#حديث_الجمعة | د. علي جمعة .. والفهم الصحيح للسنة النبوية الشريفة بين الأئمة الكبار

#حديث_الجمعة | د. علي جمعة .. والفهم الصحيح للسنة النبوية الشريفة بين الأئمة الكبار - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ترك فينا كتاب الله وترك فينا سنته وترك فينا عطرةِ
أهلِ بيتِهِ الكرامِ، والحمدُ للهِ الذي جعلَنا مِنَ المصريينَ، حيثُ حافظنا على كتابِ اللهِ، فأجودُ القراءةِ قراءةُ أهلِ مصرَ، وأتقنُ القراءةِ قراءةُ أهلِ مصرَ. والحمدُ للهِ الذي حافَظْنا على سُنَّةِ سيدِنا رسولِ اللهِ، فأوثقُ ما طُبِعَ مِن نُسَخِ البخاريِّ طُبِعَ في الأزهرِ الشريفِ مِن أهلِ مصرَ السلطانيةِ نسبةً إلى السلطان عبد الحميد وأجود ما طُبع من الترمذي ما حققه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى وكذلك في المسند. فالحمد لله الذي
أكثر من أربعين من كبار أهل البيت العظام من الرجال والنساء قد تشرفت وتكرمت به مصر، منهم سيدنا الحسين والسيدة زينب وسيدتنا السيدة نفيسة والسيدة فاطمة النبوية والسيدة. عائشة بنت سيدنا جعفر وغير ذلك من أهل البيت الكرام. وكان سيدي عبد الوهاب الشعراني يقول: "ومما منَّ الله به عليَّ أن زرت أهل البيت كلهم الأربعين". زار الأربعين شخصاً، كثيرٌ منا لا يعرفون أين هؤلاء الأربعون مدفونون، وما هي القصة، لكنه تمكن بفضل الله من زيارة الأربعين. أحبَّ أهل... مصر أهل البيت لكنهم
لم ينحرفوا عن الصحابة الكرام. الصحابة الكرام بشر كالبشر، أهل السنة لا تعطي العصمة للصحابة الكرام، ولكن يقولون سيدنا أبو بكر، سيدنا عمر. عندهم احترام للصحابة الكبار، وترتيب الأفضلية عندهم هو ترتيب الخلافة، يعني سيدنا أبو بكر ثم سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي. عبر القرون اختلف المسلمون في هذا، فمنهم من قدّم علياً على عثمان، ومنهم من قدّم علياً على الجميع، لأن فضل الإمام علي ورد فيه أكثر مما ورد من فضائل الصحابة. فلما ألّف سيدنا الإمام أحمد بن حنبل كتابه "فضائل الصحابة"، جعل ثلاثة أرباعه
في سيدنا علي، والربع في سائر الصحابة، إذا نحن نحب أهل البيت ولكن نحب الصحابة الكرام أيضاً. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو أكثر من أربعين صلاة لم يرد فيها أبداً "اللهم صل على سيدنا محمد وآله". هذا ملخص الصلوات هكذا، ولم يرد فيها "وصحبه" في الأربعين. لم ترد على النبي كلمة "وصحبه"، فأضافها المصريون تحت انحرافات أخرى كانت لبعض المذاهب الإسلامية، وحينما سيطر الفاطميون هنا، من حماقتهم أنهم كانوا يكتبون على
المنبر: من لعن وسب فله دينار وإردب. من لعن وسب الصحابة أو لعن أبا بكر وعمر على الأقل رضي الله تعالى عنهما. ولم يأخذ أي مصري لا الدرهم ولا الدينار ولا الإردب، بل هكذا وظلوا نحو مائتي سنة لم نأخذ منهم شيئاً من لعن وسب، فله دينار وإردب. فأجبناهم قائلين: "طيب، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد". وفرضناها على الأمة كلها وانتشرت في الصلاة أن نلحق به الأصحاب الكرام، النبي عليه الصلاة
والسلام. تركنا وترك لنا الكتاب والسنة وأهل البيت وترك لنا البركة وترك لنا المحجة البيضاء وترك لنا المنهج الذي يمكن أن نقيس عليه وأن ننبثق منه وأن ننطلق منه، ولذلك فهمنا الدين فهماً صحيحاً، وأصبحت هناك مشكلة هي أن هناك نصاً وأن هناك مفهوماً لذلك النص، نص يمكن أن تفتح الكتاب لا تعرف من أين جاء هذا، وما معناه، وما ظروفه، وما
بيئته. لا تعرف أن العدل والإنصاف يقتضي أنك إذا لم تعرف تسأل، فالسؤال مفتاح العلم، وليس من العدل أن تنكر ما لم تفهم أو ما يشكل عليك. ومن هنا صارت الأمة على هذا النهج الطيب، تركوا ما ورد كما واحد وعشرون علماً من الذي قال ماذا، كل شيء قيل كُتِبَ صحيحاً أم غير صحيح. اسأل العلماء، هل توجد كهانة عند العلماء؟
هل توجد أسرار؟ يعني هل توجد أشياء يتداولها العلماء في مجالسهم الخاصة وهي سر على العامة؟ لا، يوجد. إذا جلسنا مع العلماء في المسجد، وما هو شكل غرفة قدس الأقداس، لا، هذا مفتوح الأبواب، حتى أن الإمام إذا خلا بامرأة تصلي خلفه لا تُعد خلوة. لماذا؟ لأن أي شخص يمكنه الدخول في أي وقت. والخلوة تكون اختلاء الرجل بالمرأة في المكان الخاص الذي يحتاج النظر إليه إلى استئذان، ولكن في المكان العام مثل الحافلة، السائق ومعه امرأة لا توجد خلوة، فالحافلة ستتوقف في المحطة
ويركب فيها أي شخص، فليست خلوة على مرأى منك أيها التاجر. هكذا الأمر، المسلمون على مرأى منك أيها التاجر، أمورهم منشورة هكذا ومُعدّة. حسناً، فماذا فعلوا؟ وضعوا سبع خطوات، هذه السبع خطوات هي الأداة التي بها الفهم. ما هي السبع خطوات؟ الأولى... تعال إلى هذا التراث الذي كتبناه كما هو يا أخي حتى لا يقول علينا أحد في العالمين أننا مزورون أو محرفون أو كاتبون، لأننا ليس لدينا شيء نخاف منه ولا لدينا شيء نخجل منه. الذي حصل هكذا في سبعة أشياء: رقم واحد
الحجة، أين الحجة؟ وأين الذي ليس حجة؟ المحتجون قالوا: حسناً، أحضر بعض هذه الأوراق. ما هذا؟ هذا القرآن الكريم. هذا، يا حاج، القرآن الكريم، ما هو؟ قال: المروي بالتواتر. قال: هل توجد أشياء غير مروية بالتواتر؟ قال: نعم، توجد أشياء تسمى القراءات الشاذة. كم قراءة؟ تسعون. أي شخص يخطئ في التلاوة. ماذا؟ قم ليسجلوها ولكن هذا خطأ حتى
يحذروا منه. الصحيح أن هذا كتاب ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية في عدد الكوفيين حفص، نعم هو، أما غيره فيكون شاذاً. إن القراءات المتواترة عشرة وهذا خارج المتواتر فيكون شاذاً. بعد الفاصل ننظر أين الحجة. بسم الله الرحمن الرحيم، توقفنا ما الحجة السؤال الأول من سبع خطوات يجب أن تقوم بها قبل أن تفهم الدين: أين الخطأ في هذا
التراث الكبير؟ نحن نتحدث عن مليون عنوان منه ما هو مقدس (الكتاب والسنة)، ومنه ما هو غير مقدس (إنتاج البشر وفهمهم على قدر استطاعتهم)، منذ عهد الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم. نحن عندما يخطئون، هل نقول "ذلك مبلغ علم عائشة"، أم نقول "ذلك مبلغ علم سيدتنا عائشة"، أم نقول "ذلك مبلغ علم السيدة الجليلة أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها"؟ أيكون هذا احتراماً؟ ماذا يعني "ذلك مبلغ علمها"؟ يعني أنها مخطئة. فلماذا لا تقول ذلك بشكل صريح وواضح أنها مخطئة؟ الذي تَأدَّب
الآن يقولون لنا: أنتم لماذا لا تتأدبون؟ نحن لسنا قليلي الأدب لأننا مؤدبون. أنتم تقدسونهم؟ لا، نحن لا نقدسهم. إذن ماذا؟ ماذا أقول لأمي؟ يعني أمي رضي الله تعالى عنها. أمنا عائشة - رضي الله عنها - سيدتنا تاج الرؤوس وجوهر النفوس، الصديقة بنت الصديق. ما الأمر؟ لا، نحن نريدكم أن تخرجوا عن حد الأدب. المشايخ يسمعون أذى كثيراً من هؤلاء الناس ويتجاوزون عنهم، فيظن بعض الناس أن المشايخ لا يعرفون كيف يردون. لا، نحن نعرف كيف
نرد. السيدة عائشة وسيدنا أبو بكر وسيدنا عبد الله بن مسعود وسيدنا وس... وسنظل نقول هكذا. يا الله، لماذا لا ليس قصدي قلة أدب، ولكن يعني كن... لا أعرف... لا أعرف ماذا. تريد أنت؟ ماذا تريد بالضبط؟ أتريد أن نشتم سيدنا أبا بكر أم لا؟ أنا أريدك أن تحذف بعضاً من هذا التراث، نعم، حتى بعد خمسين سنة يقولون لنا أنتم حرفتم وليس هذا هو الدين. محمد وكذا ويخرجون علينا داعش وأمثالها، ويُظهرون لنا الأوراق من تحت الملايين التي تخصهم. أم ماذا نفعل؟ هل نمسك العشرين مليون مخطوطة ونُشعل فيها النار كما فعلت محاكم التفتيش في الأندلس؟ لن نفعل ذلك. لماذا؟ لأن هذا لن يؤدي إلى
شيء. أنت أيها الصحفي أو الإعلامي، ماذا تريد؟ الإسلام، حسناً، إن ما تقوله هذا فيه إهلاك للإسلام في مدة عشرين سنة، هذه هي القضية. هل أنت صادق من قلبك؟ قال: نعم والله أنا صادق. فقلت: سأصدقك، يعني أنت تقول هذا الكلام من قلبك؟ قال: والله العظيم من قلبي. سأصدقه. قال لي: ما أنا يا إخواني؟ أنا مسلم ابن وأنا أشفق على الإسلام. حسناً يا بني، ماذا تريد؟ هل نحرق العشرين مليون نسخة؟ هذا لن يُجدي لأن الواقع لا يمكن إنكاره. انظر إلى القواعد التي علمونا إياها في الأزهر.
إذا أخطأ أحدهم بالأمس، فما القضية الآن؟ هل ننكر؟ هل نخفي؟ لا، بل نتوب. انتبه جيداً، إذا أنكرنا أو أخفينا رجلان. ماذا تفعل إذن؟ تعلمه الأساليب السبعة حتى يعرف كيف ستتعامل، ما هي بدايتها أمامه. ها هي الأوراق كلها. فرحت وأخذت الحجة رقم واحد المصحف الشريف، وأتقنت القراءة بالقراءات العشر، وبالتلاوة والضحى ومشايخ بقى، ومن يجلس ليفعل هكذا الشيخ عبد السلام، ويجلس ليتفنن في التلاوة ونحن نقول الله. ما هذا! الجمال أصبح جمالاً كبيراً جداً. القرآن
والقرآن مضبوط حرفاً كل كلمة، شكله، كل شيء. الشيخ عبد السلام لو أخطأ طفل صغير هكذا وهو يحفظ عندنا في الكُتّاب، يرده. قوم الشيعة سلام، يضحك. يا الله، ما هذا الطفل، كيف أدركها! القرآن غالب وليس بمغلوب، وأنت تقرأ القرآن يأتي الشيخ ليعدها ثانية ويوقعها بشكل صحيح، فتذكر أنه أخطأ وبدرت منه هكذا، لا يحدث شيء، والقرآن سابق. فماذا يكون هذا؟ ما اسمه؟ إنها حجة، وماذا أيضاً؟ الحجة هي السنة الصحيحة. فبحثنا في السنة، فوجدناها ستين ألف حديث، حوالي خمسة وعشرين ألف حديث منها صحيح والباقي
غير صحيح. قال: حسناً. لا تحذف ما ليس صحيحًا. قلت له: "ما ليس صحيحًا هو أن هناك أشياء جيدة وأشياء سيئة". قال لي: "مثل ماذا الأشياء الجيدة؟". "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه" - حديث ضعيف. لماذا تريد حذفه؟ ألسنا بحاجة إلى الإتقان؟ وألسنا بحاجة لأن نقول لعمالنا أن يتقنوا؟ العمل ليس مشكلتنا، بل عدم الإتقان. إذا تجاهلت هذا الحديث هكذا فلن يبقى صحيحاً. الحديث هو "إن الله نظيف يحب النظافة" وأنت تحب القذارة. أخرجه
الترمذي. لو تجاهلنا هذا الحديث الضعيف، سيضيع لنا فيه خير من الداخل. قالها ليس بهذا القصد. حسناً، ما هو قصدك؟ ما هو قصدك؟ أخبرنا. هل تقصد لأننا نسير على الطريق الصحيح وأنت تخبرنا بأمر غريب؟ قال البخاري - يا سيدي - في حديث الذبابة. قلت له: "ما شأن حديث الذبابة؟" قال: "يقول إن الذبابة إذا سقطت في إناء أحدكم فليغمسها هكذا ثم ليرمها ولا يزعج نفسه وليأكل". قلت له: "نعم، ولكن انتبه جيداً لهذا هل يمكنني أن أتحدث؟ لقد قلت له: إن هذا من فروض الدين يا سيدي، عندما تقع الذبابة
عندك، اذهب وارمِ الملوخية كلها. لكن حدثت مشكلة أخرى وهي أنك لا تفهم المقصود؛ أن الإسلام أعظم من المسلمين، وأعظم من الأئمة، وأعظم من المكان والزمان، لأنه دين رب العالمين إلى العالمين إلى يعني ماذا؟ قلت له يعني عندما ذهبنا إلى الصومال وجدنا الناس لم يأكلوا لحماً منذ خمس سنوات، وجاءت لهم عنزة هاربة فذبحوها ليأكلوها. وضعوها في القدر ليسلقوها حتى يأكلوا لحماً لم يأكلوه منذ خمس أو ست سنوات. وكان الذباب كبيراً جداً، فوقع في المرأة فرماها لأنك نشأت في لندن.
ولا يأكلها، فجاء يسألني: "ماذا أقول له؟"، قلت له: "كلها"، قال: "كيف آكلها يا شيخ إذا كان قد وقع فيها ميتة؟ كيف آكلها؟"، قلت له: "حديث البخاري، والله هذا ما احتجت إليه الآن، فهناك خطورة في أنني كنت سأحذفه لأنه لا يعجب أهلك"، ثم قال لي: "وماذا أيضاً؟" في كلمة في صحيح البخاري أن شخصاً رأى القردة تزني، وبعد أن زنت القردة جروا وراء بعضهم ورجموهم. فيكون الزنا... قلتُ له: حسناً، تعال وأحضر صحيح البخاري، فوجدنا الكلام
ونهايته سطر فيه نقطة، وبعد النقطة الرجل يروي أنه كان في الجاهلية. فما علاقة الإسلام بذلك؟ شخص يحكي حكاية كونية ويقول... كنت أسير في الطريق ورأيت هذا المنظر. كان لدينا مخرج قديماً اسمه يسري غرابة، يسري غرابة حفظه الله ومتعه بالصحة، كان له برنامج اسمه "غرائب وعجائب" يقدمه جلال علام. هذه من الغرائب والعجائب. ماذا أفعل بها يعني؟ فهي ليست حديثاً ولا رواية ولا أي شيء. استطراد من الإمام البخاري، أورد هذا المقطع. هل نقوم بحذفه
هكذا أم ماذا نفعل؟ وإذا حذفناه، ما موقفنا أمام العالم؟ قالوا لي: ماذا نفعل فيه؟ قلت له: هذا ليس له حجة، فهو ليس شيئًا معتبرًا، وليس حديثًا، وليس حتى رواية، فيكون بدون حجة خارج الاحتجاج به، نعم. هذه تكون خطوة مهمة، هذه الحجة مهمة جداً لأنها تعرفني من أين سآخذ المصادر وماذا سأترك. ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن خالد بن الوليد كان يستحم بالخمر، فقلت له: ماذا أفعل؟ ماذا تريدنا أن نفعل؟ العقد الفريد هذا كتاب أدب والكلام غير مسند فأصلاً لا
يوجد. قال لي: "طيب، أنا لا أعجبك، حسناً، إذا كنت لا تعجبك فلا تستخدمها". قال لي: "لماذا؟ هل هناك أحد يستخدمها؟ هل هناك من سيستحم بالخمر؟" قلت له: "أنت تستحم بالخمر؟ كيف؟" قلت له: "أنت تستحم بكولونيا ثلاث خمسات، وهي خمر، فعندما تجد عبارة مثل..." هذه وتستدل بها أنه يعني خالد فعل هكذا وأنا أفعل هكذا أيضاً، يعني انظر كيف أن في الدين سعة. لأنني في المذهب الشافعي عندي أن الخمر نجسة، وبعض الناس الآخرين قالوا لا، ليست نجسة. أنا لن أستحم بالخمر لماذا؟ لأنني ارتضيت الإمام الشافعي، وأخي يستحم بالخمر،
وعندما آتي لأقول... يقول لي: ماذا؟ وهل خالد بن الوليد استحم بالخمر؟ من أين أتى بهذه المعلومة؟ هذه غير موجودة على فكرة إلا في كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه. إذن هناك ما يصلح حجة نتكلم فيها وهناك ما ليس بحجة. لا أستطيع حذفه، قلنا لا أستطيع، ماذا أفعل؟ ضع خطوات التعامل معه. حجة ثانية، المسألة هي: هل التوثيق صحيح أم غير صحيح؟ لدي معي مليون كتاب، صحيح أم غير صحيح، ثابت أم غير ثابت. جاءت فترة على المسلمين عندنا هنا في مصر قالوا فيها: لا شأن لنا إلا بالمذاهب الأربعة: حنفي،
مالكي، شافعي، حنبلي. لماذا؟ أليس الأوزاعي يعجبكم؟ أليس الطبري يعجبكم؟ أليس أيعجبكم أنه في الحمادين السفيانين؟ فهناك كثير من الأئمة قالوا إن المقصود ليس كذلك، بل المقصود أن هؤلاء لديهم سند وهؤلاء ليس لديهم سند، فسنأخذ الذي له سند وسنترك الذي ليس له سند. نعم، هذا كلام علمي منهجي. فالأمر الثاني هو التوثيق، والأمر الثالث هو الفهم. لا بد أن تكون ما هذه الأدوات؟ اللغة العربية، المنطق، الفقه، ومجموعة تسمى
أصول الفقه. فهذه ثلاثة من سبعة. سنعيد مرة أخرى في الحلقة القادمة إن شاء الله لنذكر السبعة. إلى اللقاء.