#حديث_الجمعة | الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة بعد الحديبية

#حديث_الجمعة | الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة بعد الحديبية - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة المصطفى الحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات عسى أن تتنزل علينا السكينة والرحمات، فإن السكينة تتنزل عند ذكره صلى الله عليه وآله وسلم، ننتفع بما أجراه الله سبحانه.
وتعالى على يديه من أفعال وأحكام ومواقف عسى أن نستفيد منها في حياتنا وفي سيرنا إلى الله سبحانه وتعالى. وصلنا ونحن ندرس ونتدارس سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى السنة السابعة بعد الحديبية، ورأيناه صلى الله عليه وسلم وهو يرسل بالكتب إلى الآفاق، وتكلمنا على أنه قد أرسل. رسالة إلى المقوقس عظيم مصر صاحب الإسكندرية فكان رده حسناً وأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب بن أبي بلتعة أرسل معه
هدية وقلنا إنها كانت جاريتان ماريا عليها السلام وسيرين أما سيرين فقد عُرض عليها الإسلام فأبت أولاً فأعطاها إلى حسان بن ثابت الشاعر المعروف وأما مارية فأسلمت فاصطفاها لنفسه وأنجبت له إبراهيم ومات صغيراً فبكاه النبي صلى الله عليه وسلم "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين". وأرسل معه وعاءً من العسل من
بنها فدعا لها النبي كما ورد في الأثر: "اللهم بارك في بنها وعسلها". فلا زال عسلها يُنتَج إلى وأرسل معه بغلة اسمها دلدل، والبغل كائن من تزاوج الحصان والحمار، فلا هو حمار بل أكبر، ولا هو حصان بل أقل. وكان يُستعمل في الخدمة لأنه قوي ومتحمل. وأرسل معه رسالة مع حاطب يعتذر فيها ولكن بأدب، فهذا نوع من الأنواع. ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسل حاطب بن أبي بلتعة وهو
من أهل بدر لكنه كان قد أخطأ خطيئة عظمى أن راسل المشركين بما يدبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن رسول الله قال لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وتركه وهنا فإن الفقه الإسلامي يتكلم. عن محاولة الخيانة كما وقعت لسيدنا حاطب بن أبي بلتعة، وقصة حاطب اهتم بها الرواة جداً لأنهم أخذوا منها أحكاماً كثيرة، فوردت بأكثر من عشرين رواية مختلفة،
ومع اختلافها لم يعدها العلماء من المضطربة بل عدوها من زيادات الراوي الثقة، وجمعوها وأخذوا منها أحكاماً، ومنها أن هذه الخيانة في ذاتها. لا تستوجب الإعدام هكذا في الفقه الإسلامي. لا أحد يقول إن هذا يلمح إلى فلان. نحن نتحدث بالدين وليس لنا تدخل لا بفلان ولا بعلان. الدين هكذا، سيدنا هكذا. لننظر ماذا فعل وتكون البركة فيما فعل، وليس لنا تدخل بالكلام الفارغ الباقي، فالخيانة لا تستوجب في... أصلها الإعدام، لماذا؟ استناداً إلى حديث حاطب بن أبي
بلتعة، إذ أرسله وجاء به، وكذلك كانت هناك شروط للعزل السياسي ليس هذا منها. بل ما دامت المحكمة رأت، حتى ولو كانت قد حكمت عليه بالحكم المخفف، فلا يُستبعد سياسياً. إذاً مَن الذي يُستبعد سياسياً؟ فلا يُرسَل في الرسل المنافق، فالمنافق حقيقة باطنة والحقيقة الباطنة انقطعت معرفتها مع انقطاع الوحي. لا أعرف إن كان النبي يعرفهم، لكن الآن لا أستطيع أن أقول لشخص: أنت منافق. أقول له: أنت تفعل عمل المنافقين، لكن لا أستطيع أن أقول له: أنت منافق، لأن النفاق حقيقته في القلب لا يعلمها إلا الله ثم يعلمها لرسوله الله عليه وسلم
في هذه السنة، في السنة السابعة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل بعد اتفاقية الحديبية التي تمت في نهاية السادسة. فأرسل فيما أرسل إلى كسرى، فلما جاء هو يقول ماذا في الرسائل: "من محمد بن عبد الله رسول الله إلى فلان ابن فلان"، فقال كسرى، فكسرى، وهو يقرأ قال: من ذا الذي يُقدِّم اسمه على اسمي؟ هذا مجنون أم ماذا؟ يقول محمد إلى كسرى! أتوني بهذا العبد. قال أنه يمتلك جزيرة العرب وهذا من
عبيده! سيدنا، كَبُرَت كلمةً تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً. كسرى هذا كذاب ولم ينتهِ بعد. أخذ ضرباً مبرحاً، فعلى أمانة الله، ضربه هرقل ضرباً شديداً، واسترد منه ومن أهله الصليب بعد ذلك، الذي يدّعي النصارى أن المسيح عليه السلام صُلِب عليه. ذهب هرقل وأخذه من ابنه، ومن هذا الموقف أعادوه إلى مكانه في بيت المقدس عند كنيسة القيامة، وكانوا يسمونها الياء فأرسل له. الرسالة عندما أرسلها إليه، حتى أرسلها إليه بطريقة جيدة، أرسلها له مع
شخص يُدعى عبد الله بن حذافة السهمي عن طريق ملك البحرين. فملك البحرين أخذها وأوصلها إلى كسرى. يعني هناك بروتوكول أيضًا. الذي أعمى قلبه قال له: "أتأتيني بهذا؟" ومزق الكتاب. فأوحى الله إلى نبيه أن قد مزق الكتاب. فقال: "مزّق الله ملكه". فكان ذلك نهاية الأمر. لقد واجه هذا الشخص العظيم، فأصبح يتعامل مع مَن؟ مع الكبار. هذا غير مقبول، فهو كبير الكبراء. وعبد الله بن حذافة السهمي عاد مكسور الخاطر، وبالطبع لم يحصل على هدايا أو أي شيء. "وا أعمى القلب
كسرى"، قال: "يا أخي"، فأرسل إلى مندوبه في اليمن المندوب السامي اسمه باذان، يا باذان اقبض على هذا الولد وأحضره لي. فباذان أرسل اثنين يعني مثل ضباط الشرطة هكذا، قال لأجل أن يقبضوا على النبي ويحضروه لكسرى. فجاء وجلس، السلام عليكم، وعليكم السلام. قال لهم: ما بالكم في وجوهكم هكذا حالقين لحاكم؟ فقالوا: ربنا أمرنا بهذا، من هو كسرى يعني؟ قال لهم: "ماذا تريدون؟ نحلق لحانا هكذا؟" فقال:
"وأما ربي فأمرني بإطلاق اللحى". "ماذا تريدون؟" قال: "والله نحن كنا قادمين إليك من شاهنشاه، يعني ملك الملوك الذي هو كسرى، عن طريق الرجل الذي لنا هناك في اليمن، اسمه باذان، يسلم عليك ويقول لك إن..." نحن يعني تأتي معنا هكذا بالسياسة، لا داعي للعنف، وسنقبض عليك ونأخذك إلى سيدنا كسرى. لا
يا شيخ، أجل سنفعل هكذا. فماذا كان رد النبي صلى الله عليه وسلم؟ نعلمه بعد الفاصل. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال رسل أرسلَ باذانُ لسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أمراً: أَرسِلْ أصحابك إلى كسرى. فقال لهم: عندما نلتقي غداً، سترون الصبر وسترون سعة الصدر. لم يُمسك بهم، ولم يقتلهم، ولم يفعل بهم أي شيء سيئ. قال لهم: حسناً، غداً إن شاء الله في الساعة المحددة تأتون إليّ هنا. فذهبوا يتجولون في إلى أن يأتي موعد الغد سنرى أن الأمر ليس بهذه الطريقة، فلنتركها ونرى ماذا سيحدث غداً. فعندما جاؤوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغد، كان ابن كسرى الذي يدعى شيرويه قد وجد الشعب قد ثار على كسرى لأن قيصر هرقل قد هزمهم هزيمة شديدة. ما هذا؟ حسناً، كسرهم يعني تحطيم. فالشعب ثائر. كيف تأتي هذه النكسة؟ كيف؟ فشيرويه قال لأبيه: كل هذا بسبب سياساتك الخاطئة التي لا تصح والتي كذا إلى آخره. وكانت المخابرات والمباحث التابعة لكسرى قد أخبرته أن ابنه يدبر لقتله، فذهب وأحضر سماً
ووضعه في وعاء وقال: أنا مقتول وكتب الحق إنه إكسير الحياة من الخارج، من يتناوله يعيش طويلًا. وقد وضعه في خزائنه، لكنه وضعه هكذا في الواجهة. من يفتح الخزينة سيجد أنه شرويه الذي أمسك بوالده وقتله ليستولي على الحكم؛ لأن والده لم يكن يُحسن إدارة البلاد والشعب كان غاضبًا. ثم جاء إلى سيدنا النبي. قال للأطفال التابعين لبازان الاثنين: "على فكرة، كسرى مات الآن، كسرى مات منذ نصف ساعة، فاذهبوا إلى بازان
وقولوا له اختفِ واجمع نفسك لأن كسرى مات وشرويه جاء مكانه". قالوا له: "إنك تقول قولاً عظيماً، أنت هكذا، من الممكن أن يأتي إليك ويحاربك". فقال لهم: "كما أقول لكم هكذا". لكن خذوا بعضكم واذهبوا قولوا للرجل الذي لديكم أن كسرى قد مات. فرجعوا إلى باذان وقالوا له إن كسرى قد مات. قال: كيف مات؟ وما هذه المصيبة التي وقعت؟ يقولون قتله ابنه. إنه يقول لنا أن ولداً اسمه شيرويه ابنه قتله واستولى على الحكم. قال: كيف يعني؟ متى مات؟ قال: عندما وصله الخبر بعد خمسة عشر يوماً أن كسرى قد مات
في نفس اليوم وأن الذي قتله هو شيرويه، وأنه استولى على الحكم، وما إلى ذلك، أسلم باذان وأصبح اسمه سيدنا باذان. يعني قبل ذلك في الرواية، ونحن عندما نروي لا تنتبه إلى أنه أسلم، بل أسلم بالفعل. أصبح باذان صحابياً. المهم أن باذان أسلم من هذا وأرسل لشيرويه وقال له: كان هناك شخص أراد أبي أن يقبض عليه، فاتركه ولا تهيجه علينا الآن. نعم، هذا رجل سياسي. صار شيرويه هذا داهية سياسية، لكن النبي - على عيني - دعا عليهم،
وحدث ما حدث لشيرويه. وبعد ذلك سيدنا صلى الله عليه وسلم، هذا الشاب شيرويه ماذا فعل؟ كسرى الجديد اتفق مع هرقل على أن يرد له الصليب الذي كان سبب الحرب وسبب الهزيمة، لأنهم كانوا منتصرين في البداية - الروم والروم وما إلى ذلك - وهرقل أحضر الصليب ووضعه في مكانه الذي كان موجوداً فيه كأثر مقدس عند... المسيحيين وأرسل شيراوي، وهذا فتح الخزينة ورأى الحق المكتوب عليه أن الذي يأخذ منه يعيش أبد الدهر. قال: "هذا جيد جداً" وذهب وأخذ منه، فمات.
فقالوا إن كسرى قتل ابنه وهو ميت، أي أن كسرى وهو ميت قتل ابنه، فجاءت أخته واستولت على الحق. فعرف النبي عليه الصلاة والسلام هكذا عائلة رافضة للإسلام متكبرة في الأرض غير راضية أن تعتدل، ودعا عليهم. فلما جاءهم وجاءه الخبر قال: "لن يفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة، لن يفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة". يعني لن يفلح من؟ فارس، لكنه لم يستطع أن يذكرها بلسانه. قام بعض الفقهاء وأخذ هذا على أي شيء إذاً
ويضعه مع حديث آخر وثالث وهكذا، ويأتي ويقول لك "ناقصات عقل ودين"، وها هي القوامة للرجل، وأيضاً "لن يفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة"، وفهموه بشكل عام، فأصبحت المرأة في تاريخنا قليلة الشأن، خاصة بعد زمن معين، يعني كانت قد أخذت مكانتها ولم يعارضها أحد. كنا منتبهين لهذا الكلام في القرون الأولى؛ المائة سنة الأولى، المائتين سنة الأولى، الثلاثمائة سنة الأولى وهكذا، ثم بدأنا نفسد الكلام. وبعد ذلك قالوا: لا، هذا حديث خاص ببنت كسرى الذي مزق الكتاب وأهان الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي أرسل اثنين للقبض عليه، أي أنه أمر سيء جداً. انظر تقارنها بالمقوقص تجد أنه لا يوجد اختلاف، فالمقوقص هذا كأنه ابن أصول وكسرى ابن
كناس، وهذا لا يصح. فقال: "لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة"، وظللنا نعامل المرأة معاملة سيئة حتى يومنا هذا، كل شخص يظن أنه يجب أن يتعالى على المرأة ليثبت رجولته، وسيدنا النبي قال... لنا شيء آخر تماماً، قال: "أنا خيركم لأهله، وخيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله". وكانت السيدة عائشة تقول: "كان في مهنة أهله، يراها تغسل فيغسل معها، ويراها تعجن فيعجن معها، ويراها تطبخ فيطبخ معها". وهكذا، إذاً هذا الحديث مهم جداً لأنه عام وليس خاصاً، يعني هذه المرأة كم هي مُهملة. ولا
بني آدم يمكن أن تتولى ويمكن أن تعمل، فالصحابة فعلوا هكذا. فسيدنا عمر ولّى الشفاء السوق، ولاّها هكذا. السيدة عائشة كانت من المجتهدين، وكذلك أم سلمة، لكن بقية أمهات المؤمنين عليهن السلام لم يكن مجتهدات، أي حسب الإمكانية والمتاح. حسناً، كم واحد مجتهد من الصحابة؟ حوالي مائة وخمسة وعشرين مائة وخمسين، حسناً، ولماذا المرأة أقل هكذا؟ هو قَدَّر هكذا، ولذلك تجد حتى يومنا هذا أن المرأة لا تكون جراحة قلب مثلاً. ليس لهذا علاقة بالدين، في العالم كله إلا واحدة اثنتين ثلاثة بالكثير أربعة، يكون الله قد أعطاها جسداً قوياً وصبراً معيناً وتركيزاً معيناً. هذه قضايا أخرى، ولكن
لابد... وبينما ندرس السيرة، نأخذ وقتاً لنرى ما الذي حدث، ونتأمل أسباب الحديث، وما الذي وقع في تلك الأوقات. نحن ما زلنا في أي سنة؟ إننا في السنة السابعة، ونتابع الرسائل. كان يرسل الرسالة مع شخص معتبر محترم، وهذا المعتبر المحترم يذهب إلى هنا وهناك، أي أن الرسل والنبي عليه الصلاة عليهم وكانت الردود مختلفة. المقوقس: "أنا لن أسلم ولكنني أحبك". كسرى قطّع الكتاب ورماه فدعا عليه. وسنرى ماذا فعل عظيم البحرين، أسلم ودخل في الإسلام. وكان دخل
في الإسلام النجاشي، وكان عمرو بن العاص يذهب دائماً إلى النجاشي، فلما وجد النجاشي قد أسلم وكذلك القساوسة عنده أسلموا، أسلم عمرو وأسلم ماذا حدث في الحبشة؟ وجاء النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً بعد الحديبية، وسنرى كيف عامله النبي صلى الله عليه وسلم. وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.