#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | غزوة خبير والأحداث التي تلتها

#حديث_الجمعة | السيرة النبوية | غزوة خبير والأحداث التي تلتها - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة المصطفى الحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات في ظلاله الوفيرة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدورنا لفهمه ولفهم سيرته، وأن يسير بنا إلى الله، فليس
لنا سواه. ولا نعبدُ إلا إياه سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر بألفٍ وأربع مئة فارس. في الطريق حدثت وقائع من لطائفها يرويها سلمة بن الأكوع. كان له عم اسمه عامر بن الأكوع، وعامر عم سلمة، وهم من أهل البادية. أُوتي شيئاً من الرجز والشعر، أي أنه شاعر. فبينما كانوا يسيرون قال
له: "ألا تغني لنا أغنية تسلينا وتجعل الأمور مبهجة معنا؟" فقام بإنشاد تلك القصيدة المشهورة التي انتشرت بعد ذلك، وكان صوته جميلاً وهو شاعر يقول: "اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فاغفر لنا ذنوبنا، وثبت الأقدام إذا لاقينا العدو". وألقِ سكينة علينا إنا إذا صيح
بنا أتينا، يعني لو قال لهم أحد تعالوا يا أولاد لأن هناك معركة نأتي، وبالصياح عوّلوا علينا، ويقول هذا الكلام هو ويكرره ويزيد عليه وهكذا، فالنبي عليه الصلاة والسلام سمعه فقال: من هذا؟ قالوا: هذا عامر بن الأكوع يا رسول الله، قال: رحمه الله. وكان سيدنا إذا قال رحمه الله استشهد صاحبه، خلاص هذا دعا له بالجنة مباشرة. قالوا: هلا تركته لنا يا رسول الله، فهو يغني
لنا ويبهجنا. وأخبرتَ أن عامراً سيستشهد في هذه المعركة. كان رسول الله في مثل هذه الأمور يسكت ويتصرف كأنه لم ينتبه، وذلك لمصلحته، لأنه سيستشهد لمصلحته ويدخل الجنة على الفور. قال رحمه الله: قالوا: "هلّا تركته لنا يا رسول الله"، وجبت. أي إذا هم معتادون على هذه العملية، يرونها مرة والثانية والثالثة والرابعة، إلى أن اعتادوا عليها. النبي عليه الصلاة والسلام وصل إلى خيبر، والحباب بن المنذر قال له: "غيّر المكان"، فغيّر المكان. كانت خيبر قسمين، قسم مكوّن
من النطاة والشق، قطعتين هكذا، ثلاثة حصون اسمهم النطاة: حصن اسمه ناعم، وحصن اسمه - لست أعرف - الزبير، وحصن اسمه - لست أعرف ماذا. والثاني النطاة هذا، والثاني الشق الحصنين الآخرين خمسة. أما القسم الثاني لخيبر فثلاثة كبار. النبي عليه الصلاة والسلام بدأ بماذا؟ بالكبير، لأنه إذا انهزموا قال: "يا جماعة، غداً صباحاً سنهجم، وبهذه الطريقة أعطِه ثلاث ليالٍ حول خيبر". قالوا: "غداً صباحاً سأعطي الراية رجلاً
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله". باتوا جميعاً في الليل يقولون: "يا رب أكون أنا، يا رب أنا الذي تعطيني، يا رب". ها، تمنى جميعهم، كل واحد من ألف وأربعمائة. أن يكون هو لأن هذه الشهادة لا حل لها، فلما أصبح نادى علي بن أبي طالب عليه السلام، ولذلك في تراثنا يسمونه الفتى الغالب علي بن أبي طالب، الفتى الغالب، لأنه كان يدخل المعركة فارساً، فذهب عامر بن الأكوع وعلي بن أبي طالب
في المقدمة. ذهب الصفوف إلى الحصن فعلم هؤلاء الناس أن محمداً وأصحابه قد قدموا من جهة الشمال وتحولوا وفعلوا كذا إلى آخره. نزل مرحب وقال: أنا مرحب، ألستم منتبهين أم ماذا؟ مرحب الذي هو مثل عنترة، يعني أنتم آتون للمزاح هنا؟ هذا لا يصح، إنني سأقضي عليكم قضاءً مبرماً. وأخذ يتكلم بتهديد بالكلام، أحضروا لي شخصاً أبارزه، إن قلت لا، فماذا يكون؟ خلاص، كأن روحك المعنوية قد ذهبت. مرحباً، معه سيف مُتكلف.
عامر بن الأكوع معه سيفه الصغير هكذا بهذا الحجم. دخل عامر بن الأكوع، ضربه من هنا، ضربه من هنا، ضربوه من هنا، ضربه هكذا، وبينما هو يلتف، أُصيب عامر بن بسنّ السيف الخاص به فمات، وهو قال له يرحمه الله، فمات شهيداً. ماتَ في هذه المعركة ستة عشر شهيداً، وقيل ثمانية عشر، لأن هناك شخصاً يختلفون بشأنه: هل مات في بدر أم مات في خيبر؟ والثاني الذي تعرض للتسمم، وسنرى خبره المتعلق بزينب بنت الحارث
التي حاولت أن تضع السم. سيدنا رسول الله واستعفته فعفا عنها، ثم بعد ذلك قتلها بسبب البراء لأن البراء أكل منها فمات، فأقام عليها القصاص بعد عفوه عن نفسي. المهم أن عامراً مات، فنزل علي على الفور هكذا لا يتأخر، وهذا القائد كان ينبغي أن يكون في الآخر، بل هذا القائد في الأول. نزل عليٌّ ديكهت وكان يغني أنا لست أعرف مرحباً ولست مرحباً. قال: أنا الذي سمتني أمي حيدرة، يعني أسد. سيدنا علي ذهب
وضرب مرحباً ضربةً فمات، قسمه نصفين هكذا. هو أثبت أنه حيدرة، وظهر أنه حيدرة حقاً. ومات من جانبنا عامر، ومن جانبهم مرحب، لكن مرحب هذا هو ملك فاضطربت أحوالهم بعد الفاصل. نرى ما الذي كان. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بدأت المعركة واستشهد عامر بن الأكوع رضي الله تعالى عنه، وكان عم سلمة بن الأكوع. سلمة عاش بعد الرسول صلى
الله عليه وسلم وكان ممن تبدى. في الفتنة التي وقعت بين الصحابة سلمة، وكان سلمة يقولون له: "أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتبدَّ أحدكم بعد ما تحضر؟" أي: إذا جئت إلى الحضر فلا ترجع إلى البدو ثانيةً. فقال: "أوما سمعتموه يقول: إلا في الفتنة؟" ولذلك لم يشارك سلمة في الفتنة وذهب وكان يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ: "مَن كانَ له بقرٌ فَليَلحقْ ببقرهِ، ومَن كانَ له إبلٌ فَليَلحقْ بإبلهِ". رضيَ اللهُ تعالى عنهم أجمعين. في خيبرَ قَتَلَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ مَرحَباً، وحاصَرُوا الحِصنَ، ودَلَّهُم
أحدُهُم على أنَّ هذا الحِصنَ يستطيعُ اليهودُ أن يَجلِسُوا فيهِ شُهُوراً، معهم تَمرُهُم ومعهم ماؤُهُم ومعهم كذا. إلى آخره ولن يخرجوا، اقطع عنهم الماء. فقطع عنهم الماء. قال: فتصحروا - يعني كأنهم يعيشون في الصحراء - فطلبوا المفاوضة. فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم النطاة بالقوة، وفتح بقية
الحصون بالمفاوضة، وقال لهم: لا بد من الجلاء، لا بد من الجلاء. وصمم على ذلك، فقالوا له: هذه أعلم بها في زراعتها نتفق عليها ولن تتركوها بورًا. قال: "لا، نحن نريد زراعة ونريد أن تكون العمارة كلها متقنة". قال: "كيف ستزرعونها؟ فنحن هنا منذ عشرات بل مئات السنين ونفهم هذه الأرض، ولا أحد سيفهمها مثلنا، ونحن أهل الزراعة، فاترك لنا الأرض وسنعطيك نصفًا، خمسين في المائة من الإنتاج". خمسون في المائة نأخذها نحن وخمسون في المائة تأخذها أنت. النبي عليه الصلاة والسلام فكّر: ليس لديه عبيد يعملون في الأرض هؤلاء، وليس لديه غلمان. قال:
حسناً، مصلحة إذن أن تأتينا هذه الأموال نتقوى بها، وحالة المدينة كانت منخفضة في ذلك الوقت. فقال: حسناً، موافقون. نوافق. واتفق مع أهل خيبر. قال لهم في المنتصف: "لكن هناك شرط بالمقابل، أن أوافق على أن تُعطوني كل السلاح حتى لا تتمردوا كل فترة، وثانياً أن تعطوني الكنوز المخبأة". قالوا له: "حسناً، ونحن موافقون". قال لهم: "برئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن خُنتموني في شيء". قالوا: "ونحن موافقون،
حاضر، سنسلم لك كل". السلاح سنسلّم لك كل الكنوز من ذهب وحلي وأشياء مثل ذلك. كان هناك كنز لبني قريظة تم تهريبه وذهب إلى بني الحقيق، وكان ابن أبي الحقيق يخبئون هذا الكنز في خربة، يحفرون ويخبئونه ويعرفون علامتها وهكذا. فكان هناك شخص يراهم كل فترة يذهبون ويتفقدون الخربة ثم ينصرفون، هل تنتبه؟ فعلموا هناك ذهبوا
وحفروا فوجدوا الكنز، خيانةً. قال لهم: "هكذا برئت منكم ذمة الله وذمة رسولي، لأنني قلت لكم المفاوضات بهذا الشرط فلم ترضوا، ثم رضيتم، ثم لم ترضوا، ثم خُنتم. لا يصلح هذا الكلام". وتحوَّلوا إلى المحكمة، وحُكِم على ابن أبي الحقيق بالإعدام. قتل النبي عليه الصلاة والسلام واحداً من كان متزوجاً من صفية، متزوجاً من أم المؤمنين، وبعد ذلك أصبحت صفية لدحية الكلبي. لقد ذكرنا دحية الكلبي كثيراً، وقلنا إنه كان يُشبَه بجبريل عندما يأتي، والنبي
عليه الصلاة والسلام أرسله كأحد الرسل السفراء إلى المقوقس. جاء دحية الكلبي إلى سيدنا النبي وقال له: "يا رسول الله، أريد شيئاً من قال له السبي: "خذ شيئًا من هذا السبي"، فذهب فأخذ صفية. والعرب عندها أن هذه ابنة الأكابر، هذه ابنة رئيس الدولة، وعمها وزوجها حتى كان ابن عمها، يعني امرأة مهمة؛ لأنها صفية بنت حيي بن أخطب. فقالوا له: "يا رسول الله، الحق، أتعطي دحية مهما كان، أتعطيه صفية؟" صفيةُ هذه لا تصلحُ هكذا، إمَّا أن تجدوا لها حلاً، فهي ابنةُ
الكبار، ابنةُ الملك. فجاء دحيةُ وقال له: "يا دحية، دَعْ صفيةَ واختر لك امرأةً أخرى". قال له: "حاضر"، فهو لا تهمُّه صفيةُ ولا تهمُّه أيُّ شيء، أي أنه يريدُ امرأةً تخدمُه وما إلى ذلك. قال لهم: "أحضروا لي فعندما أتت صفية عرض عليها الإسلام وقال لها: "أتُسلمين؟" فضحكت وقالت: "أُسلِم". فأعتقها وتزوجها، وكان عتقها صداقها عليه الصلاة والسلام. عندما أعتقها أصبحت جارية لها ثمن، فأعتقها، وأين ثمنها؟ صداقها. وقالت: "يا رسول الله،
لقد أسلمتُ وأنا صغيرة، عندي تسع سنين". قال له: "وكيف هذا؟" قالت له: "ذهب عمي إلى مكة، فلما عاد وكان أبي يحتفيان به أول ما يريانها، يقولان أهلاً وسهلاً ويجلسان يهنئانها ويهدهدانها، وأنا جالسة في الغرفة. دخل وهو حزين، فقال أبي لعمي: أرأيت هو؟ قال: نعم، هو النبي الذي في آخر الزمان. قال له: هو النبي الذي في وتعلّق قلبي بكِ وأنا أسير
في مكان أخضر، فرأيت وجهها الشريف رضي الله تعالى عنها، فقال لها: "يا صفية، ماذا بكِ؟ هل اصطدمتِ بشيء أو ماذا؟" قالت له: "إن زوجي هذا قد ضربني وأصاب عيني كما ترى، فأصبحت مُخضرّة هكذا، أي في مرحلة بعد الازرقاق الأولى، تزهر ثم تخضر". فقال يعني لِمَ ضربك؟ قالت له: رأيتُ في المنام أن القمر قد سقط من السماء فوقع في حجري، فاستيقظت من النوم وأخبرته بذلك، فقال لي: أتريدين أن تتزوجي ملك يثرب؟
وضربني على وجهي. ضربني لأجل هذه القصة، رضي الله تعالى عنها وأرضاها. يعني انظر، يقال لك إنه القسمة والنصيب أنها مسلمة تسع سنوات ولا تستطيع الوصول إلى النبي عليه الصلاة والسلام، سنرى ما الذي حدث مع خيبر ونحوها في حلقة قادمة إن شاء الله. فالسلام عليكم ورحمة الله