#حديث_الجمعة | تفسير لـ أية " بسم الله الرحمن الرحيم "

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك نعيش هذه اللحظات عسى أن نتبين ما الذي حدث وتكلمنا مرة أن الفرق بين منهج أهل
الحق وتلك الفرق الضالة التي ملأت الأرض ضجيجًا أن أهل الحق يفكرون في الحجية ثم في التوثيق ثم في أدوات الفهم ثم في القطعي والظني والفرق بينهما ثم في إلحاق الحادث بالقديم أو المتجدد بالأصول وهو ما يسمى بالقياس ثم بفك التعارض والترجيح بعد ذلك الفك ثم في شروط الباحث وأن هذه السبعة تُميز أهل الحق من أهل الظاهرة الصوتية، وتكلمنا أن هؤلاء الضلال يريدون أن ينشئوا إسلاماً موازياً ليس
هو الإسلام الحقيقي، بل هو صورة الإسلام. والفرق بينهما أن الإسلام الحقيقي يتبع المعصوم، وأن هذا المعصوم كان موحى إليه بوحي رباني معجز، وأن هؤلاء ليس عندهم. اسمه وليس عندهم وحي، وتكلمنا عن قضية أن هذا النموذج الذي معنا والذي يدافع عنه الأزهر الشريف، والذي هو من أهل الحق والسنة والجماعة، يقرأ العلم ويبني النفس بما يسمى بالهرم المعدول. والهرم المعدول قاعدته في الأسفل وقمته في الأعلى، والهرم بناء
قوي تدل عليه أهرامات مصر التي عاشت سنين. وسنين طوال تعدت آلاف السنين لإتقان العمل ولأنه على هيئة هندسية كما خلق الله الكون بسنن إلهية عاملة وفاعلة، فإذا قُلب الهرم فبدأنا بالقاعدة تكون فوق وبالقمة تكون تحت انهار الهرم، وهذا هو الذي عليه هؤلاء الناس، معهم أحجار هي معلومات لا ينظمها ناظم ولا يرتبها مرتب ولا تنشئ. إلا هرمًا مقلوبًا فينهار على رؤوسهم ورؤوس أتباعهم. هذا الهرم المعدول
جعلنا نحب الحياة، لا أننا نتمسك بها ولا نحزن على فقدها، وإنما نحب الحياة لأنها مزرعة الآخرة، لأننا نعمل فيها لله عبادةً وعمارةً وتزكيةً، ولأنها من خلق الله سبحانه وتعالى ونحن نحب الله وما فعل. أما هذا فإن الأمر... أمامه أسود يقدم الموت على الحياة ليس رقة في القلب وليس حفاظاً على الحياة بل يأساً منها، ولذلك تراه يستهين بالمعاني ويستهين بكل جمال قد أباحه الله. ليس عنده بحث كما
كان عند أهل الكهف "فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يُشعرن بكم أحداً". جمال وهم جوعى. لكنهم يطلبون أزكى طعاماً مع جوعهم ومع احتياجهم. فقدوا هذه المعاني، فقدوا معاني الرحمة والحب والوفاء. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاث من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان على شعبة منها كان على شعبة من شعب النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم". فجر النبي
صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء، تركنا وقد أُبيح له أن يقتل المنافقين ممن علم، حتى قالت له الصحابة: "ألا تقتلهم يا رسول الله ونخلص". كثيراً ما يقول عمر: "دعني أقتل هذا المنافق"، فيقول النبي: "لا، لا يُقال إن محمداً يقتل أصحابه". ما الفرق بين... الهرم المعدول والهرم المقلوب أننا ننظر إلى المناهج كيف كان وكيف أراد رسول الله أن نفكر، أنه يراعي صورة الإسلام في العالمين إلى يوم الدين، فلم يقتل أحداً من المرتدين
على تفصيل في ذلك نأخذه بياناً إن شاء الله عندما نتعرض للأحكام التفصيلية، لأن في أربعة عشر حالة الأبناء يستدلون بها. بها عبد الله بن خطل وعبد الله بن أبي سرح وفلان وعلان، أربعة عشر حالة معروفين. هل قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً للردة أم أنه قتل قضاءً؟ إذاً، فمن هذا الهرم المعدول الذي تعلمناه أن هناك فارقاً بين الأحكام القضائية والأحكام الشرعية الفقهية مكتوب في الكتب شيء. والقاضي يحكم بشيء آخر مكتوب في الكتب أن المرتد هذا سيئ جداً
يستحق القتل. القاضي ينظر في المرتد كيف يكون مرتداً وماذا نحكم به، ولذلك ولهذا الفرق الكبير بين القضاء وبين الفقه، وهو ما نتعلمه في الهرم المعدول. لم يُقم حد الردة في مصر منذ ألف ومائتي سنة، ولعله لم يُقم. أصلاً لأن القاضي له تثبت آخر شرعي، فلماذا كتبوا في الفقه هذا تخويفاً لمن أراد أن يعتدي على النظام العام والآداب، وأن يُدمّر الاجتماع البشري، وأن يقدح في الأمن المجتمعي
إذا أردنا أن نستعمل ألفاظ العصر الحديث وأدبياته. لماذا هذا؟ لأنه يريد أن يقول هذا ذنب عظيم ممجوج، ولماذا لم يُطبَّق في الواقع لأننا نطبقه عن طريق القضاء، ولماذا القضاء بهذه الصفة في دين الله؟ لأن الله أعطاه قدرة على أن يكون حكمه نافذاً ظاهراً وباطناً. إذاً هناك فارق. عندما دخلنا نتعلم علمونا أقرأ فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد". قال: "لا، قف. أنت.. أنت.. بسم الله الرحمن الرحيم". نحن... حينما تحدثنا قال:
"ألا نقول الحمد لله؟" قلت: "لا، ليس بعد، الحمد لله لها وقتها". بسم الله الرحمن الرحيم، هيا الآن، قال لي: "ما هو البق؟" فقلت له: "البق حرف جر". فسألني: "وماذا تعني؟" أجبته: "هل لها معنى؟" فقال لي: "نعم، فالحروف نوعان: حروف للمباني وحروف للمعاني، حروف المعاني". قد تكون حرفاً أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة ولا تزيد على خمسة وعددهم تسعين حرفاً في لغة العرب وأحسن من ألّف فيها ونظمها وبيّن معانيها ومعانيها ستة وخمسين معنى، يبقى معنا جدول هكذا تسعين حرفاً وهكذا ستة وخمسين أفقي ورأسي، والحرف الواحد قد يكون له معنى. اثنان ثلاثة
أربعة عشرة تسعة وأحسن كتاب ألَّف فيها مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. هكذا انتهى الدرس، يعني هذه معلومات كثيرة على المتبقي. وجلسنا ستة أشهر ندرس في بسم الله الرحمن الرحيم، بعد الفاصل نواصل. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. ومن والاه جلسنا ستة أشهر ندرس في بسم الله الرحمن الرحيم وأن الباء لا بد أن تكون وهي من حروف المعاني ومن حروف الجر أن تتعلق بفعل أو بما يقوم مقام
الفعل وجلس الرجل رحمه الله تعالى يبين لنا أن الذي يقوم مقام الفعل في العمل عشرة أشياء وجلس يسردها من أن المصدر واسم المصدر واسم المكان واسم الزمان وجلس هكذا حتى أن حرف الجر يقوم مقام الفعل، وجلسنا في حيرة كيف يقوم حرف الجر مقام الفعل، فاستدل بقوله تعالى: "أفي الله شك"، وهكذا جلسنا نقول ونعيد. هذا هو الفرق بيننا وبين ميكانيكي الطائرات وبين طبيب الأسنان وبين كذا وكذا. أهمية هذه المهن وعلو شأنها، لكن ما بالهم وبال فاهم النص الشرعي الشريف؟ ما بالهم واستقر
في وجداننا كما شرح الشيخ بعد ذلك الرحمن الرحيم؟ ولماذا الرحمن الرحيم؟ لأن هناك أسماء جمال وأسماء جلال وأسماء كمال، وأن الله قد تجلى علينا بجمال في جمال، ولم يقل الرحمن المنتقم، ولم يقل... الرحمن فقط ولم يقل المنتقم الجبار بل قال الرحمن الرحيم. استقر في وجداننا شيء آخر وهو أن الأمر جد وأن المسألة ليست بالسهولة التي كنا ندركها. وسألنا الشيخ: لمَ كل هذا التعقيد؟ قال: هذا ليس بتعقيد، هذا هو العلم. قلنا له: حسناً، أذهب
لأصلي وأذكر وأسبح وأكون رجلاً طيباً هكذا. قال هذا التدين وفرَّق بين الدين والتدين، كلنا يجب أن نتدين بسهولة ويُسر، والدين حلو وهو جزء من حياتنا. أما التدين، التدين حلو جزء من حياتنا، أما الدين فهو علم كسائر العلوم يحتاج إلى مناهج وإلى أدوات وإلى علوم مساعدة وإلى بداية ونهاية وإلى أستاذ وإلى منهج وإلى كتاب وجلسنا. ندرس هذا كله وأنا أدرسه منذ نحو خمس وأربعين سنة، حتى سمعت أحد الخوارج يقول أنه قرأ المغني
لابن قدامة حتى الآن، فوقع في خاطري أنه عبقري أو أنه شخص لم يجد الزمان بمثله، أن يقرأ المغني لابن قدامة في خمسة عشر مجلداً في شهرين، وأنا يا من أغلق الله هكذا عليَّ، يعني لم أقرأ ربعاً ونصفاً وخمساً وشيئاً معيناً من هذا القبيل، ولكن بعد التأمل وبعد ما سمعته يقول إن الرجل إذا دخل على زوجته التي كتب كتابه عليها وعقد عقده بها فهو يكون زانياً، عرفت أنه لا علاقة له بالمسلمين أصلاً
وليس من علمائهم، لأن هذا معروف عند كل أحد. إنها أصبحت زوجته وحلاله، فهذا ليس لنا معه إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، باعتباره مصيبة أصابت الإسلام والمسلمين. لكن هذا تمادى، ثم أصبح هذا النوع هو المتصدر. تصدر قبل أن يتعلم، ويهرف بما لا يعرف. إذاً، فالهرم المقلوب مصيبة سوداء. ماذا تعلمنا حديث "بُني الإسلام على خمس"؟ فعرفنا أن أشياءً ليست هي من ركن الإسلام أو من هوية الإسلام، بل هي من أحكام
الله، فيكون فيها الحلال والحرام، لكنها ليست ركن الإسلام. وعرفنا الركن بأنه جزء الشيء الداخل في حقيقته المحقق لهويته، وجلسنا ندرس هذا مع ما يُسمى بالأحكام الوضعية من سبب وشرط ومانع وصحة. وفساد وأنها خمسة كالأحكام التكليفية من حرمة وكراهة وإباحة وندب ووجوب. إذا نحن أمام مجموعة من المدمرين لا المعمرين لأنهم جهلوا ذلك كله. درسنا في هذا الهرم المعدول بعد ذلك أن هناك إسلاماً وإيماناً وإحساناً، وعرفنا حديث
جبريل، ودرسنا بعد ذلك أشياء، ثم في قمة ما درسناه وفي آخر ما توصلنا إليه قرأنا قوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ فلما قرأناها كنا قد امتلأنا بالرحمة والحب والتأني والإدراك واحترام المشايخ والفهوم والانبهار بهذا المجهود الذي بناه آباؤنا عندما قاموا بواجب وقتهم، فلما جاءت الآية تعاملنا معها معاملة بسم الله الرحمن الرحيم. تعاملنا معها بالحرف وبالمحذوف وبالمنطوق وبالمفهوم، تعاملنا معها بالتأني فوجدنا فيها عجباً. "وقاتلوا
في سبيل الله" فهي مقيدة وليست مطلقة، "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم" وليس هكذا، ولا تعتدوا. في نفس الآية يعني أنني أقاتله وبعد ذلك هو انسحب أو قال لي: "خلاص سنصطلح" أو هو كذا وكذا، أسكت. هذا كان يريد قتلي الآن. إذاً لا بد أن تتنزل هذه الآية على الفارس النبيل الذي جهز نفسه ليطيع الله في كل شيء، لا أن يتبع هواه، ولا أن يكون مشربه العنف. "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" و"واقتلوهم حيث ثقفتموهم" من دولٍ "وأخرجوهم
من حيث أخرجوكم". فوقفنا عند هذا وتبين لنا أن المعاملة بالمثل وكأنه يضع أساساً لأسس الحرب في الإسلام وليس أمراً ينفذه صاحب الهوى على من أراد متى أراد ويلصق هذا بهذا ويخرج بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان. الهرم كان عندنا هرماً معدولاً فماذا يفعل هؤلاء بالصبيان يأتون بهم لا يعلمونهم بسم. بسم الله الرحمن الرحيم إلا على سبيل سماع الصوت الخالي من المعنى بل يعلمونهم وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ويعلمونهم واقتلوا المشركين كافة وهكذا
ينتقي من الآيات ما يوغر صدر الطفل حتى يهيئه حتى يهيئ هذا الطفل لأن يصطدم مع الناس أجمعين إذا دخلتم إلى البلدان أهل الكتاب افرضوا عليهم الجزية... طيب، والذين ليسوا من أهل الكتاب قال: يقتلونهم أو يُسلمون. طيب هو خاف وسيُسلم، فماذا يكون اسمه؟ منافق. شخص كان يعبد وثناً ثم دخل [في الإسلام] وبعدها قال: لا خلاص، لا إله إلا الله محمد رسول الله. يبدو أنكم لا تفهمونه، فأصبح منافقاً وانتهى الأمر. الله سبحانه وتعالى قال لنا: أعدوا منافقون يعني
كثر المنافقون والله يبارك فيهم، قال إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ماذا إذاً؟ ماذا تريد هكذا يعني؟ ماذا أفعل يا أخي للنبي عليه الصلاة والسلام، فالنبي أفهم بالقرآن منك، فانظر ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال: "لئن لم ينتهِ المنافقون". والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً. فالإباحة شيء يبني لك منهجاً والتطبيق شيء آخر. فكما فرّقنا في هذا الهرم المعدول بين القضاء والفقه، نفرق هنا بين القضاء والحياة. موجود في الفقه أن المرأة تُعالَج. عندما تمرض روحها نأخذها إلى أهلها. حسنًا،
وما هذه الحياة التي تُحال يعني؟ الفقه الإسلامي عليه الحياة؟ لا، أنت الذي عليك الحياة. الفقه الإسلامي لم يقل لك هكذا. الفقه الإسلامي مصنوع للقضاء، هذا دين. هذه الكلمة مكتوبة للقضاء، وهناك فرق بين القضاء والحياة. الله! حسنًا، ولكنه أيضًا في الفقه الإسلامي مكتوب. أنها لا تغسل ولا ترضع ولا تغير ولا تطبخ، ما معنى هذا يا أخي؟ هل هذه سنة حسنة صارت عليها النساء، وأنت سنة سيئة صرت عليها؟ لا توجد عدالة. نحن هكذا نخسر المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. عرفنا من هذه المحجة البيضاء كيف يكون. الهرم معدولاً لما تلقينا الآيات بعضها وراء بعض فهمناها على وجهها
وربطناها وأصبح قلب الهرم هو نوع من أنواع التشغيب لأن الحجرة هذه موجودة فعلاً والآية هذه موجودة فعلاً لكن ليس مكانها هنا ولذلك علمونا قضية الأحكام الوضعية كل شيء له شروط له زمان له سبب له مكان له علاقات بنية مع الآخرين، هكذا يجب أن تقرأ القرآن، وهكذا يجب أن تقرأ السنة، وهكذا يجب أن تقرأ التراث الذهني للأئمة عبر القرون. لا بد، ثم أضيف لك شأناً جديداً وهو قراءة الواقع وقراءة المآلات وقراءة مقاصد الشريعة وقراءة مصالح الناس
المرعية، فإن هذا الأمر دين، فانظروا ممن تأخذون دينكم. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.