#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | إيذاء المنافقون للرسول أثناء العودة من تبوك

#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | إيذاء المنافقون للرسول أثناء العودة من تبوك - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع السيرة الشريفة المنيفة لسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نعيش سويًا هذه اللحظات، عسى أن يفتح الله علينا فتوح العارفين به، وأن يلزمنا الأدب معه، وأن يثبت الإيمان في قلوبنا، فاللهم آمين. وأن ينفعنا بالنبي المصطفى والحبيب المجتبى في
الدنيا والآخرة. في العودة من تبوك حاول المنافقون اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أعيتهم الحيل واسودت في أعينهم الدنيا من الانتصارات المتتالية لرسول الله، وعلامة الحق أن الله ينصره، ولذلك سأل هرقل أبا سفيان حال كفره قبل أن يسلم: أيزيدون؟ أم ينقصون؟ قال: بل يزيدون. انتصارات متتالية لرسول الله من أول الوحي إلى نهاية حياته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، انتصار تلو انتصار، حتى أنه لما انهزم المسلمون في أُحد لخطأ وعصيان
من الرماة، تلتها غزوة حمراء الأسد وكان فيها انتصار. دخل المشركون مكة جرياً وهم يتلفتون وراءهم هكذا. وفي حنين بدأت المعركة بحيلة عسكرية خبيثة جديدة لكن ما لبث أن لملم رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه فانتصر وأخذ كل هذه الغنائم وذهب إلى الطائف ليضرب ثقيف وهوازن وبقيت المعارك انتصاراً تلو انتصار، فمن يجلس وينهزم ثمانين سنة انهزاماً تلو انهزام كيف يكون على الحق؟ ليست
هذه. سنة الله في كونه، سنة الله في كونه أن ينصر الحق وأن يمكن له، فحتى لما مكن لهم، مكن لهم سُبحة نهار، فحسبنا الله ونعم الوكيل. هم ليسوا الإسلام، هم يحاولون أن يكونوا صورة للإسلام في المرآة، فإذا انكسرت المرآة ذهبوا ولم يذهب الإسلام، فالإسلام باقٍ إلى يوم الدين عزيز. في نفسه كثُرَ أهله حتى قالوا له: "أمِن قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟" قال: "أنتم يومئذٍ كثير، ولكن غثاءٌ كغثاء السيل، ينزع الله من
قلوب عدوكم المهابة، ويلقي في قلوبكم الوهن". قالوا: "وما الوهن يا رسول الله؟" قال: "حب الدنيا وكراهية الموت". هذا حالنا الآن، لكن لم تستطع أمة. على وجه الأرض وهم يريدون أن يستأصلونا، أرادوا ذلك الروم والفرس والتتار والصليبيون والاستعمار الحديث. أبادوا الهنود الحمر وأبادوا أهل تسمانيا وأستراليا وأبادوا أهل أفريقيا، ولم يستطيعوا أن يبيدوا المسلمين بل زادوا وزادوا ولكن النبي يحذرنا: "لا تزيدوا في الكم وتتركوا الكيف"، احذروا أن تتركوا الكيف، واحذروا أن يقع قلوبكم تعلقت
بحب الدنيا وكراهية الموت، وإياكم أن تكونوا من الخوارج الذين يحاربون ليس تحت راية لكي يفسدوا في الأرض ويشوهوا الإسلام في العالمين ويزيدوا من الفتن أبداً. فهؤلاء المنافقون الذين منهم بعد ذلك كانت الخوارج، حاولوا اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمرو بن ياسر ممسكاً بزمام يا لسعادته ومن خلفه يقود الدابة، إذا تمردت هكذا، يضربها هكذا. سيدنا حذيفة بن اليمان، أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حافظ الأسرار، كانوا يسيرون
في ممر صغير هكذا. في الممر الصغير ماذا نفعل؟ الناس سارت قبل ذلك وخرجت إلى الوادي الكبير، فهناك ممر صغير بين جبلين وهذا... أصعد على الوادي الكبير، هذا الممر الصغير بأقصى اتساعه يسع جملين، مساحته تتسع لجملين. فالجمل يسير مرتاحاً فيه، وعندما يأتي جمل آخر سيضطر للانحناء عليه مثل السيارات التي تنحني على بعضها هكذا، مما سيزعجه. الأمر يحتاج إلى مهارة لأنه حين يسير، من الممكن أن تحتك رجل الشخص الذي على هذا الشخص الذي على هذا الجمل،
اكسرها. فَفُوجِئوا وهم يسيرون بقوم متلثمين - يعني واضعين ما يُخفي وجوههم - اثني عشر شخصاً، ويريدون أن يجروا لكي يُسقِطوا النبي. فذهب سيدنا حذيفة ومعه عصا جميلة، ووضع جمل النبي على الجبل، ووقف هو، ثم وخز بالعصا أنف الناقة التي أمامه. الذي ركب عليها الملثم، قامت الناقة وأصابها الرعب
ففرت، وجرى الاثنا عشر وراءها دون أن يؤذوا النبي وهم ملثمون. لكن الحركة واضحة، أنتم قادمون، ألا تنتظرون حتى يصعد النبي؟ أتريدونه أن يسقط؟ يعني واضحة. انتهوا، وعندما صعدوا فكوا اللثام بسرعة ليختبئوا بين القوم الموجودين في الوادي الفسيح. قام سيدنا النبي فأحضر حذيفة وقال له: "يا حذيفة، أتعرف من هؤلاء؟" فقال له: "لا، فالدنيا مظلمة والأمور ضيقة، والمفاجأة جعلتني أدفع هذه الأشياء عنك فقط". وهؤلاء مسلمون أيضاً، قالوا: "يا سيدي، هؤلاء
يا سيدي هم جماعتنا، هؤلاء فلان وعلان وتركان وسلان"، وعدّوا الاثني عشر، وعدّهم الاثني عشر. كان أمين السر فيعرف كل شيء، وكان سيدنا عمر يأتي إليه قائلاً: "يا حذيفة، أأنا منافق أم لست منافقاً؟" خائفاً على نفسه، يا له من رجل! فيقول له: "لا، لا، بينك وبين الفتنة باب"، أي أن الفتنة ستأتي بعدك عندما تموت، لكن أنت بينك وبين الفتنة باب. فسأل: "أيُكسر أم بل سيُكسر أي سيُقتل، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاثنا عشر هؤلاء موجودة أسماؤهم
في الكتب. اسألوا عنهم الشيخ محمد وسوف يُخرجهم لكم فوراً، فهم موجودون. وقد اختلفوا فيهم لأننا لا نعرف بالضبط، فاتهموا بعض الرواة منهم، من الاثني عشر، أي شخص يكون قد روى حديثاً عن... رسول الله ليس منافقاً، فأي شخص لو قرأت في كتاب أنه الاثنا عشر كانوا فلاناً وعلاناً وتركاناً، وعدّ منهم راوياً، اشطبوه فهو مخطئ. ما الحجة في أن هذا راوٍ لا يمكن أن يكون منافقاً والبقية لم يرووا؟ حسناً، هناك اثنا عشر لم يرووا شيئاً، فهذا قال شيئاً وذاك قال شيئاً قال شيئاً يمكن
أن يكون منهم اثنا عشر مراوغاً أو فيه اثنا عشر مراوغاً. سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال: "لا، خلاص، هذه نهاية المنافقين"، لماذا؟ للتصرف العنيف. وذلك لأن الخوارج ما الفرق بينهم وبين أهل السنة؟ من ضمنها العنف، فالخارجي تجده عنيفاً جداً، والتكفير، والرأي الواحد، هكذا هم طوال هكذا منذ أن ظهروا أيام سيدنا علي سنة سبعة وثلاثين، سبعة وثلاثين هجرية عندما حدث التحكيم بينه وبين معاوية في صفين. ظهرت الخوارج وقالوا له: من قال لك أن تُحكِّم؟ قال لهم: ربنا في الكتاب قال نُحكِّم، فإذا كنا في الحج نُحكِّم لو أخطأ أحد واصطاد، فليأتِ بحَكَم. يُحكم به ذوو
عدل منه، إذا كانت الزوجة عندما تختلف مع زوجها نأتي لهما بحَكَم، فحَكَم من أهله وحَكَم من أهلها، إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما. ما في حُكم، فقالوا: والله كلامك مقنع لكننا غير مقتنعين. رجع لما ذهب وجادلهم السيد علي وجادلهم ابن عباس، رجع الألفان. من حرورياء هذه حرًا وراء حرًا وراء لكن حروري اختصارًا هكذا لا يأتون بها على الأصل بل يختصرونها في النسب. ففي سنة سبع وثلاثين ظهرت الخوارج هذه وقاتلوا عليًا، يقاتلون
باب مدينة العلم، يقاتلون أبا أهل البيت، يقاتلونه الفسقة الفجرة، حتى قال النبي لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"، وقال: "الحق مع بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فالخوارج من أصل المنافقين، وقد حاول المنافقون أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راجع. والخوارج
محكوم عليهم بالإسلام، فلما سُئل علي: "أكفار هم؟" قال: "من الكفر فروا". وهكذا حدث. عندما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الغنائم، فقام رجل ناتئ الجبينين غائر العينين وقال: "أرى قسمة غير عادلة، أرى قسمة غير عادلة لا يُراد بها وجه الله". كان أبو بكر جالساً وعمر جالساً والدم يغلي في عروقهما من هذا الرجل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "ويلك". مَن يعدلُ إذا لم أعدل؟ أيأتمنني
الله على الوحي من فوق سبعة أرقُع ولا تأتمنونني في ناقة وجمل؟ فذهب ذلك الرجل، فقال: سيخرج من ذرية هذا قومٌ يُحسنون القول ويُسيئون الفعل، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية. طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم. فلما سمع... أبو بكر وعمر هذا قاموا ليقتلوا الرجل فوجدوه يصلي، أما في الرواية الثانية قال: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم"، فوجدوه يصلي. انظر إلى فقه أبي بكر وعمر، فاستعظموا قتله لأنه يصلي. خلاصة
الأمر لكي تعرفوا ماذا يفعل المفسدون في الأرض هؤلاء، الذين يفجرون الكهرباء والذين يفجرون الطرقات. والذي الله، أنت تضع الأذى في طريق المسلمين، وبهذا ستقتل أي شخص. قال: إنكم جميعاً كفار، نعم لدينا فيهم برهان من الله ورسوله. فوجدوه يصلي، هذا الخارجي، فلم يقتلوه ورجعوا إلى رسول الله، قالوا له: لماذا لا تقتله يا رسول الله؟ هلا تحضره رسمياً وتضعه في... القضاء يحكم عليه بالإعدام وتصبح إعدامًا رسميًا، فقال: "لعله يصلي". انظر إلى المعجزة، أي عندما رآهم
ذهبوا وجاؤوا، قال: "لعله يصلي". حسنًا، لنفترض أنه كان يصلي، ماذا نعتبر هذا؟ أهي معصية في وضح النهار؟ إنه يعلمنا أننا إذا حاولوا اغتياله، فقرر إنهاء النفاق. خلاص، عهد النفاق انتهى ورجع إلى المدينة. فوجد فيها أموراً منها مسجد ضرار الذي أنشأه المنافقون فهدمه وأزاله، إذ لا مهادنة مع النفاق. وفي هذه السنة توفيت أم كلثوم زوجة عثمان وابنة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال: يا عثمان لو كانت عندي الثالثة لزوجتكها. وسُمي عثمان في هذه السنة بذي النورين نور السيدة رقية ونور. السيدة أم كلثوم رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وفي هذه السنة توفي عبد الله بن أبي بن سلول. وكان قد أرسل إلى النبي قائلاً: "أرسل لي شملتك (عباءتك) حتى أُكفن فيها"، فأرسل له النبي شملته لكبير المنافقين. ولما جاء
صلى عليه النبي، وحاول عمر أن يحتجز ويحيط هكذا كان. سيدنا عمر كان طويلاً يبلغ مترين وثمانين سنتيمتراً، فأراد أن يحيط بالنبي هكذا قائلاً: "والله لا تصلي"، يقول لسيدنا: "لا تصلِّ على هذا الرجل المنافق"، فنزل قول الله تعالى مؤيداً عمر: "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره". انتهى الأمر، كانت مفاصلة مع النفاق في سنة النفاق بإخراج المنافقين من المسجد ووصفهم بوصفهم الصحيح أنهم من الخوارج وأنهم من
نسلهم. سيكون البلاء الذي نشاهده جميعه هذا لو أُذِنَ لأحدهم أن يكشف عن أنسابهم لوجدوهم من ذرية هذا، خارجاً من تحت رأس هذا الرجل قليل الأدب، وأصبح الكلام واضحاً وأصبحنا فسطاطين: فسطاط مع النبي الذي فيه الحياة والجمال والحلاوة والصلاة والعبادة، وفسطاط آخر منشغل بالكذب وبالسلطة وبالسعي إلى الكراسي وبقتل المسلمين. منذ أن علمنا النبي أنه يوجد جمهور من المسلمين
يسيرون في الحياة بذكر الله، والآخر كل ما في عقله أنه يصنع مكيدة للدولة وأنه يريد أن يأخذ. الكرسي من ابتداءً من عبد الله بن أبي ابن سلول كان يريد أن يأخذ الكرسي أيضاً وكانوا يصنعون له تاجاً ليصبح ملك المدينة. والمسألة واحدة وواضحة، وعلى فكرة، عبد الله بن أبي ابن أبي ابن سلول هذا كان يصلي وكان يصوم، لكن له وجهة نظر أخرى، فعقله يعمل بطريقة مختلفة. ثانياً، ليست هي الطريقة الربانية النبوية المرضي عنها، بل هذه
طريقة أخرى تماماً، إنما من الخارج رخام ومن الداخل سخام، من الظاهر مسلم، وأرسل لي شملتي. انظر، يقولون: أرسل لي عباءتك لأموت فيها. حسناً، ومن أين يأتي هذا؟ إنه يأتي من حب الزعامة، وليس من... حب السيد المصطفى؟ قد دُفِنت! ما أنت خلاص ذهبت إلى جهنم في الدرك الأسفل. أنت تعتقد طبعاً أن هذه الأمور ستخفف عنه وهي وحدها هكذا. ما هي إلا أنوار في أنوار، ولكن هل ينفعه هذا عند الله؟ "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر مرةً قال: "والله لو
أعلم أنه يُغفر لهم فوق السبعين لاستغفرتُ له"، لأنه رحيمٌ هو سبحانه وتعالى، أعطاه الرحمة للعالمين. ربنا الرحمن أنزل عليه آثار الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". فلما حاول المنافقون اغتياله صلى الله عليه وسلم في الطريق أثناء العودة، قرر من حينئذٍ انتهاء دولة النفاق. وكشف أحوالهم أمام العامة وفتح أحوال من سيليهم إلى يوم الدين من الخوارج الذين يقتلون المسلمين ويفسدون في الأرض تحت دعوة الإسلام، أي أن نفس الدعوة هي تحت دعوة الإسلام، وخرج فعلاً سبعة وثلاثون من
الخوارج، وظل الخوارج يقاتلون المسلمين وتقاتلهم الدولة المسلمة إلى أن جاء المهلب بن أبي اثنتا عشرة سنة وكلما قُتل منهم وأُبيدوا، يظهرون مرة أخرى بالفكر المنتشر. هناك شيء يُسمى الفكر المنتشر عبر الإنترنت، ينتشر بين الناس، وكل فترة يظهر شخص محب للزعامة يتبناه. لقد انتهى منهم في سنة أربع وثمانين، أي قبل سبعة وثلاثين عاماً من أربعة وثمانين، كم يكون؟ ستة وأربعون عاماً قضيناها ستة وأربعين سنة فانقسموا أقساماً كثيرة. على كل حال، للحديث بقية. أستودعكم
الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.