#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | بداية السنة الثامنة من الهجرة

#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | بداية السنة الثامنة من الهجرة - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات، عسى أن تتنزل علينا السكينة، لأن بذكره صلى الله عليه وسلم يهتز الملأ الأعلى وتتنزل
السكينة من عند ربنا والرحمات وبذكره. تتنزل البركات فهو الذي بيننا وبين الله وهو بابنا إليه سبحانه وتعالى، فاللهم شفعه فينا يوم القيامة وعلمنا الأدب معه واسلك بنا الطريق إليك به صلى الله عليه وآله وسلم. دخلنا في السنة الثامنة، تكلمنا قبل ذلك في ذي القعدة من السابعة، ذهب المسلمون لعمرة القضاء وتكلمنا فيها ثم في... أواخر السنة السابعة والثامنة ذهبوا إلى مؤتة وبعد ذلك حدثت غزوات
منها غزوة ذات السلاسل أو السلاسل بالضبط والفتح السلاسل أو السلاسل ولكن ما حدث في السنة الثامنة فكان له أثر في المسلمين إلى يوم الدين هو فتح مكة وعرفنا ما كان في الحديبية وأن سهيل بن عمرو قد معاهدة بين المشركين وبين النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الوثيقة أن من انحاز إلى النبي محمد فهو معه كفريق واحد أسلم أو لم يسلم وأن
من انحاز إلى قريش فإنه معها في فريق واحد. بنو بكر انحازت إلى قريش وخزاعة انحازت إلى محمد صلى الله عليه. وآله وسلم، وكان بينهما ثأر قديم، وجاء شخص اسمه نوفل بن معاوية، ونوفل بن معاوية هذا من بني بكر، لكن يبدو أنه شاب عنده شيء من التهور. فنوفل بن معاوية اعتدى على أهل خزاعة هؤلاء وجرهم إلى الحرم، فلما
دخلوا الحرم قال لأصحابه: "اقتلوهم، نقتلهم في الحرم" والعرب يستعظمون القتال. في الحرم، يا إلهي! يا إلهي! أنت نسيت أن ربنا قال: "لا إله إلا الله". اليوم انظر إلى العمى وهذا عندما يُلبِس الأمر على الناس: "لا إله اليوم". أنتم تسرقون في الحرم وترتكبون فيه الموبقات، أفلا تأخذون بثأركم لكي تكون لكم عزة؟ هكذا يتكلم بالمنطق، ولكنه منطق معوج، منطق لا إله يعني ضَلَّ يعني تاه إذا تنكر وتُزيل الله من الدنيا الحكاية ستضيع
منك. هذا الذي يملأ الدنيا هو الله. دعك الآن من الله، هكذا، ستصبح سوداء ليس لها داعٍ المهم هذا الشاب ابن معاوية هو من بني بكر، أخطأ هذا الخطأ وقتل واحداً من وجهاء مكة خزاعياً اسمه بُدَيل بن وَرْقاء والآخر اسمه سالم سلم. ذهب عمرو مسرعاً في الليل إلى النبي: "الغوث الغوث يا محمد، ضربونا وقتلونا." "أين؟" قال: "في مكة". "في مكة؟ كيف؟ غير معقول! هل تجاهلت قريش إلى هذا الحد؟ غير معقول، كلامٌ غير متزن.
كيف هذا؟ إنها مصيبة كبيرة"، ودخل بديل بن ورقاء وبديل بن ورقاء له وجاهته ومكانته المرموقة. فعندما دخل بديل حكى للنبي ما حدث بالتفصيل، وقال: "نصرناكم، خلاص انتهى الأمر، نصرناكم". رجع بديل إلى مكة وابن سالم إلى مكة. من الذي عرف القصة؟ أبو سفيان زعيم مكة، فقال: "يا للخبر السيئ، هذا هكذا". إذاً ضعنا، نحن المخطئون، ماذا نفعل؟ قالوا
له: ماذا نفعل؟ قال: لا أعرف ماذا نفعل، سأذهب إلى محمد وأرى، أقول له سامحنا في هذا الأمر، وأطلب منه أن يمد لنا الأجل. حسناً، موافق. فسافر أبو سفيان إلى قابل قبل من في الطريق وهو عائد؟ بديل بن ورقاء قال له: "هل كنت في المدينة". قال له: "لا، لم أكن في المدينة". انتبه، فهو قد عرف أن النبي سينتصر وسيأتي لفتح مكة. قال له: "إذاً لماذا أنت قادم من هذه الناحية؟". قال له: "أنا قادم من البحر". قال له: إياك أن تكون قد ذهبت إلى المدينة". قال: لماذا إلى المدينة
ثم مضى قال: عندما أرى روث البعير، سأعرف ما علفه. إن علف المدينة هو النوى، نوى التمر. فأمسك بروثة البعير وفركها هكذا، فخرجت نواة في يده. فقال: والله لقد كان عند محمد! أصبح وضعه سيئاً الآن، فقد أُبلِغ محمد بالقصة. فدخل أبو أبو سفيان المدينة، ومن هو أبو سفيان؟ هو أبو السيدة أم المؤمنين عليها السلام أم حبيبة. أسلمت وهاجرت إلى الحبشة وهكذا إلى آخره وكانت متزوجة عبيد الله بن جحش بن
جحش، فتحول إلى النصرانية، فجاءت هي وتركته طالما تنصَّر ثم رجعت إلى الإسلام وتزوجها رسول الله. فعندما دخل أبو سفيان، فطوت قطعة فراش هكذا هو، لتضعها كالمرتبة لكنها ليست جيدة بما يكفي، يعني مرتبة غير مرتبة جيداً، فقال لها: "هل تطوينها لأنها لا تليق بمقامي؟ فهو ملك مكة. أم أنك تطوينها لأنك تستكثرينها عليّ؟ والله لا أدري أتطوينها لي أم تطوينها عني
عني". فقالت له: "لا، هذا فراش رسول الله وأنت مشرك نجس يعني أطويها عنك فلا تلمسها. قال: لقد تغيرت من بعدي، أربيتك على هذا. قالت له: هكذا ما يحدث ماذا تريد؟ قال لها: توسطي لنا عند النبي، عند محمد، فهو لم يؤمن بنبوته، وقولي له أن يسامحنا وأننا كذا وكذا. قالت له: "لا، لن أتوسط. بصراحة ووضوح أنها لن تتشفع" قال جزاك الله جزاك
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام خيرًا. سلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه". خرج أبو سفيان من عند أم حبيبة عليها السلام فذهب إلى النبي. قال لماذا أتشفع الناس سأذهب له مباشرةً ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه، سكت تماماً ولا كلمة. قال له: "نحن مخطئون". لم يُجب. قال له: "حسناً، كنا نريد أن سنتين أخرى"
أخرى". لم يرد عليه. قال له: "نحن الآن فقط لا نريد أن نتشاجر ولا نحارب ولا نفعل شيئاً". لم يرد عليه، فخرج إلى أبي بكر وقال له: نحن في شدة وفي أزمة، فكلِّم محمداً حتى نزيل هذه الأزمة ونحلها. قال له: لا أكلمه، وانصرف من أمامه. فذهب إلى عمر فقال له مثل ما قال أبو بكر. فذهب إلى علي وفاطمة في البيت والحسن يلعب ذاهباً وآتياً هكذا، فهو مرة في حِجر أبيه ومرة في حِجر أمه عليها. السلام سيدنا الحسن. أبو
سفيان وهو يروي يقول: وجدت أبا بكر لا خير فيه، غير راضٍ أن يعطيني خيراً ولا شيئاً، ووجدت عمر أعدى الأعداء، وما وجدت أرق من علي. فعلي جلس وقال له: ماذا تريد؟ قال له: أنا أريد أن أحل المشكلة. قال له: المشكلة لن تُحل. قال له: قال له: "لا أعرف، هذا النبي عليه الصلاة والسلام قد قرر قراراً ولا أحد منا يستطيع أن يكلمه، ولا أحد منا يعرف كيف يراجعه أو يغير رأيه سيدنا النبي قال وانتهى الأمر". فقال له:
"حسناً يا فاطمة، هلا تكلمين أباك؟" قالت: "لا يجير أحد على النبي، لا يجير أحد أأجيره أنا! لا ليس لي تدخل. قال أولاً: جعلتُ ابنك هذا يُجير بين الناس فيكون سيداً للعرب إلى يوم الدين. قالت: ابني لا يُجير أحداً. عرف أن الكل مغلق. قال له: يا علي، انصحني. قال له: أنت سيد بني كنانة، سيد قريش، فاخرج هكذا قُم في الناس
وأعلن أني أجرتُ الناس. ما معنى أجرتُ الناس؟ يعني أنكم جميعاً في ذمتي. قال له: يعني جميعكم في ذمتي. أتعرف ما معنى أن جميعكم في ذمتي؟ هذا يعني أنه سيحمي المسلمين وسيحمي المشركين وسيحمي كل الناس. قال له: يعني أجرتُ الناس، هل يُغني هذا عني شيئاً؟ يعني... سيوافقون يعني أنك آجرت الناس معناه أن أصبح الأمر بيدي، يعني خلاص كلكم في الجوار، وأي شخص سيخطئ عليّ أنا، أي شخص سيخطئ، كما هو الحال في الجوار، أي شخص سيخطئ أنا أتحمله أنا. حسناً نعم،
أنت تفعل ذلك لشخص واحد فقط لكي تستطيع أن تدفع الدية، تدفع كذا، لكن هكذا لكل الناس، فهل يُغني عني هذا شيئاً؟ قال: والله لا أظن أنه يُغني عنك شيئاً. سيدنا علي لم يكذب عليه، قال له: افعل هكذا فقط. هذا هو الذي أراه، لكن هل سينفع هذا؟ أرى أنه حتى هذا لن ينفع. قال: حسناً. فخرج وقال: أجرت الناس يا محمد إني... أجرتُ الناس. ذهب إلى النبي، ووقف في المسجد وقال: "إني أجرتُ الناس". كان ذلك حتى لا يَخجل، فهو ملك، قال: "إني أجرتُ الناس ولا أرى من يُخفرني" يعني أنني لا
أرى أحداً سيرفض مني هكذا، وستُعظّمونني أيضاً. ها هو يريد أن يعيب الآن، وبعد قليل سيبكي. أرى من يغفر لي كلمة عبارة معناها بالعربية أنه يعني أنكم لن تفشلوني أي أنكم ستقبلون مني هذه الحكاية يا محمد، أنني استأجرت الناس وذهب إلى الحجرة النبوية هكذا وصاح قليلاً حتى يسمعه النبي، وهو يرى النبي في الحجرة ظناً منه أنه سمعه، وركب دابته ومضى، فلما عاد ليلاً. دخلَ مكة وذهبَ إلى هند زوجته، هند بنت عتبة،
وبعد ذلك قالت له: "ماذا فعلتَ يا رجل؟ أراك هكذا منكمشاً". قال لها: "في الصباح". فقالت له: "الصباح؟! والناس الذين ينتظرونك خارجاً، هل سيجلسون حتى الصباح؟ وهناك فزع في مكة وشيء ما، ماذا فعلتَ؟" هم جالسون هكذا في المجلس وهند ما لم أُسلِم في ذلك الوقت، لكن كانت شخصيتها قوية. هذه هند، ماذا فعلت؟ قال: ذهبتُ إلى محمد فلم يُجبني، ذهبتُ إلى أبي بكر فلم يُجبني، ذهبتُ إلى عمر فوجدته أشد الأعداء، ذهبتُ
إلى علي فوجدته رقيقاً معي وقلت: لقد أدركته. وحكى لها القصة، فقالت له: حسناً وبعدين؟ إياك أن تكون وقلت أجرته، قالت له: "والله خربتك"، وضربته برجليها في بطنه. هند كانت زوجها جالساً أمامها هكذا، فذهبت وضربته برجليها في بطنه، وقالت له: "ضيعتنا وضيعت مكة، واذهب وقل للناس هكذا". قال: "لا، قولي لي فقط إذا كانت هند بنت أبي عتبة، بنت عتبة زوجتي، ضربتني في بطني برجليها"، يعني ضربته. ركلت بقدمي هكذا، وتألمت. إذا كانت ضربتني، فماذا سيفعل بي أولئك الذين في الخارج؟ خرج وحكى لهم القصة، طبعاً بطريقة تجنّبه الضرب، فقال: "قمت وقلت:
أجرت الناس، أجرت الناس، وأجازك محمد". فرد عليك محمد وقال لك: "جوارك محفوظ يا أبا سفيان" مثلاً. قال: "لا، لم يقل". قالوا: "حسناً". ما هو الجوار لا يصلح، فهو ما نسميه الآن في القانون الإرادة المنفردة وليس عقداً. هذه إرادة منفردة. أبو سفيان يقول: "أنا أجرت الناس"، والطرف الثاني لا يقول له: "نعم، أنا قبلت أن تجير الناس". لو كان كذلك لكان هناك اتفاق في عقد، لكن عندما يكون هناك سكوت فقد انتهى فيكون قد قالوا له: "لقد ضيعتنا وضيعت أحوالنا يا أبا سفيان. أنت تعلم ماذا كنا نقول عنك بالأمس عندما تأخرت". قال: "ماذا كنتم تقولون عني؟" قالوا: "إنك
أسلمت، إنك أسلمت، يبدو أنك أسلمت". قال لهم: "لا، أنا لم أُسلم". قالوا له: "حسناً، نحن نرى أنك ضيعتنا". بهذه القصة ننتقل إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك جمع رسول الله أهل المدينة وقال لهم: "يا إخواننا، نحن ذاهبون إلى مكة وسنفتحها، ولا أريد أحداً منكم أن ينقل هذا الخبر لأي شخص حتى نذهب إلى مكة وهم غير منتبهين". كان النبي عندما يريد تقليل الدماء يُغير القوم وهم غافلون يعني ليسوا منتبهين، لكن يا فتى أنت وهو فقط اصمت وليصمت الناس ويهدئهم كي
لا يُسفك دم. واتفقوا على هذا. بعد ذلك حدثت حادثة كبيرة فظيعة، وهي حادثة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله تعالى عنه وعفا عنه، وهذا ما سنراه في حلقة قادمة إن شاء الله. فأستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته