#حديث_الجمعة | رسالة النبي للحارس - ملك دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة النبي المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات عسى أن تحفنا الملائكة، فإن الملائكة تتنزل عند ذكره صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ينور الله بصائرنا وقلوبنا من...
أجل أن نعي عنه وأن نفهم عنه ما نستطيع أن نسير به في طريق الله إلى الله، والله يفتح علينا فتوح العارفين به ببركة النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. كنا نتكلم عن إرسال النبي صلى الله عليه وسلم للكتب في الآفاق إلى الملوك والأمراء والمشايخ والقادة. وتكلمنا عن هذا المعنى فأرسل إلى المقوقس فأجاب إجابة هينة لينة، وأرسل إلى قيصر هرقل فأجاب إجابة هينة لينة، وأرسل إلى كسرى فأجاب إجابة سيئة ومزق كتابه، وأرسل
إلى المنذر بن ساوي فأسلم، ومن جراء ما كان من كسرى رأينا باذان وهو في اليمن لما أخبر النبي بموت ابن. كسرى وأخته باذان تعجّبا مما أدركا وعلما من هذا الرجل، فأسلم ودخل في الإسلام. وأرسل أيضاً إلى هوذة بن علي، وهوذة بن علي هذا كان يعني محتلاً أو أنه ملك الجزء أو المنطقة الوسطى في المملكة العربية السعودية حالياً، المنطقة الوسطى
التي توجد فيها الرياض والقصيم وبريدة. وعُنَيزة والحائط هذا هكذا، هو كل هذا هكذا، هو والخرج ها، وزُرْمة وشجرة وكل هذا الحائط، هذه كانت تابعة للهَوْذة بن علي، وهذه كانوا يسمونها ماذا؟ اليمامة، ومنهم السيدة صاحبة زرقاء اليمامة التي كانت يعني عندها عين جيدة هكذا، تخرج فترى من مسافة ثلاثة أيام، يعني يصلون بعد ثلاثة أيام هؤلاء أناس قادمون أطلقوا عليها اسم زرقاء اليمامة نسبة إلى هذه اليمامة. من هو الملك؟ إنه هوذة بن علي. هوذة بن علي هذا أرسل إليه سيدنا النبي
أحد الصحابة الكرام واسمه سليط بن عمرو، قال له: خذ هذا واذهب به إلى نجد في اليمامة وأوصله إلى هوذة بن علي، فذهب قرأ الكتاب فقال: "والله هذا كلام جميل جداً، ما هذا الكلام؟ بماذا تأمرون وعمَّ تنهون؟". قال له: "نحن نأمر بالعفاف ونأمر بالصلاة وننهى عن السرقة والكذب والزنا والفحشاء". فقال: "هذا كلام حلو جداً، شيء غريب جداً، أنا معكم يا سيدي، ولكن أيضاً لا يصح أن واحد ملك..." مثله، يعني يعطي المرء ثانيةً، يعني مُلكاً
هكذا. فأنا أرسلك برسالة إلى محمد، وإن شاء الله سيوافق. والرسالة ماذا كُتب فيها؟ كُتب فيها: أنا معك، لكن أيضاً أشركني في الأمر. هل لا يوجد إلا أنت الذي يوحى إليك؟ أنا قليلاً وأنت قليلاً، أنا جزء وأنت جزء، وجزء، كيف؟ يعني قطعة وقطعة، أنا هذه بسيطة يعني ديني شيء أشركني في الأمر، أشركني في الأمر، يعني نتقاسم الله! كيف ذلك؟ أنت مؤمن وتقول أنه وحي، إذاً يصبح الوحي تمثيلية وليس حقيقة. كيف أنت مؤمن بالوحي وبعد ذلك تقول دعنا نأخذ بعض القطع
منه ونترك قطعاً أخرى؟ ليست مسألة كبيرة ولا هكذا قال: "لقد صليت، وأنا عندما أُسلم هل ستأخذون مني المُلك؟" قالوا له: "لا، ليس لنا شأن بالمُلك، المُلك خذه أنت كما هو، لكننا سننظم الأمور فقط". قال: "كلام جميل جداً، لكن خذ وأوصل له هذه الرسالة، وإن شاء الله يوافق". فلما وصل الكتاب إلى رسول الله قال: "والله لو..." سألني قطعة أرض ما أعطيته، يعني أنت تشرك بالله؟ لو سألني قطعة أرض، قائلاً: "أعطني قطعة أرض لأبني عليها فيلا"، هل تنتبه أنني ما أعطيته؟ ذلك
لأن هذا ضد المبدأ، أن تؤمن ليس من أجل قطعة الأرض، وليس لتشارك في الوحي، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتركه بعد ذلك، حتى إذا حصل في يوم الفتح وقال النبي عليه الصلاة والسلام قبل يوم الفتح: "سيخرج بعد موتي من يتنبأ وهو كذاب" يشير إلى مسيلمة الكذاب. "سيخرج من يتنبأ وهو كذاب ويُقتل"، فسأله أحد الجالسين - هكذا تقول الرواية - قال له:
"من يقتله؟" يا رسول الله، قال: "من أنت؟" قال: "إنه وحشي، قاتل حمزة". وحشي قاتل حمزة هو الذي كان جالساً، ولذلك الرواة ذكروا أنه قال قائل - والقائل هذا هو وحشي - قال له: "أنت وأصحابك"، وقد كان وحشي رضي الله عنه قتل مسيلمة، وقال: "هذه بتلك"، يعني قتل. رجلٌ دجالٌ نصابٌ يريد أن يفرق الأمة، ويريد أن يصنع المصائب،
ويدّعي النبوة، ويأتي بشيء من الخوارق. قتله وحشي على كل حال. في الفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مات هوذة بن علي" وهو جالس هكذا، جاء جبريل وأخبره. على فكرة، هوذة هذا كان فقط بعدما انتهى الفتح. انتهى من انصرافهم من الفتح وبينما هو يسير هكذا، نزل جبريل وقال له: "هوذة مات". فقال له: "حسناً يا جماعة، هوذة مات، أبلغوا". فمات هوذة، وفعلاً خرج من بعده مسيلمة الكذاب. ومسيلمة الكذاب هذا، ربنا سبحانه وتعالى انتقم منه شر انتقام،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويُقتل من بعده"، مَن يا رسول الله؟ قال: أنت وأصحابك، أنت وأصحابك. وقد كان فعلاً أن وحشياً هو الذي قتل مُسيلمة الكذاب. إذاً اختلفت ردود الأفعال من الكتابات: واحد بعث له هدية ولم يُسلم، والثاني قطّع الكتاب، والثالث أسلم، والرابع قال له: حسناً سأفكر، والخامس أسلم
وأعطاه مُلكه، وهكذا. وسنرى معاً. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث صاحب دمشق، كان اسمه الحارث بن أبي شمر صاحب دمشق، يعني ملك دمشق وما حولها من الغوطة والأرياف. وأرسل له صحابياً جليلاً كان اسمه شجاع، والحارث كان
ممن قرأ الكتاب، ثم قال: "من يأخذ مني مُلكي من غير أن يسأل ولا يفهم"، وإلى آخره. "سآتيه بجيش أوله عندي وآخره عنده". كلام يُسمى ماذا؟ مجرد تباهٍ فارغ. وانتهى الأمر فلم يُسلم، ولم يبارك الله له، ولم يحدث أي شيء. أمره وانتهى، وأيضاً هذا يُعد من ضمن قلة الأدب. فهناك شخص مؤدب، وشخص أعطى الأدب، وشخص أسلم. حتى هذا المؤدب لم يُسلم، لكنه مؤدب. أرسل وكان هناك عُمان، التي هي
موجودة الآن، سلطنة عُمان، لكنها كانت أكبر قليلاً. عُمان هذه عبر التاريخ ضمت إليها زنجبار. وضمت إليها في البوساعديين بومباي التي في الهند، كانت كل هذه المنطقة تسمى عُمان. فعُمان كان عليها ملك في الزمن الماضي اسمه الجُلَندى. هذا الجُلَندى أنجب اثنين، أنجب ولدين، ولد كان اسمه جيفر والآخر اسمه عبد. والاثنان كما تقول كانا يشكلان مجلساً رئاسياً. من كان الكبير؟ الكبير جيفر
والصغير عبد. والاثنان ولدا الملك القديم الذي مات، الجلندي هذا جيفر لأنه الأكبر في السن، أي أنه رئيس المجلس الرئاسي، لكن عبد أيضاً ملك ولكنه ملك سوكاندو، أي أنه في المرتبة الثانية. عبد قلبه رقيق ذو مشاعر وعاطفة، على العكس من جيفر الذي يتميز بالعقل والذكاء وشيء من الشدة. مشارب هذا مشربه هكذا وذاك وهم إخوة والاثنان
ملوك وأبناء ملك وكل شيء على ما يرام. فالنبي عليه الصلاة والسلام أرسل لهما. الله، يعني النبي كان يعلم أن جيفر وعابد يشكلان مجلساً رئاسياً. هناك أناس لا يعرفون، فعندنا هنا في مصر كان هناك رؤساء غير عارفين وليسوا... أتعلمون شيئاً على الإطلاق في المعلومات وهي تأتي مشوشة، لكن هذا يعرف المنهج من ذلك، فأرسل الخطاب لابني الجلندي وجيفر، وعبد الله هذا يكون عارفاً بما تم فهمه من ذلك، أن نرسلهم مع من؟ مع عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، عمرو بن العاص
وذهب يعطي يعني. مقلب في المسلمين في الحبشة مرة واثنتين، لكن ربنا مَنَّ علي أنه رأى النجاشي قد أسلم. كان حاضراً في المجلس الذي أسلم فيه النجاشي فأسلم. قال: "الزكاة، الله! الرجل العالم التقي الذي قرأ الكتاب والإنجيل وغيرهما من كتب ربنا، هو والرهبان الذين معه، هؤلاء الذين يعبدون ربنا، أسلموا، فكيف لا سبحان الله، زامر الحي لا يُطرب، وذهب ودخل الإسلام، دخل الإسلام. من هو؟ قلنا قبل ذلك: خالد بن الوليد. خالد هذا هو ابن الوليد بن المغيرة.
الوليد أنجب أحد عشر ابناً، منهم خالد ومنهم الوليد بن الوليد. الأحد عشر ابناً ماتوا في حياته إلا خالد والوليد، وأسلموا إلا خالد والوليد الوليد بن الوليد وخالد بن الوليد كلاهما أسلما، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى في أحد الأقوال "إن شانئك هو الأبتر". هل هناك أحد يعرف من هو شانئه هذا؟ هناك تسعة أقوال فيها، ونحن لا نعرفه أصلاً. حسناً، أين أبناؤهم؟ أسلموا. والذي لم يُسلِم مات في حياته حتى يرى بعينيه. الكل أن هو الأبتر. حسناً، خالد بن الوليد هو المشهور أم النبي هو الذي
مشهور عليه الصلاة والسلام؟ عليه الصلاة والسلام. عمرو بن العاص رأى النجاشي يُسلِم، فذهب النبي ثم أرسله إلى مَن؟ إلى ملك عُمان الذي هما في الحقيقة اثنان: جيفر وعبد. والغريب أن عمراً يعلم أن عبداً رقيق وأن جيفر شديد هذا الله هذا كان عندهم معلوماته إذ هو فقط كاملة يعني نعم، فذهب وقال: حسناً، ماذا أفعل أنا؟ قال: لو دخلت على جيفر ربما يرفع صوته عليّ، ربما يضربني بشيء، إنه شديد، لكن أنا أذهب إلى عبد. فذهب إلى عبد،
فجلسوا عنده، قال له: ماذا تريد؟ قال: قال له: أنا جئت بالخطاب من سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. قال له: أول شيء لكي تنتبه، أنا ليس بيدي القرار، بيد أخي جيفر، هذا أول شيء قبل أن نتحدث، لأنه هو الأكبر سناً وهو المسؤول عن هذه الأمور كلها، ليس لنا تدخل وأنا ما... لا أستطيع أن أتجاوز. قالوا: خلاص أوصلني إلى الجيفر. قالوا: لا، فالأمر ليس بهذه السهولة، يجب أن أفهم منك وأذهب لأخبره وأُهَدِّئَ باله وأدخل عليه من مداخل معينة، وبعد ذلك نرى ونحدد لك موعداً. وشغلانة الجيفر أسوأ من السهل. قال
له: طيب، سأفعل هكذا. قال له: اجلس إذاً معك يا هنا في عُمان نُسلم مُلكنا لواحد لا نعرفه، يعني هذا جنات قال له: "أنت لن تسلم مُلكك، بل ستسلم أنت وأخوك ومن يريد أن يسلم من قومك سيسلم، والأمر سيبقى على ما هو عليه". قال له: "يعني ماذا بالضبط؟ أي بمعنى ماذا؟" قال له: "في الواقع، انتبه أولاً رقم واحد". ديننا مضمون وجميل وأنتم سائرون في الطريق الخطأ. ثانياً، قدر الله سيأتيك،
فأنقذ نفسك وأخاك قبل أن تجد الناس هنا. قال له: أي ناس؟ إنكم هناك على بُعد ألفي كيلومتر. هو لم يقل له هكذا لأن الكيلومتر لم يكن موجوداً بعد. أفهمك أن هناك ألفي كيلومتر بيني وبينك. شيء غريب! أنتم قبل أن تقطعوا الألفي كيلومتر ستُنهَك قواكم، وسنضربكم ضرباً شديداً لم تروه من قبل. فاستيقظ من غفلتك يا عمرو وأنت تخاطبني. متى أسلمتَ؟ قال له: لقد أسلمتُ منذ وقت قريب. قال له: أين أسلمتَ ولماذا أسلمتَ؟ قال له: أسلمتُ لأن النجاشي أسلم. قال له: يا عمرو، كفى النجاشي أسلم قال له هو والرهبان الذين معه وكنت حاضراً فأسلمت
وأنا لا أكذب لأن الكذب حرام في ديننا الذي يقوم الشباب الآن - الخوارج - بالكذب فيه ليل نهار على الفيسبوك والمواقع. قال إن الكذب حرام في ديننا ولا يكذب أبداً. قال له حسناً، أنت الآن تقول لي إن الرهبان أسلموا معه وأنت أسلمت حديثاً. هو دينك هذا ماذا يقول؟ فقال له: ديننا يقول أننا نصلي ونصوم ونأخذ الصدقة من أغنيائنا ونردها على فقرائنا. نعم، ويقول لنا صوموا رمضان، ويقول لنا إياكم أن تكذبوا، ويقول لنا إياكم أن تفعلوا. قال: والله هذا كلام جميل جداً الذي أنت تقوله
هذا، عبد يناقش عمرو بن العاص في الدين وفي أمور أخرى في كلام طويل في السيرة يستحق دراسة منفردة وفي حلقة خاصة نخصصها من أجل خطاب النبي إلى جيفر ملك عمان ونرى ما الذي حدث ونستخلص منه العبر ونتخذ منه الطريق إلى الله، فاللهم صل وسلم على سيدنا النبي. السلام عليكم السلام عليكم