برنامج كلمة حق | أ.د علي جمعة | خطر الشائعات بتاريخ 2011 - 06 - 10

الشائعة مخلوق هلامي لا أصل له تنشر الفتن وتشعل الحروب تنتشر وتسري كالهشيم في النار كما يتحدث علماء اللغة العربية وتسبب أزمات ليس فقط للأفراد ولكن أيضا للأمم والشعوب عن خطر
الشائعات في الإسلام وكيف حارب الإسلام الشائعات نتحدث ونذكر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام تركه ما لا يعنيه في كلمة حق نتحدث عن خطر الشائعات أجدد لكم التحية مشاهدينا الكرام من رحاب الأزهر الشريف ومعنا في هذه الليلة وكالمعتاد كوكبة من كبار رجال وعلماء الدين الإسلامي ليس فقط على مستوى مصر لكن على مستوى العالم الإسلامي ورجال الأزهر الشريف أرحب بهم في البداية فضيلة مفتي الديار المصرية العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة أرحب بك أهلا وسهلا بكم مرحبا معنا أيضا فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أرحب بفضيلتك دكتور أحمد بارك الله فيك من علماء الأزهر الشريف أيضا
الدكتور أشرف المكاوي أهلا بك دكتور يعني إذا بدأنا مع فضيلتكم دكتور أحمد عن الشائعات وخطرها على المجتمع، مفهوم الشائعة ومعناها سواء في اللغة أو في الشرع وخطرها أيضا على الأمة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الشائعة هي مقولة أو خبر يذاع ويردده البعض ويتنقل من إنسان لآخر ومن مكان لغيره ويكون فيه الكذب ويكون فيه احتمال الصدق مما يوقع أحيانا كثيرا من الناس في بلبلة وحيرة خاصة عندما يهدد خطر الحياة
الاجتماعية أو الأمن الاجتماعي ومن أجل ذلك عرفنا الإسلام بخطورته حتى أن القرآن الكريم عني بذلك وبين وجوب مناهضة الشائعات لها من خطر داهم على حياة الأفراد والمجتمعات، ورسولنا صلى الله عليه وسلم حذر منها: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، "سيكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم". حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من
أحيانا تكون الشائعة محتملة للصدق والكذب، لكن هناك أقواما يفتعلونها ويصطنعونها لأهواء مشبوهة، ومن هنا كان القرآن الكريم في أشد التوجيه والتحذير: خذوا حذركم، وبين في مناهضة خطرها ما كان يحدث مع النموذج الأول والأعلى وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أشيع أنه طلق نساءه، ولما سمع سيدنا عمر بذلك ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسأله فقال لم يحدث فرجع إلى المسجد وكذب الخبر ليعلمنا بذلك وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف نزلت هذه الآية تقول وإذا جاءهم أمر
من الأمن والخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه ولذلك كان سيدنا عمر يقول أنا ممن تعلموا استنباطه والعبرة تعرف القرآن بذلك أن الذي يسمع إشاعة لا ينجرف فيها ولا يأخذها مأخذ الصدق بل عليه أن يعود إلى الأصل وإلى المنبع فسيدنا عمر لما رجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف أن هذا كذب فورا كذبه الخبر وأعلنها في المسجد ليعلم الأمة وجوب ملاحقة صناع الشائعات وهم موجودون في كل عصر ومصر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: يحدثونكم بما لم تسمعوا به فإياكم وإياهم، وهذا تحذير من رسول الله صلى
الله عليه وسلم. وكم نشاهد وطالما شاهدنا في مجتمعاتنا المعاصرة وعبر عصور التاريخ إلى أي مدى صنعت الشائعات مخاطر جسيمة وكان لها أثرها المدمر بما تثيره من أحداث في المجتمعات وفي الأمم، ناقل الشائعة يقع عليه نفس الإثم الذي يقع على صانعها أو مبتدعها بلا شك لأنه بهذا إنما ساهم في نشر الباطل دون أن يتعلم ويتأنى ويرد الأمر إلى الصواب كما علمنا المنبع نتأكد قبل أن ننجرف في الموضوع والقرآن يقول يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وكم من علماء وأئمة ودعاة وقادة
وكم من مصلحين أصيبوا من جراء الشائعات المسمومة ما لم يخطر على بال أحد الآية الكريمة يا الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أيضا كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الإشاعة لما قام الحارث بن أبي ضرار ودخل الإسلام ووعد الرسول أن يدفع إليه زكاة قومه وأرسل له الوليد بن عقبة فادعى وأشاع وأذاع أنه منع الزكاة وإلى أن قابله في قصة طويلة وعلم أن هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة وأن الرجل أعد مكيدة وأراد وجاء بنفسه يقدم فنزلت الآية والذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ونحن الآن
في عصورنا الحاضرة وفي مجتمعاتنا في كل الأرض طالما سمعنا ونسمع من الشائعات ما يزلزل الجبال وما يهز كيان الاستقرار في الأمم كلها ولو أننا ثبنا إلى رشدنا وعاد الناس إلى حقيقة الأمر وصانوا أعراضهم وشرفهم ومجتمعاتهم ما وقعوا في مثل هذا كما يقول الشاعر نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان بنا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا يا سلام هذا الخطر الذي يهدد ويتهدد الأمة كان القرآن الكريم قويا في مناهضته وفي تعليم الأمة كيف تناهضه لا فضل فوق فضيلة الأستاذ
الدكتور أحمد عمر هاشم يعني وانتقل إلى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه أيضا في الخطر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وحتى الديني من إطلاق الشائعات دون تحقق أو تثبت كما تفضلتم دكتور أحمد، فضيلة المفتي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا واضحا لتربية الإنسان في عقليته وفي نفسيته بالعقلية والنفسية تكون هناك الشخصية المسلمة والشخصية المسلمة عبر التاريخ تعلمت وتعودت وتربت على التوثيق على التثبت فتبينوا على التبين وفي قراءة
فتثبتوا فالتثبت والتبين والتوثيق جعل الأمة الإسلامية بتوفيق الله تبدع يعني عندما نقول وضح يقول لي الشيخ لا قل وضحي لأن في فرق بين هذا وذاك إلى هذا المستوى تلقينا القرآن من أجل التوثيق كذلك السنة نرى الإمام مسلم وهو يعلمنا كيف نبني منهج التثبت في مقدمة صحيحه يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع أنه ينقل الكلام الذي يسمعه نعم يا للعجب ما الذي يجعلك تقول له هكذا؟ قال: والله لقد سمعت، والسؤال الذي سألته الآن سؤال جميل وهو: هل عليه إثم؟ نعم، حسنا، من
اختلق الإشاعة عليه إثم الكذب، نعم، أيكذب المؤمن؟ قال: لا، يعني انظر إلى سيدنا رسول الله وهو يربينا، يضع أمورا في منتهى الخطورة والأهمية ويضعها في مكانها الصحيح لأن الإنسان إذا اعتاد الكذب انهار المجتمع ولم نعد نثق في شيء وأصبحنا في ضجيج وثقافة الضجيج هذه تنشئ نفسية وعقلية هشة ليس لها علاقة بالعلم وليس لها علاقة بالواقع فالإشاعة مصنفة تحت الكذب وإذن نحن أمام مشكلة كبيرة جدا في عصرنا وهي مشكلة التسرع في تحويل الخاطر إلى خبر، فإذا كان الأولون الذين كان الصدق يشيع فيهم كانوا
حريصين هذا الحرص، فيجب أن نكون حريصين أكثر. لماذا؟ لأنني في الزمن الأول والناس صادقة وأيضا أنا منتبه لنفسي، فما بالك حين شاع الكذب وذاع وأصبح وكأنه هو الأصل. الناس يفتخرون بأنهم يكذبون ويستهينون بالكذب، يكذب في الصحيفة ثم يقول لك: والله كذبت في اليوم التالي، فالناس تقرأ الصحيفة التي تصدر يوم السبت ولا تقرأ يوم الأحد، فيعلق في أذهانها أن هذا الخبر صحيح وهذا الخبر ليس بصحيح، فالله يكون في عوننا في هذا العصر، صحيح، فإذن لا بد نلتفت إلى أنفسنا لأننا نقتل أنفسنا، هذا نوع من أنواع الانتحار، الشائعات نوع من أنواع الانتحار ويجب
علينا أن نبتعد عنها أكثر من الأولين لأن الأولين كان يشيع الصدق في الناس ولكن يشيع الكذب مع الأسف الشديد. حسنا دكتور أشرف يعني إذا كان كما أوضح فضيلة المفتي أن الشائعة منهي في الشريعة أي في الكتاب وفي السنة، ولا خطر قد يدمر أي أمة، لماذا تجد الشائعة أذنا صاغية إن صح التعبير ولسانا ينطق بها؟ أي بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومعه لا شك أن أسباب انتشار الشائعات هي أول شيء ضعف الإيمان يا سبحان الله، فالصادق والتقي والورع يتحرى دائما ما يخرج من لسانه، بل يكون مسؤولا عما يتلقاه سمعه، فالله يقول "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، فالإنسان مسؤول عما يصدر من لسانه ومسؤول عما
يتلقاه سمعه عما يعتقده بقلبه مسؤول عن كل ذلك، لذلك عندما يقوى الشعور بالمسؤولية بين يدي الله عز وجل يحذر الإنسان من أن يتكلم فيما لا يتبين، ويحذر كذلك أن يتلقف بسمعه مثل هذه الشائعات. الأمر الآخر المنهجية العلمية، فبعد المنهجية العلمية كلما كان الناس قريبين من المنهج العلمي الذي يبين لهم مولانا المفتي إن الأمة بالفعل قامت ديانتها على أساس التثبت والتبين في نقل القرآن الكريم وفي نقل السنة النبوية، بل إنني مرة قرأت في ترجمة أحد الرواة اسمه خالد بن إلياس، قال أبو داود عنه: كان إمام المسجد النبوي ثلاثين عاما، ما شاء الله ثلاثين سنة، وأجد كل العلماء علماء الجرح والتعديل يقولون لا يكتب حديثه،
قالوا بالإجماع لا يؤخذ منه أجمعين وهو ثلاثون سنة إماما لأنه صالح ولكن ليس لديه قضية حفظ الأحاديث وحفظ السنة، فهذا مستوى وهذا مستوى، ومن أسباب انتشار الشائعات أن الإنسان مولع بالغرائب فكل غريب مرغوب فيه، فحين يسمع شائعة وتكون غريبة قليلا ينشرها من أسباب انتشار الشائعات أن الإنسان يكون لديه فراغ، ومن أسباب الشائعات أن المرء أحيانا يحب أن يحكي الأمر الذي يحبه الذي يتمناه، فلو أن هناك مثلا خوفا من غلاء الأسعار، فإنه يأتيه خبر كذلك ما هو صادق ولا شيء أو لم يتثبت منه أنهم سينزلون لا أدري الأسعار غدا إن سيكون هناك منحة موجودة أي شيء فهو يحب هذا الشيء فيوزعه وينشره وهكذا
موت أحد الظالمين هو يتمنى أن يموت هذا الظالم فيوزع الخبر وينشره وهو في الحقيقة لا أساس له من الصحة الظالم ما زال حيا ومرفها وليس هناك مشاكل لكن هو يتمنى ذلك حتى إنه يتمنى أن يساعده على نشر مثل هذه الأمور، أسباب كثيرة لهذه الشائعة، طبيعة الشائعة أنها سريعة الانتشار، نعم الانتشار كالهشيم في النار كما يقولون بالضبط، وطبيعة الشائعة يقولون السقوط والترقيع والحذف، نوضح للناس أنه تسقط منها كلمات القصة عندما تحكى ربما لم أركز في كل تفاصيلها فيسقط منها جزء فأقوم عنها أكمل أنا من عندي فأركب لها جناحها وأزيد قليلا من الأمور وهكذا كي تطير نعم والحديث أن أضع قليلا من التوابل وقليلا من الأشياء التي تسخن الأمور فأزيد وأبالغ وأهول كي
تنتشر وهكذا فطبيعة الشائعة هكذا ولذلك قالوا إن الشائعة تخرج ككرة الثلج كلما تدحرجت زادت فيزيد الكلام ويصل الشائعة في الحقيقة كما تفضل مولانا فضيلة مفتي الديار وقال إن أحيانا تصدر بلا تعمد الكذب وأحيانا تصدر من مصدر خبيث يتعمد الكذب، المصدر الخبيث الذي يتعمد الكذب هذا يمكن أن يكون دافعه الحقد على الأمة بل بث الاضطراب في الأمة وهم المرجفون في المدينة الذين وردوا في سورة الأحزاب. قصدهم الإرجاف لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم، هذا مصدر يمكن أن يكون سببه كذلك عند الإنسان انتقام شخصي، الذي يطلق شائعة عن امرأة، الذي يطلق شائعة عن صديق وهو يعلم أنه كاذب وينشر الشائعة، هذا عنده أحقاد شخصية، هذا مدفوع بدافع
الانتقام والتشفي مثلا يعني العقاب في الدنيا أم في الآخرة، العقاب في الاثنين يعني لدينا المفتري القذف له حد، القذف له حد والكذاب يعذب فضلا عن عقاب الله في الآخرة، نعم فالإنسان الذي يتعمد الكذب ويتعمد الشائعة هذه مصيبة، لكن هناك نوع آخر لا يتعمد الكذب، الصحابة لما سمعوا أن رسول الله اعتزل نساءه فظنوا أن هذا طلاق فقالوا إذن طلق نساءه، ما دام قد مكث شهرا كاملا شهرا كاملا اعتزل نساءه في علية غرفة في طابق ثان عاش فيها وحده بعيدا عن الزوجات التسع فهذا أمر غريب على رسول الله عليه الصلاة والسلام أي يبدو أنه ضاقت نفسه بأحداث كثيرة في البيوت التسعة إلى أن وصل إلى أن يعتزل نساءه، هذه الشائعة تفسير لموقف لكن ليس واقعيا، ما طلق رسول الله نساءه وإنما فهم بعض الصحابة هذا فأمر استنبط على
غير أساس وانتشر بين الناس، ثم بعد ذلك كذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشائعة ليست دائما تكون قصدها سيئا ولكن بعض الناس كان قصدهم سيئا لو نظرنا مثلا إلى حادثة الإفك هذه التي لفقها والتي دبرها عبد الله بن أبي سلول عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة التي دمرت وأثرت في الأمة كثيرا والشائعات عن سيدنا عثمان التي استغل فيها الغوغاء والدهماء وأصحاب ومن لا عقل له ولا دين له في الكوفة والبصرة ومصر هنا وبدأ اليهود وبدأ يعني السبئيين يبحثون بها في كل مكان أن سيدنا عثمان خارج عن السنة لا يتبع رسول الله ولا ينهج نهج أبي بكر وعمر وأنه يحابي أقرباءه إلى آخره، أدى هذا إلى ماذا؟ انظر أثر هذه الفتنة إلى مقتل عثمان إلى موقعة الجمل إلى موقعة صفين إلى خروج الخوارج
إلى ظهور الشيعة إلى ظهور القدرية كل هذه الأمور بسبب شائعة انظر أثرها كان على الأمة كيف إلى الآن نعاني ربما من هذه الشائعة عن سيدنا عثمان كذبا فالمسألة أن الشائعات في الحقيقة تدمر الأمة وتهتكها الأعراض تسبب الاضطرابات في البلد والاضطرابات في المجتمع ولا يفعل ذلك في الحقيقة إنسان عنده تقوى أو عنده عقلية علمية تماما، طيب فضيلتكم يا أستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم يعني الآن في العصر الذي نعيشه المناخ مهيأ تماما خاصة في ظل الأحداث والظروف الأخيرة التي تمر بها مصر والانتشار الكثير من هذه الشائعات يعني كيف ترى هذا الأمر ونصيحة فضيلتك للمواطنين وللأبناء هذا الوطن أن يتوخوا الدقة وأن لا ينساقوا وراء هذه الشائعات لأن نحن فعلا أتصور والكل مجمع لذلك أننا في أزمة الآن أو في مفترق طرق هو في الواقع يعني ما
تفضلتم بتحديد عنوان هذا اللقاء اليوم يعتبر عين البلاغة إذا عرف العلماء البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال فهذا اللقاء وهذا الموضوع هو عين البلاغة لأنه كما أشارت يعيش عالمنا ومجتمعنا فوضى من الشائعات لا أول لها ولا آخر ولا بد أن يعلم الناس علم اليقين وبنصوص إسلامية صحيحة الذنب الذي يرتكبه من يذيع هذه الشائعات فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشاع على امرئ مسلم ما ليس فيه وهو منه بريء حبسه الله في النار حتى
يأتي بنفاذ ما قال ومعنى هذا أنه من أهل النار ومن المخلدين في النار حتى يأتي بنفاذ وأن عليه أن يأتي بنفاذ ما قال نريد أن نحذر الذين يشيعون الفتن بهذا الخطر الذي حذر منه الإسلام وأوضح أن خطر من ينشر الإشاعة أن إثمه عظيم كإثم المشرك الذي يخلد في النار لأنه يقول حتى يأتي بتحقق ما قال، وإنما كان هذا العقاب شديدا على هذا النحو لما يترتب على الإشاعة من هدم بيوت، ومن تصدع أسر، ومن انهيار قيم. من ضياع مجتمع من أمور لا يمكن
أن تخطر على البال وبسبب ماذا؟ بكلمة شر أخذها غر فنفخ فيها وصارت تتنقل بالويلات والكروب بين الناس، ومن أجل ذلك كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يواجه الفتن بصدها وردها وإخمادها والدعوة إلى توثيق الصلة بالله سبحانه وتعالى لأنه لا يقدر على الشائعة الكاذبة إلا هذا الذي خلا قلبه من الإيمان ولا يراقب ربه، فكان عليه الصلاة والسلام عندما يقولون ويشيعون أن الناس قد اجتمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم الذين قال لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني نقلوا عنهم ليخيفوهم وينقلوا، وهذا يحدث في كثير من المجتمعات وفي كثير من الدول وفي كثير من الأحيان، لكن الخطر الداهم الذي يشاهد في العصر الحاضر الآن من جراء الشائعات أمر يندى له الجبين، أمر يستوجب علينا كعلماء ودعاة أن نمثل خطا أول للدفاع عن حرمة الوطن وعن أمان الوطن وعن انزلاق الناس في هذا المنزلق الخطير حتى نحمي الوطن من الشائعات التي يتردى فيها كثير من الناس أنا أرى لك بفضيلتك دور أحمد والحديث يتواصل مشاهدينا الكرام بعد هذا التوقف القصير نحن معكم في
رحلة بالأزهر وفي كلمة حق ما زلنا نتحدث خطر الشائعات تعالى الأمم بخلق نبي زانه خلق بالحسن مشتمل بالبشر متسمي مولى يا صلي وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق
كلهم ومواجهة الشائعات مسؤولية من وكيف نتخلص منها هذا سؤالي لفضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة وهو في الحقيقة اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان ولذلك فأنا أخاطب كل مسلم الآن أقول له استمع إلى رسولك الكريم وهو يقول من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه يا سبحان الله أنا بعد ما أسمع هذا الحديث أريد أن أفهم كيف يتكلم أحدنا فيما لم يشاهده
ولم يتيقن منه ولا يعنيه أصلا أن يتكلم فيه فيخوض في أعراض الناس ويخوض بما يصل إلى دماء الناس ويخوض في الكذب، تذكر قول رسولك الكريم "أرأيت الشمس؟ فعلى مثلها فاشهد". الكلام الذي تتكلم به من فمك هذا شهادة، يا للعجب! هل رأيت شيئا؟ لا، فلماذا تتكلم إذن؟ الكلام الذي تصفه بجانب بعضه البعض من أين جئت به؟ النبي صلى الله عليه وسلم حذرك من هذا وقال: إن الكلمة من سخط الله لا يلقي لها أحدكم بالا، تهوي به سبعين خريفا في جهنم. يا للعجب! فلماذا إذن؟ ولماذا هذه المشاكل؟ لماذا أدخل نفسي
في هذه المضايق عندما يكون الكلام كذبا؟ ما المتعة في ذلك؟ أن تتكلم أيها المسلم بالكذب فتهوي به سبعين خريفا في جهنم إذا لم تر عيناك ولم تسمع أذناك الشيء من أصله، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. إذا بدأ كل منا بهذا يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بنفسك ثم بمن يليك ثم بمن تعول، هنا وكيف نقضي على الإشاعات؟ ابدأ بنفسك، حاسب نفسك أنت، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. صحيح، ابدأ بنفسك أنت، قرر من الآن أنك لن تتكلم فيما لا يعنيك. هذا صعب؟ نعم صعب، ولكن عاقبته الجنة. نعم، والسهل الذي
تفعله عاقبته النار. فلماذا يبيع الإنسان دينه وحياته وآخرته بهذا؟ الثمن الزهيد هذا هو السؤال الذي لو استحضره كل واحد منا عندما وقع في هذا أو عرف أن الكلمة الواحدة من سخط الله وهي هنا كذب وإشاعة تهوي به سبعين خريفا في جهنم لأنها كما قال مولانا الدكتور أشرف إن الإشاعة التي خرجت على عثمان ما زالت الأمة تعاني منها الآن انقسام، حسنا وهذا الإثم كله على من؟ على من بدأها وأشاعها، نعم مسألة سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من اتبعها إلى يوم الدين. حسنا لماذا هكذا؟ أنت تدخل نفسك مع الله في تجربة صعبة، ثم بعد ذلك تقول ماذا فعلت؟ هل ربنا
ضيق علينا الأرزاق لماذا؟ هو وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتي رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله أي أن الناس كفرت بالنعم واشتاقت إلى النقم فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فيجب علينا أن ننتبه إذا أردنا القضاء على الشائعات فلنبدأ بأنفسنا ثم بمن نعول ولنرب أولادنا على هذا الإنسان جلس وسمع وقرأ وما إلى ذلك يقول والله أنا لا يهمني كل هذا لأنني لا أخوض في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وشهادة الزور أنا لا أفعل هذا أنا أبرئ لساني ولذلك قال احفظ عليك لسانك وقال من ضمن لي ما بين لحييه وفخذيه أضمن له الجنة وقال يا رسول اللهم إن
سيدنا معاذا سأل: أيؤاخذ أحدنا بما يتكلم؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ هذا هو الأمر الذي يجب أن تنتبه إليه، فمن اللسان الخير ومنه الشر، والشائعات شر مطلق وكذب مطلق، ولذلك إذا أردنا أن نتخلى عن الشائعات فليبدأ أحدنا في تربية نفسه ولو كان كبيرا يعني سنه كبير وانتهى فات وقت التربية لا ما عليه شيء ولكن أنت تريد أن تدخل الجنة تريد أن تنزع نفسك من هذه الدائرة الخبيثة فعليك إذن أن تبدأ بنفسك ثم بمن يليك فإذن هذه ليست قضية أن الناس تكذب كلها لا تكونوا أحدكم إن معه يقولون
أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، وطنوا أنفسكم على أنهم إن أحسنوا فأحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا، صحيح تظلم من؟ تظلم نفسك وتظلم العالم كله، ولذلك الشائعات معدودة من الحرب النفسية، حرب يعني، هذه كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله هذه حرب ولكن حرب باللسان وهناك حرب بالأسنان كما يقولون صحيح يعني حديث الحديث الشافي لفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور أشرف يدفعني لأن أسأل فضيلتكم الأمم الغربية أو بعض المجتمعات هذه تقوم هناك ولا تقعد ينفع التعبير إذا كذب رئيس أو مسؤول وتنصب له المحاكم ونحن نستمرئ الكذب مجتمعاتنا سواء كانوا مسؤولين أو جماعات أو حتى أفرادا، أي أين تقوى الله؟ ولماذا المسلمون بهذا الشكل؟ إن الغربي أيضا ليس لديه تقوى الله ولا شيء، لا أنا
لا أتحدث عن ما هو عليه، هذا هو المدهش، الذي ليس لديه تقوى الله، المفروض أن نحن لدينا تقوى الله فتكون رادعا، ليس لديهم تقوى الله وما لك أيضا نعم شعور بالمسؤولية الشعور بالمسؤولية عن الكلمة هو الذي يجعلهم منضبطين بهذه الطريقة فنحن لدينا ضعف في الشعور بالمسؤولية ولذلك ربما نكذب الكذبة وقد قال جاء في الحديث فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق هذه الآفاق لا تكون إلا في زمن الإعلام والفضائيات والإنترنت آفاق تبلغ الآفاق وتنتشر في كل مكان، فهي الإشكالية في عدم الشعور بالمسؤولية سواء كان عند بعض الإعلاميين أو الصحفيين كما أشرتم، أو عند أفراد الناس وعامة الناس أن يتعود الإنسان على منهج التلقي، أن يتعود الإنسان على عدم البحث عن مصدر الكلام أين هو، من الذي قال هذا الكلام افترض أن أحدا سمع كلاما لا يصلح أن أنقله فقط في حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال إن بئس مطية الرجل زعموا يقولون الناس
قالت ولكن من أنت من الناس الذين نقلت عنهم المصدر لا يقول فهذا خطأ يجب أن أعرف مصدر الخبر أين بل في مرحلة ثانية وهي النظر في حال هذا المصدر هل هو ثقة أم لا ثقة أم غير ثقة، ولذلك أقول إن منهج أهل العلم في نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النظر في معرفة الرجال وأحوال الرجال وضبط الرجال وعقلية الرجال هكذا، فالأمر لا بد أن أتعود عليه أن أسأل دائما: هذا الكلام مصدره من أين؟ وما حال هذا المصدر؟ وبعد هذا كله، بعد هذا كله يقول لي: مررها على عقلك، مررها على قلبك، اشكك ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا. انظر، يجب على القلب أولا أن يفكر، يجب أن أتدبر بعقلي هل هذا الكلام أقوله، هذا الكلام أنقله،
فليس كل ما يعرف يقال، حتى ولو كان صدقا أيضا لا نقوله، يعني لو رأى أحد، لو أن رجلا رأى امرأة مع رجل في وضع مخل أو في فاحشة وغير ذلك، لا يصلح أن ينقله، سيحدث فتنة، إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة حتى إن كل ما أعرف أنه يقال يجب أن أمرر الخبر على عقلي وعلى قلبي وأنظر في آثاره وما سيترتب عليه وليس ذلك فحسب دعني أريد أن أتأكد من الخبر وأتحقق منه يجب أن نتقي الله في الناقل بمعنى ألا أزيد كلمة ولا أنقص كلمة ولا أبالغ ولا أهول، إنما أنقل الكلام كما هو. وما الداعي لنقله من الأساس؟ لو أن الأمر احتاج إلى نقل، لو أنه مما يصح نقله، فنحن محتاجون إلى ضبط ودقة في
النقل. اتقوا الله، الأمر الآخر أننا محتاجون مرة أخرى أن نرجع قضية التناصح فيما بيننا أسمع أحدا يتحدث والكلام مرسل على عواهنه، لا له زمام ولا خطام، ولا له أصل ولا مصدر ولا يتحدث بعلم. يجب أن أنصحه وأقول له: ماذا تقول؟ من أين جئت بهذا الكلام؟ نحن نستحي من بعضنا البعض، نحن نخجل من أن نحرج بعضنا البعض على حساب الحقيقة وعلى حساب المجتمع، أنفسنا مرة أخرى في هذه المسألة أن نتناصح فيما بيننا لكي نقلل ولكي نعمل عملية محاصرة لهذه الشائعات فهذه كلها آداب ينبغي أن نتعود عليها البحث عن مصدر التلقي النظر في حال هذا المصدر عرض الكلام على القلب والعقل نقل الكلام بدقة كل هذه آداب ومنهج ينبغي أن نتربى عليه ونتعود عليه، ولو تعودنا عليه ربما احتجنا فترة
زمنية، ربما احتجنا تذكيرا به، ربما احتجنا وضعه في مناهج التعليم، ربما احتجنا الإكثار من الكلام عنه في مناهج الإعلام، ربما لكن في النهاية سيؤتي ثمرته إن شاء الله. شكيب يعني أنا أيضا سآخذ من كلام فضيلتكم دكتور أشرف، وأسأل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم يعني إضافة إلى ما ذكره الدكتور أشرف، هل يعني باعتقاد فضيلتكم وقد كان لكم باع طويل أيضا في مجلس الشعب، القرآن والإسلام بشكل عام عالج الشائعات وأوضح خطورة هذه الشائعات وأيضا عقوبتها، هل الأمر بحاجة إلى تشريع يجرم بعض هذه الشائعات خاصة إذا كانت تهدد الأمن والسلام الاجتماعي الذي تحدثت فضيلتكم عنه في مستهل الحلقة، دكتور بلا شك أنت عندما تنظر إلى ما تناوله القرآن والحديث والتحذيرات التي ألمحنا إلى أهمها والتي العقوبات المترتبة على الشائعات متى في عصر كان أنقى
العصور ومع قوم كانوا خير القرون ومع هذا كان التحذير وكانت العقوبة وكان بيان الإسلام على النحو الذي تحدثنا عنه الآن، لكن انظر الآن وما نعانيه وما ينتشر بين الناس خاصة أن وسائل الإعلام الآن اختصرت الزمن وأصبح العالم قرية والمسموع والمرئي والمقروء والكلمة تشيع وتنطلق في لحظة إلى كل الدنيا، هذا يستوجب علينا قبل أن نقول التشريع والقانون وهذا أمر حسن لا أخالف اقتراح سيادتك فيه بل أراه ضرورة ولكن قبله ولكن أهم
منه أن نغرس الوازع الديني في نفوس الناس فلطالما أفلت الناس من طائلة القانون بأي وسيلة وبأخرى لكن الوازع الديني الذي نغرسه في نفوس الناس فيعلم الإنسان أنه مسؤول عن كل ما يتحدث به ما لا يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، والرسول عليه الصلاة والسلام حين عرف المسلم وقال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، أي أن الذي لا يسلم المسلمون من لسانه أي أن الذي يطلق الشائعات أي أن الذي يعمل على إذاعتها لا يكون مسلما بمعنى الكلمة، وهذا ما نعانيه وتعاني الأمة من تناقل أخبار
لا أول لها ولا آخر في جميع وسائل الإعلام والناس لا يحذرون من هذا ولا يعلمون عقوبتها ولذلك نحن حين نوضح الحقيقة وحكم الشرع وأن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا سلم الناس من لسانه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بين لنا عقوبة بهذا النحو الذي قال يحبس في النار حتى يأتي ابن آدم، ما قال يظل فيها أبدا لا بد أن هذا يستوجب علينا الآن أن ننقي مجتمعاتنا من الشائعات وأن نجتهد ويجتهد الإعلام معنا وينتفض الدعاة لغرس الوازع الديني في نفوس الناس حتى يحاسبوا أنفسهم وحتى ينتهوا عن هذه الشائعات
لأن لا يكفي ولأن عقوبة الدنيا هي وحدها لا تكفي فطالما يفلت الناس منها لكن الوازع الديني سيجعل الإنسان قبل أن يقدم على مثل هذا الخطر يفكر ويفكر ويثوب إلى رشده شكرا جزيلا فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم وفي الختام مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أي نؤكد خطر الشائعات في الختام من فضيلتكم في ختام هذه الحلقة يعني الشائعات يمكن أن نحاصرها أولا بالتربية كما قلنا نعم لتكون حصنا من الوقوع فيها وقبولها وثانيا باحترام القانون يعني نحن ندعو في الأيام المقبلة أن نحترم أحكام القضاء وأن تكون لأحكام القضاء دور اجتماعي صحيح أن
القاضي ينبغي أن يحكم بما يراه وكذلك لكن لا بد أن يكون له ضمير يخاطب به المجتمع أيضا والعالم يجعل العقوبة والتعزير وعندنا في الفقه الإسلامي يقول التعزير فن القضاء فن القضاء فيجعل هناك عقوبة موجعة فالقاضي يحكم عليه بثلاثة أو أربعة ملايين دولار فتغلق الصحيفة صحيح فتخاف هي والصحف الأخرى صحيح نجد أن هذه القضايا ليست كثيرة وليست شائعة لأنه قد ترسخ في الذهن المجتمعي أن هذا لا يقارب، فعندما تأتي إلينا ويأتي حاكم يحكم عليك بعشرين ألف جنيه فيقول لدينا في الكتب القديمة
التي لا تعجب بعض الناس يقولون إن رجلا سب غنيا وسب فقيرا بأبيه وأمه فذهب يشكو إلى قال له إذا كان عليك درهم للغني، قال له بساطة خذ هذا، أعط درهما رقم واحد هذا وبلغوا كذا وكذا، وخذ أيضا درهما هذا وذهب تاركا إياه أمام القاضي، وأعط واحدا ثالثا من أجل القضية الجديدة. نعم هنا يقولون التعزير فن القضاء، القاضي عندما يرى هذا غنيا نعم وعندما يرى وعندما أرى عدوانا فإن العقوبة تكون هزيلة لا تتناسب مع حد الخطأ، العقوبة يجب أن تتناسب مع هذه الحالة، لن أتركه معتديا على أخيه الفقير، وبهذا أكون قد بعت كرامة الفقير بالمال أو ما إلى ذلك، شيء مؤلم بحيث أنه لا يعتبرها
مرة أخرى، صحيح فهذا ما نفتقده في الحقيقة قابل الأيام إن كنا نتعود عليه أن الشائعة التي تهدم الأمة التي تتعرض للأفراد التي تتعرض لأمن المجتمع والمجتمعي لأمن المجتمعي يجب علينا أن نتعامل معها بجدية نتعامل معها ليس بلين وتطييب خاطر لا بل نحن نتعامل معها بحزم كما قالوا من شدة الحزم لا من شدة الحزم بالتربية بالقانون أعتقد أن التربية طبعا أقصد أيضا التربية الدينية والتربية الأخلاقية بالتأكيد فإن بهذا نتقي مسألة الشائعات ولا بد لجميع المؤسسات وليس الإعلام فقط بل جميع الوحدات كالأسرة والمدرسة والعمل وما إلى ذلك أن تجعل هذا في أولوياتها فالشائعة من الكذب كما
أوضح ديننا وكبار علمائنا ولها خطر كبير وجسيم على تماسك الأمة مشاهدينا الكرام اسمحوا لي أن أشكر كبار علمائنا ومفكرينا في هذه الحلقة فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية شكرا جزيلا شكرا دكتور وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور أشرف المكاوي أحد علماء الأزهر الشريف شكرا جزيلا بصورة أشرف ومرة أخرى مشاهدينا الكرام إن جاز لي أن ألخص في عجالة ما سمعته من كبار علمائنا ومفكرينا فلا أجد أفضل مما طرحوه من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن خطر الشائعات كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع فما بالنا أن ينقل الإنسان ويحدث بكلام كذب،
نشكركم على حسن المتابعة ونراكم دائما على خير، دمتم في أمان الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.