جهاد النفس والمال | خطبة جمعة بتاريخ 2006 - 07 - 14 | أ.د علي جمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين وصل
وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين وصل وسلم على سيدنا محمد في العالمين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار إلى يوم الدين يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا يصلح لكم أعمالكم ويغفر
لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله وإن شر الأمور محدثاتها، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وبعد أيها المسلمون، ترك لنا الله سبحانه وتعالى قرآنا كريما يتلى في محاريبنا بألسنتنا إلى يوم الدين، يرشدنا إلى ما يجب أن نفعله، فإن فعلنا فنحن على فلاح، وإن لم نفعل فالذنب على أنفسنا
والجريمة منا. وربنا سبحانه وتعالى أراد أن تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فأمرنا بالجهاد في سبيله لصد العدوان ولرفع الطغيان، وأمرنا سبحانه وتعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون فإن
انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين هذه آيات بينات ترسم لنا الخروج من الأزمة والمأزق الذي وصلنا إليه بأنفسنا عندما تركنا الجهاد في سبيل الله، هذا هو الرد الوحيد على هذه الدولة الباغية الطاغية التي تقتل المسلمين وتسفك دماءهم وتأسر شبابهم ونساءهم وأطفالهم وشيوخهم وتعتدي على أعراضهم
وأرضهم وتعتدي على دينهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله، إن الله ورسوله سيغنياننا الله عندما نمتثل إليه فنجاهد في سبيل الله ولا نذل ولا نخزى ولا نتراخى في نصرة الله ورسوله، فإن نصرة الله ورسوله هي نصرة لأنفسنا في المقام الأول. إن كنا نريد هذه الحياة الدنيا، إذا أردنا عزها وشرفها، فإننا ولا بد علينا أن نجاهد في سبيل الله أيها المؤمنون، وإذا ما حرمنا القتال في سبيل الله لسبب هنا أو هناك أو لرؤية ضيقة من هذا أو ذاك فإننا
لم نحرم أن نجاهد بألسنتنا وإننا لم نحرم أن نجاهد بأدعيتنا ولذلك بعد هذا الدستور القرآني في سورة البقرة يقول ربنا وأتموا الحج والعمرة لله فأرشدنا إلى أننا إذا ما ضيقت علينا الدنيا فإن الله يمكننا في شيء آخر يسأل الناس ماذا نفعل وهذه الحملات من حولنا حملة المليار التي تفك الحصار والتي تؤيد وتؤكد جهاد الشعب الفلسطيني ضد دولة هي في الحقيقة
لا نسميها دولة في دين الله ولا في شرع الواقع نعم عصابات من هنا ومن هناك أرادوا دماء في الأرض وكفرا بواحد لنا فيه من الله سلطان فاللهم يا ربنا أيد بنصرك المجاهدين في سبيلك في لبنان وأيد بنصرك المجاهدين في سبيلك في غزة انصر المسلمين يا رب العالمين وارفع راية الإسلام والمسلمين واجعلنا معهم من المجاهدين إن لم يكن بأسلحتنا فبأموالنا ودعائنا وقلوبنا وبكلماتنا نصرخ بها في وجه العدوان وفي صد الطغيان أخرجوا
في سبيل الله أموالكم ويجوز أن تخرجوا الزكاة لهذا العام وللعام القادم ولما بعده ولمدة عامين بل ويجوز أن تخرج الزكاة أكثر من عامين ثم بعد ذلك يكون الأمر بحسابه فإن الأمر جلل أيها المسلمون لا تنسوا القدس ثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانظروا إلى فضل الله عليكم حيث كان من الممكن بعد أربعين سنة من الاحتلال المباشر لبيت المقدس أن يهدموه فلم يستطيعوا أن يهدموه، وكانوا قادرين على أن يهجروا الناس من أوطانهم فما قدروا
على أن يهجروا الناس من أوطانهم، وكانوا يستطيعون أن ينهوا كل هذا بطغيانهم وبغيهم فأبى الله عليهم عكس ذلك أيها المؤمنون إن الله سبحانه وتعالى ومع هذه المحنة ومع كثرة ذنوبنا وتخلينا عن أوامره سبحانه يقف معنا وينصرنا ويفتح لنا الطريق فجاهدوا في سبيل الله بأموالكم إلى أن تأتي الساعة التي تجاهدون فيها بأنفسكم وأرواحكم في سبيل الله جاهدوا في سبيل الله حتى يسير هذا المليار مليارات جاهدوا في سبيل الله ولا بد على كل واحد منكم أن يدفع ولو شيئا قليلا حتى تحدث له البركة وحتى يستجاب دعاؤه وحتى يشعر
بالانتماء إلى أمته بادروا إلى ذلك ولو بالقليل ولو بجنيه واحد عودوا أبناءكم على ذلك علموهم كيف يدافعون عن أنفسهم السيئة وكيف يدفعون عن أنفسهم الهلاك وكيف يدفعون عن أنفسهم البعد عن عدم الاهتمام بقضايا الأمة أيها المؤمنون إننا نريد شيئا واضحا جليا نريد أن تتكلم ألسنتنا نريد أن ندفع من أموالنا من زكاتنا ومن أوقافنا لا يفكر أحدكم في بناء مسجد والقدس محتلة والشعب هناك يضطهد
وإخواننا تحت الهجوم وتحت السلاح ادعوا لهم بالليل والنهار، قوموا في مساجدكم في الثلث الأخير من الليل، قدموا شيئا ولو قليلا تتقربون به إلى الله رب العالمين، وهو أعلم بنا وبما في صدورنا، إننا نعبده مخلصين له الدين، لا نخاف لومة لائم في الله، جاهدوا بأموالكم إذ قد حصرتم في الأرض ومنعتم من فاللهم يا ربنا فرج كربنا وكرب إخواننا وانصرهم نصرا عزيزا مؤزرا، اللهم يا رب العالمين نسألك من أجل نبيك، إن لم يكن فينا من الصالحين من نرجوك به، اللهم يا
قهار يا حق يا الله انصر الإسلام والمسلمين، اللهم رد علينا القدس من غير حول منا ولا قوة، اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وصد عنا الطغيان والعدوان وارفع عنا أيدي الأمم يا أرحم الراحمين ومكننا في الأرض كما مكنت الذين من قبلنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللهم يا ربنا هذا ضعفنا ظاهر بين يديك وعلمك بكل شيء بيديك اللهم يا ربنا انصرنا واشف صدور قوم مؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم ادعوا ربكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده نصر عبده أعز جنده هزم الأحزاب وحده لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ولو كره المشركون وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله
ونبيه وصفيه وحبيبه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك علمنا كيف نكون في السلم وكيف نكون في الحرب تركنا وترك لنا أسوة حسنة نتبعها فيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الدين اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وذريته وأتباعه إلى يوم الدين يا رب يا رب يا رب العرش العظيم نسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك وعلمته أحدا من خلقك واستأثرت به في علم الغيب عندك باسمك الأكبر الأعظم
الذي إذا دعيت به أجبت أن تثبت أقدام المجاهدين في سبيلك وتسدد رميهم في نحور أعدائك أعداء البشرية والدين، اللهم عليك بأعداء المسلمين يا أرحم الراحمين، نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، اللهم اجعل بأسهم بينهم شديدا كما كانوا أبدا في حكمك وكونك يا أرحم الراحمين، اللهم يا ربنا سدد رمي المجاهدين في نحورهم واصرف عنا شرهم، اللهم اهزمهم وبددهم وشتتهم أبدا ولا تترك منهم
أحدا، واشف صدور قوم مؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم يا رب العالمين، يا رب انصرنا يا رب واستجب لنا كما استجبت لنا في المواقف كلها وبشرنا بالبشرى الحسنة، نحمدك يا ربنا بكل حمد يليق بجلالك ويكافئ مزيدا، اللهم يا ربنا انصر الإسلام والمسلمين وأنزل السكينة على قلوبنا وثبت الإيمان في قلوبنا وحببه إلينا وزينه لنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين، اغفر
وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، كلنا ولا تكن علينا فارحم حيينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا حرر أرضنا واحم عرضنا اللهم يا ربنا وفقنا وكثر قليلنا وبارك يا رب في قليلنا وقلل كثيرهم وامنعهم يا أرحم الراحمين من الفساد فينا وفي الأرض يا رب انصر عبادك يا رب استجب لنا كما استجبت لنبيك يوم بدر يا رب يا رب يا الله يا الله يا الله يا
رب العالمين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا فزد إيماننا يا أرحم الراحمين وتوفنا مسلمين واحشرنا تحت لواء نبيك يوم الدين واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنة الخلد يا أعظم الأعظمين يا كريم يا رحيم يا رب العالمين استجب دعاءنا وآتنا في الدنيا حسنة فانصرنا على أعدائنا وفي الآخرة حسنة فأدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا
عفو يا غفار استجب دعاءنا ولا تردنا خائبين هب مسيئنا لمحسننا واغفر لنا جملة واحدة واعصمنا يا أرحم الراحمين بعصمتك واحفظنا بحفظك واكلأنا بكلاءتك اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا اللهم احشرنا مع المتقين ومع الصادقين يا أرحم الراحمين يا رب انقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك وأعنا على أنفسنا وتقبل منا صالح أعمالنا وقدم صالحا أعمالكم تبرعكم لفك الحصار وإنهاء هذه الحالة الرديئة وهذه البلية التي قد ابتلينا بها من معاصينا ومن ترك الجهاد في سبيل الله، اللهم اجعلنا مجاهدين
باللسان وباليد وبالنفس وبالروح وبالعقل يا أرحم الراحمين، وتوفنا لديك غير خزايا ولا مفتونين، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون