تجديد الخطاب الديني | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. شكراً لمعالي وزير الأوقاف على هذه الدعوة الكريمة في هذا المجلس العلمي المبارك الذي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة. وأحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا العنوان يزداد أهمية كل يوم والعناية به تحتاج إلى مراعاة هذه الأهمية. الفتاوى أو الفتاوي - والكسر عندهم أفصح من الفتح - وكل ما كان على هذا الوزن
كان الكسر فيه أفصح كما نص عليه ابن العصام. الفتاوي أو الفتاوى وكلاهما صحيح وإن كان الأفصح بالكسر أو هو المقدم على ما شغل. ألسنتنا لأن الفتح هو الأصل في اللغة العربية، ولذلك فإن الفيروزآبادي في قاموسه قد أغفل الفتح في الضبط لأنه وجد أكثر من ستين في المائة من الحروف تستحق الفتح، فأغفل الفتح. فكل حرف رأيته في القاموس في النسخة الرسولية غير مشكل فهو مفتوح عند الفيروزآبادي لكثرة الفتح عندهم، ولذلك. ترى اللسان عليه أسهل أن نقول الفتاوى من أن نقول الفتاوي لأن الكسرة خلاف الأصل
والأصل هو الفتح كما نص عليه علماء الصوتيات. هذه الفتاوى أو الفتاوي الشرعية في عصرنا الآن، وهذا معناه أن الفتوى مرتبطة ارتباطًا عضويًا بالزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وهذه يسميها القرافي الجهات الأربعة أو جهات التغير. تتغير الفتوى بتغير الزمان وتتغير بتغير المكان وتتغير بتغير الأشخاص وتتغير بتغير الأحوال. وبعض المعاصرين كفضيلة الشيخ يوسف
القرضاوي أوصل هذه الجهات إلى أكثر من عشرة تتغير معها الفتوى، ورد عليه بعض المتخصصين بأن العشرة أو أكثر من ذلك تؤول إلى الأربعة، وإنما هو يفصّل بعض حالات الزمان أو... بعض حالات المكان أو بعض حالات الأحوال أو بعض حالات الأشخاص، وعلى ذلك فمن المهم علينا أن ندرك هذه المعلومة وأن نحفظها. جهات التغير هي الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. أقول إن الفتوى وهو اسم مصدر، كلمة فتوى اسم مصدر وهي المفردة لفتاوى أو
فتاوٍ، واسم المصدر يختلف عن المصدر بأنه أثر الحدث يعني المصدر هو الحدث واسم المصدر هو أثر الحدث. فجرح يجرح جرحاً، والجرح هو المصدر (عملية الجرح)، فنتج عنه شيء في اليد مثلاً هو جُرح. فالجُرح بالضم اسم مصدر، والجَرح بالفتح هو المصدر. أعطى يعطي إعطاءً، ثم الناتج عن الإعطاء عطية، فعطية هي اسم مصدر الإعطاء. أفتى يفتي. الإفتاء ونتاج الإفتاء هو
الفتوى، فالفتوى اسمها مصدر والإفتاء مصدر، وكلاهما على كل حال يدل على أصل يُؤخذ منه الاشتقاق. ولذلك قالوا ما منه الاشتقاق صناعة، فالفتوى صناعة، ولذلك تحتاج إلى خبير يصنعها، لأن الناتج في النهاية لا يخرج إلا عن علم وعن تجربة وعن ملكة، وعن... وهنا في حالتنا. هذه أيضاً مجموعةٌ من الأخلاق والقيم ينبغي أن تكتنف المفتي عندما يُفتي. لا يخفى عليكم تورُّع السلف الصالح من الصحابة الكرام، كما روينا
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه رأى مائةً وعشرين من الصحابة، كل واحدٍ فيهم إذا ما سُئل سؤالاً أحاله على أخيه حتى يصل المستفتي إلى الأول. وكل واحد يقول سل هذا لأنه يريد أن يتخلص من المسؤولية. مقارنة هذه الصورة بما نحن عليه الآن، حيث يتصدر كل من لم يتعلم. وقد قالوا قديمًا: "من تصدر قبل أن يتعلم كمن تزبب قبل أن يتحصرم"، أي صيّر نفسه زبيبًا وهو في الحقيقة لم يصل إلى حالة النضج. ومن هنا... كان في الخارج رخام وفي
الداخل سخام، ومن هنا أيضاً نصل إلى منتج مرشوش لأنه صدر من غير ذي جهة ومن غير ذي علم ومن غير خبير بهذا الشأن. علينا أن نفهم أولاً أن الفتوى تحتاج إلى علم وإلى تربية وإلى تدريب، ومن غير هذه السلاسل: التعليم والتربية والتدريب لا. يمكن أن يخرج مُفتٍ متميز للغاية، أما التعليم فإنه
يُعطي المعلومات الصحيحة، وأما التربية فهي تُعطي القيم التي لا بد أن يتحلى بها المفتي، وأن يُنزل الناس منزلة الوالد من الولد. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول عن نفسه: "إنما أنا رحمة مُهداة"، يقول: "أنا منكم مثل...". الوالد للولد وفرق كبير بين أن تجرد الفتوى عن الأخلاق وعن الرحمة وعن المصلحة، وبين أن تراعي هذه القيم والأخلاق أثناء الإفتاء، وأن تُنزل الناس منزلة الولد الذي أنت أشد الناس حرصاً عليه وعطفاً وتحقيقاً لمصالحه.
أما التدريب فهو يُنشئ - كما يقول ابن خلدون في مقدمته - الملكات والمهارات، فعندنا معلومات. وعندنا قِيَم وعندنا مَلَكات لا بد أن تتوفر في هذه الحالة حتى ينشأ ذلك المفهوم، وهذا هو الذي نفتقده في أولئك المتصدرين في الفضائيات. لا تعليم شرعي تعلموه، وأضافوا على ذلك المشرب المتشدد العنيف، وأضاف على ذلك فقدان مَلَكة الفتوى. فالفتوى تتكون من ثلاثة أركان ينبغي علينا أن نلتفت إلى كل. ركن وأن نجري في كل ركن التربية والتعليم والتدريب، والتربية والتعليم والتدريب ليسوا
في خط مستقيم بمعنى أنهم لا يحتاجون إلى ترتيب أبداً، فهي دائرة لا بد من وجود الجميع سوياً، والمسألة مسألة متداخلة، ولذلك فهي تُمثَّل بدائرة ولا تُمثَّل بخط مستقيم، فأيهم أولى؟ التعليم أو التدريب؟ التدريب أو التربية؟ التربية أو... التعليم كله مهم، ولذلك فهو على حد سواء في دائرة مستديرة متساوية الأقطار. الركن الأول هو المصادر الشرعية، والمصادر الشرعية إما أن تكون هي مصادر التشريع: القرآن والسنة، وهذا يحتاج إلى
معرفة الأدوات: اللغة، أصول الفقه، كيفية فهم السلف الصالح لهذه المصادر، دراسة السياق والسباق، والبلاغة والتفسير، وكل تلك العلوم. التي تدرس في الأزهر والزيتونة والمؤسسات العلمية العريقة التي تدرس كيف نقرأ وكيف نفهم النص الشريف المقدس الذي هو مصدر نستطيع أن نستنبط منه، وكلمة استنباط تعني طلب خروج الماء من الأرض، ومن الماء الحياة. كيف نستنبط من هذه المصادر ما يسبب حياة النفوس والمجتمعات، وأيضاً من المصادر لدينا فهم.
المسلمين عبر التاريخ حيث إن هذا الفهم انقسم إلى قسمين: إلى رأي الإسلام وإلى رأي إسلامي. رأي الإسلام معناه الاتفاق والإجماع بحيث أن أحداً من المسلمين لم يخالف فيه. لم أر أحداً من المسلمين يشكك في أن الظهر أربع ركعات بجميع مذاهبهم عبر السنين من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فارغ، لم يقل أحد من المسلمين أن المفروض على المسلمين في اليوم أربع صلوات أو كم صلاة، أو أن الركوع بعد السجود، أو أن الخمر حلال، أو الزنا حلال، أو السرقة حلال. هذه أمور مجمع عليها، هي رأي الإسلام سواء في مجال العبادة
أو المعاملات أو في مجال الأخلاق، فإن الإسلام له رأي واضح مُجمَع عليه يُسمى برأي الإسلام، أما الرأي الإسلامي فهو في منطقة الظن اختلف فيه الناس واختلفت مداخلهم إليه، ودائرة الظن هي الأوسع. يعني عندما نعد مواطن الاتفاق نجدها معدودة محصورة قليلة منصوص عليها في الكتاب وفي السنة بأجلى وجه، لم يختلف فيها اثنان ولم يتناطح فيها. كبشان كما يقولون، ولكن دائرة الظن دائرة واسعة اختلف فيها الأئمة حتى الإمام نفسه مع نفسه فإنه
يرجع، فنرى للشافعي مذهباً قديماً وجديداً، ونرى لأحمد بن حنبل أكثر من ثمانية عشر قولاً في مسألة واحدة، مسألة واحدة في الرعاية الكبرى لابن حمدان، وهي مسألة إذا أقيمت الصلاة والرجل يصلي النافلة. ماذا يفعل؟ قولٌ يقول: يُكمل مطلقاً. وقولٌ يقول: يقطع مطلقاً. وقولٌ يقول: إذا فاتته تكبيرة الإحرام يقطع، وإذا لم تفته لم يقطع. وقولٌ يقول: بل الفاتحة. وقولٌ يقول: بل الركعة الأولى. وقولٌ يقول: بل الصلاة بحالها. وقولٌ يقول: بنصف الصلاة. وقولٌ... وهكذا ثمانية عشر قولاً لأحمد
بن حنبل حتى اتُهم. المذهب الحنبلي كان في اضطراب، وإن الذي أنقذه هو ابن تيمية الجد عبد السلام في كتابه "المحرر"، حيث إنه حرّر الرعاية الكبرى وأخرج المذهب من الاضطراب. وأكد هذا ابن قدامة في كتابه "المغني"، فأصبح المذهب معتمداً من المذاهب الأربعة السائدة التي ملأت الأرض نوراً في التشريع الإسلامي عبر التاريخ. لدينا خمسة وثمانون مجتهداً ينقل. عنهم منهم الحسن البصري وقتادة ومجاهد وعكرمة وطاووس وابن شبرمة وأناس كثيرون والسفيانان والحمدان وهكذا خمسة وثمانون مجتهداً في الفترة الإسلامية في القرون الأربعة الأولى تمثل
دائرة الظن. ولذلك، ولأن هناك دائرة ظن، بدأ المسلمون في وضع قواعد في التعامل مع الاختلاف الفقهي، من ضمن هذه القواعد: "إنما يُنكر المتفق عليه". عليه ولا ينكر المختلف فيه، وهي قاعدة نص عليها الإمام السيوطي في الأشباه والنظائر، وأفاض في شرحها وفي بيان ما يستثنى منها إلى آخره. لكن ألفت لك النظر كيف تتعامل مع الاختلاف، فإذا رأيت أحدهم يتبع أبا حنيفة والآخر يتبع الشافعي والآخر يتبع مالكاً، فإنك ليس لك أن تنكر على واحدٌ منهم لأن الجميع إنما يتبعون
مجتهداً معتمداً، ولذلك فإنما يُنكَر المتفق عليه في دائرة القطع، ولا يُنكَر المختلف فيه في دائرة الظن. القاعدة الثانية: الخروج من الخلاف مستحب، فإذا استطاع المسلم الاحتياط فإنه يفعل هذا ويخرج من الخلاف، لأنه عندما يخرج من الخلاف فتعامله صحيح. لكن في عصرنا الحاضر أصبح عصر... ضرورة وأصبح عصر فتن وأصبح عصر شبهات وهذا استدعى إلى أن كثيراً من الناس تلتمس
رأياً إسلامياً تسير عليه حتى لا تخرج عن الشريعة بالكلية حفاظاً على مقاصد الشريعة نفسها وحفاظاً على مصالح الناس، وهذا أمر مهم. أخرج ابن حبان في نصيحة آل داوود عن سيدنا رسول الله صلى الله. عليه وسلم أن يكون المؤمن مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه مدركًا لشأنه، يعرف أين هو، هل هو في حالة قوة أو في حالة ضعف، هل هو في حالة وحدة أو في حالة تفرق، في حالة علم أو في حالة جهل، وهذا الحال لا بد أن يُراعى تحقيقًا للمعاش وكمال الارتزاق وهذه. الألفاظ ليست بألفاظنا وإنما هي ألفاظ
أولئك العلماء عبر التاريخ تحقيقاً للمعاش وكمال الارتياش، يعني يتكلمون عن الحياة وحقوقها وعن الرفاهية. وإذا كانت القاعدة الثالثة الأولى: إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، فهذا جعل الجميع يعيشون ويقبلون التعددية. وهكذا في الأزهر كنت ترى الحنفي بجوار الشافعي وهما في... الطريق إلى تناول وجبة الإفطار ويقول له عندنا وعندكم وهكذا وهم يتناولون سوياً الفول والبيض. لماذا؟ لأنه
قَبِلَ التعددية وقَبِلَ الآخر وقَبِلَ أن هناك تعدداً في الآراء يمكن أن نأخذ بشيء منها. هو يقضي بأن لمس المرأة ينقض الوضوء، يقولون: لا، عندنا لا ينقض. فيقول: لا، والله هذا عندنا ينقض، وهم... عليه أصحاب لا يوجد عداء ولا يوجد تحجر، سويًا مع بعض عندنا وعندكم عاشوا مع بعض. الآن يظهر هؤلاء وكأن الحق له وجه واحد وقالوا: الحق واحد، لكن قد تكون له وجوه متعددة. وضربوا مثالًا بالمكعب، هذه العلبة هي واحدة لكن لها وجوه متعددة، ولذلك فقضية أن يكون للحق وجه. واحدٌ هذا
يؤدي إلى التحجر وإلى أن نحوّل الأمور ما بين الحق والباطل لا بين وجهات النظر المتعددة. إذاً فأمامنا إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه، ثم الخروج من الخلاف مستحب إن أمكن، ثم القاعدة الثالثة: من ابتُلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من أجاز، وهذه عند الإمام. الباجوري وهذه الثلاثة القواعد تضع إطاراً لما يسمى بقواعد الاختيار الفقهي. لدينا خمسة وثمانون مذهباً يمكن من خلالها وفي ضوء نورها أن
نتعامل مع كثير جداً من متطلبات العصر. ثم يأتي الأمر بعد ذلك أن هناك مستحدثات لا بد علينا أن ندخل إليها ولا نجد لها مثيلاً في التراث الإسلامي. وهنا يأتي دور الاجتهاد. الاختيار الفقهي هو نوع من الاجتهاد، والاجتهاد المبتدأ هو نوع آخر من الاجتهاد. ولكن في الاختيار الفقهي يحدث ما يسمى عندهم بالاستئناس. يقول الإمام السيوطي في "التحدث بنعمة الله": "أنا ما قلدت الشافعي"، هو كان مذهبه شافعياً، ولكن وافق اجتهادي اجتهاده، فلما راجعت
اجتهادي وجدته عين. اجتهاد الشافعي إلا في سبع عشرة مسألة كلها وجه ضعيف في المذهب. كل هذه المسائل المخالفة وجدها وجهاً ضعيفاً في المذهب، فلا داعي لأن يُنشئ مذهباً جديداً اسمه السيوطية، فسمى نفسه الشافعي. وهذا منقول عن ابن دقيق العيد الذي قال: "ما قال لنا الشافعي، ولكن وافق اجتهادنا اجتهاده". هذا. المعنى هو معنى الاستئناس وهو يقع في الاختيار الفقهي، إنني لست أول من يقول بهذا، بل إن الأوزاعي قاله أو ابن شبرمة كما أخذناه في إيجاب الوعد، أو فلان أو علان من السلف الصالح، قومٌ تطمئن كثير من قلوب المقلدين لهم. أما
الاجتهاد المبتدئ الذي هو أول مرة يصدر... فلا بد هنا من استكمال خريطة أركان الفتوى. إذاً فالركن الأول والمصادر من الفتوى هو المصادر، سواء كانت المصادر المقدسة: الكتاب والسنة وصحيح السنة، أو كانت هي عبارة عن فهم السلف الصالح في دائرة الاختلاف. الركن الثاني هو الواقع؛ لا بد على المفتي أن يدرك الواقع، وفرق بين الفقيه وبين... المفتي أن الفقيه يدرك فقط المسائل الفقهية في برجه العاجي أو في غرفته العلمية، لكن لا بد على المفتي
أن يدرك الواقع. والواقع كلمة قد اكتنفها كثير من الغموض، لكن تحدث علماء الحضارة عن أن الواقع يتكون من عوالم أربعة، كل عالم منها له منهج في التعامل معه أولاً. عالم الأشياء، ثانيًا عالم الأشخاص، ثالثًا عالم الأحداث، رابعًا عالم الأفكار، وأضاف بعضهم عالم النظم واعترضوا عليه بأن النظم إنما هي العلاقات بين هذه الأربعة، وإنما مكون الواقع الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وتكلموا عن مستويات الثقافة،
فنرى كلما قلت ثقافة الإنسان كلما جعل موضوعه الأشياء أو العلاقة بين. الأشياء والأشخاص، فإذا ارتقى كان بين الأشخاص والأحداث، فإذا ارتقى كان كلامه بين الأحداث والأفكار، فإذا ارتقى كان بين الأفكار وبين النظر. فنرى الريفي مثلاً الذي لم يأخذ حظه من التعليم، حياته مليئة بالبقرة وأنها أنتجت أو ماتت أو أنها امتُلكت أو بيعت، وأن فلاناً قد وصل من الخارج ومعه مسجلٌ بروحين أم لا؟ عالم الأشياء والأشخاص يدورون حوله محور الكلام. فإذا انتقلنا إلى المدينة نجد أنهم يتحدثون عن الأشخاص
والأحداث: الدولار ارتفع أو انخفض، الغلاء، السياسات، المظاهرات وهكذا. ثم إذا ارتقى ذلك إلى الأكاديميات، كانت: ما دلالة هذه الأشياء في الأفكار؟ وما الأفكار التي وراء هذه الأحداث؟ وكيف نقرؤها؟ على المفتي إذا أراد أن يفتي أن يدرس الواقع بمناهجه المختلفة، لأن كل عالم من هذه العوالم له مناهج مختلفة، ولو أفضنا فيها لاتسع الكلام، وقليل الكلام خير من كثيره ويغني عن كثيره. لا بد عليه أن يدرس الواقع بعوالمه المختلفة وعلاقاته البينية، وأن يدرك المآلات التي تؤول إليها فتواه. وكيف تؤثر في هذا الواقع، وكيف قد تؤدي
إلى خير وقد تؤدي إلى شر. ولذلك بعدما يُنتِج هذا المنتج، لا بد عليه أن يجربه في ذهنه أولاً، ويلاحظ قضايا تظهر له في الركن الثالث من الفتوى. الركن الثالث من الفتوى هو الوصل بين المصادر والواقع، عمل جسر بين المصادر. والأحكام التي توصلنا إليها وبين الواقع الذي أدركناه، هذا هو الركن الثالث وهو ركن مهم. بعض الناس، خاصة من درسوا العلوم الاجتماعية والإنسانية، قد يدركون الواقع إدراكًا دقيقًا لكنهم لا علاقة لهم بالمصادر. وبعض الذين يدرسون المصادر لا علاقة لهم بالواقع. وبعضهم يحاول أن يدرس الاثنين لكنه ليست لديه القدرة. ولا الخبرة
ولا الملكة لكيفية الوصل بينهما، هذا الوصل فيما بينهما يقتضي إدراك المقاصد الشرعية الكلية التي أشار إليها الغزالي في المستصفى، ثم فصّلها تفصيلاً واسعاً الإمام الشاطبي في الموافقات، وتكلم الناس عنها بعد ذلك بأساليب مختلفة. القضية الثانية هي قضية المصالح المعتبرة، لا بد من تحقيق مصالح الناس لا. لا بد ثالثًا من أن نراعي عموم البلوى التي ابتلي بها الناس بصفات العصر المتداخل من ألف وثمانمائة وثلاثين إلى ألف وتسعمائة وثلاثين،
حيث غيّر الإنسان البرنامج اليومي للحياة بمجموعة كبيرة من الاكتشافات والاختراعات. واختار علماء الحضارة سنة ألف وثمانمائة وثلاثين لأنه قد حدث فيها حدث غيّر وجه الأرض، هذا الحدث... إنَّ دخول الحديد في صناعة السفن استطاع الإنجليز أن يُدخِلوا الحديد في السفينة سنة ألف وثمانمائة وثلاثين. قبل ذلك، عندما جاء الفرنسيون إلى مصر في حملتهم الغازية، هُزِموا عدة مرات، وهُزِموا في عكا بالرغم من تقدم جيشهم. إلا أنه ليس بنقلة حضارية فارقة لا نستطيع معها المواجهة،
بل كانت مجرد نقلة. بسيطة من التنظيم أو حراسة الأسلحة أو التدريب أو نحو ذلك. أما دخول الحديد في السفينة فقد غيّر الأوضاع كلها. إلى غاية ألف وتسع مئة وثلاثين اخترع الإنسان كل شيء، اخترع الطائرة والسيارة والقطار والكهرباء. اكتشف الكهرباء، اكتشف هذه الكهرباء التي غيرت الدنيا كلها. أصبح البرنامج اليومي للإنسان قد اختلف. الإمام الباجوري. شيخ الأزهر وصورته هنا منذ مئة سنة، ألف ومائتين وسبعة وسبعين هجرياً، ألف وثمانمائة واثنين وخمسين وثلاثة وخمسين ميلادياً، كان يعيش مثلما كان يعيش سيدنا عمر بن الخطاب. فإذا أراد أن يذهب إلى الإسكندرية، ذهب في نفس الوقت الذي يستغرقه
سيدنا عمر بن الخطاب للذهاب من القاهرة إلى الإسكندرية، لكن بعد... بعد ذلك تغيرت الدنيا وأصبحنا نسافر إلى الإسكندرية ونعود وأهل بيتنا لا يعرفون أنني كنت في مركز الشرطة، في حين أنني ذهبت وسافرت إلى الإسكندرية وعدت في نفس اليوم وتناولت الغداء مع الأولاد. هذا أمر عجيب غريب. ثم بعد ذلك جاء هذا الهاتف المحمول وهذا الموضوع وهذا الاتصال الرهيب الذي حدث. كل هذا حدث. في المائة سنة من ألف وثمان مائة وثلاثين إلى ألف وتسع مائة وثلاثين بعد ذلك دخلنا في دور آخر وهو دور التدخل البيولوجي بالاستنساخ وبأشياء أخرى سوف تكون مغيرة للبرنامج اليومي للإنسان، ومن هنا لا بد علينا أن نراعي ذلك في
الفتوى وأن نعرف تعقيدات حياة الناس وأننا أصبحنا نعيش. في قريةٍ واحدةٍ وأننا في الجوار مع أمريكا، هذه أمريكا لم نكن في الجوار معها لأنه ليست لنا حدود معها، لكن الآن ارتفعت الحدود وأصبحنا في الجوار، ويمكن أن تكون هذه المحاضرة لديكم كونداليزا رايس الآن بواسطة الأقمار الصناعية. السيد هيج كان وزيراً لخارجية أمريكا، هو أول من أعلن عن احتلال المجرمين جهيمان وأتباعه للحرم المكي. قال إن أحداثاً غريبة تحدث اليوم، كان يوم الثلاثاء في الحرم. حسناً، وأنت لست الذي عرفها. الأمر الصناعي يُبين له أن هناك خطبة. حسناً، اليوم هو يوم الثلاثاء، المسلمون
لديهم خطبة يوم الجمعة، نقلوها إلى يوم الثلاثاء. وكان شخص مُحرِم يوم الثلاثاء وإذا به هو. الذي أول من يعلن أن أحداثًا غريبة تحدث في الحرم المكي، ربما قبل السلطات المحلية، فهي لا تعرف. إذا أصبحنا في عالم مفتوح وتُؤخذ علينا ونشوه بأيدينا الإسلام في الخطاب الديني، في بعض الأحيان نحن نشوه بأنفسنا. على الفور يقال: لا، نحن نريد أن نصحح. نحن نشوه بأيدينا الخطاب الديني عندما لا... ندرك واقع ما حولنا فيجب علينا أن ندرك شأننا وأن ندرك أين نحن وأن ندرك أيضاً
واجب الدعوة إلى الله الذي كلفنا به. وفي خلال هذا الحال لا بد أن تنزل الفتوى لتحقق المقاصد الشرعية، فهذا الجسر الذي بين المصادر وبين الواقع لا بد أن يحقق المقاصد وأن... يحقق المصالح وألا يخرج عن الإجماع لأنه دائرة الرأي الإسلامي ثابتة، وهذا هو الثابت والمتغير كما يقول الأدباء، وأن يراعي المآلات، وأن يراعي عموم البلوى، وأن يراعي طبائع العصر، وأن يراعي وهكذا. فالفتوى صناعة تحتاج إلى كل هذا. هكذا تقريباً، أعني تجاوزنا الوقت الذي حددناه والكلام كثير في
كيفية... تلقي المفتي لمشكلات العصر وكيف يفكر فيها، واختصارًا يقوم المفتي بتلقي السؤال فلا بد عليه أن يكون دقيقًا في فهمه، ثم بعد ذلك يقوم بمرحلة ثانية هي التكييف. المرحلة الأولى نسميها التصوير، تصوير المسألة لا بد أن يكون لها صورة. ثانيًا تكييف المسألة، من أي في أي موضع أضعها جديدة. أو قديمة، عبادات أو معاملات، متداخلة أو منفصلة، واضحة أو غامضة، تكييف المسألة ثم بعد ذلك بيان الحكم. وبعد أن يقوم المفتي بهذه المراحل
الثلاثة، بعد أن يقوم بها، فإنه يفكر: لو أنزلناها على الواقع ماذا سيكون؟ هل ستؤدي إلى أضرار؟ إلى أن تعود على الشريعة بالبطلان؟ إلى أن تؤذي؟ الناس الفتوى لها دور اجتماعي، ولذلك فإنه يراجع نفسه بناءً على سقفين: السقف الأول مقاصد الشريعة، والسقف الثاني نصوص الشريعة، فيرى أنها تحقق المقاصد وأن يفتي وهي المرحلة الرابعة بيان الحكم، ثم لا يصدر منه هذا
الحكم إلا بعد بحث المآلات والمقاصد والمصالح وماذا ستؤثر هذه الفتوى حتى لا. يُفتي فإذا به يُعقِّد الدنيا بدلاً من أن يُصلح الحال، ولذلك لا بد في الفتوى الحكم أن الخمر حرام، ولكن يأتي في الفتوى "فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه". يبقى هناك فرق بين إنزال الحكم على الواقع وبين مجرد الحكم. لم يختلف أحد أن الخمر حرام. إنما عندما يأتي واقع يقول فيه "فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه" تختلف الفتوى عن الحظر. هذا مثال واحد، ولكن الأمر كبير ومعقد ومتشابك،
وعلينا أن نفهم هذه الصناعة وأنها تحتاج إلى مزيد من الكتابة، ولا نكتفي فيها بما أرشدنا ودلنا عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم. عنه فقد فتحوا لنا الأبواب وما علينا إلا أن ندخل هذه الأبواب كما فعلوا وأن نقوم بواجب الوقت وألا نكسل عن أداء مهمتنا والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الآن بعد هذا التصويت هناك بعض الأسئلة موجهة لفضيلة المفتي الدكتور علي جمعة يجيب عنها في رسالة أو كما تفضل في... أيها الرجال، أود أن
أذكّر إخواني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"، وهو حديث يقضي على الشائعات. ذكره الإمام مسلم من أجل صفة التوثيق التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون الصفة. الأساسية في المسلم وإن التي دفعت المسلمين لإنشاء علم الجرح والتعديل وعلوم الحديث دراية ورواية وأسانيد القراءات التي بها حفظ الله من عنده من غير حق منا ولا طول كتابه العزيز "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وعاش المسلم دائماً بعقلية
متوكلة وبأنه لا يشيع كل. ما سمع أو دخل في نطاقه كذبٌ، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مالك رضي الله تعالى عنه في موطئه في حديث طويل: "أَيَكْذِبُ المؤمن؟" قال: "لا". فهذه البلوى التي ابتُلينا بها ليست فقط تستشري، ولكنها تُفضح بالعقلية التي أرادها لنا الإسلام، وهي العقلية العلمية المواجِهة لعقلية الخرافة. العلمية التي تُوثق أول ما تُوثق، ولا أنت تعجز ولا تدخل في التلاعب بالدين سواء في مجال السياسة أو
في مجال الاقتصاد أو في مجال الاجتماع أو في سبيل المصالح الفئوية، وإنما الدين مقدس أعلى من كل ذلك، يتجاوزها جميعاً في هذا التقريب. هذه كلمة بسيطة لكل ما هنالك من أسئلة نحاول أن نستعمل بها الدين في أغراض أخرى قال بالتي أرادها الله له من بناء الإنسان ومن تقديمه على الوليان ومن عمارة الأكوان ومن عبادة الرحمن ومن تطهير الدينان كما أراد الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يكونوا أول قطب. "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" "إني جاعل في الأرض خليفة". أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها.
هذه الأسئلة التي تريد الاستدراك هي أحد المحظورات على المفتي أن يستدرج فيها من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام، بل على الاجتماع البشري في سلام ووئام. ولذلك نحن ندعو الناس جميعاً إلى أن يتقوا الله في أنفسهم. أول شيء يجب أن لا يلعبوا هذه اللعبة لأن هذا لعب، والله سبحانه وتعالى نزّه نفسه عن اللعب، بل وأخبرنا أن الذين هم عن اللهو معرضون. سؤال يُسأل عن المسعى الجديد: هل هو جائز أو غير جائز؟ ويقول: أرجو تطبيق شروط الفتوى التي تفضلتم
بعرضها على السعي بين الصفا. والمروة أولاً، أنا ليس لدي سلطة لأفعل هذا، بل هذا يأتي من قِبَل سبيل الدعوة والإرشاد والتوضيح الذي كلفنا الله سبحانه وتعالى به. في صور قديمة لهذا المكان المقدس، كان الصفا ممتداً إلى جبل أبي قبيس، وجبل أبي قبيس هو الجبل الذي عليه الضيافة الملكية الآن، والذي قال فيه... أبو حكيف رضي الله تعالى عنه هذا ولو تحرك أبو قبيس فظنوا أن الإمام قد أخطأ لأنه ينبغي أن يكون أبو قبيس ولكنه اختار مذهب
النحاة أن أباها وهبَ أباها قد بلغ في المكانة غايتنا وأصبحت القصة موجودة في أن كان يفطر أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه في النحو. أو أنه اختار منه جبل أبي قبيس، وبعضهم يقول إن الصفا متصل به، والآن هُدِمَ الصفا حتى أصبح هو المسعى الحالي. فلما اكتشفت هذه الصورة أن الصفا جزء من جبل أبي قبيس، فإنه قد عاد مرة ثانية إلى مكانه الطبيعي. لو أنه صعد على هذه المسوَّرة هذه، والعين الفاحصة تدرك الواقع. أدرك الحقيقة قبل أن نبدأ في الاختلافات وفي الفتاوى التي لا
تتوافق مع الواقع. فالذي فعله القائمون بشأن الحرم هو صحيح، لأن هذا المسعى الجديد وما سوف يُضم إليه من المساحة الواقعة بين المسعيين القديم والجديد، والذي سوف يزيد المساحة أكثر من اثني عشر مرة، بغض النظر عن المصالح وبغض النظر. عن زيادة الحجاج هو أيضًا في نفسه وعلى القدمين فيه هو أمر شرعي. المروة لم تكن كذلك، لم تكن ممتدة هذا الامتداد، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا في الحج أمورًا منها: "افعل ولا حرج" كقاعدة أساسية، ومنها الفسحات، وهذه الفسحات نجدها في المعيار
المكاني والذي يمكن أن نستعمله. هنا والأحداث تجعلنا مطمئنين للسعي بين هذا وذاك عندما يحتاج الأمر إلى هذا الاتساق. قضية أخرى أيها الأقربون، ولقد عُرضت على الفقهاء وأفتى فيها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أن امتداد منى من منى على فجأة المهاداة وتطبيق لهذه القاعدة التي أدركها ذلك الفقيه من كلام النبي صلى الله. عليه وسلم، وكثير من الناس الآن لا يأخذون بهذا ويأتون من النيام، ولذلك يُضَيَّق على المسلمين، وسوف يزداد هذا التضييق بمرور الزمان وتكرار الأيام. سؤال آخر يتحدث
عن أنها تخرج من بيتها قبل الفجر لتنتقل إلى مكان آخر، وبعد وصولها يكون الشروق أو بعد الشروق، فهل لها أن تصلي في السيارة - نعم، يجوز للمرء أن يصلي في السيارة قياساً على ما ورد في السفينة من كلام الفقهاء. واحترام بعض مقدم عند بعض المذاهب على تحصيل الشروط، وعند الإمام الشافعي تحصيل الشروط مقدم على الوقت. وعلى ذلك فيجوز لك في الأمراض أن تصلي في السيارة ولو من جلوس قياساً على السفينة. ويجوز أن نصلي بعد الشروق قياساً على أن تحصيل شروط الصلاة عند
الإمام الشافعي مقدم على مراعاة الوقت، ولذلك من انشغل بتحصيل الماء وتسخينه والتطهر به ففات الوقت فلا شيء عليه من الإثم عند الإمام الشافعي، والحمد لله على السعة. زوج اعترف لزوجته أنه خان في فترة الخطوبة بأمها وقد أنجب. منها الآن أربع ابنان. علمنا مشايخنا ونحن في لجنة الفتوى أن هذا أمر تختلف فيه الفتوى من شخص لشخص. بدأ بمذهب أبي حنيفة أن الحرام يحرم الحلال، وأن هذا
الرجل قد ارتكب حراماً فحرمت عليه هذه البنت. مذهب الشافعي بخلاف ذلك، والحرام عنده لا يحرم الحلال لأن الحرام هدر والحلال. معتبر ولا يكون الهدر قادراً على أن يهدم المعتبر، فكنا نرى شيخنا القديم إذا ما أتاه شخص وتبين أنه زنى هذا الزنا والعياذ بالله تعالى، وأن مادة الفساد قائمة، حرموا عليه زوجته منعاً وضربًا في المسألة، ولو كانت المرأة قد ماتت، ولو كان كذلك أفتوا بمذهب الشافعي مراعاة لبقاء الأسرة والظاهر.
من السؤال الثاني والذي به نفتي على مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه مراعاةً لبقائه ميسراً، ولذلك يجب على المفتي أن يراعي الحال وأن ينظر إلى المآل وأن يحاول أن يجتهد حتى يفسر بقدر المستطاع، وله أن ينتقل من مذهب إلى مذهب لتحقيق المصالح ومراعاة المقاصد. وفي الآونة الأخيرة ظهرت... فتاوى في الآونة الأخيرة تحاول العمل في المصانع التي تصدر الغاز الطبيعي وكذلك الطبيعي وفعلياً النسبة إليها فعلي كبديهة وبدائي وباريسية وأرزي وطبيعة وطبيعي كذلك الطبيعي، ففضيلة
معالي الوزير يقول خذ أخيك كله هو في الحقيقة الأستاذ ماري الكرماني لما اجتمع في مجمع اللغة العربية أجازوها إنما الفصيح وارد في كتبت كتب النحو أنه لم يرد إلا سليقي وسليقي إلا إذا كان هناك اشتباه كمديني ومديني ومدد وهكذا، ولكن الأستاذ ماري جمع ستة عشر كلمة عند المبذر وعند الجاحظ وعند أمثالهم لنائمة اللغة فاعلة منسوبة إلى فاعلي وليس إلى فعلي، وعلى ذلك فإذا كان خطأً فهو خطأ قطيب قد شُعِر به. واستقرَّ وأجازه
مجمع مصر المهمة التي تصطف الغاز الطبيعي لإسرافيل فمُرحى قيمتُه دَعْ عبارة الثناء يا فلان، شكراً لفضيلة النافذ. والآن واختصنا لنهاية هذه الجلسة المباركة، ويسعنا إذاً أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي الأستاذ الكريم الأستاذ الدكتور أبو بكر الدوري لأنه هو صاحب اقتراح عقد هذه الندوة، وبالتالي يرجع الفضل إليه. وبالليل ونحن استجبنا ولبينا هذه الرغبة الكريمة التي نعتبرها بداية لتعاون فعّال بين مصر
وتونس في المجالين، وهذا التعاون لم يأتِ من فراغ وليس حديثاً، ولكنه موجود قبل ذلك، ولكن هذه أول مرة يتم فيها عمل ندوة مشتركة على هذا النهر، وهذه الباخرة هي أول غيث، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر. بكثير فستكون هناك لقاءات أخرى وندوات أخرى في مواقع أخرى إن شاء الله بيننا وبين شقيقه تونس. في نهاية هذه الندوة لا يسعنا إلا أن نقدم أيضاً بالغ شكرنا وتقديرنا للإخوة الذين بذلوا مجهوداً كبيراً في وجودهم والإعداد لهذه الندوة الأستاذ الدكتور سالم بن يحيى
رئيس المؤتمر التونسي والأستاذ الدكتور عبد العزيز شفايل مدير عام الحب والدراسات في حوار الحضارات والأديان وأستاذ فصول محمد جمال الأستاذ بجامعة الزيتونة وعضو مجلس الإسلام الأعلى في تونس. لا يسعنا أيضاً إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لفضيلة إمام أكبر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي افتتح هذه الندوة وتولى ظروف الامتحانات. معايشة الزرع والتعقيدات المختلفة وأعمال كثيرة فيما يتعلق بهذا الأمر، لكن حضر معنا من البدايات إلى النهاية. وقد اتصل بي منذ نصف ساعة وقال إنه على استعداد من قلبه، ولكنني قلت له إننا في نهاية
هذه النوبة ولا داعي لأن يتكلف مشقة الحضور مرة أخرى. نتقدم أيضاً بجزيل الشكر. وتقدير لفضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة ونشكره على عطائه المتميز. نشكر أيضاً الأخ الأستاذ الدكتور إسماعيل جبار الذي تحدث في اليابان عن الأستاذ الدكتور أحمد الطيب. عند الأذان، ولكننا نطلب من الأخ الأستاذ الدكتور إسماعيل جبار أن يكمل ما كتبه حتى لا يتأخر الكتاب الذي يجمع بقوة آدمه. لأنَّ لدينا كل البقوة الآن جاهزة ومن الممكن أن ندفع بها غداً إلى الطبعة ولكن الذي يخفف حافلة أمامنا الآن هو أن الشيخ علي البطار لم يكمل
ما كتبه فنرجو أن يعين الله سبحانه وتعالى على المسلمين المخلصين. الشكر أيضاً موصول للإخوة الجماعة الذين بذلوا معنا جهوداً كثيرة سواء من ظاهرة جيدة أو تصنيفية نشكرهم جميعاً على تجاوبهم وحضورهم ومشاركتهم وانضباطهم ونسأل الله لهم التوفيق والسداد. ولا شك أن هذه الدورة كانت مثمرة ومفيدة بالنسبة لهم وتفتح نوافذ وآفاقاً كثيرة أمام الدعاة ليتزودوا بالعلم النافع الذي يستطيعون من خلاله أن يقوموا بواجبهم نحو الدين القويم. وأن
يخرجوا من أذهانهم ما يُشاع هنا وهناك حينئذٍ. الدين الحقيقي لا تعلم ما سيأتي منه من هنا أو هناك في الدين الحقيقي. وأعرض وأكرر مرة أخرى ما قلته في بداية النبوة بالأمس أننا نعتمد على أصلٍ إسلامي أصيل هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يبعثه لهذه. الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها في نهايتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم رفض، هو لن يستخدم مصطلح التجديد، والتجديد هو سنة الحياة وقانون النجاح ونستعرضها لنا ولكم. التوفيق والسداد، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.