وهو يحدثنا عن هذا الأمر، أي أن سؤالكم سؤال السيد رجائي نطرحه عليكم فضيلة الشيخ أحمد، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد ففي البداية حقيقة أحب أن أقول إن هناك اختلالا في فهم الناس للتعامل مع البيئة بمعنى هل ينظر الناس في مجتمع في مجتمعاتنا المصرية والإسلامية والعربية إلى التعامل مع البيئة على أنه شيء حياتي شيء
من قبيل العادات مما وعيناه وحفظناه من شيخنا سماحة الإمام مفتي الديار أن الله تبارك وتعالى أوجد الإنسان في هذه الحياة لمقاصد ثلاثة مهمة المقصد الأول هو عبادة الله والثاني عمارة الأرض والثالث تزكية النفس يغفل كثير من الناس عن هذه المقاصد الثلاثة مجتمعة فبعضهم مثلا يهتم بجانب العبادة ويظن أن الدين هو عبادة الله تبارك وتعالى فقط، والبعض الآخر يقصر حياته كلها على جانب العمارة فيظن أن الحياة ما هي إلا عبارة عن عمل وسعي في الأرض، وصنف ثالث من الناس يظن أن دين الله
تبارك وتعالى هو تزكية النفس وتحليتها بأحسن الفضائل وتخليتها عن الرذائل وما إلى ذلك، والحقيقة أن ديننا هو الثلاثة مجموعة فإذا ما أخذنا مفهوم البيئة وجدناه مرادفا للحياة وللكون، فإذا ما قلنا كيف يتعامل الإنسان مع البيئة نستطيع أن نعبر عنه بتعبير آخر وهو كيف يعيش الإنسان في هذا الكون، كيف يحيا الإنسان في هذه الحياة، كيف يتعامل الإنسان مع النبات ومع الجماد ومع الحيوان، وقبل كل ذلك مع أخيه الإنسان، هذه الأمور جميعها نستطيع أن نضعها في إطار التعامل مع البيئة والمحافظة عليها، وكيف أوصانا الله تبارك وتعالى وأمرنا بذلك، وكيف أن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا بذلك وأمرنا به. هذا أول أمر أود أن أنبه إليه وهو أن التعامل مع البيئة والمحافظة على البيئة هي جزء من مقصد رئيسي
ومقصد أساسي جعله الله تبارك وتعالى لنا في هذه الحياة، وهو مقصد عمارة الأرض. الله تبارك وتعالى أمرنا بعمارة الأرض بتعميرها وتحسينها، وهذا لن يتأتى إلا بأن نتعامل معها تعاملا حسنا على هذه المحاور التي ذكرتها الآن، فمحور النبات والزروع والأشجار وهذا الجمال الطبيعي. الرباني الذي جعله الله تبارك وتعالى أشار شيخنا آنفا في كلامه إلى أن الغرب بعد أن رأى مشكلة التصحر فكر في علاج هذه المشكلة مع أنه منذ القدم وبداية الإسلام أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن نزرع بل إنه صلى الله عليه وسلم حث على الزراعة أخبرنا بأنه ما من شيء يزرعه الإنسان فيأكل منه إنسان أو حيوان أو يستظل به أي أحد سواء كان هذا المستظل إنسانا
أم حيوانا إلا جعل الله له تبارك وتعالى مقابل ذلك حسنات يجدها في ميزانه يوم القيامة، وإذا نظرنا إلى الحيوان وجدنا أن الشرع الشريف أمرنا بأن نرفق به وإلا نحمله ما لا يطيق، صحيح رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نجعل الحيوان كالكرسي فقال لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي أي أنه لا يليق ولا يصح في الشرع أن يذهب مثلا الفلاح إلى زراعته ثم يقف على حماره أو يجلس على حماره وهو يكلم آخر بجواره ويجعل ظهور ظهر هذه الدابة كالمتكأ أو كالكرسي، فانظر إلى هذا الغافل. ونحن نعرف قصة الجمل الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شكا له أن صاحبه أي صاحب هذا الجمل يحمله ما لا يطيق، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بستانا من بساتين الأنصار وقالوا يا رسول الله إن هناك
جملا لا يستطيع أحد منا أن يروضه ولا أن يتعامل معه، فقال أنا أدخل عليه، فقالوا له إننا نخاف عليك يا رسول الله، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فما إن رأى الجمل النبي صلى الله عليه وسلم حتى خر ساجدا بين قدميه صلى الله عليه وآله وسلم. ثم قال الصحابة لما رأوا هذا الموقف العجيب إذا كان هذا حيوانا لا يعقل سجد لك يا رسول الله فنحن أحق بالسجود لك منه، قال ما كان لأحد أن يسجد لأحد ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، ثم أخبرهم بعد ذلك نعم ثم أخبرهم بعد ذلك أن هذا الجمل قد شكا إليه أن صاحبه يحمله ما لا يطيق، وقصة الهرة والكلب، وهذه القصص كلها زاخرة بها الحضارة الإسلامية، فالحضارة الإسلامية هي التي علمت العالم كله كيف يكون التعامل مع هذه
الأمور، بل إن حتى الجماد كما أشار شيخنا مفتي الديار كان الصحابة يطرقون باب النبي صلى الله عليه وسلم قال أظافر يعني ماذا يعني كانوا يطرقون على الباب بالأظافر هكذا لأمرين الأمر الأول أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم لأجل عدم الإزعاج فلا يصح أن أذهب إلى إنسان وأدق عليه الجرس وأستمر في وضع يدي أو إصبعي على الجرس مثلا حتى لا يحترق الجرس لا يصلح هذا ليس من الأدب وليس من الدين وذلك الملمح الدقيق الرباني الذي أشار إليه شيخنا وأن هذا جماد يسبح بحمد الله تبارك وتعالى فلا بد أن نرفق به ولا بد أن نجمله ونتعامل معه معاملة حسنة فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا وأوصانا بأن نميط الأذى عن فقال إماطة الأذى عن الطريق صدقة، الأذى الذي هو ماذا، الذي هو كيس القمامة الذي هو الفضلات،
الحجر الذي هو حجر في الشارع نزيله، أي شيء يعوق حركة الناس، أي شيء يؤذي الناس، أي شيء يسيء إلى جمال الشارع. انظر إلى حلاوة النبي صلى الله عليه وسلم وجماله الشريف. صلى الله عليه وآله وسلم علم الصحابة الكرام كيف يدخلون ويخرجون البصاق فأوصاهم وعلمهم بأنه إذا بصق أحد في الأرض فإنه يغطي بصاقه، هذا جمال هذا من أسباب منع نقل العدوى وننتقل إلى الجانب الآخر نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نبول في المياه الراكدة وهذا هو الملف الحيوي الآن ملف المياه نحن الآن نعيش في أزمة مياه النيل والمياه وما أشبه ذلك من هذا الكلام الذي يقال في الساحة الآن ونحن نسيء إلى المياه التي لدينا ونسيء استخدامها ونسيء التعامل معها
نتغافل ونجهل ونتعامى عن أن هذا هو شريان الحياة الذي به وأنا أتعجب جدا كيف يلقي إنسان قاذورات في ماء يشربه، في ماء يطعم من خلاله، وفي ماء يعيش به زرعه. نعم فهذا من الأشياء العجيبة وهذا من الأشياء التي ربما يكون فيها نوع من أنواع التناقض في تعامل الإنسان عموما مع بيئته. الأمثلة كثيرة، سأعود إليك بالتأكيد مرة أخرى يا الشيخ أحمد والضيوف الكرام بعد هذا التوقف والحديث يتواصل عن البيئة في الإسلام والملوثات السمعية والبصرية والازدحام وكل ما تحدثنا عنه في ساعة النصيحة للأستاذ رجاء عطية، الاهتمام بالبيئة في الإسلام هل اقتصر على فرع معين من فروعها؟ أنا قلت
أولا في وقت سابق وأعطيتنا بعض الأشياء حين كانت الحياة والدنيا كانت أساسا البيئة كانت نقية أي لم تكن البيئة مليئة بهذه الملوثات التي انتشرت في الجو والسماء والأرض وكل شيء وتحت الأرض وكل شيء، كانت الحياة بسيطة ولذلك أردت أن ألفت الانتباه إلى أنه يجب أن نتوقف عند المغزى والمعنى لأن الصور تتغير بتغير الزمان أي عندما تعال مثلا تقول مثلا سلمان الفارسي وهو والي على المدائن من قبل عمر بن الخطاب وحكى قصة يعني ما هو جالس يكتب الرسائل وقال أنا أعمل أشتري الدرهم بكذا وأعمل كذا وأنا بعد ما أبيع في درهم أنفقه على عيالي ودرهم أتصدق به ودرهم كذا ولو نهاني عمر ابن الخطاب عن هذا ما انتهى إليه حذيفة بن اليمان
داخل أيضا العراق راكبا اثنين وكثرة عيش وسعيد بن عامر في الشام هذه أمثلة إنما هي الأساس فيها فكرة ما الذهب وبالتالي أنا أريد أن أقول إنه قد لا نجد أمثلة كثيرة ولكن هذا بقدر ما كانت الحياة في بسيطة والموضوع الذي أريد أن أطرحه على فضيلة المفتي أنني توقفت وسيادتكم تشرحون اليوم مواضيع كثيرة وأصبح لدي أيضا أي أنني مثلا في الحج محرم الحرم وفي الحج محرم الصيد ومحرم قطع الأشجار هذه صورة قد لا يلتفت إليها الناس وقد يعتبرونها مجرد أنها مناسك الحج أو بعض محظورات الحج وهذا وارد أيضا والفدية والهدي إلى آخره، إنما المغزى لماذا اهتم الإسلام بأن يقول للحجاج وأنتم في هذه الرحلة الروحية هاؤم لا تقطعوا شجرة
ولا تقتلوا روحا، هذا كلام أعتبره صورة راقية جدا من صور المحافظة على البيئة وأنا أحب أن أسمع فضيلة في هذا الموضوع العطاء الحضاري للإسلام يعني فضيلة المفتي في كيف تحول من قول إلى فعل أه ذهبوا إلى الشرع الشريف في الكتاب والسنة واستخلصوا منها المعاني كما أشار فضيلة المستشار وحولوها إلى برامج ثم حولوها إلى عمل نعيشه حضرتك نحن نتكلم في رحاب الأزهر الشريف ونحن هنا يبدو أنني وأنا جالس على الكرسي هنا أرى ها هو أرى طرفا من مسجد محمد بك أبو الذهب، محمد بك أبو الذهب هذا هو الرجل الذي تخاصم مع علي بك الكبير، وعندما
وجد علي بك يريد الانفصال عن العثمانية أي قال له لا أو قام بثورة هنا وهكذا إلى آخره. وبنى هذا المسجد الذي أراه الآن عبارة عن صومعة غلال وحولها أربع صوامع، هذه الصوامع كان يضع فيها محمد بك أبو الذهب القمح حتى تأكل طيور السماء، يا سلام! القمح كان يضعونه في هذه الغلال فيخرجون حامدين لله، طيب ولماذا يفعل ذلك؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من زرع زرعا فله صدقة بكل إنسان أو حيوان أو طير يأكل منه، يا سبحان الله! هذه هي
البيئة وهذا هو الحفاظ عليها وهذا هو الاستمرار في الحفاظ، ثم هذا هو الشكر لله المنعم أن وفقنا أن نعمر الأرض فنحافظ على طير السماء الغريب العجيب، وهذا يعني أنه شيء غريب جدا، الأزهر هذا كان يعج بالطلبة، فكان الطلبة كل خمسة أو ستة جالسين هنا في الفناء الذي نحن جالسون فيه الآن ويقرؤون ويذكرون وما إلى ذلك ويدرسون ويأكلون ويشربون، والغريب العجيب أنه عبر القرون لم تنبت شيء هنا في هذه الأرض،
لم تنبت، وهو يأكل البليلة وهذه البليلة القمح هذا إذا سقط وتسرب إليه الماء فإنه ينبت هكذا شيئا بين الرخام أو شيئا نعم ويحدث هذا في كل العالم ورأيناه فينبت ولكن في الأزهر لم ينبت شيء فلماذا إذن تخيل مدى النظافة التي كانوا عليها بحيث أنهم لا يسقطون حبة شعير ولا حبة قمح لدرجة أنه مكتوب في إن أرض الأزهر هذه أرض مباركة حماها الله من إنبات الشيء فيها يعني كأنها أرض غير قابلة، طبعا هذا غير صحيح، نعم هذا من نظافة طلاب العلم من طلاب العلم الأزهريين، عندما نأتي لنقرأ في تاريخ الفراعنة وما شابه يقول لك كان المصري يشمئز
من اليوناني بعد الاحتلال اليوناني لمصر لا يجلس في مجلسه إلا بعد أن ينظفه، أي عندما يقوم اليوناني يقوم المصري فيأنف من أن يجلس مكانه لأن هذا لا يغتسل ويأكل ويشرب بطريقة همجية، والمصري نظيف يغتسل وكل شيء. ما الذي حدث؟ الذي حدث خلل في العلاقة بين الإنسان والبيئة، صحيح، انحراف عن المثال الذي تركه. لقد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نمط المعيشة فيما تركه لنا الدين الإسلامي، أريدك أنت والإخوة المشاهدين أن تذهبوا إلى المتحف الإسلامي الذي
في باب الخلق، متحف إسلامي، عندما تدخلون ستجدون شيئا غريبا مثل الجرة، والجرة تحتها شيء ينزل فيه الماء، وهذا الشيء يؤدي إلى شيء آخر وكله مصنوع مع بعضه البعض، ما هذه الحكاية؟ الخزان لكي تملأه، قم فاسأل عن المياه في أمانة الله، نعم، وبعد ذلك قال: عندما تترشح هذه المياه، قم فإن هذه المياه تصبح نقية فتشرب منها، تريد أن تتوضأ فتوضأ، لكن مياه الوضوء بدلا من أن تهدر على الأرض تذهب إلى هذا منها يا أخي هذا إننا هذه خلطة رائعة في المحافظة على الجلد هذا هذه شيء مدهش وحل هذين اليومين شيء غريب عجيب حضرتك كان البطيخ
نجعل اللب الخاص به لا نرميه وبعد ذلك نقليه نحمصه والمقلاة هذه أنا أقول لأولادي أنتم رأيتم المقلاة هذه جاءت هكذا في التلفزيون قالوا لي لا فقلت لهم ألا تعرفون ما هذه فقالوا لي لا كنا نحمص فيها اللب ونحمص فيها البن وأشياء مثل ذلك ليس المقصود هكذا فضيلة المقصود أنه يستفيد من البطيخة بكل شيء فيها دون إهانة لها وليس أن يأكل نصفها أو الجزء الذي بداخلها ويرمي الباقي لا ويتسلى باللب الخاص بها ويرمي القشر للبطة لأن إضاعة قشر البرتقال كنا نجمعه ثم نجففه
في الشمس لكي نحرقه داخل الصفائح التي فيها السمن حتى لا يتزنخ السمن هذا الانتفاع البيئي هو كل ما فيه بل أكثر مما يدعون إليه في البيئة التي هم أصحاب البيئة يقولونها يقول لك والله كان في الماضي يغيرون في الفنادق كل يوم أغطية الأسرة صحيح فوجدوا أن هذا ضد البيئة لأن فيه استهلاكا زائدا عن الحاجة المنشفة بعد أن ينشف بها يقول له إذا أردت أن أسحبها فارمها هنا في المكان الفلاني وإن لم ترد أردت تعليقها مرة أخرى ثم يأتي أبحاث طبية غريبة في فوائد الاستعمال الثاني هذا حفاظا على الاستهلاك والبيع وكله وقليل ولا تبذره إنه لا يحب رؤية المبدأ العام إنه لا يحب
المسرفين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها هذا فساد في الأرض شدة الاستهلاك إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الإثم العظيم الإسراف هو الإسراف زيادة عن الحاجة والطغيان في الإسراف وهذا يولد نفسية هشة ويولد نفسية ضعيفة وفي الوقت نفسه هو نوع من أنواع الخروج عن الدين صحيح أن الدين احترم البيئة جدا والمسلمون أدركوا هذا جدا والمسلمون أنشأوا منتجات كثيرة من أجل المحافظة على البيئة ومن أجل ألا يكون هناك إسراف في الحديث أنه لا تسرف ولو كنت على نهر جار، يا سبحان الله يعني
نهر يجري هكذا، إياك أن تسرف. بالإضافة إلى ما تفضل به فضيلة الشيخ أحمد بعد سعادة المستشار أنه أمور كثيرة جدا في جزئيات كثيرة جدا نرى فيها المحافظة على كل همسة في البيئة، ثم القواعد العامة لا ضرر ولا ضرار يعني احذر أن تضر غيرك واحذر أن تضر نفسك ولذلك من هنا هات التلاوة إن أنكر الأصوات لصوت الحمير آه هذا الضجيج وثقافة هذا الضجيج أنكر الأصوات وهذا لا يرضي الله سبحانه وتعالى وإذا استمع الإنسان إلى الشيء المنتظم المرتب غير ما يسمع هذا الضجيج الذي معنى له ولذلك هذا يؤثر في النفس ويؤثر في البيئة ويؤثر في الموارد ويؤثر
في جميع الجوانب شكرا جزيلا فضيلة المفتي الحقيقة أعني الحكمة من تحريم قطع الأشجار والذبح في الأشهر الحرم وأثناء الحج فضيلة الشيخ أحمد والتلوث الضوضائي الذي تحدث عنه الأستاذ الرجائي وفضيلة المفتي والكلمات والأسرار على هذا الضجيج والزحام ماذا نقول للنساء هؤلاء اللواتي يصررن على الإزعاج ليلا ونهارا من غير سبب، هؤلاء في الحقيقة غفلوا عن الملمح الدقيق هذا الذي ذكرته في بداية كلامي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم أصحابه كيف يطرقون الأبواب، أي كيف الواحد منا يطرق على الباب بالأظافر أي بأظافره لماذا خوفا من الإزعاج فانظر إلى هذا الأدب الرفيع النبوي الذي علمه رسولنا صلى الله عليه وسلم لصحابته
الكرام والذي حري بنا وجدير بنا أن نتعلمه الأخطر من ضجيج أبواق السيارات وهذه الأصوات أن ثقافة الضجيج التي أشار إليها شيخنا صارت الآن في الكلكسات والأسوأ من ذلك أنها صارت في الفكر، صارت في الحوار، صارت في التعامل مع ما يطرح على الساحة من أفكار أو من علوم أو من مثل هذه الأمور، كلها صار لدينا تلوث سمعي وبصري كما أشار سعادة المستشار، والأخطر هو التلوث الفكري والمعرفي، التلوث الثقافي، شيوع ثقافة الضجيج وأفول نجم ثقافة التأمل كما تفضل شيخنا الإمام، ثقافة التأمل هذه الثقافة هي التي ربى عليها الإسلام أتباعه، ثقافة التأمل هي التي
علمها شيوخ الإسلام هنا في الأزهر الشريف وفي غيره تلامذتهم في كل عصر وفي كل مصر، ثقافة التأمل تعني التوثيق، ثقافة التأمل تعني عدم المجازفة والإسراع إلى تبديع الناس. أو تكفيرهم أو تفسيقهم أو إلى اتهامهم بالبهتان والكذب والزور، على العكس من ذلك تماما نجد هناك ثقافة الضجيج وثقافة الصوت العالي. ثقافة الصوت العالي هي التي لا يملك المتحدث فيها وبها إلا صوته العالي فقط دون أي أدلة ولا براهين ولا مستندات ولا وقائع ولا أحداث ولا أي شيء. من هذه الأمور فإذا ما وضعنا هذا في جانب وجئنا إلى الجانب الآخر وهو ضجيج أبواق السيارات وما أشبه ذلك، هانت علينا هذه الأبواق بالنسبة لما نراه في العقول من تلوث معرفي
وثقافي، ونقول لهؤلاء أجمعين: انظروا إلى حضارة الإسلام وحضارة المسلمين، انظروا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه كيف أدب أصحابه ظاهرا وباطنا، كيف أدبهم صلى الله عليه وسلم حسيا ومعنويا، كيف رباهم صلى الله عليه وسلم على أن يكونوا هادئين مطمئنين متأملين ولا يكونوا منزعجين ضوضائيين غوغائيين، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ربى صحابته وربى أمته كلها على التأني والتؤدة وعلى الرفق حتى قالت السيدة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الرفق في جميع أموره، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. هذا ما نقوله للجميع: عليكم بالرفق، عليكم بالرفق، عليكم بالرفق. سأختتم بالاستشارة، أي
في الختام، إن جاز لي أن أطرح عليكم سؤالا يتعلق أو المصريون عندما يريدون شيئا في حقيقة الأمر هناك العديد من التجارب يستطيعون فعلها لديهم عزيمة يعني ثمانية عشر يوما عمر الثورة المصرية ميدان التحرير وغيره من الميادين لا أعتقد أنه كان هناك إصابة بعدوى ورقة ملقاة عقب سيجارة أي مشكلة كان هناك حرص من الشباب على النظافة وحتى بعد أن انتهت الثورة أعادوا الأمور إلى أصلها، أي ما هي الأسباب في هذا التلوث الضوضائي والصراخ والأصوات العالية وكيف نستعيد حالة الهدوء لهذا الوطن الذي يئن وتأثير هذه الحالة على المصريين، حضرتكم حالة الثورة في أيامها الأولى كانت مشبعة بالروح التي أطلقت هذه الثورة وهي روح يعلو فيها
الإنسان اعتاده وهو يتوجه توجها عاما تتلاشى فيه الذات أمام ما يبتغيه للوطن وما يبتغيه للمجموع، وإذا كنت أريد أن أختتم كلامي بوصية إلى أبناء وطني فسأقول لهم إن تلويث ما حولنا عائد إلينا. الحكمة باختصار للسؤال الذي طرحه الأستاذ رجائي عن تحريم الصيد وقطع الأشجار إذا أردتم أن نذكر. الناس حتى لا يكون شيء قد سقط منا في هذه الحلقات يعني الحج هذا هو مجمع العبادة ففيه الصلاة والصيام والنفقة المالية والأذكار والأدعية والكفارات والنذور والأيمان وفيه بالإضافة
إلى ذلك مناسك الحج فهو مجمع لكل عبادات الإسلام ولذلك يسمونه الحج الأكبر لأنه يشمل كل الإسلام من أوله إلى آخره الإشارة للإحرام هي أن الإنسان ترك مألوفه وخرج من ملابسه وهذا الخروج أصبح فرضا عليه فعندما يحرم قتل الصيد فإنه يشير إلينا بأن هذه أمة ينبغي علينا أن نبقيها حتى يحدث ما يسمى الآن في أدبياتنا المعاصرة بالتوازن البيئي النبي صلى الله عليه وسلم مرة جاءه جبريل فلم يدخل فهو سأله بعد ذلك فقال عند الكلب، سيدنا
رسول الله عنده كلب في البيت فجبريل لم يدخل، فالنبي عليه الصلاة والسلام يعني حتى هو يحب جبريل ويحب الملائكة وكذا إلى آخره، ففكر في ذهنه أن يقتل الكلاب فأوحى الله إليه إنها أمة من الأمم فقال هممت أن أقتل الكلاب فأوحى الله الذي بأنها أمه من الأمم يا سلام إذا هذا الحديث يدل علينا وهو أصل في التوازن البيئي الإشارة هنا لعدم قتل الصيد هو إشارة إلى التوازن البيئي إننا كما نترك ألفنا ونترك أيضا مصالحنا التي أنا أصطاد من أجل أن آكل لكن لا ما تصطاد يبقى إذا في لا بد
في حياتي لم أصطد طبا لماذا لكي أبقى على هذه الأصناف ولذلك عندما اعتدوا كثيرا على الفيلة وكادت الفيلة أن تموت وأنشؤوا محميات أيدها الإسلام أيد المحميات الإسلام اجتمعنا في تركيا واجتمعنا في لندن من أجل السبعية البيئية السبعية البيئية هذه أصدرت وثيقة من الأمم المتحدة من الأديان فاجتمع أكثر من عشرة أديان كل دين وضع وثيقة ونحن وضعنا وثيقتنا الإسلامية في إسطنبول فأقرت قضية المحميات أقرت من أين جاءت وما أصلها وما أصلها ما أشار إليه سعادتكم المستشار وهو أن الله سبحانه وتعالى جعلنا ونحن في أسمى الحالات وفي أكمل الحالات وهي الحج والإحرام نمتنع عن إهلاك
هذا الصيد حتى لو أنه جاز بعد ذلك من أجل المنفعة المحدودة، ولكن لا بد أن نتذكر أنها أمة من الأمم ويجب علينا الحفاظ عليها. حتى الكلاب التي امتنعت الملائكة من الدخول بسببها أيضا هي أمة من الأمم، يجب علينا أن نحافظ عليها. إذن هذا التوازن البيئي وفكرة التوازن البيئي وهذه فكرة لقد أخذت كثيرا في مجال علم البيئة وهي تأسيسها وتأصيلها في هذا الجانب، ولا فضل يفوق فضيلة المفتي وضيوفي الكرام. الأمثلة والنماذج عديدة حول كيفية محافظة الإسلام على البيئة، وهي مسؤولية الأفراد والجماعات، بحيث أن هذا التلوث الذي نعيشه وهذا الضجيج يؤثر على أداء الإنسان وعلى أعصابه أيضا وعلى إنتاجه كل فروع حياته بشكل عام،
اسمحوا لي أن أشكر ضيوفي الكرام الذين تحدثوا الليلة عن الإسلام والبيئة، فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة، شكرا جزيلا يا فضيلة المفتي، شكرا لك أيضا، شكر موصول لسعادة المستشار الأستاذ رجاء، المثقف المصري والقانوني القدير وعضو مجمع البحوث الإسلامية، شكرا. جزيلا فضيلة الشيخ أحمد النبوي وأنا مسرور بك فضيلة الشيخ أحمد، شكرا جزيلا على حضورك اليوم ونشكركم أيضا مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة وكانت هذه دعوة من كلمات حق لكل من يحرص على متابعتنا بالمحافظة على البيئة حتى نلقاكم في لقاء قادم بإذن الله نستودعكم الله الذي لا تضيع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته