برنامج مع رسول الله | الحلقة الثانية عشر | الرفق بالخادم | أ. د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليوم نريد أن نسلط الضوء على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق بالضعيف والرفق بالضعيف يشمل
الرفق بالخدم، وفي النظام السابق الذي والحمد لله تخلصنا منه وهو نظام الرق والعبودية، كان الرقيق مأسورا وضعيفا، ولذلك كان الخدم وهم أحرار وليسوا عبيدا، وكان الرقيق وهم ضعفاء، وكانت أيضا الطفولة البريئة الصغيرة ضعيفة، والأنثى ضعيفة بالنسبة للرجل الذي يمكن أن يتعدى عليها بأنواع من الضرب أو الإهانة أو القسوة أو ما إلى ذلك، فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم وكان منحازا إلى الضعيف، هذا خلق عال وراق يجب أن نتمثل به. مجموعة
من الأحاديث معنا اليوم نعيش مع سيدنا رسول الله وبسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى عن أبو مسعود رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاما - والغلام هنا معناه عبد، ولد صغير هكذا عنده عشر أو إحدى عشر سنة، مأخوذ في الأسر ومأخوذ في كذا، وأضربه لأنه فعل شيئا قصر فيه - فسمعت صوتا من خلفي يقول: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك عليه، فإذا هو النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فقلت انظر التربية انظر الاستعداد انظر أبا مسعود هذا هو سيدنا أبو مسعود رضي الله تعالى عنه انظر كيف يتلقى من سيدنا رسول الله يقول له ربنا أقدر عليك من قدرتك أنت عليه التفت لا يا رسول الله ما رد فعله قال له ماذا فعل وعصى وأساء وأنا لست مخطئا فقال له ماذا قال يا رسول الله هو حر لوجه الله طبعا هذه القصة تعني أن فيها مالا يعني أنه دفع الآن من عنده قيمة هذا العبد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا مسعود لو
لم تفعل لأحرقتك النار يعني أنت الآن بهذه المبادرة أنقذت نفسك يا أبا مسعود من النار لفحتك النار لمستك النار صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الحديث رواه الإمام مسلم والإمام أبو داود في سننه نروى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال من قذف مملوكه أو عبده وكل شيء هو ضعيف يعني وأنا قذفته وهو بريء فإذا أنا جمعت الآن بين القوة وبين الظلم هكذا
يعني وهو بريء مما قيل أقيم عليه يوم القيامة حد يعني سيقام على هذا القاذف الحد يوم القيامة وهذا الحديث رواه أبو داود القذف يعني أي شيء، يعني رماه بتهمة الزنا، قال له أنت ولد يبدو عليك هكذا الألعاب وما إلى ذلك لا أدري ماذا وما يتعلق بالنساء وأنت زنيت يا بني، والولد لم يزن ولا شيء، فإذا أضاع نفسه وسيتهم عليه لمدة يومين يوم حد القذف ربما لن نقيم عليه الحد في والولي خاف منه إلى آخره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله كم نعفو عن الخادم يخطئ مرة أو اثنتين ونعفو عنه ثلاث مرات حسن فالنبي عليه الصلاة والسلام سكت صمت فأعاد الكلام يا رسول الله كم نعفو عن الخادم عشر مرات مثلا، أي قل لي فقط أي شيء، فصمت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدنا رسول الله عندما يصمت هكذا يكون هناك شيء، أي أن السؤال كأنه ليس جيدا أو ليس، كم مرة أعفو عن الخادم؟ فسألوا للمرة الثالثة: يا رسول الله أعفو عن مرة عفا عن الخادم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الصمت يعني كأنه سيأتي
بشيء قد يستغربه فيصمت حتى يتقبله ويعرف أن هذا هو الكلام الصحيح قال في كل يوم سبعين مرة دخلنا هكذا نحن دخلنا هكذا في مشكلة سبعين مرة يعني يخطئ الخادم مرة واثنتين وثلاثا حتى يأتي بتسعة وستين فسبعين بحيث أنني سآخذه في الواحد والسبعين احتمالا أم ما معنى الكلمة سبعين هذه في لغة العرب للتكثير استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم على المنافقين فسبعين هذه للتكثير يعني لو جلست فهنا اعفوا عنه سبعين ولا اعفوا عني مائة مرة فقد ولا اعفوا عنه على الفور فهنا الإشكال الذي
سيأخذ بظاهر الحديث سيقول أنا أعدد له سبعين مرة فقط هذا كل يوم سبعين خطأ كل يوم هذا ما هذه البلوى سبعين خطأ كل يوم هذه بلوى حقا الذي يقول إنها للتكثير سيقول لا ولا تؤاخذه تماما إذن لأنه ضعيف يا هذا انحياز شديد إلى الضعفاء، هذا الحديث رواه الترمذي ورواه أبو داود أيضا، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يدلنا على خير الدنيا والآخرة، انحاز إلى انحاز إلى الضعيف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه ستر الله عليه بكنفه وأدخله
جنته، فما هي هذه الثلاث؟ الرفق بالضعيف وهذه الأولى، والشفقة على الوالدين وهذه الثانية، والإحسان إلى المملوك وهذه الثالثة. الرفق بالضعيف، ولذلك إذا وجدت شخصا يحتاج إلى معونة فلا بد عليك أن تعينه حتما. لا يعرف أن يعمل ولا أن يدخل إبرة في عينه، وهذا كله يدخل في الضعيف، والضعيف يشمل أيضا الخلق أجمعين، حتى أنه كان النبي يوصي بالحيوان ويدلنا على أن رجلا قد دخل الجنة بسبب
كلب وجده عطشان يأكل الثرى والتراب، فنزل فملأ خفه بالماء ثم خرج فسقى الكلب فأدخله الله الجنة في حين أن امرأة بغيا، والبغي تعني الزانية، ونعوذ بالله تعالى من ارتكاب الفاحشة الكبيرة، ولكن كيف دخلت الجنة؟ هذا الكلام يقول إنها وجدت كلبا عطشان فسقته، أخرجه البخاري، أخرجه البخاري. فأين هو؟ بعد حديث الثلاثة الذين دخلوا الكهف ووقعت عليهم صخرة إلى آخر الحديث، بعد هذا الحديث وهو عندما أورد هذا الحديث عن المرأة من بني إسرائيل فإنني أورده كمثال بلا باب محدد، يا رب اجعلنا ممن يشفق على الضعيف
وعلى الخلق أجمعين، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.