برنامج مفاهيم إفتائية (24) - الإسلام لايدعو للفقر

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مفاهيم إفتائية يسعدنا ويشرفنا أن نكون معكم في ضيافة فضيلة العالم الجليل العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهلا بك يا مولانا أهلا بكم أهلا وسهلا تحدثنا في اللقاء السابق يا مولانا وما قبله عن الزكاة وكنا وصلنا في نهاية الحلقة السابقة أن الإنسان الغني إذا ضاقت به السبل وهو في بيته أو مثلا فيلا على النيل أو شقة على النيل وبعد ذلك افتقر لا نقول الشقة وأذهب لأجلس في كوخ فنريد أن نشرح هذا الموضوع بشيء من التوضيح يا مولانا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، هذا نص كلام الشيخ إبراهيم الباجوري
شيخ الجامع الأزهر المتوفى سنة ألف ومائتين وسبعة وسبعين هجرية وحاشيته تعد هي من الحواشي المهمة التي تدرس في الأزهر الشريف والتي نصت على أن "أولاد الناس" نعم وهي عبارة عن أولاد الناس، كلمة كانت تطلق على أولاد المماليك نعم ومن المعروف أن المماليك لأنهم اشتغلوا بالجهاد وبالعسكرية كانوا أغنى الناس وكانوا هم الحكام فأولاد الناس معناها أولاد المماليك يعني المملوك يكون أجنبيا وجاء إلى مصر وافدا ولكن ابنه ولد في مصر وعاش في مصر فهو مصري مائة في المائة وورث عن أبيه أموالا ثم بعد ذلك يعني ضاقت به الدنيا وفقد هذه الأموال وإن بقيت الأصول أجل فليس
على الفقير أن يبيع أصوله فلو كان يملك أرضا أو عقارا أو شيئا من هذا القبيل فإنه ليس عليه أن يبيع هذه الأصول ما شاء الله ليس عليه أن يبيع الأصول لا أقول له لا تبع شقتك لا تبع سيارتك أريد أن أقول له أن يبيعها ثم يسكن في أي مكان صحيح والناس مختلفون في احتياجاتهم نعم يعني قد يكون هناك إنسان يكفيه لا يكفيه إلا مائة نعم حتى أنهم عدوا من الحاجات الأساسية بالإضافة إلى المأكل والمشرب والمسكن والعلاج وهذه الأشياء التي يسمونها الحوائج الأساسية نعم عدوا الخادم فهذا الرجل لا يصلح إلا أن يسير معه خادم يعني لا يحسن أن يعمل لنفسه كما يقولون كوب شاي كوب شاي صحيح
لا يحسن أن يعمل لنفسه طعاما، لا يعرف، لا يعرف أن يطبخ، لا يعرف في هذا وفي تلك الساعة. نعم فالقضية إذا كانت قضية خرجت عن نطاق فلسفة الفقر، جميل ما شاء الله، وأن الفقير والمسكين في التعريف أنهما من كان الدخل غير واف للحاجات. فما هذه الحاجات؟ لا يكفيه عشرة وهناك من يكفيه مائة، تخيل الذي يكفيه مائة هذا دخله خمسون ويستحق الزكاة، وإن الذي يكفيه عشرة دخله سبعة ويستحق الزكاة. حسنا ما دام هذا دخله سبعة فإن الذي معه خمسون هذا لا شأن لنا به، نعم هذا أكثر. هذا هو المفهوم الذي شاع في الناس الآن. وهو مفهوم خاطئ والصحيح هو أن تعريف الفقير هو أن الموارد لا تكفي الاحتياجات أي احتياجات كل شخص بحسبه يعني ننزل
الناس منازلهم نعم جميل لأن هناك شخصا احتياجاته قليلة نحن عندما نرى هذا التفاوت أحيانا نبدأ بالفقير القليل هذا لأمر آخر وهو أن أموالنا لا تكفي الفقراء جميعا وإن هذا الفقير نراه غير قادر على إيجاد مورد آخر فعلا، ولذلك نقدمه على من قد نجد أنه يستطيع أن يجد موردا آخر. هذا الغني أو هو فقير من أبناء الطبقة الميسورة، هذا من أبناء الطبقة الميسورة يستطيع أن يستدين من قريبه، نعم يستطيع أن يتدبر أموره، من المعدم أي إنما شرعا عندما
أعطيه الزكاة فقد أديت ما علي أمام الله وقبلت مني وهي إعطاء صحيح وكل شيء يبقى في فرق بين استحقاق الناس للزكاة شرعا وبين تصرفات الصناديق الخيرية والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني عندما تبدأ بطائفة وتفضلها على طائفة أخرى وتقول إن هذه الطائفة مقطوعة لا تستطيع أن تستعين بأحد وهذه الطائفة يمكن أن تستعين بأحد إذا فلننقذ هؤلاء قبل هؤلاء هذه اختيارات إدارية وليست مسائل شرعية المسائل الشرعية أن الجميع مستحق ولو كان ابن أناس ولو كان عنده أصول من بيت
وكذا إلى آخره فهذا هو منصوص الشرع الشريف فيما ورثناه عن أئمتنا الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، جميل يا مولانا، نحن فضيلتكم تطرقتم إلى القصور والبيوت الفارهة، هنا يحدث في مجتمعنا نقطتان، النقطة التي فضيلتكم أوضحتموها لنا كمفهوم، كان هناك أناس يقولون له مثلا امرأة توفي زوجها، توفاه الله، وهي في ضائقة لا تعرف كيف تدفع مصروفات مصيف أولادها أو نحو ذلك، ممتلكاتك التي في المكان المعين نحن لن نستطيع أن نعطيك الشيء الآخر يا سيدنا بعض الناس يعترضون الذين ينظرون بمنظور معين يقولون كيف تقولون إن المسكن لا زكاة فيه والمركب لا زكاة فيه هذا الكلام كان على البيوت القديمة قديما المبنية بالطوب اللبن أو الطين الآن يركبون سيارة فاخرة يركبون في فيلا أم قصور كيف تقولون كفقهاء إن هؤلاء لا يعلم عليهم زكاة نرد عليهم نقول لهم ماذا يا مولانا لما شرع الله سبحانه وتعالى الزكاة شرعها
ليس عقابا للأغنياء ليس عقابا للأغنياء ليس عقوبة صحيح وشرعها ومكن الأغنياء من الامتثال أي فشرعها فيما يمكن أن نحاسب عليه الغني إذا نعم فمثلا رجل لديه قطعة أرض بأربعين مليونا بنى عليها مبان بأربعين مليونا وأحضر آلات في مصنعه الذي بناه بأربعين مليونا نعم وأتى بمواد خام بأربعين مليونا نعم وأثث هذا المصنع وأحضر عمالا وأعطاهم أجورا وتأمينات وما إلى ذلك بأربعين مليونا نعم فأصبحنا خمسة أربعينات أي مائتي مليون
نعم ليس معه نقود الآن في البنك، نعم كان يملك مائتي مليون في بداية السنة فوضعها بهذه الطريقة، نعم وجئت أنا وقلت له إنك غني ومعك مائتا مليون وما دام معك مائتا مليون لأن الدنيا قد تغيرت وهكذا هذا الكلام، نعم فادفع من المائتي مليون ادفع منها اثنين ونصف في المال نعم يعني خمسة ملايين يعني خمسة ملايين هات خمسة ملايين من أجل زكاة مالك الزكاة المفروضة عليك أنت جلست تبني هذا الكلام في سنة خمسة ملايين يقول حسنا أنا ليس معي نعم صحيح ماذا أفعل فنقول له ماذا إذن إن شاء الله هيا بنا نتصور حتى نعرف حكمة الشرع وإنه أحكم من هؤلاء المتكلمين جميعا، نعم هيا بنا نتصور حلولا لهذه
الورطة، إنه يبيع قطعة من الآلات، حسنا ما هذا خراب بيت هذا صحيح، هذا باعها من الآلات هذا ممكن أن تتدمر الآلات كلها بهذا البيع صحيح، ثم إنه عندما يشتريها بخمسة لا يبيعها بخمسة هذا يبيعها باثنين أو حسنا سيصبح الأمر أنه إذا استدان فستصبح ورطة لأن الرجل لم يكن مدينا وأنا بعد أن أمرت بهذا الأمر أصبح مدينا نعم جميل يعني كأنني أنا حاقد على الأغنياء نعم وأفقرهم لا الشرع الشريف ليس حاقدا على الأغنياء الشرع الشريف يحب الأغنياء ويحب الفقراء وهو شرع الله للبشرية جمعاء ولذلك أي خطأ نعم حسنا سأقول
له حسنا عندما تشغل المصنع فهو في ذمتك نعم حسنا شغل هو المصنع بإدارته وكلما أتى كلما وسع وكلما جدد وكلما أضاف وهكذا إلى آخره وتتراكم في ذمته كل سنة يقول لك خمسة ملايين خمسة ملايين وأكثر بات أكثر يبقى إذن بعد عشر سنوات وجدت عليه خمسين مليونا وهو الرجل لا يملك هذا المبلغ أبدا، تصور أن هذه الآراء وإن كان في ظاهرها الرحمة إلا أن في باطنها العذاب، صحيح يعني تخيل أن هؤلاء الناس وكأنهم يبكون على حال الفقراء ولكن سوف يؤدي كلامهم البسيط هذا إلى إفقار الغني، أي لا، أنا لا أريد إفقار الغني ولا
أريد أن نكون جميعا شركاء في الفقر، وإنه إذا لم تستطع أن تساوي الناس في الغنى فساويهم في الفقر، أي هذه الفلسفة لا توجد في الإسلام، أمرنا بما نستطيع فقال أنت معك أربعون شاة قلت له نعم فقال لي أخرج منها واحدة تستطيع نعم يمكنني أن آخذ واحدة فيبقى معي تسعة وثلاثون تسعة وثلاثون سيتناسلون وما شاء الله ربنا يبارك فيهم هذا نحن أحيانا نترك أنفسنا مزرعة وجدنا فيها ثلاثين أربعين رأسا من الغنم نعم فالثلاثين أربعين رأسا من الغنم هؤلاء لا نعرف هم إخواننا هذه المزرعة كانت ملكا لمن وهؤلاء ملك لمن واتضح أنهم ليسوا ملكا لأحد سبحان الله لأنهم تناسلوا هكذا تناسلوا هكذا نعم الرجل ترك معزة صغيرة هكذا تركها لأن تكلفتها لم تعجبه
ومعزتين نعجتين والنعجتان تناسلتا بهذا التناسل يأكل من أعشاب الأرض والحشائش وكبر ونما وعندما تعطلت هذه المزرعة قاموا هم بالداخل واكتفوا اكتفاء ذاتيا والله هو الذي حملهم والذي ولدهم والذي فعل ذلك بأمره سبحانه وتعالى أي إذا جاء يقول لي أن عندك خمسة من الإبل فأخرج عشرة حاضر تفضل أن عندك مبلغا من المال موضوعا في البنك فأخرج عليه حاضر مقدور إنه مقدور أن أتصرف وحين أقول لا أكون أنا المخطئ نعم أكون أنا الذي بخلت الله رزقني المائة وأنا أستخرج اثنين ونصف فيكون إذن هنا أنا قادر ولكن حين يكون مع أحدهم يقول لك ماذا ولا زكاة في الجواهر أحدهم معه فص وهذا الفص بخمسين
ستين ألف جنيه نعم لا يعلم عنها زكاة كل، يعني الآن في ألف في كل أربعين، أي بعد إذنكم يا مولانا ننتقل إلى الفاصل ونعود لنستكمل هذا الحوار الشائق، نعم إن شاء الله، يحفظكم يا مولانا، فاصل، عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم مفاهيم إفتائية مع فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية مولانا قبل أن نخرج إلى الفاصل وصلنا مع فضيلتكم إلى أن فص الجواهر أو الألماس لا تجب عليه زكاة حتى لو كان بخمسين ألفا لأنه من أين سيأتي بها نعم يعني أن لدي الفص وهذا الفص بثمانين ألف جنيه فهل تجب عليه زكاة مثلا بالمخ كذلك يصبح ألفي جنيه، طيب أنا لا أملك ولا
مليما، نعم فيقول له اكسره مثلا هات قطعة منه فنكسره ونأخذه، لا يصلح لا يصلح يقول له طيب بعه، طيب ألست كذلك تدمره هذا، أنا عملته للزمن لكي يعني لا لعل تحدث حاجة طارئة فيكون حينها أبيع هذه الأصول أي فالشرع لما كلفنا بما يطاق والاقتراحات التي موجودة هذه اقتراحات لا يطيقها أحد نعم أو قد يطيقها الواحد الفرد والأفراد لكن لا يطيقها الناس عبر العصور هذا دين يا جماعة يعني لكل البشرية هذا دين تعدى الزمان والمكان لكن هذه الأفكار أفكار في ظاهرها الرحمة في ظاهرها العطف على الفقير في ظاهرها محاولة حث الغني، لكننا نقول لهم لا يوجد فرق ما بين حد الحلال والحرام وحد الورع. جميل
حد الورع يعني نرى الناس لا تسأل الناس الحاجة، ولذلك ترى أن هذا الذي كان ساكنا في القصر يقول لا أنا لا آخذ من الزكاة هو الذي يقول ليس أنه يستحق، هو الشرع يقول له وصل إليه الزكاة، هذا الشرع كذلك، فهو قبل ذلك ماش، انتهى الأمر، لا تثريب عليه، لا، رفض وقال أنا لا آخذ الزكاة، ماذا أفعل؟ قال سأبيع القصر هذا وأستثمر ماله وآخذ شقة صغيرة ستكفي، قال كافح، أجل، هو اعتاد على أن يرفض في الحديقة في الصباح هو معتاد على أن هذا القصر بات يفعل فيه هذا ولكنه من ورعه تبقى هنا مسألة ورع باع القصر حتى لا يسأل الناس جميلا وأخذ يأكل
ويحل المسألة في شقة صغيرة يستطيع فيها السكن أيضا ولكن لا تكون مثل ما تعود عليه هذا نقول لمرانه أنه هذا موضوع اختياري وليس إجباريا، فإن أراد أن يفعل ذلك فهو من باب الورع، من باب الورع وليس من باب الحلال والحرام، وليس من باب حد الحلال والحرام. جميل ما شاء الله، لو أن الناس فهمت ذلك لاستراح الجميع. هذا الرجل يذهب فيبيع القصر ويستعمل أمواله ويتاجر بها حتى لا يأخذ من أوساخ الناس، النبي عليه الصلاة والسلام لما كان سيدنا الحسين يأتي وهو صغير هكذا طفل صغير يحبو يذهب يأخذ تمرا من الصدقة فيضرب على يديه هكذا كخ يا حسين فإننا أهل بيت لا نأكل من الصدقة، انظر إلى الجمال إذن يعني هذا لأنه ولذلك حرم على بيته ألا يأخذوا من الصدقات وقال
إن فيها أوساخ الناس يعني الزكاة تطهرني وأنا صاعد فهي صاعدة وهي فيها الوسخ فالزكاة لها وجه آخر ولذلك نقول إننا الآن نقرر مفاهيم أصلية وعندما نأتي لنطبق يكون لنا شأن آخر يكون لنا نصيحة نذهب لهذا الرجل صاحب القصر ونقول له فكرة أنت تستحقها ولكن يعني نعم ولكن هناك سبيل أرقى يتناسب معك يا ابن الناس ويتناسب مع كونك من أصل طيب وهو ألا تأخذ من هذه الذكية ولا تسألها وبع هذا القصر وهذا ليس فرضا عليك واستعمل ماله في التجارة في كذا إلى آخره قال والله لا
يصلح قلنا له ضعه في مصرف، ضعه في المصرف، نعم قلنا له كل منه حتى ينفد واتخذ لك شقة صغيرة هكذا وأغن نفسك عن الأخذ من أقذار الناس. نخاطبه هذا على سبيل ماذا؟ النصيحة. القضية أن بعض الناس يخاطبونه على سبيل الشماتة، يعني أنت جالس لي في قصر، كلا هذا شعور الشماتة. هذا شعور ليس شعورا أخلاقيا إسلاميا، نعم، أو من قبيل أنه يتكلم معه على سبيل التعالي، نعم، لا، التعالي ليس من الإسلام، أو يكلمه على سبيل شيء من الاستهانة والتهميش، الاستهانة والتهميش ليستا من أخلاق الإسلام الذي نريد أن نقرره في المفاهيم ونحن نتكلم الآن هو أن الإسلام دين
يحترم الإنسان في رقيه ومشاعره وهو أن الإنسان مكرم حتى أسجد الله له الملائكة صحيح بل إن هذا الإنسان أعد له جنات حتى يجازيه بما أنعم به عليه يعني هو المال هذا من عند الله مال الله صحيح وعندما أعبد ربي هو من عند الله وبالرغم من ذلك يجازيني إكراما لي كإنسان، هذا المعنى الإلهي يجب أن يصل إلى قلوب المفتين والعلماء والعوام وجميع الناس، أن هناك مفهوما للزكاة هو مفهوم راق لا يهمش أحدا ولا يتعالى على أحد، وليس هو منة من أحد على أخيه، بل هو فرض من فروض الله سبحانه وتعالى، معناه راق ومعناه قوي جميل.
سآخذ من كلام فضيلتكم يا مولانا بعد إذنكم، الذي لا يعرف كيف يتاجر في أمواله عندما يبيع أصله نقول له ضعها في البنك، فضيلتكم لكم من قراءة مجموعة من السادة علمائنا أن البنوك بعضهم أحلها وبعضهم حرمها وبالتالي لا ينكر بعضنا على بعض ولكن نريد أن نأخذ من فضيلتكم رأي أو فتوى كمفهوم، هل يمكنني أن أضع أموالي في بنك إذا لم تكن لدي القدرة على استثمارها، أم كما يقول بعض الناس أو بعض مدعي العلم إن هذا ربا وهذا حرام وما إلى ذلك؟ إن القضية مبنية على معرفة حقيقة هذه المؤسسة المسماة بالبنك، ولأن هذه المؤسسة لها تاريخ ولأن هذه المؤسسة أيضا لها قواعد ووظيفة ولأن هذه المؤسسة أيضا ليست من إنشاء المسلمين أي أنها فكرة نشأت
في ظل نظام آخر غير النظام الذي وضعه المسلمون نرى أن كثيرا من العلماء يختلفون في إدراك هذا الواقع الذي نعيشه، والقضية الثانية أن هناك اختلافا بين ما هو مكتوب في تأصيل البنوك وبين ممارسات البنوك في الواقع إذ إن المسألة قد تعقدت فأصبح هناك اختلاف من بلد إلى بلد أي وكانوا هم يعلموننا قديما يقولون لك إن البنك في روسيا يختلف عن البنك في أمريكا جميل هذا مفهوم البنك في روسيا داخل النظام الروسي يختلف عن مفهوم
البنك في الأمريكي تماما هذا اشتراكية وهذه رأسمالية منظومة مختلفة منظومتان ووظيفتان وهكذا إلى آخره مختلفة ولذلك إذا ما تحدثنا نتحدث عن البنوك في مصر نعم ونتحدث عن البنوك في مصر سنة الألفين وتسعة آلاف وأربعمائة وواحد وثلاثين هجرية ونحن نسجل معا الآن قبل أن نفتح البقالة في سنة تطورت هذه البنوك نشأت، البنك الأهلي المصري في منتصف القرن التاسع عشر، ثم أصبح لدينا الآن في عام ألفين وتسعة أي ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين وضع مختلف تماما، القانون تغير نعم كثير جدا من الناس لم تقرأ القانون الجديد، القانون تغير وآخر تغيير له كان سنة ألفين وأربعة
ألفين وأربعة الجهاز المصرفي حتى أنه لم يستعمل كلمة قرض نعم التي هي العلاقة بين البنك والناس نعم حتى لم يستعمل كلمة فائدة واستعمل بدلا منها ألفاظا أدق نعم لوصف وظيفة البنك وهي التمويل والتمويل هذا عقد مختلف تماما نعم ربنا لما حرم الربا كان وسيط التبادل بين الناس الذهب والفضة أي الذهب والفضة ظل عماد العملة الورقية عندما صدرت أي في مخزون في البنك المركزي يقويها ويعتمد عليه إصدارات الورقة التي بين أيدينا هذه المائة جنيه مثلا هم يسمونه الغطاء الذهبي الغطاء الذهبي والغطاء الذهبي ألغي سنة ألف وتسعمائة وسبعين نيكسون أعلن تعويم الدولار
وفصله عن قاعدة الذهب فأعلن العالم كله كذلك وظل خلال عشر سنوات حتى أن بيروت لبنان كانت آخر من ألغى قاعدة الذهب، نحن اليوم في عام ألفين وتسعة أي بعد ثلاثين أو أربعين سنة من هذه الأحداث، نعم في وضع آخر هذه العملة التي بين أيدينا لا غطاء لها، أصبحت ورقة نقدية، أصبحت ورقة نقدية، حسنا مولانا وقت الحلقة انتهى، يمكننا أن نستكمل في الحلقة القادمة الفرق بين العملة وهي مغطاة بغطاء ذهبي وبين أنها ورقة نقدية، نستكمل ذلك ولتكن هذه حلقة كاملة حتى يفهم الناس البداية والنهاية. جميل، الله يفتح عليك يا مولانا. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة وعد باللقاء في الحلقة القادمة وحلقات قادمة أخرى إن شاء الله من مفاهيم إفتائية فإلى ذلك الحين نستودعكم الله في دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم
والسلام عليكم ورحمة الله