برنامج مع رسول الله | الحلقة الرابعة | خلق الشكر | أ. د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. في هذه الحلقة معنا حديث عن أبي مالك الأشعري رضي
الله تعالى عنه ورضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، صدق رسول الله عليه وآله وسلم رواه مسلم، هذا من الأحاديث الجوامع التي تبين لنا البرنامج اليومي الذي نعيش
فيه والذي يرتضيه الله ورسوله، ولذلك هذا هو حقيقة الإسلام وليس هذا النوع من الصدام والنزاع والجهل التي نراها في نوابت العصر. عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان ويمكن أن يكون الطهور أو الطهور هو الآلة التي نتطهر بها ونحن المسلمون نتطهر بالماء سواء أكان وضوءا أم اغتسالا بالماء أم تطهيرا للنجاسات فنطهرها بالماء فالطهور هو الأداة وعندما نقول إن هؤلاء وقود
النار فوقود النار يعني الخشب الذي يحترق أو المادة كالفحم الذي نحرقه فهو الوقود بالفتح عندما نقول هذا سحوري بالفتح هكذا معناها الطعام لأنه الأداة التي أتسحر بها في السحر، لكن عندما أقول سحوري يعني عملية السحور نفسها ليس الطعام وإنما كوني قمت وأعددت الطعام وبدأت آكل هذه العملية اسمها سحور، أمسكت الماء وصببته على رأسي أو على يدي أو كذلك هو هذه الطهارة فيمكن أن تكون هذه عملية التطهر شطر الإيمان، شطر الإيمان يعني نصف الإيمان، يعني إذا نحن هكذا أخذنا شطر
إيماننا، وقد يكون الطهور يعني هذه الأداة وهي الحصول على الماء الطاهر المطهر هذا من الإيمان، ولذلك المسلم بنى دينه على النظافة والطهارة والبعد عن النجاسة الحسية وكذلك النجاسة المعنوية كالشرك بالله كالحقد كالحسد كأنواع هذه المعاصي والمهلكات الطهور شطر الإيمان والطهور لأن الواحد عندما يكون على وضوء وحان وقت الصلاة تسهل عليه الصلاة لكن إذا لم يكن على وضوء فإنه يكون يعني القضية هنا تحتاج
إلى وضوء حسنا ربما لن يجد ماء حسنا فلنؤخرها قليلا فتضيع الصلوات فإذا الإنسان يعلم أن الوضوء والطهارة هذه هي سلاح المؤمن سلاح المؤمن الذي يستطيع به أن يؤدي ما افترضه الله عليه باعتبار أن الصلاة هي عماد الدين فهم المسلمون هذا عبر التاريخ عموم المسلمين ولكن بعض المسلمين مثل الخوارج قالوا لا أحد يقول لي حسنا هم الخوارج مسلمون، والخارجي هو الذي يقتل المسلمين وهو متشدد في ذاته وهو غبي في تفكيره وهو بعيد عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا نكفرهم، ولذلك لما سئل سيدنا علي
عنهم قال: إخوة لنا بغوا علينا، لأنهم ما زالوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا والله لا يزالون مؤمنين بيوم القيامة وبالقرآن وكذلك بل إنهم كذلك يحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم لكن هم يخلطون الدين هم يشوهون صورة الدين هم يعلمون الناس خطأ فالخوارج هؤلاء لا يفهمون هكذا لا يفهمون أن الطهور شطر الإيمان هم يقولون ولذلك النبي قال صلى الله عليه وسلم من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، الإيمان الخاص بهم لا يخرج من أفواههم فحسب وانتهى، حتى شفاههم لا يجاوز تراقيهم. الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، هذا منهج، هذا
منهج، هو هذا الدين، هو هذا الدين الذي يجب علينا جميعا أن نسير وراءه، وسبحان الله والحمد لله. الذكر وسنفرد حلقة للذكر وجمال الذكر وأحوال الذكر تملأ ما بين السماء والأرض، الصلاة نور والصدقة برهان تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والصبر ضياء، الصبر لأن الإنسان يعلم أن الله مع الصابرين فيكون في المعية ولذلك إذا صبر أحدنا على المصائب فإنه يكون له ضياء، الضياء ماذا يفعل؟ يوضح الطريق لكي لا أعيش في حفرة والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدون يذهبون إلى السوق يغدون يعني في الغداة عندما نقول غدا يعني في الغداة
الصباحية هكذا نذهب إلى السوق يريد أن يبيع نفسه لله فإما أن يعتقها وإما أن يبيع نفسه للشيطان فيوبقها يعني يهلكها إذن ترسم البرنامج اليومي الذي ليس فيه الصدام والنزاع والنار والتشدد والجهل التي نجدها عند من يزعمون أنهم من المتصدرين، وإلى لقاء آخر أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته