برنامج مع رسول الله | الحلقة السابعة | بر الأم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نعيش هذه اللحظات مع حديثه الشريف، نأخذ منه الأنوار ونكتشف به الأسرار، قالت أسماء بنت أبي بكر رضي
الله تعالى عنهما قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أبيها فاستفتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها قال نعم صلي أمك رواه البخاري ومسلم وكلمة وهي راغبة أي زاهدة في الإسلام معرضة عن الإيمان والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يصر على أن تبر أمها مع كفرها مع شركها مع أن هناك معاهدة
وهي عهد الحديبية بينه وبين المشركين وقد تكون هذه المرأة قد أتت من أجل التجسس أو أتت من أجل الفتنة أو أتت من أجل أمر أن نتدخل في كل هذا بل بر أمك صل أمك وهي مشركة وهي مشركة وإن جاهداك على أن تشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا الأخلاق النبوية عالية لا نراها فيمن حولنا من الناشئة المتشددين الذين يتشدقون بالدين ويكفرون عباد الله المسلمين ويرفعون عليهم السلاح ويقتلون الدم المسلم البريء والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الكعبة ويقول ما أشد حرمتك عند الله ولدم امرئ مسلم أشد
عند الله حرمة منك ولذلك سمى هؤلاء الناس بالخوارج لأنهم لا يعرفون برا ولا يعرفون أن هذا البر قد يكون للمشرك وقد يكون للكافر فما بالك للمسلمين لا يعرفون هذا، ولذلك قال الخوارج كلاب النار، وسمة الخوارج أنهم يقتلون الناس، ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، فهؤلاء العلامة التي وضعها رسول الله لهم أنهم يقتلون المسلمين أنهم يقتلون الناس، وكان النبي فيما أخرجه أبو الشيخ الأصفهاني يقول: الإنسان بنيان الرب، ملعون من هدم بنيان الرب. إذا وجب أن نبر آباءنا وأمهاتنا حتى
لو كانوا فاسقين، حتى لو كانوا مشركين، حتى لو كانوا ملحدين. وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أبر البر صلة الولد أهل كما أنه ليس أباه فحسب بل كذلك الذي يحب أباه، ولذلك كان بعض الناس يقولون في حديث "أمك ثم أمك ثم أمك ثم من تحبه أمك أبوك ثم من يحبه أبوك" هذا الحديث رواه مسلم والترمذي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. أهل ود أبيك أصحابه حبيبه أصدقاؤه جيرانه
ففي برهما بر لأبويك هذا المعنى موجود في السنة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما الصلاة عليهما يعني أنك أنت تدعو لهم لأن الصلاة في اللغة هي الدعاء قال نعم الصلاة عليهما الاستغفار لهما هذا رقم اثنين إنفاذ عهدهما من بعدهما يعني عندما يكونوا قد أوصوا بوصية فإننا ننفذ الوصية عاهدوا شخصا وعاهدوا شخصا على أن يعطوا مالا ليساعدوا في الزواج فإننا
نفعل ذلك أيضا والدنا ووالدتنا فكرة هذا ليس واجبا علينا ولكن هذا فيه بر وفيه طلب ثواب ورضا من الله سبحانه وتعالى وصلة الرحم التي توصل التي لا توصل إلا بهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما فيبقى عندما تقابل صديق أبيك تأخذه بالمحبة وتطعمه وتستقبله استقبالا حسنا والرجل يعني يشعر بأن أنت ابنه وإن كان الحب القائم بينه وبين أبيك الله يرحمه أو السيدة الحب القائم بينها وبين أمك الله يرحمها أو الجيران الحب القائم بينهم وبين أبيك وأمك لا يزال باقيا وإنك أنت تسير على النهج، هذا الحديث رواه أبو داود،
فأمامنا إذن برنامج من هذا البرنامج الدعاء والاستغفار وتنفيذ والعهود أيضا العهود والوعود نستطيع أن ننفذها وهكذا وفي هذا المعنى يروي أبو الطفيل رضي الله تعالى عنه قال أقبلت امرأة حتى دنت من النبي اقتربت منه هكذا صلى الله عليه وآله وسلم فقام إليها فبسط لها رداءه يا سيدتي هذا أمر مهم جدا فجلست عليه قلت لأبي الطفيل وهو الذين حوله من هي لأنه الرجل أول ما خلع العباءة ووضعها فرشها فإن هذا أمر عظيم جدا قالوا هذه أمه التي أرضعته كانت السيدة
حليمة ولم تكن قد أسلمت على فكرة إنما هذه أمه من الرضاعة سيدنا رسول الله قال لنا هكذا كونوا رقاق القلوب ولا تكونوا قساة القلوب سيدنا رسول الله يعلمنا الأخلاق وليس يعلمنا قلة الأدب والتجربة، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عالي القدر عليه الصلاة والسلام. انظروا كيف يكون حجابا بين الخلق والخالق وكيف يكون هؤلاء مشوهين للإسلام تحت عنوان الإسلام، خوارج. هؤلاء معروفون في السنة بأنهم خوارج، الخوارج هم من؟ هم الذين يشوهون الإسلام تحت عنوان الإسلام لأنهم لا يطيعون الله ولا رسوله ولا العلماء ولا
أي شيء، هم يطيعون أهواءهم وعندهم تلبيس إبليس. نسأل الله السلامة وأن ينجينا في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا على خطوات النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم، ورضا الرب في رضا الوالدين. إلى لقاء آخر. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته