#حديث_الجمعة | ماذا فعل الرسول - صلي الله عليه وسلم - في غزوة بني المستلق

#حديث_الجمعة | ماذا فعل الرسول - صلي الله عليه وسلم - في غزوة بني المستلق - السيرة, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقد وصلنا فيها إلى السنة السادسة، ووصلنا إلى غزوة بني المصطلق، وعنده ماء عَرَّش عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي بنى عليه عريشاً ليجلس. اسمه ماء المريسيع،
بدأ العرب تُلقى في قلوبهم الرعب، وبدأ المشركون يفكرون في الجيل الثاني من الحروب، فإنهم تأكدوا أن هذه الدعوة لا تزول بحرب السلاح. ومباشرةً ينتقل المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمشركون إلى حرب الفتنة، حرب الإشاعات. رأس المنافقين هو عبد الله بن أبي بن سلول، وسلول أمه. ولذلك نقول عبد الله بن أبي
بن - نضع الألف لأن سلول هي أمه وليست أباه - ابن سلول، وكان أهل المدينة ينظمون له الخرز حتى يتوجوه ملكاً قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل النبي بأنواره وأسراره تغافل الناس عن عبد الله، فاغتاظ عبد الله ورأى أن ملكاً؟ إنني انتهيت من هذا الأمر. في الأسبوع القادم كانوا سيعينونني ملكاً ويحضرون لي التاج. لقد أعطوا التاج للصُنّاع ليصنعوه من الخرز،
ولم ينتهِ بعد. كانوا ينتظرون أن ينتهي عند الصانع، حيث كان أهل المدينة ينظمون له الخرز. ولكنك أتيت وذهبت، فكان حزيناً جداً، وظل يُظهر نفاقه - ليس نفاقه يعني على الملأ لدرجة أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان مرة راكباً البغلة خاصته وهو يسير، فكانوا جالسين في سَمَرٍ لهم هكذا ومن بينهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فالدابة كانت تُثير
التراب وراءها غباراً هكذا، فقال: "ما هذا؟ أزكمت أنوفنا". فالتفت له النبي صلى الله عليه قُرآننا كان سيدنا النبي هكذا، عندما يجد أحداً قليل الأدب، يقوم بتلاوة القرآن عليه، لعل الله يهديه. أي يتلو عليه القرآن، فقد يقول له مثلاً: "قل هو الله أحد، الله الصمد"، يعني بدلاً من قلة أدبك، قُل "الله أحد" يا أخي مثلاً. فقال له: "هلا جلستَ في بيتك". حتى تريحنا من عمل المنافقين، فصار النبي صلى الله عليه وسلم، ما دام السفه وصل به إلى هذا الحد، فماذا فعل؟ لم يجبهم ومضى.
هذا فقط لكي يبين من كان عبد الله بن أبي. هذا ابن سلول، عبد الله بن أبي ابن سلول، عندما جاء النبي عليه الصلاة والسلام. يخرج إلى أحد قوم خرج معهم حتى وصل إلى ثلث الطريق ثم عاد هو وأصحابه. عبد الله بن أبي ابن سلول أسلم بعد غزوة بدر عندما رأى المسلمين انتصروا والمشركين الذين كان يعتمد عليهم من أهل مكة انهزموا، فدخل في الإسلام وبدأت قضية النفاق أن يكون للإنسان أن يكون له ظاهر وباطن، يُظهر ما لا يُبطنه ويُبطن ما لا يُظهره. فانظر إلى الكلام وطريقة الكلام حتى أنها تفتقر إلى
نخوة العرب. انظر ما فعلوه معه في غزوة أُحد، وبعد ذلك خرج هو وأصحابه أيضاً مع النبي في غزوة بني المصطلق. كانت التعليمات قادمة من يهود خيبر والتعليمات قادمة هذا الرجل الذي هو سيدنا صلى الله عليه وسلم لن ينفع معه أن يظهر قتال ولا سلاح، ابحثوا له عن حل آخر ودبروا له تدابير مناسبة، واصنعوا الفتن واجعلوا الناس تتقاتل مع بعضها. فالتعليمات تلقاها من؟ الطابور الخامس. ما هو هذا الطابور الخامس؟ إنهم المنافقون الذين يعملون من يوجد بيننا من هو معنا لكنه ليس
منا، معنا لكنه يعمل لصالح الخارج، قلبه ليس معنا. الطابور الخامس كما سموه الآن، بعد هتلر، كان هذا الطابور الخامس يعمل خلف حدود أو خطوط العدو، فيكون منهم في إنجلترا وفي فرنسا ويعمل لمصلحة ألمانيا. نعم، هذا هو الطابور الخامس، فهؤلاء منهم ويعملون لمصلحة خيبر ولمصلحة مشركي مكة، فالنبي عليه الصلاة والسلام جالس عند المريسيع يتحدث هو وأصحابه، معه سيدنا عمر ومعه الناس، وهناك وقع
شجار بين اثنين، واحد من الأنصار وواحد من المهاجرين، شجار عادي حول من يريد أن يسقي دابته أولاً، يعني مشاجرة بين أخوين، فواحد منهما لطم على وجه الآخر. الثاني في خده، فالأنصاري قال: "يا معشر الأنصار، الحقوا، إنني أُضرب"، والثاني قال: "يا معشر المهاجرين"، فبلغ ذلك النبي، فقال: "أتفعلون
هذا وأنا فيكم؟ اتركوها، إنها منتنة، رائحتها سيئة. ما هذا المهاجرون وما هذا الأنصار وما هذا كذا إلى آخره". هذا الكلام لم يُعجب عبد الله بن أبي ابن سلول لا، هؤلاء الجماعة منذ ساعة قدومنا إلى المدينة وهم ضيقوا علينا المعيشة. إيجار السكن ارتفع، والطعام قلّ. ما لا أفهم ما الذي يحدث. هؤلاء الناس يجب أن يقفوا عند حدهم، لأننا عدنا إلى المدينة "ليخرجن الأعز منها الأذل". سأتصرف. أنا ولد صغير هكذا وهو من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
الله تعالى عنه سمع الكلام وهو جالس في المجلس، والكبار لا يريدون أن يؤذوا النبي بهذا الكلام، فذهب إلى سيدنا النبي وعنده عمر وقال له: "يا رسول الله، أنا الآن سمعت هذا الرجل عبد الله بن أبي يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، قال له: "أمتأكد يا نعم، إذن ماذا؟ سمعتها بأذني. قال له: حسناً، سنرى هذه المسألة
بعد الفاصل. سنرى كيف تصرف رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. خرجت من فم المنافق عبد الله بن أبي ابن سلول هذه الزلة: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". وبالطبع كان يقصد أنه هو الأعز وحاشاه. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطرف الآخر، عرف عبد الله بن أبي أن الصبي بلغ رسول الله. قال له
عمر: "يا رسول الله، أرسل فلاناً إليه ليقتله، كفى هكذا، لقد مللنا من هذا الرجل ومن أفعاله، وعندما خرج فينا لم يزدنا إلا فساداً وسيصنع فتنة، فخلصنا منه". أصبح يرسل فلاناً ليقتله وكفى، فيحكم عليه بهذا الحكم. فنظر إلى عمر وقال له: "لا يُقال أن محمداً يقتل أصحابه" عليه الصلاة والسلام. لا يوجد شيء كهذا، فيجب مراعاة صورة الإسلام التي يقول عنها بعض الناس: "وما شأني بصورة الإسلام؟ سأفعل ما هو موجود في الكتاب وكفى". لا. يجب عليك أن تراعي ما تفعله وتأثيره في صورة الإسلام وما سيحدث في الدنيا. لا يُقال أن محمداً يقتل أصحابه،
فهذا تأسيس لعقلية خاطئة. لا يُقال أن محمداً يقتل أصحابه وقد كان... وبعد ذلك جرى عبد الله بن أبي ابن سلول حينما علم أن الصبي زيد قال هذا الكلام لسيدنا. ذهب الرسول إلى جاره وقال له: "والله ما قلت، والله ما قلت" ويحرك يده هكذا. بعض الأنصار كانوا جالسين فقالوا له: "لعل الصبي أخطأ يا رسول الله". فأصاب الولد اكتئاب نفسي، والله العظيم، قالها حتى نزل فيها قرآن، فخرج بعد ذلك وزال الاكتئاب النفسي عنه لأنه قال: "والله لقد قلت
سمعت صحيحاً وبلَّغت صحيحاً وكان لابد أن أُبلِّغ، فها هو القرآن نزل فيها، وعندما نزل القرآن لم يستطع عبد الله بن أبي أن يكذب وكان يسير في المدينة مطأطئ الرأس إلى أن مات، وعندما سمع بهذا ابنه عبد الله وكان صالحاً، عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول المنافق كان صالحاً، وكان اسمه عبد الله. قال أيضاً: "يا رسول الله، إذا أردت أن تقتل هذا المنافق فمرني أن أقتله، وآتيك برأسه، فإنني لا أملك نفسي إذا قتله غيري أن أرى من قتل
أبي يسير على قدمين فأقتله، فأكون قد قتلت مؤمناً بكافر. فإذا كنت تريد قتله وقررت بالفعل أنا الذي سأقتله لك، ولكن اهدأ. أنا لن أقتله ولا شيء من هذا القبيل. لا عليك، إذا أردنا قتله سنجعلك أنت الذي تقتله. عبد الله التقي منع دخول عبد الله بن أبي بن سلول إلى المدينة، ووقف له عند المدخل هكذا على بوابة المدينة وقال له: والله لن تدخل حتى الأعزّ - وهو سيدنا النبي - والله لا تدخل حتى يأذن لك الأعزّ. يا
بني، عيب! قال له: كما أقول لك هكذا سأقتلك هنا. لا تدخل حتى يأذن لك الأعزّ. فأرسل شخصاً إلى النبي وقال له: انظر إلى هذا الولد، إنه يمنعني من الدخول. فقال له النبي: دعه. ثم قال ولكن بإذن مَن الأعز؟ آه، النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل أول ما وصلوا هكذا وجاء الرجل وأنكر وحلف وأشار له بيده وغير ذلك إلى آخره، ثم قال له ماذا إذاً؟ قال: طيب، قوموا نذهب. قالوا له: يا رسول الله، إنها ساعة غير مناسبة، يعني هذه الساعة لا يرتحلون كان لديهم مواقيت محددة يرحلون فيها حتى تكون الظروف مناسبة
للرحيل، وكان هذا الوقت عادةً هو الليل، لكن هذه ساعة شديدة الحرارة، إنها ساعة منكرة. فقال: "اتبعوني"، وقام ومشى. فقال أنيس بن حضير: "يا رسول الله، لِمَ تسير في هذه الساعة المنكرة؟" فقال له: "ألم يبلغك ما..." قال صاحبك - وهو لم يكن صاحبه أُنَيْس بن حُضَيْر، وهذا من كبار الصحابة، صاحبك يعني قريبك، الذي يتبعكم - فقال: وماذا قال؟ فقال: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". حسناً، أنا عائد إلى المدينة، وعندما نرى من
هو الأعز ومن هو الأذل. أرأيت؟ أرأيت ماذا حدث؟ لم نحن إذن نؤجلها حتى تنجلي هذه الغمة؟ لا، بد من المواجهة، لا بد من الحزم، لا بد من القوة. قال: يا رسول الله، لقد أتيتك وأهل المدينة يصنعون له تاجاً ليُملكوه، وهو يرى أنك قد سلبت مُلكه. يعني سامحه، يعني هذا رجل مسكين، الله يكون في عونه يعني. هذا من البلاء الذي هو فيه، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساروا. عندما ساروا أصبحت الدنيا، أي السير في ساعة مخالفة لما اعتدنا عليه، تصنع برنامجاً آخر، تصنع
برنامجاً آخر. متى سنتوقف؟ متى سنتحرك؟ هذا يعني أننا سنتوقف في الليل وسنسير في النهار، فقد انقلبت الحكاية، ولذلك هكذا نجعل فيه ما يسمونه في الإنجليزية "شيفت" يعني ترحيل هكذا حتى تُعدَّل المسألة. فلما ساروا بهذه الطريقة نزلوا في منزل، وبعد ذلك ذهبوا قائمين أيضاً من غير... في ذلك الوقت كانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قد استعارت عقداً من أختها أمانةً، وقد ضاع منها العقد، حسناً وماذا الخاص بها كانت قد تركته، لكن هذا يخص أختي. ماذا ستقول وماذا ستفعل
بالأمانة؟ فجلست تبحث عنه، ثم عادت فوجدتهم قد رحلوا. فجلست وقالت: "إنا لله وإنا إليه راجعون". وأخذت تبكي. انتهى الأمر، لم يعد هناك شيء. الهودج مغلق، حمله أربعة رجال، وهي كانت ما زالت صغيرة في السن، فلم كان يحمله رجل واحد لم يكن عليه شيء، فأحس بأن الهودج خفيف، لكن كل واحد لم يشعر لأنهم أربعة يحملونه، وساروا من شدة البكاء والإجهاد ونامت، فجاء رجل اسمه صفوان فوجدها وكان يعرفها وهي صغيرة وقد رآها، فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون،
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم" لم يزد على ذلك إلا الاسترجاع: "إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون"، وجعلها تصعد على الجمل، "وإنا لله وإنا إليه راجعون"، وقاد الجمل "أنا لله"، لم تسمع منه إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون" حتى دخلت المدينة. فلما دخلت المدينة، بدأ الطابور الخامس يعمل، وأشاع عبد أبي بن سلول بأنها كانت مع صفوان وحدثت حادثة الإفك التي برّأ الله السيدة عائشة من فوق سبعة أرقع، ولنا
في عبرة حديث الإفك وما يتم في بلادنا ووسط شعبنا من حديث الإفك عبرة نهتدي بها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام. عليكم ورحمة الله وبركاته
    #حديث_الجمعة | ماذا فعل الرسول - صلي الله عليه وسلم - في غزوة بني المستلق | نور الدين والدنيا