بعض أسانيدنا في التصوف | الدروس الشاذلية | حـ 3 | أ.د علي جمعة

بعض أسانيدنا في التصوف | الدروس الشاذلية | حـ 3 | أ.د علي جمعة - الصديقية الشاذلية, تصوف
أخذت هذا العلم أول ما أخذته عن سيدي الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، والشيخ عبد الله بن الصديق الغماري كان يتبع الطريقة الدرقوية الشاذلية. أخذت
هذا الطريق أيضاً عن السيد أحمد محمد مرسي وكان نقشبندياً، وأخذته أيضاً عن الشيخ أحمد حمادة وكان نقشبندياً، وهما من تلاميذ سيدي محمد أمين. البغدادي الذي أخذ هذا الطريق عن سيدي عمر عن أبي عثمان طويلة عن سيدي خالد ذي الجناحين إلى منتهى هذا السند المبارك المشرف أخذته أيضًا عن سيدي الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم وله إجازة مكتوبة كتبها لي في هذا الشأن وأجازني بأخذ الطريق وبإعطائه وهو في النهاية شاذلي أخذتها
أيضًا عن سيدي الشيخ عضو مجمع البحوث الإسلامية حسن عباس زكي رحمه الله تعالى، وقد كتب لي الإجازة أيضاً بخطي ووقّع عليها، وأجازني بإعطاء الطريق عن سيدي عبد الفتاح القاضي، عن سيدي محمد عبد الوهاب الحصافي بطريقه الشاذلي المعروف المشهور المطبوع. إذاً، فهذا الأمر فيه سند، والسند فيه بركة لأننا لا نبتدع. شيئا من عند أنفسنا بل كما علمنا آباؤنا وأجدادنا علموا آباءنا ومن فوقهم علموهم في نقل هذا الدين وحفظه بتوحيده وفقهه
وتصوفه ننقله للجيل الذي بعدنا. إذاً هو طريق تربية وسلوك وانجذاب إلى الله سبحانه وتعالى حتى نأنس به، فنحن نفتقر إليه سبحانه وتعالى، وهذا الافتقار إلى رب العالمين يجعلنا في غنى عن العالمين فأنا غنيٌ بفقري إلى الله سبحانه وتعالى وليس بالأعراض والأموال وتملك الدنيا، ومن هنا كان دعاء الصالحين: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا"، ويسأل بعضهم ما معنى هذا؟ لا نفرح بالموجود ولا نحزن على المفقود، طريقنا بين الذكر والفكر، الذين يذكرون الله قياماً. وقعوداً وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. طريقنا بين تخلية القلب من كل قبيح وتحلية القلب بكل صحيح، وبالتخلي والتحلي يحدث التجلي، والتجلي نوع من أنواع الإشراقات التي نحمد الله سبحانه وتعالى عليها ونقول الحمد لله رب العالمين ونشكره على. فضله ونعمه، إلا أننا في نفس الوقت لا نلتفت إليها ولا نتوكل فيها ولا ندعي بها دعاوى ليست لنا. كل هذا الالتفات خلل في الطريق إلى الله. تحدث الرؤى من الإشراقات، والواردات من الإشراقات، والخواطر من الإشراقات، والإشارات من الإشراقات، والكشف من الإشراقات، والكرامات
من الإشراقات، والإلقاء والإلهام من الإشراقات. وهكذا أشياء كثيرة منها الاتصال بالعوالم من الإشراقات، ولكننا ليس هذا هو المقصود من طريق الله، طريق الله كما ذكره الله سبحانه وتعالى بين الذكر والفكر، ولذلك نعطي الناس أذكارًا، ويسأل أحدهم ما الفرق بين أن تعطيني وردًا وأن تعطيني عهدًا، المريد ابن أول طريق ولذلك لا نتعجل في أخذ. العهد لأنك لو أخذت العهد فإنك قد أخذت شيئاً جعلك في الطريق، لا يجوز لك بعد ذلك أن تتركه، فإني لا أحب أن تكون
مثل فلان كان يقوم الليل وتركه. كان النبي صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، فدخولك في الطريق لا يجعلك تستطيع أن تخرج. منه إذا أخذت العهد ولذلك فنبدأ بمرحلة تمهيدية هي مرحلة الورد، والورد فيها أننا نذكر بأسماء. هذه الأسماء منها الأسماء الأصول ومنها الأسماء الفروع، وهي تختلف في ترتيبها من طريقة إلى أخرى. هذه الأسماء لها تجليات ولها أثر في النفس، ومكتوب كل هذا بالتفصيل، ولها أنوارها ولها كشف أسرارها أيضاً. من الإشراقات ولكن في النهاية المقصود بها العمادة وليس
المقصود بها تحصيل الفائدة الذي قد نفعله بذكر نريد به فائدة الدنيا فهذا شيء وهذا شيء