برنامج مفاهيم إفتائية (18) - الاستدلال بالعرف

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مفاهيم إفتائية ويسعدنا ويشرفنا أن نكون معكم في ضيافة فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهلا ومرحبا بك يا مولانا أهلا وسهلا بكم في الحلقة الماضية مولانا تحدثنا عن الاستدلال بشرع من قبلنا وبالمصلحة المرسلة نريد بعد إذن فضيلتكم اليوم أن نبدأ بالحديث عن الاستدلال بالعرف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه العرف من الأدلة المختلف فيها ولكنه أيضا إذا تأملنا فيه باعتباره نوعا من أنواع الاجتهاد التطبيقي فإنه لا يكون في خلاف، قال تعالى: خذ
العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، والعرف هو ما تعرفه الناس ولا نرفض العرف في المساحة التي ترك لنا الشرع أن نأخذ بالعرف فيها يدخل الناس في ضيق وعسر ويجعل الناس في بحبوحة من العيش يبين لهم حقيقة الإسلام وأنه لم يأت من أجل المشقة والمخالفة بل جاء من أجل الرحمة والسعة والتيسير والسماحة الحنيفية السمحة جميل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إلى الملوك والأمراء وهم أصحاب مشارب مختلفة في السياسة طرق الحكم وفي كذا إلى آخره، أقرهم على ما هم
عليه وهو يريد أن يخرجهم من عبادة الناس إلى عبادة الله، هو يريد أن يخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة كما فعل ربعي بن عامر لما دخل على كسرى وقال له هو يريد أن ينقلهم من الظلمات إلى النور لا أن يتدخل في ملابسهم ومأكلهم ومشاربهم ومساكنهم وكذا إلى آخره، ولذلك نرى الشرع الشريف وقد سكت عن هذا. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة مفهوم لكلمة سكن أو كلمة بيت أو كلمة منزل، لم يرد يعني شكل لشكل إسلامي لهذا. البيت للباس أجل اللباس له شروط أجل إنك أنت تستر به العورة ولذلك
فلما كان واجبا على المرأة أن تستر جسدها إلا الوجه والكفين فقد أباحهما رسول الله في حديث أسماء فيما أخرجه أبو داود يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يظهر منها إلا هذا وهذان لكن بقية الملابس لا تصف ولا تكشف ولا تشف بالنسبة للمرأة، نعم يعني ما لونها وما شكلها وما عملها، لا لم يقل هكذا ولم يفعل هكذا، لا تكشف ولا تصف ولا تشف ولا تشف، هذه هي الآية التي نستطيع أن نقول عنها المواصفات الشرعية للباس الشرعي، بعد ذلك يدخل لك في تفاصيل لم ينزل الله بها من سلطان وكل واحد يحملها على رأسه ما رأيك في لبس المرأة للبنطال البنطال في ذهنه هو البنطال الضيق فمثلا نقول البنطال الذي هو السروال يعني هذا أستر للمرأة كيف يعني هذا الضيق
الذي يظهر كل مفاتنها يا بني يا حبيبي هذا فقط شرط أصلا من الآية اللباس الشرعي نقول لا يصف وهذا يصف فيكون ليس معنا فيكون ليس كالشرع أصلا ليس معنا صحيح ولذلك اللغة في يعني برنامجك لذيذ وجميل ويقول مفاهيم إفتائية أنه في أشياء يعني اللغة ليست واحدة فلما هذا يقول البنطلون ويقول والله الحق المفتي أحل البنطلون فيأتي في ذهنه البنطلون الذي عرفه ليس السؤال الذي فيه الصفات الشرعية لا خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين جميل، والعرف هذا قد يكون عرفا لغويا يعني معروفا في اللغة وقد يكون عرفا شائعا في خاص يسمونه العرف الخاص كذلك، وقد يكون عرف أهل
فن معين أو طائفة معينة فإذا كان للفظة في اللغة معنى وفي العرف العام معنى وفي العرف الخاص معنى آخر، أي كلمة مثلا دبوس، هذه الكلمة في اللغة العربية قالوا إنها من آلة الحرب عبارة عن قطعة صولجان هكذا وفي نهايتها بروز حتى عندما يضرب بها العدو أي تؤلمه أو تجرحه أو تؤذيه، هذا هو الدبوس نعم والدبوس العرف العام الآن لا الذي نربط به الورق أو كما عند الخياط الذي يعمل به القماش مثلا نعم في العرف الخاص قد تصل الخصوصية فيه إلى أن المرأة في المطبخ تسمي جزءا من الدجاجة دبوسا أي الفرخة انظر كيف كلمة واحدة صحيح كلمة واحدة ولها مراتب متعددة العرف هو
العرف الدائم المعتبر، ولذلك فمعرفة الناس واجبة وهي جزء من الاجتهاد ويسميها الفقهاء معرفة الناس، ومعنى معرفة الناس هو إدراك العرف. جميل، عندما أدخل بلدا وأريد أن أعمل قاضيا فيها يجب أن أدرك أعرافها، فمثلا في قرية عندنا اعتادوا تماما اعتادوا أي فيها عادة أي في عرف أي أنك أنت تحمي لأنك صاحب تحمي البهائم التي تملكها البقرة والجاموسة وما شابه ذلك وبالليل لا يوجد في هذه القرية زرائب لا يوجد في هذه القرية حظائر حظيرة بيت
عندنا نغلق به في الدوار في بيتي يكون فيه شيء أضع فيه البهائم ليس عندنا كذلك ضيق ونحن بالكاد ننام في البيت ولذلك البهائم بالليل تترك خارجا تترك خارجا وترعى يمكن أن تقطع الشيء يمكن أن تأكل البهيمة قليلا من الزرع المزروع في الحقل في الصباح فأكون أنا صاحبها المخطئ وأضمن وأدفع ثمنه تماما ويأتي إلي صاحب الزرع فيقول لي البهيمة التي في ملكك أي في مسؤوليتك أكلت اليوم شيئا بخمسة جنيهات أعطاني خمسة جنيهات فيها ضمان التلفيات واجب وضمان فعل البهيمة على صاحبها ومالكها قوم ينبغي أن أقول له متى الساعة كم؟ قال لي الساعة الثانية عشرة صباحا الظهر
عز الظهر قلت له تفضل الخمسة جنيهات هنا أنا كانت في مسؤوليتي حينها لأنها كانت في مسؤوليتي حينها لو فعلت ذلك بالليل عند الفجر ونحن نصلي معا قال لي بالمناسبة أنني مررت على حقلي وأنا قادم فوجدت بهيمتك جالسة ترعى في المحصول وأضاعت لي خمسة جنيهات فأقول له هذه مسؤوليتك أنت إذن احفظ البهائم على أصحابها نهارا وليلا ما ليس في حفظي هذا أمر من عند الله احفظ أنت زرعك جميل، بيت فيه حشائش، قل لها احرسي ولا تمكنيها من إفساد بلد آخر، بالعكس ففيها الحظائر، ولذلك فالناس بالليل يكونون مسؤولين عن بهائمهم وبالنهار لا يكونون مسؤولين لأنه بالعكس بالنهار يترك البهيمة حرة، يترك البهيمة، وبالليل يحبسها عليها، وبالليل يحبسها عليها، صحيح، فإذا اختلف الوضع هكذا فيجب على القاضي
الذي يحكم بصحة يعرف بماذا سيحكم، فيقول إن القاعدة العامة لا علاقة لها بالواقع، وإنما يقول يضمن من كانت البهيمة في حفظه، من كانت البهيمة في حفظه يضمن. عندما أتي لأطبق في القرية ألف سأتركها في النهار، وفي القرية ب سأتركها في الليل، سبحان الله لا يأتي أحد. يقول لي إذن أنت تغير شرع الله نعم مرة تحكم بهذا ومرة تحكم بذاك فلا يقل لي أنت صاحب ذمتين نعم لا بل أنا صاحب ذمة واحدة وهي أن يضمن من كانت في حفظه من كان مالك المال في حفظ مالكها من كانت في حفظه يضمن فعل البهيمة من كانت حسنا هي واحدة وهذا شرع الله واحد وهذا صحيح، ولذلك عندما نأتي إلى
أمور مثل هذه كثير من الناس لا يدركون أن الفتوى تتغير بتغير الأزمان والأحوال والأعراف وما إلى ذلك، أي نعم هي تتغير وهذا مثال بسيط ولكن في آلاف المسائل صحيح، يحفظها المجتهد وينتبه لها كي يطبق الشرع واحد فيلزم في هذه القرية أن يعمل كذا وفي هذه القرية أن يرجع مرة أخرى كذا والناس تتعجب والله أنت ألم تقل من نصدق المفتي الذي قال هذا أم المفتي الذي قال هذا وهو لا يفهم هذا ولا يفهم هذا ولذلك نحن الآن نصرخ في البرية يا جماعة افهموا يقول إذن هذا أنت قلت مرة كذا وقلت مرة كذا منذ كم سنة قلت كذا والآن تغير كلامك هاهو ما هو لا ينتبه إلى أن هذين موضوعان مختلفان صحيح يقول لا ما هما هذه بهيمة وهذه بهيمة ما هو هذا ليس الموضوع وهذا زرع تلف وهذا زرع تلف
ما هذا تلف وهذا زرع تلف، ما هذا ليس الموضوع، حسنا ما هذه قرية وهذه قرية، ما هذا ليس الموضوع، حسنا ما هذا ضمان وهذا ضمان، ما هذا ليس الموضوع، صحيح ولا ينتبه مرة فتاة من فتياتنا الصحفيات اعترضت وأيضا جاءت وأنا شعرت وهي كاتبة المقال مسكينة أنها اكتشفت اكتشافا أنها يعني وجدت لي أن المفتي قال مرة هكذا ومرة هكذا ولم ترجع إلي بالرغم من أنها ترجع إلى المكتب كثيرا فشعرت أنها فخورة بنفسها آه أمسكت ممسكة الآن آه أنها قد اكتشفت شيئا بسرعة نقول للناس نعم طيب أيمكن أن نعرف تفاصيل هذه القصة يا الجزء الثاني من الحلقة بعد هذا الفاصل سيبدأ إن شاء الله، فاصل نعود إليكم فابقوا
معنا. السلام عليكم ورحمة الله، عدنا إليكم من الفاصل الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامج مفاهيم إفتائية مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة. قبل أن نخرج من الفصل يا مولانا فضيلتكم قلتم لنا عن الصحافية التي ظنت أنها أمسكت خطأ فآه من أجل أن تغير الفتوى بتغيير مداخلها فهي لما رتبت الأمور جعلت جهاز الإعلام لدي يتصل بها ويفهمها لماذا أنا لم أغضب من الفتاة لأنها أي لأنها بذلت جهدا بذلت جهدا بذلت جهدا وربطت أشياء مع بعضها وفرحت فأنا أي لم أرد أن أحرمها من هذه الفرحة،
لكن هذا خطأ وفهمناه هنا، فقالت: يا الله، طيب لماذا لم تقولوا لي؟ نعم، لأنك لم تسألي، نعم وهذا جزء من الرسالة التي نريد أن نرسلها للمستمعين: اسألوا، وهذا موجود في الثقافة ونرى كثيرا من الناس يقولون أنا لا أريد كلاما كثيرا قل لي وأنا سأفعل نعم لأنه يعرف أنها عملية صعبة حتى نصل إلى الحكم المناسب ولكنه يثق في التقوى لأن الناس غير واثقة في التقوى والعصر عصر فتن وبدأ هو نفس تفكير الجماعات المنحرفة عبر التاريخ الإسلامي كالخوارج وكالحشاشين وكالموحدين وكذلك إلى آخره من أولئك الذين يعني لم يثقون في التقوى يقول لك الله إن الخوارج هؤلاء كانوا أتقياء جدا ولكن النبي صلى الله
عليه وسلم حذرنا منهم وقال تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية صحيح أي ليس مجرد ظاهر التقوى هو الصحيح وإنما الامتثال لأمر الله والخضوع لأمره سبحانه وتعالى هو حقيقة الإيمان، ففي بعض الناس عندما يرى أحدا ما شاء الله يظهر على التلفاز ولحيته تصل إلى سرته، يعتقد أن هذه علامة التقوى وأنه تقي وعالم، وعلى فكرة ليس هذا الأمر مختصا بعصرنا بل هو عبر السنين، فابن الجوزي حذر من هذه اللحية التي تطول وتطول حتى تصل إلى السرة ويفتخر صاحبها بها وهي شعثة هكذا وتبدو كالغابة وقال في أخبار الحمقى والمغفلين كلما طالت لحية الرجل عن
القبضة التي كانت شأن رسول الله وكانت لحيته عظيمة وجميلة صلى الله عليه وسلم كلما طالت كلما أخذت ونقصت من عقله أي وأورد كان ابن الجوزي هذا ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين وهو كتاب مسند هو المطبوع غير مسند سهل الأسانيد لكن هو في حقيقته مسند والنسخة المسندة موجودة يقولون ليس بطول اللحى يستحقون القضاء إن كان هذا بذلك فالتيس عادل الرضا صحيح فانظر كيف هذا تعبير إسلامي وحضاري لحديث سيد الخلق أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم، ولذلك فنحن في عصر الفتن وفي عصر البلاء أي نحتاج إلى التمسك بالعرف أيضا، ولكن
لا بد أن يكون العرف صحيحا. العرف الصحيح "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين". الحقيقة أن قضية العرف لو اطلع عليها المختلفون أيضا بشأنها لأخذوا بها لماذا لأنها من قبيل الاجتهاد التطبيقي نعم يقول ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم أن لو أن بلدا ما جعلت لبس البياض فيها شعارا للفاسقين نعم هل نلبس جلبابا أبيض لكن هذا جلباب أبيض هذا سنة هذا كان يحب البياض صلى الله عليه وسلم لو أنها أصبحت للفاسقين يبقى محرما عليهم
لبسها، فلا ألبس جلبابا أبيض حينئذ، لا أبدا، نعم لأنني لست من الفاسقة، لست من الفاسقين، ولا أستطيع أن ألبسها طوال النهار وأنا أمشي أقول لهم يا جماعة إنني أتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عصره كل الناس المتكبرين فيهم ومظهر الكبر يسبل ثوبه يجر ثوبه خيلاء فقال من جر ثوبه خيلاء فليتبوأ مقعده من النار ونهى عن إسبال الثوب فجاء سيدنا أبو بكر وهو يبكي ليس فيه كبر بعد الصديق وقال له يا رسول الله إن ثوبي طويل فماذا أفعل سيدنا أبو بكر بماله في سبيل الله عليه الصلاة والسلام صحيح
أي أنه أخرج من ماله كله فالنبي صلى الله عليه وسلم قال مثلك لا يتكبر يا أبا بكر ما شاء الله جميل إذن أناط الحكم بالكبر صحيح ألغوا كل هذا وجعلوا هذا أمرا مستقلا لا يتعلق لا بعرف ولا يتعلق لا بكبر يتعلق بالأخلاق ولا يتعلق بأي شيء آخر، هؤلاء الناس كانت تأتيهم أقمشة من مصر وكانت تأتيهم من أسواق اليمن وكان يأتيهم القماش من الهند ومن فارس ويلبسون أي شيء صحيح أي شيء كانوا يلبسونه لأن الشرع لم يجعل له حدا ولم يعرفه تعريفا محددا لما يلبس فحرم الشرع علينا الذهب وتحريم الحرير على
الرجال وإباحته للنساء أمر واضح، ولكن عندما تأتي وتجد كل المدينة في أمان الله ترتدي الثياب عادية هكذا وقد أصبح طولها إلى منتصف الساق، فإن رفعها يكون قويا إلى النصف لأنهم كانوا عندما سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الإسبال جعلوا ثوبهم وإزارهم إلى بها وهو ما لم يدرك أن هذا كان معلنا بعرف سائد لو تكرر لفعلناه ولو أن المدينة كلها وفي بعض الأماكن في العالم الإسلامي كذلك تلبس هكذا فيجب علينا جميعا أن نلبس كذلك وإلا نصبح متكبرين صحيح فإذا شاع في مكان آخر عرف آخر وحيث إن المسلمين فهموا أن هذا أمرا لازما واجبا وإنما هو أمر
يتعلق بالعادات فترى في هذه المدينة ما فيها هذه العبارة وفي تلك المدينة فيها هذه العبارة وهكذا صحيح عدم القدرة على هذا التمييز هو الموقف الحقيقي من العرف في هؤلاء الناس نوع من أنواع التمرد يعني ليس فقط أنه يعني ليس يريد أم لا، ليس فقط أنه يتمسك بسنة سيدنا رسول الله، بل هو يريد أن يتمرد على العرف، نعم، وقس على هذا كل شيء في الشريعة، فالعرف معتبر وينبغي علينا، لأن سيدنا رسول الله، لأن الله عندما قال "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" يعني ألا تكون سبب إزعاج المسلمين ومخالف ولا يتعدى يقف
الأمر عند أنه يفعل هذا في نفسه ويسكت لأنه يريد أن يتلذذ بما يعتقد أنه سنة من سنن رسول الله، هو يظن هكذا، حسنا، أنت اعتقدت هكذا وتريد أن تتلذذ بهذا، فلا تفرضها إذن على الآخرين، لكن الأمر وهو مستمر في طريقه يغير العالم طريقه غير العالم الطريق، هذا طريق الجهل وليس طريق العلم، أن يفعل ثم يأمر غيره بالفعل ثم يتكبر، هذه هي المصيبة الكبرى التي لا حل لها، على من لم يفعل يشعر أن أنا أحسن منك، أنا متبع سنة الرسول، وأنت انظر كيف تتصرف، هذه مصيبة كبرى وبلية عظمى لأنها تعلقت بالقلوب وتعلقت بالأخلاق التي جاء رسول الله ليتممها وتعلقت بالعقيدة
وتعلقت بالإنسان كإنسان فعندما نقول لأولادنا يا أولاد سنة رسول الله لا بد أن تفهموها بعمق ولا بد أن تفهموا الشريعة بعمق الله يكون في عون الناس حين يستمعون إلى أولئك الذين يدعونهم إلى الظاهر وإلى تحليته عن الآخرة هم غافلون، الله يكون في عون الناس لأنهم يمرون أيضا بحاجة، هي ما هي موجودة في الظاهر ولا بأس بها أيضا إذا كانت في ظل العرف، هي القضية أنها أصبحت في ترتيب الأولويات في مكانها، حتى أيضا نقدم انتماءنا ونخرج من كبرنا ونتواضع لربنا فنفهم بهذا سنة.
نبينا صلى الله عليه وسلم ونكون نحن على أعلى درجات التمسك، ربنا يفتح عليك يا مولانا. سنستكمل الحوار عن الاستدلال ولكن الوقت يمر معك بسرعة شديدة، ربنا يزيدك علما وينفعنا بعلمك يا مولانا. في الحلقة القادمة إن شاء الله نستكمل موضوعات الاستدلالات الأخرى إن شاء الله، ما شاء الله. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نقدم الشكر والتحية إلى فضيلة مولانا الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على هذا الجهد وعلى هذا العلم وعلى وعد باللقاء في الحلقات القادمة إن شاء الله من برنامجكم مفاهيم إيمانية وإلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته