#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | السنة العاشرة للهجرة وتفاصيل حجة الوداع للرسول

#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | السنة العاشرة للهجرة وتفاصيل حجة الوداع للرسول - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة المصطفى والحبيب المجتبى أهل الوفاء والصفاء والتقوى والنقاء والعفاف والغنى، مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الوحيين وصخرة
الكونين، نعيش هذه اللحظات عسى أن نلتمس منه ومن سيرته. الشريفة المنيفة دروساً نعيش بها ونتأدب بها مع الله سبحانه وتعالى، وقد وصلنا في سرد السيرة إلى السنة العاشرة، استمرت الوفود وما سجّل منها المسلمون سبعون وفداً جاءت وأسلم أكثرها مصداقاً لقوله تعالى: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً". ولما
تمت السنة العاشرة بدأت الوفود في التناقص، وتكلمنا على... أنه قد جاءه صلى الله عليه وآله وسلم من كل صوب حتى تحدثنا عن من جاءه من الصين وعن من جاءه من أوروبا من المجر وعن من جاءه من الجنوب ومن الشمال ومن الشرق ومن الغرب وكل ذلك بعد موقعة تبوك التي نصر الله سبحانه وتعالى فيها رسوله ونصر المسلمين. والإسلام إلى يوم الدين من غير قتال، دخل الناس في دين الله أفواجاً، وتم فتح مكة في السنة الثامنة، ونحن الآن
في العاشرة. وجلس النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الديانة ويعلمهم الحياة، فمكث في المدينة هذه المدة، والنبي لما انتقل إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم. كان قد تزوج إحدى عشرة امرأة وتزوج زوجتين ولم يدخل بهما، فيكون المجموع أربعة عشر. وتسرى بسريتين، فيصبح المجموع ستة عشر، وقيل سبعة عشر. قيل ستة عشر وقيل سبعة
عشر. اثنتان لم يدخل بهما، أي طلقهما بعد عقد الكتاب، فذهبتا إلى أهليهما دون حدوث دخول. وهل تُعد هؤلاء من أمهات لا تُعد من أمهات المؤمنين وإن كان لها شرف أن اختارها النبي صلى الله عليه وسلم، فيبقى لدينا كم؟ إحدى عشرة، اثنتان لم يدخل بهما، وهناك إحدى عشرة دخل بهن، ومن الإحدى عشرة اللاتي دخل بهن، توفيت اثنتان في حياته: السيدة خديجة عليها السلام أم أهل البيت وهو لم يتزوج وهي
صاحبة أسرته، ولمّا رزقه الله سبحانه وتعالى من مارية، وكانت جارية، بسيدنا إبراهيم الذي مات صغيراً، والسيدة زينب المخزومية أيضاً ماتت في حياته. إذاً فالنبي رأى من الوفاة من الأحبة كثيراً، شاهد أبناءه الذكور كلهم يموتون، والسيدة خديجة والسيدة زينب المخزومية ماتتا في حياته، ومات هو عن تسعٍ من الذين هم بقية الأحد عشر والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
توفيت زينب الكبرى ابنته ورقية وأم كلثوم ولم تبق إلا فاطمة وبشرها أنها أسرع أهله لحاقاً به فماتت بعد ستة أشهر. يعني السيدة فاطمة كانت تعلم أنها ستموت في إثر النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبرها بخبر وفاته. بكت فأنبأها بأنها أسرع الناس لحاقاً به، ففرحت وضحكت. فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: "ما رأيت ضحكاً في أثر بكاء أسرع من اليوم، بكيتِ وضحكتِ، ماذا قال لك رسول الله؟" قالت: "ما كنت لأفشي ما قال رسول الله، لا أفشي سره".
فلما انتقل إلى الرفيق الأعلى أخبرتها وقد. كان وفعلاً انتقلت السيدة فاطمة عليها السلام إلى الرفيق الأعلى بعد ستة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة تهيأ للحج وهي الحجة الوحيدة التي حجها. يبقى عندما يسألونكم في الفوازير التي تُعرض في رمضان: كم حجة حج؟ الجواب: حجة الوداع طيب، واعتمر أربع عمرات، إذن تحلّ على الفور هكذا. ها، حج حجة واحدة، وحجة النبي صلى الله عليه وسلم رواها بالتفصيل جابر
بن عبد الله، فأصبحت الرواية مشهورة: رواية جابر في حجة الوداع. وألّف فيها المسلمون المؤلفات على حديث جابر. خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم... مِنَ المدينةِ قاصدًا الحجَّ فأحرمَ فيما يُسمَّى الآنَ بآبارِ عليٍّ، لكنْ بعدَها بقليلٍ، يعني آبارُ عليٍّ هذه ما هي؟ صنعوا فيها شيئًا يُسمَّى التمكينَ، يأتونَ عندَ الحدِّ ويتقدَّمونَ قليلًا هكذا، أي قبلَها، لكي نضمنَ أنَّنا أحرمنا قبلَ الميقاتِ، لكنَّهُ تجاوزَهُ بشيءٍ بسيطٍ، فالنبيُّ
صلَّى اللهُ عليهِ. وسلم، نحن هذا المكان ما اسمه؟ ذو الحليفة، والآخر الخاص بالمصريين ما اسمه؟ الجحفة. هذه هي رابغ التي على البحر. فعندما تأتي سفينة المصريين، تكون ذو الحليفة بعيدة عن مكة ثلاث مراحل، لكن الجحفة بعيدة عن مكة مرحلة واحدة فقط، فعندما ستسير بالحافلة لكي تشاهد المناظر كلها. ستصل إلى أبيار علي ثم ذي الحليفة القريبة منها، وبعدها تستمر سائراً
لمدة ساعتين أو ثلاث حتى تصل إلى الجحفة. هذه الجحفة تقع قبل رابغ بقليل. كان المصريون يحرمون بالإحرام من رابغ، لكن من رابغ إلى مكة تعتبر مرحلة واحدة فقط، مرحلة واحدة في المسافة. أما من ذي الحليفة إلى كانت المرحلة تستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام بسير الإبل، أي من المدينة إلى مكة تستغرق ستة أيام، كل مرحلة يومين. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ولبس الإحرام، وإحرام الرجال هو أن يتجردوا من ملابسهم
ويلبسوا إزاراً ورداءً، ووضعت عائشة له الطيب في جسده الشريف، هذا الخلوق الطيب كان انعكاس في الضوء فكانت ترى انعكاس الضوء من الآية من الدهن والطيب الذي بقي. توضأ، صلى ركعتي الإحرام وهو الذي لبس الإحرام "لبيك اللهم بعمرة قارناً بالحج"، فيكون قد لبى بماذا؟ بالقِران. بعد الفاصل نرى ماذا كان منذ البداية إلى النهاية. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، الحج على ثلاثة أنحاء: إما أن تلبي مفرداً "لبيك اللهم بحج"، وإما أن تلبي متمتعاً "لبيك اللهم بعمرة متمتعاً بها إلى الحج"، العمرة وحدها والحج وحده، وإما أن تلبي قارناً "لبيك اللهم بعمرة مقترنة بالحج". فرسول الله صلى الله عليه وسلم اختار الأولى هذه. الأخيرة هذه التي هي آخر واحدة التي هي العمرة المقترنة بالحج، وعلى ذلك فسوف يذهب ليطوف بالبيت ويسعى ويتم بذلك عمرته وسعي حجه،
ولا يخرج من إحرامه حتى يأتي وقت الحج فيحج بنفس الإحرام، إذ ما زال محرماً. أما المتمتع فيذهب ليؤدي عمرة ثم بعد ذلك يحل ويعيش حياته ويلبس. ملابسه ويعيش تماماً كأنه في الحلم، ثم بعد ذلك في يوم الحج يُحرم مرة أخرى من المكان الذي هو فيه (الفندق) ويذهب ليحج. المعتمر سيقوم بسعيين: سعي للعمرة وانتهينا منها، وسعي للحج الذي سيكون بعد طواف الإفاضة. أما القارن فسيقوم بسعي واحد، حيث سيطوف ويسعى للعمرة ثم يطوف. طواف القدوم انتهى، وهو
الركن. أما المُفرد فيأتي مُحرماً ويظل محرماً ويطوف ويسعى ويؤدي حجه، وبعد ذلك يطوف. نعم، في الإفاضة هذا لازم. إذاً ما الذي فعلوه أولاً؟ طواف القدوم. لا يجري شيئاً، هل يسعى مرة أخرى؟ قالوا: لا، لأنه سعى في المرة الأولى عندما جاء. افترض... لم ينجح في المرة الأولى، فليسعَ في الطواف والسعي مرة واحدة فقط. السعي إما أن تضعه هنا أو تضعه هنا. أراد سيدنا أن يهدي مائة من الإبل، مائة من الإبل، مائة من الإبل. هذا يعني أنها
شيء ضخم جداً وغالٍ عنده. كم كان عنده؟ كان لديه ستة وثلاثون، فأخذها معه بعث سيدنا علي إلى اليمن وقال له: أحضر لي من اليمن الباقية أربعة وستين ليصبحوا مائة. قال سيدنا علي: حسناً، وبعد ذلك، أنا الآن سأذهب إلى اليمن، وعندما أعود من اليمن يجب أن أُحرم لكي ألحق بهم في الحج. من أين يُحرم إذاً؟ من يلملم، وهو مكان اسمه يلملم الذي والسلام قادم من الأعلى ومعه المسلمون، وسيدنا علي قادم من الأسفل يسوق هدية رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البقية التي له
لكي يتموا معاً المائة. أحرم من يلبّي، فلما جاء سيدنا علي ليحرم، أراد أن يحرم مثل سيدنا زينب، قال: ما هذا؟ الله! وهذا يأتي في ثلاثة أشكال: ومتمتع هو ماذا فعل؟ أنا لا أعرف، هل لا توجد هواتف؟ حينئذ قال: "اللهم إني أحرمت إليك بما أحرم به رسول الله". انظر ماذا فعل، أنا مثله متمتع، ولذلك أجاز العلماء هكذا أن التابع يُحرم بإحرام المتبوع. قائد جيش ومعه جنوده وهم لا
يعرفون ماذا فعل القائد، قالوا... خلاصة القول أحرمنا بما أحرم به القائد، كما يقول القائد مثلاً، فيكون جائزاً، ولا مانع من ذلك. أحرمت بما أحرم به فلان، يجوز. قد يبقى هذا محرماً وقتاً طويلاً، ستة أو سبعة أيام، ومع السفر نكون في نعمة أن نحرم في الطائرة أو نحرم في المطار ثم نركب ونذهب. هذا دلال بقى، الذي أوصلني إلى المطار قبل أن يعود إلى البيت، أكون أنا قد وصلت إلى جدة. يعني
ساعتين فقط، بينما استغرقوا ستة أو سبعة أيام وهم يسيرون إما على الإبل أو على الخيل أو يمشون على أقدامهم. مجهود ضخم، ولذلك كان الناس الذين يحجون مرة واحدة محظوظين، وكان الحاج فلان لها قيمة لأنه بذل فيها الغالي والرخيص، وعندما أرادوا أن يمدحوا هارون الرشيد قالوا: كان يجاهد عاماً ويحج عاماً. هارون الرشيد الذي جعلوه محباً للنساء والغناء والترف، أصبحت كلمة "هارون الرشيد" في الأذهان هكذا. لكن هذا الرجل لم يكن كذلك، بل
كان يحج عاماً ويجاهد. ماذا يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قالت له السيدة عائشة: "يا رسول الله، حُرمنا الجهاد، فنحن لا نخرج في كل معركة، والجهاد هذا فضله كبير"؟ قال: "الحج جهادكن"، حجة واحدة، حجة جيدة. إذاً فنحن في نعمة كبيرة تستوجب منا الشكر ومزيد الخضوع ومزيد. الالتزام في الحج: الحج ليس رحلة سياحية، الحج رحلة عبادة. فما كان ينبغي علينا بعد كل هذه التيسيرات إلا الشكر
والحمد لله وضبط النفس. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". يبقى لابد من وجود مشقة، فإن الأجر على قدر المشقة. أولياء الله الحج والعلم والولاية تيسرت إذا تقارب الزمان ساعتين. أذهب لأحج ومن الممكن جداً بالمواصلات وما إلى ذلك، ننتهي سريعاً فتجدني هنا في نفس اليوم الذي رميت فيه. فهذا أمر
يُعد منة ورحمة تستوجب الشكر وتستوجب الصبر وتستوجب مزيد الإخلاص. يتيسر الحج ويتيسر العلم. في الماضي كنا نمسك الكتاب ونكتبه كلمة فيأخذ وقتاً ويجعلك تتعب وذهني يتعب، لكن كان فيه علم يا أخي لأن هذا النقل يُعلمني أيضاً. مرة الشيخ خالد الأزهري، هذا الشيخ خالد الأزهري كان يعمل في الأزهر وأصبح إماماً كبيراً من أئمة النحو مثل سيبويه هكذا. فالإمام خالد الأزهري يعمل ماذا؟ مشعل ماذا؟ ما هذا أي أنه يُحضر القناديل التي
تعمل بالزيت وليس بالكهرباء كما هي الآن، ويضع فيها زيتاً لماذا؟ لتضيء للطالب. فوقعت قطرتان من الزيت على كتاب الولد الطالب، فقال له الولد: إنك جاهل، فلو كنت تعلم المجهود الذي بذلته حتى أنجزت هذه الصفحة، ما كنت فعلت ذلك. قال له: أنا آسف. فردّ عليه: كلمة آسف هذه تُصرفها في أي مكان لا يوجد فيه اعتذار، إنما أنت نظرت إلى الكتاب. فقال له: حسناً، كم كان يأخذ؟ كان يأخذ في الشهر ستة دراهم والطالب درهمين، فذهب وغيّر اسمه. عنده ستة وثلاثون سنة ولا يعرف ما هي الرؤية هكذا من
طالب في وقفية المسجد: لماذا؟ هذا سيُضيّع عليك أربعة سياقات وأربعة دراهم. قال: أنا أريد أن أتعلم، أنا أريد أن أتعلم. وفعلاً أصبح فضيلة الإمام خالد الأزهري صاحب الحاشية التي تُدرّس إلى الآن في الأزهر الشريف. نلقاكم بعد ذلك حتى نرى كيف يُسّر الحج وكيف يُسّر العلم وكيف تُيسّر الولاية. إلى لقاء آخر، السلام عليكم ورحمة الله