برنامج مفاهيم إفتائية (23)- النفقة على الأصول والفروع

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مفاهيم إفتائية، يسعدنا ويشرفنا أن نكون مع حضراتكم في ضيافة فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار. أهلا بك يا مولانا، أهلا وسهلا بكم، مرحبا، أهلا بك يا مولانا. في اللقاء السابق يا مولانا تحدثنا عن الزكاة، وفضيلتك أوضحت لنا أن فلسفة الإسلام فلسفة إغناء، وكنا تساءلنا عن الابن وما نزل والأب وما له، هل يمكن أن أعطيهم زكاة أم لا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه القضية مبنية على وجوب النفقة في ذمتي للأصول والفروع عند احتياجهم لها. نعم، يعني معنى أن ابني فقير، معنى
أن أبي فقير، أنهم يحتاجون إلى النفقة، وهذه النفقة معلقة بي أنا أصلاً، فكيف يكون عندي مال مدخر؟ عليه الحول وأخرجت فيه الزكاة وأنا مقصر في حق من أعول، فإذا أنا عندما أخرج الزكاة أخرجها للفقراء ولا يجب أن يكون أبي وأنا معي مال أن يكون فقيراً، ولذلك فلا يجوز إعطاء الفروع وهي الابن وإن نزل حفيد ابن الحفيد، ولا الأصول وهو الأب وإن علا أو الأم وإن. تُصرف من الزكاة تحت عنوان الفقر والمسكنة، نعم، ولكن إذا كان تحت عنوان العاملين عليها مثلاً، فالعاملون
عليها يأخذون من الزكاة. يعني أبي هو الذي يأخذ مني أنا الزكاة، سيكون له سهم يأخذه مني لكي ينفقه في سبيل الله أو ينفقه في مصاريف، فهو موظف من الحكومة، أبي هو موظف. الحكومة التي تأخذ منا الزكاة مني أنا أيضاً الزكاة فهي لها اثنا عشر ونصف، لها اثنا عشر ونصف في المائة من الزكاة، نعم صحيح، لأنها من العاملين عليها، لكنها أخذتها بموجب عنوان آخر، عنوان الفقر والمسكنة. ما شاء الله، والدي رجل كبير في السن، والكبار في السن يحبون أن يُسلِّون وقتهم بأي شيء، فذهب واشترى دكاناً ودخل في تجارة لا يُتقنها لأنه لم يكن تاجراً، وجلس يتسلى، وأصبح من المديونين، عليه شيكات وإيصالات أمانة وغير ذلك. وأنا هل
أنا متفرغٌ؟ أنا مسؤول عن أبي وهو يعيش متسلياً. ثم يفقد هذا. قُم! الشرع لم يكلفني بسداد ديونه، فأعطيه من الزكاة. تحت عنوان الغارمين، يعني من الممكن أن أخصص له اثني عشر ونصف في المائة من حساب الزكاة الخاص بي على أنه غارم. لا، ليس له علاقة باثني عشر ونصف في المائة، هنا لا يوجد فيها اثني عشر ونصف في المائة. هو ليس مثل العاملين، يعني أعطي زكاة لهذا الشخص، هذا الأب، أسدد بها. ديونه، نعم، لأنه من الغارمين، عليه شكوى، حسنًا، أسدد ديونه وأخرجه من ورطة الغرم الذي هو فيه. لماذا؟ نعم، أدفع له تحت عنوان الغارمين ولا أدفع له تحت عنوان الفقر. أي لأنني لست مسؤولًا عن غرمه، لكنني مسؤول عن فقره. يجب ألا يكون فقيرًا ويجب أن أصرف.
عليه إذا احتاج ولا يكون فقيرًا فلا يحتاج، لكن في الغُرم لا يجب عليّ أن أسدّ الدين أصلًا، صحيح، ولذلك فلست مخطئًا ولا مقصرًا في حقه. فحينئذ يجوز لي أن أعطيه من الزكاة، ويكون للزكاة هنا في الحقيقة ثوابان: ثواب الإعطاء والإخراج، وثواب صلة الرحم. جميل. يصبح إذا هذا الأمر واضح تماماً أن أبي الذي عليه شكوى أعطيه من الزكاة. هنا يا مولانا بعد إذن فضيلتك، هل يمكنني - كما ذكرت اثنا عشر ونصف - هل يمكنني أن أعطيه سبعة أو ثمانين ونصف؟ يعني هل يمكنني أن أعطيه مبلغاً كبيراً جداً حتى لا يُسجن؟ له زكاة كلها أعطِ له زكاة كلها أعطِ له زكاة كلها لأنه تحت عنوان الغارمين ما شاء الله. طبعاً مذهب الشافعي في تفاصيل أخرى ليس لنا
شأن بها، لكننا نفتي الآن للناس مباشرة بالمذاهب الأربعة. وتخيلنا من المذاهب من لا يفرض على المزكي أنه يوزع على الثمانية، لا ليس كذلك. سنفعل هكذا، سنعطيه كل المبلغ الذي أملكه. جميل! الصورة الخاصة بالأب هي: ابني تزوج وأنجب وأدخل الأولاد المدارس، واستدان من أجل هذه المدارس. أدخل الأولاد مدارس بأموال ليست مجانية، فتورط فيها. في السنة الأولى استطاع [الدفع]، وفي السنة الثانية استطاع الدفع، وفي السنة الثالثة تورط فيها. فقمت أنا بدفع هذا الدين له، لماذا؟ لأنه ابني. ليس دين الفقر والمسكنة، بل هو دين ترتبت عليه التزامات أخرى فأصبح من الغارمين، فادفع له. هذا الكلام ممكن. أود أن آخذ من فضيلتك يا مولانا، بعد إذنك، تساؤلاً، وسأستخدم لفظاً شائعاً للأسف.
بعض الناس يقولون: "الذي ليس معه لا يلزمه"، عندما ابني أو ذلك الشخص الذي يدّعي أنه فقير أو... أنه غارمٌ ما يُخرج أولاده من هذه المدرسة الأجنبية أو مدرسة اللغات ويُدخلهم المدرسة الحكومية. يا أخي، يأخذ زكاة لهم. نرد عليهم نقول لهم ماذا يا مولانا؟ الأمور ليست بهذه البساطة في الحياة. أي قضية، يعني مثلاً القانون المصري ينص مثلاً - وهذا على سبيل المثال - ونحن نتكلم للمسلمين. في كل أركان الأرض يُنص على أنه لا يجوز لمن هو في مدرسة خاصة أن يتحول إلى مدرسة حكومية، لا يجوز قانوناً. فكأنني أقول له: انْمَ، التعليم أعِد العادة في البيت. وهذه مصيبة كبرى وبلية عظمى، وتتعارض مع كل مبادئ الشرع الشريف. نعم، بعض الناس ينظرون إلى الأمور... بصورة جزئية ضيقة، نعم، وعبر هذا الضيق، وأعني أضرب لك
مثالاً قد يكون في هذا المقام. مثلاً يأتيني شخص، هذا الكلام ابتلينا به يعني مارسناه عملياً مع الناس، يأتيني شخص ويقول لي: "والله أنا ذاهب إلى الزواج وأريد أن أتزوج ونريد أن نشتري كذا وكذا وكذا بعشرة آلاف جنيه" فأقول... لا، ليست هذه هي الزكاة. لا تصلح للمتزوجين كما يقول بعض العلماء، نعم. فيقول لي: حسناً، هذا حدث فعلاً، فيأخذ بعضه ويذهب ويشتري هذه الأشياء بالتقسيط، نعم، وأصبحت العشرة خمسة عشر على مدار سنة، وهو محدود الدخل أصلاً، وسيتزوج، سيتزوج. فيأتي شخص ليقول لي: لا، لا تُعطِ للمتزوجين.
أي، حسناً. لا تعطِ للمتزوجين، حسناً، موافق. لن أعطي للمتزوجين. وبعد ذلك، وبعد ذلك يأتي إليّ بعد سنة ويقول لي: ادفع خمسة عشر ألفاً، إنني مديون وسأدخل السجن، أنقذني. أصبح من الغارمين! ها هو أصبح من الغارمين! تزوج وعليه كمبيالات وشيكات وديون، فأدفع له خمسة عشر ألفاً بدلاً من عشرة. أليس هذا صحيحاً؟ والخمسة التي اخترتها إنما دخلت في جيب التجار حقاً، الذي هو زوجها المقسط، كان أولى بها شخص فقير آخر يأخذ عليها خمسة أخرى ويتزوج أيضاً. قال لي: لا، بل عليك أن تسأله وتقول له ما سبب هذا الدين؟ فإذا وجدت أن الدين سببه الزواج فلا تعطه شيئاً، وحاول أن تعرف لماذا فعل ذلك. قلت... له طيب حاضر نفعل هكذا، فعندما لم تعطِ له وجهاً، قام بهذا الكلام وهو افتراضي، لكنني والحمد لله أفتي بجواز إعطاء الزكاة للزواج، وهذا مذهب
الإمام مالك، وهو منصوص عليه في البرزلي، وهو منصوص عندنا في كتب الشافعية ومستقر، والحمد لله رب العالمين. إنما أنا أرد على بعض التوجهات التي قد تصدر. من بعضهم يظن أنه يطيع الله، أي أنه يريد أن تصل الزكاة إلى من أراد الله، وهذا أمر مشروع، لكنني أشرح لهم كيف تسير هذه المسألة. فعندما كان عليه خمسة عشر ألفاً، سُجن - لا حول ولا قوة إلا بالله - وبدأوا يحسبون عليه فوائد وغرامات تأخير حتى أصبحت خمسة وعشرين. ألف، أي وهو في السجن، ماذا تفعل؟ قال: لا، أدفع له حينئذ. أي، حسناً، ادفع له خمسة وعشرين والأصل عشرة. صحيح أن الخمسة عشر هذه التي ذهبت من الزكاة كان يُمكن أن تخدم الفقراء مرة أخرى، صحيح. ولذلك فنحن نُطمئن الناس بأنه لا مانع
من دفع الزكاة من أجل الإعفاف ومن أجل الزواج. حتى لا نصل إلى هذه الصورة العجيبة الغريبة التي يرفضها الشرع ويرفضها كل المتشرعين. جميل، فالآن نحن نعلم أن الزكاة في الحقيقة مُصممة لمعنى تدوير عجلة الإنتاج في المجتمع. جميل، ولذلك بعض الناس يقول: "حسناً، ألا نبني بها مصانع؟" لا يصح. الذي نبني به مصانع هو الوقف وليس الزكاة وليس... الزكاة التي نبني بها مصانع التبرع والصدقة وما إلى ذلك، لكن الزكاة لا، لا يصح، يجب أن تصل الزكاة إلى مستحقيها لكي يصرفوها. حسناً، دعنا بعد إذنك يا مولانا نتوقف عند الفرق بين الوقف وبين الزكاة، ونذهب إلى الفاصل ونعود لنستكمل إن شاء الله. بني افتراءً عليك يا...
مولانا اسمحوا لنا أن نخرج لفاصل ونعود إليكم فابقوا معنا، السلام عليكم ورحمة الله. عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم مفاهيم إفتائية. فضيلتكم يا مولانا قبل أن نخرج للفاصل كنا وصلنا إلى أن الزكاة تُستخدم لتدوير عجلة المجتمع، ولا نبني بها مصانع لأن هذا الاستهلاك مهم يعني. لنفترض أننا لم نستهلك السلع، فستبور في الأسواق وتمتنع المصانع عن الإنتاج. أهذا صحيح؟ لا، بل يجب علي أن أستهلك هذه السلع حتى يطلبها التجار ويصنعها الصناعيون وتستمر عجلة الإنتاج. من الذي يشغّل المصانع؟ إنه العامل الذي يتقاضى أجره، ثم ينفق هذا الأجر على الطعام والشراب والملبس والعلاج وغير ذلك. فتدور العجلة سبب الأزمات الاقتصادية الكبرى
كما يقول لورد كينز في تحليله الكلي وهكذا هو هذا، ولذلك كانت حكمة الناس في ألف ليلة وليلة موجودة تقول لك: احفر بئراً واطمر بئراً ولا تُعطِّل أجيراً، ولا تُعطِّل أجيراً، جميل! العجلة! انظر هذا الكلام الذي في ألف ليلة وليلة. إن حكمة السنين هي أنها اخترعت العمل لكي يحصل الناس على المال، ويتداول هذا المال بين الناس ويُستهلك، فينتج عن ذلك معدل دوران للإنتاج. فالذكاء يقوم بهذا الدور دون أن ينتبه من يقول "ليس من الخسارة أن نعطيها للفقير". لا، ليست خسارة أن نعطيها للفقير، بل يجب علينا أن نعطيها للفقير. أتعلم لماذا؟ من أجل الغني. يعني الغني سيستفيد والفقير سيعيش والمجتمع سيستمر ودورة الإنتاج ستستمر. جميل، احفر
بئراً واحفر بئراً آخر ولا تعطل أجيراً ولا تعطل أجيراً. هذه مقولة اللورد كينز، يقول لك والله هيا نخترع. الحكومة عندما تدخل في أزمة تقوم ببناء جسر، نعم الجسر (البريدج)، وتهدمه وتهدمه لأنها وهي تبنيه تحتاج إلى الحديد. وسمنت وعمال وما إلى ذلك، فيكون كل هذا عمله، وهي تهدمه، وتريد أيضاً مقاولين وما إلى ذلك، فيكون تبنيه وتهدمه لكي تفك الأزمة، لأن الأزمة عندما تستحكم أي تشتد على الناس والعباد. إذاً النظام الرباني في الحقيقة فتحها بمنتهى السهولة واليسر، وعلمنا أننا يجب إنه نداء وفرض وركن من أركان الإسلام، وبمنتهى البساطة هذه معجزة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم أن يجعل الأمور تسير بسهولة دون الدخول في التعمقات. ولو تعمقت فستنبهر من هذا الدين، وتنبهر من ذلك النبي، وتنبهر من هذا الوحي ومن إرادة الله فيه، وتعلم أنه من عند الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. إلا بالله إذا فالزكاة هي نوع من أنواع تدوير عجلة الإنتاج في المجتمع ولذلك لا بد أن تستهلك ولابد أن تعطى لمن يستهلكها حتى تتم الدورة. أما الفكر الذي دائماً ينحصر في أن نستثمر نستثمر نستثمر، لا، ليس هكذا فكر، ولذلك إذا أردنا أن نفعل مثل هذا في المجتمعات بعد أن تتطور وتخرج من حزام الفقر، يمكننا حينئذ أن نقيم مصنعاً نملكه للفقراء، نعم،
نقيم مصنعاً يكون ملكاً لهم، أجل نخرجهم من الفقر إلى الغنى عن طريق تمليكهم مصنعاً يعملون هم أنفسهم فيه أيضاً، يعملون في هذا المصنع ويملكونه. إنها أفكار جميلة تصبح من... هذا المستوى وهو مستوى مبني على أن الزكاة لا بد فيها أساساً من التمليك، نعم ما دامت متعلقة بالأشخاص، يعني أي فرد. يعني كلام حول الفقر والغنى، والفقر في الحقيقة عالجه الإسلام بأساليب مختلفة وليس بالزكاة وحدها، ليس بالزكاة وحدها، ليس بالزكاة، بل جعل هناك ما يسمى بالصدقة وجعل هناك ما... يُسمى بالوقف، وجعل هناك ما يُسمى بالكفارات، وجعل هناك ما يُسمى بالنذور، ثم إنه عالج الفقر بالعمل،
أي بأنك تُخرج الإنسان من فقره بالعمل. أي إذا تذكرت الحديث الذي جاء فيه الرجل يسأل رسول الله، فقال: "أليس عندك شيء؟"، فباع فراش بيته وجاء له بقدوم، وقال له: "اذهب واحتطب"، وأدِر العجلة. وأصبح الرجل، أي ماذا حدث له؟ حدث أنه تلقى تدريبًا، نعم، دُرّب بهذه الوسيلة وأصبح هناك إنتاج. هذا هو الفكر الذي ينبغي أن نتبناه، وهو فكر ليس مبنيًا على الفقر، وإنما هو ليس فكر المساعدة فحسب، بل هو فكر مبني على الإنماء والتقوية. فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله. من المؤمن الضعيف مسألة واضحة جداً أن الزكاة ليست من باب المساعدات الإنسانية
والإغاثة، لا بل هي من باب تنمية البشرية ومن باب بناء الإنسان ومن تقديم ذلك الإنسان على البنيان. فإذاً هذه هي ملامح الزكاة في مبادئها العليا. أي حسناً يا مولانا، لدينا طبعاً الحديث الشريف "لا تحل". الصدقة ليست للغني ولا لذي قوة سليمة، إنما نرى في مجتمعاتنا أن هناك شخصاً مثلاً ظروفه سيئة ويطالبونه بالعمل ويقولون له: "يا أخي، أنت كبير وقوي وتبدو بصحة جيدة، اذهب واعمل"، مع أن هناك بطالة ومع أن هناك فقر. فضيلتك أوضحت لنا "احفر بئراً ورد بئراً". ولا تُعطِّل أجيراً، نحن في مجتمعات الآن ليس فيها عمل وتوجد بطالة، هل يمكن أن أعطي هذا الشخص زكاة مع أنه قوي، طالما أنني متيقن أنه لا يملك عملاً. في الحقيقة تختلف الأمور باختلاف الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وأن كل حالة من هذه الأحوال يجب أن تُدرس ولكن... الفكر
الأساسي للزكاة لا يأبى أن نعطي المعدمين، ولا يأبى أن نعطي هؤلاء الناس ما داموا مستحقين للزكاة. الفقير ليس هو المعوق أو ليس هو غير القادر على الكسب فقط، لا، الفقير هو من ليس عنده حاجة وقوت يومه. فالبطالة إذا شاعت في مجتمع، فالزكاة تدور مرة أخرى لتحرك العجلة. وتقضي مرة أخرى على تلك البطالة، ولذلك فنحن مع الذين يضعون الخطط، لا مانع أن يضعوا برامج التدريب، لا مانع، ولكننا لسنا مع أولئك الذين يكفون أيديهم عن ضخ الزكاة
من أجل القضاء على البطالة، من أجل القضاء على الأمية، من أجل القضاء على الفقر، من أجل القضاء. بخصوص الركود والأزمة، لا بد علينا أن نفعل هذا، وهذه هي وظيفة الزكاة العليا. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك الرجل يركب فرساً - أي أنه أيضاً يملك فرساً - وسأل منك الصدقة فأعطه. نعم، كما يقولون: أعطِ السائل ولو كان على فرس. نعم، حتى لو كان الشخص راكباً. سيارة فخمة ويقول لي أنا في ضائقة، لا يوجد بنزين في السيارة، أدركني. لم أرفض ولم أقل لا، ليست هدية، كانت تستقل سيارة. ولذلك من الثمانية الذين هم أصناف الزكاة، ابن السبيل. نعم، وابن السبيل يُعطى ولو كان ابن ملك، ولو كان ابن ملك، نعم يعني. تخيل أن ابن
الملك نزل وانقطعت به السبل. نعم بالطبع، هذه الأحوال غير موجودة الآن بعد بطاقات الفيزا وبعد لا أعرف ماذا وغير ذلك. لا، والقروض هذه، القروض التي تُمنح مباشرةً، نعم في أي مكان يُمكن الحصول عليها. لكن كان من ضمن هذا أن ابن السلطان، سلطان المغرب المالكي، جاء بعد الحج. نعم. فنزل مصر وأدركه وأدرك أنه ليس معه مال الشيخ الدردير. نعم، ما شاء الله. فلما عرف ذلك أعطاه من الزكاة، أعطاه من الزكاة وهو ابن سلطان المغرب، وهو ابن سلطان المغرب. نعم، وأعطاه من الزكاة الشيء الكثير حتى يكفيه هو وحاشيته وخدمه وما إلى ذلك. هذا هو الإسلام. فهمه مستنير، نعم، لأنه، هذا الشيخ الدردير. الشيخ الدردير
عندما كان فاهماً للإسلام فعل هكذا، نعم. قال: عندما وصل ابن سلطان المغرب إلى البلاد وحكى لأبيه، أرسل للشيخ هدية كبرى. طبعاً ما شاء الله يعني أرسل له ليس لأنه تعويض عن الزكاة، بل لفهمه، نعم، ما شاء الله لفهمه. كيف يمكن لابن ملك الملك أن يمد يده؟ صحيح أنه لا يستطيع ذلك، فقد انقطعت به الحال، ولكن الإسلام يبين لنا أن الزكاة مسألة وليست مبنية على الفقر. فهم الشيخ الدردير وتصرف الملك لأنه ملك ابن ملك، صحيح كانت تصرفات... تتوافق مع روح
الإسلام ومع المذاهب، إذاً يا مولانا في نهاية الحلقة، المفاهيم فعلاً - مفاهيم الإفتاء - مهمة جداً للناس كي تبدأ تغيير مفاهيمها. فكما تفضلتم، ليست المسألة أن شخصاً نُحسن إليه لأنه فقير، بل يمكنني أن أعطي إنساناً غنياً إذا انقطع به السبيل، أو لو... كان غارمًا لو حصلت له مشاكل معينة أعطه، وفضيلتك أفتيت بأننا يمكن أن نعطي الشاب كي يتزوج. يقول الشيخ الباجوري في نهاية الحلقة هكذا بسرعة: "وتصل الزكاة إلى أبناء الناس بهم الزمان، اتصل إلى أبناء الناس" يعني وصلها أحد عندهم أيضًا. نعم، لن تجعلهم يأتون ليخطبوها، يعني يا أبناء البيوتات. العريقة ما شاء الله حيث إنهم لم يقولوا بيع الأصول واخرج من بيتك واسكن في كوخ لأنك تسكن في قصر، نعم، أبداً، هذا تصل إليه الزكاة. سنناقش مسألة أن يخرج من القصر ويسكن في كوخ في الحلقة القادمة إن شاء الله
بعد إذن حضرتك إن شاء الله. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية على وعده باللقاء إن شاء الله في الحلقات القادمة من مفاهيم إفتائية، فإلى ذلك الحين نستودع
الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم.