حلقة والله أعلم | فضيلة د. علي جمعة يوضح حقيقة المؤامرة على الإسلام والمسلمين | حلقة كاملة

أهلاً بكم. لا نرى حادثاً في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي حتى على نطاق أوسع في العقود الأخيرة أو حتى في هذه الأيام أو السنوات القليلة الماضية. البعض يستشعر تراكم الأزمات وتواتر هذه الأزمات والحروب والمشكلات وحتى الصراعات التي يدخل فيها العالم الإسلامي حتى بين أعضائه وبين مكوناته كل. يوماً بعد يوم وكل عام نرى أن هناك مشكلة، إما مشكلة طائفية أو
مشكلة حدودية أو مشكلة عسكرية أو نزاع مسلح. نرى ثورات تقوم هنا واضطرابات تقوم هناك، وكأنها براكين تتفجر بها الأرض من تحت أقدام العالم الإسلامي. البعض يرى في هذا الأمر وفقاً لنظرية المؤامرة بأن هناك مؤامرة تُحاك في الوقت الحالي نرى خروج الدواعش وخروج الجماعات الإرهابية والجماعات التكفيرية. البعض يرى بأن هذا مخطط وأمر مدبر ضد الإسلام والمسلمين لكي يقعوا فيه ولكي تصبح صورة الإسلام للأسف بهذا الشكل من السوء بأيدي المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اليوم نتحدث في هذه الحلقة فضيلة الدكتور عن حقيقة... المؤامرة ضد الإسلام والمسلمين، سؤالنا لحضراتكم على صفحتنا على الفيسبوك: برأيك ما أشد المؤامرات التي يعاني منها الإسلام اليوم؟ وسنعرض إن شاء الله لبعض من إجاباتكم في نهاية الحلقة. لكن في البداية أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل
الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً، أهلاً بكم. مولانا، هل فعلاً نحن نعيش اليوم فترة مؤامرة على الإسلام؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أنا مهتم بشيء من دلالات الألفاظ وباللغة وما إلى ذلك، وأرى أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، ولذلك أريد ضبط المصطلحات. مؤامرة تعني شيئاً... تتم في السر بعيدًا عنا وهذا غير حاصل، فهناك صدام وهذا الصدام علني مكتوب في الكتب باقٍ من زمن طويل له تجليات مختلفة، فسمِّه مؤامرة. كيف تكون مؤامرة؟ معناها أن هناك من يدبر
في غرف مغلقة ضدي، لكن الأمر ليس كذلك، بل الأمر أنه عندما دخلت أوروبا عصر الآلة. وعندما تحولت أوروبا بعد اختراع المطبعة وترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية، وكان ذلك حدثًا كبيرًا وقفت الكنيسة ضده كثيرًا، وكانت هناك معاناة فيه إلى قيام الثورة. نحن نتحدث الآن عن أواخر القرن الخامس عشر حتى القرن ألف وسبعمائة أي القرن الثامن عشر، وأوروبا ترى أنه لا بد أن تعيش عصر يُسمى عصر التنوير، والفرنسيون والإنجليز
وغيرهم رأوا للدنيا وجهاً آخر، وأنه أصبح كافياً أن تقف الكنيسة عند حدها وانتهى الأمر. من هنا نشأ عداء يطول شرحه بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية التي كانت تضم أيضاً القسطنطينية التي هي مقر عاصمة الدولة البيزنطية والتي انتقلت إليها الكنيسة. الشرقية التي إلى روسيا والغربية أُنشئت في إيطاليا مع الكاثوليك وغير ذلك إلى آخره، من هنا دخل وبدون شك هذا الوجود الإسلامي المترامي الأطراف من الأندلس حتى الهند، دخل في المنظومة ولم يدخل
غريباً بل دخل على أنه عدو لنا، هناك مصالح متعارضة وبناءً على المصالح المتعارضة بدأ العمل بشكل وجدوا الدولة العثمانية لم تعجبهم، والدولة العثمانية عندما لم تعجبهم عملوا على أن تنهار لأنها تمثل تهديداً بليغاً لهم. والكلام علني، الكلام مكتوب في الكتب والمراجع وما زال إلى اليوم. ووجدنا فترة تسمى فترة الاستعمار العلني حيث جاءوا بالجيوش لكي يحتلونا ويأخذوا ثرواتنا ليبنوا بها مترو الأنفاق والقطارات. مدينة لندن التي تحتهم تلك مبنية من دمائنا من أموالنا وتعبنا، فأنا أريد أن أقول لحضرتك أن كلمة مؤامرة غير دقيقة، ليست مؤامرة لأنها
معلنة في العالم، نعم، معلنة في العالم. لديّ تاريخ طويل غير نظيف من الاستشراق، غير نظيف لكنه معلن، لدي تاريخ طويل. من عدوان التبشير في البلاد الإسلامية، لكن هذا علناً لا يُنكره أحد، يعني هذا موجود، وإنما شخص قادم ليُبشر ويُخرج الناس من الإسلام إلى غير الإسلام. لدينا إعلام يعمل الآن متحيز، واضح التحيز، ليس فيها مجال للنقاش يا أستاذ. عندما تأتي إلى لندن وحدها منذ سنة ألف وتسعمائة... ومنذ السبعينيات وحتى اليوم، نُشر أكثر من ثلاثة آلاف وستمائة رواية تشتم الإسلام والمسلمين. أليست هذه مؤامرة؟ ما هذا؟ إنهم أناس يشتموننا بالكذب. "آيات
شيطانية" التي أثرنا عليها ضجة تلك، لمؤلفها سلمان رشدي الذي منحوه فوراً رتبة "سير". يا سلام! و"الأرض"... يا سلام هكذا! لأجل شتم المسلمين وشتم نبي الإسلام وما إلى ذلك، كل هذا ويكون مؤامرة سيدي. حتى أنك أهديتني مرة كتاباً قرأته، وهو كتاب "المهدي" لكاتب بريطاني يحكي عن تفتيت العالم الإسلامي عن طريق المؤامرة، وخلق شيء اسمه المهدي، وجر المسلمين في عالم كذا، هذا هو الكتاب. الغريب في الأمر أن هناك جانباً كبيراً من داعش مكتوب عنه، وهو مكتوب في القرن الثامن بالضبط، أي مكتوب منذ ثلاثين أو أربعين سنة ويُطبَّق الآن. أنا أرى شيئاً غريباً جداً يحدث، فهو يقول له أحد الصحفيين: "أريد أن أفهمك أنت..." لماذا
لم يرسله إلى المخابرات، نعم إلى الـ(سي آي إيه) والـ(سي آي إيه) وغيرها؟ فيقول لك شيئاً بسيطاً يا أخي، أن الـ(سي آي إيه) والثانية هذه (الإنتلجنت سيرفس) التابعة للبريطانية، البريطانية هم الذين أعطيناهم. لماذا تعكس الأمور؟ إذاً قصة المؤامرة هذه ليست كما تظن، وأنا لست معنياً بها. لست أنفي الصدام ولا أنفي الترصد ولا أنفي الاستعمار ولا أنفي محاولة الهيمنة، ولا أنفي... لا، أنا لا أنفي هكذا. إنني أقول هذا علناً. ماذا سيختلف إذن؟ سيختلف كثيراً عندما أقول أن هذا معلن، فلا يكون هناك خلاف، لكن عندما أقول إنها مؤامرة، وأنت تقول لا... ليس هناك مؤامرة. أنا أقول لا توجد مؤامرة، وتقول لي أنت إن هناك مؤامرة. لا، هذه المؤامرة التي تكون في الخفاء، وبعد ذلك يأتي شخص ويقول لي: "يا أخي لا تظلم الناس، فهذا يحدث في الخفاء". أنت
ما الذي أدراك؟ هل هذا علم الحقيقة؟ لا، كان يجب أن أسمع بأذني، أرى وثائق ويكيليكس تنشرها، لكن هذه ليست مؤامرة ولا في السر، بل علناً. هؤلاء أناس علناً ضربونا، وعلناً استعمرونا، وعلناً جعلوا الهند مزرعة لهم، وأنشأوا طريق الحرير، وفعلوا هل تلاحظ سيادتك كيف ظل طريق الحرير هذا ينقل ثروات الصين والهند ولكن بالرضا، لكن عندما احتلت... إنجلترا والهند، نعم، فهذا واضح. وكانت الهند ولاية إسلامية، وحيدر آباد ظلت ولاية إسلامية في زمن آخر السلاطين الذي هو السلطان محمود ألف تسعمائة ستة وثلاثين، أي بعد الحرب العالمية الأولى صحيح. فهل أريد بعد كل هذا أن أسميها مؤامرة أيضاً؟ أنا لست
مرتاحاً من كلمة مؤامرة لكل هذه. التجليات، حسناً، ماذا نسميها يا مولانا؟ يعني نسميها أحسن تسمية، نسميها صراعاً، نسميها اصطداماً، نسميها أي شيء، نسميها الصراع، بين المصالح. تتصارع، وأنا عندما أعرف أن هناك مصالح تتصارع، سأقوم بماذا؟ أدرس خصمي، لن أقول عدوي، سأقول الخصم الاقتصادي، وسأجلس معه في تفاوض، سأتعاون معه. هو ابن الجسور في جوانب وسأتفاوض معه في جوانب أخرى وسأترك له وآخذ في جوانب ثالثة. أعني أريد أن أقول لحضرتك إننا ستختلف معاملتنا من أن نقول إن هناك مؤامرة فنكون غير متأكدين، وهناك مؤامرة فنكون
غير واعين للمسائل، وهناك مؤامرة فلا نعرف كيف نتصرف مع الحالة، وبين أن... نحن نقول إنه ليس في صراع على المصالح، صراع على المصالح أصبح أن أجلس لأدرس وأفكر وأترك وآخذ على قدر مصلحتي أنا أيضاً، وستختلف القصة التي بيني وبينه. سأذهب لأبني معه الجسور، وأذهب لأتعاون معه، وأذهب لأصنع معه المصالح، وأذهب أيضاً لأغضب معه، هل انتبهت؟ كيف آخذ منه هذا وأترك له هذا اليوم، وبعد ذلك غداً أقول له لا يكفي هكذا، وهكذا... أي الحياة المعتادة بين البشر. حسناً مولانا، سأصلح أفكاري وأرتب أسئلتي، وسأزيل كلمة المؤامرة
والمؤامرات، وأقول سيناريوهات الصدام بين العالم الإسلامي والغربي، التضارب والمصالح. حسناً، برأي حضرتك ما يعني في... نحن نعيش الآن أشد سيناريوهات الصدام خطورة على العالم الإسلامي. ما هو التقسيم؟ عندما جاءت تركيا، ما اسمها؟ هذه تركيا التي سموها "رجل أوروبا المريض"، صحيح، وسموها اسماً آخر ألطف وهو "المسألة الشرقية". هذا الرجل المريض هو الذي طرق أبواب أين؟ وهو طرق أبواب أين في الحقيقة لكي يصل إلى ينقذها من ملوك الطوائف، وعندما نزل إلى
المغرب - عفواً، عندما نزل إلى المغرب، خاف سلطان المغرب فلم يدخله كي يدخل الأندلس من تحتها، وضاعت الأندلس، أشياء أخزت المسلمين فيها، إذ ضيعوا الفرصة. الفرص الضائعة، الرجل المريض، جاءت إنجلترا وفرنسا وهما القوتان العظميان في العالم حينئذ، واتفقتا مع روسيا على المريض منتبه كيف يا سيادتك، وقد يكون في هذا السيناريو الذي حدث في الاتفاق على روسيا منذ أكثر من مائة سنة هو نفس الاتفاقات الآن. الصراع الذي يجري بين الغرب وبين روسيا، وهذا صراع أساساً بين الكتلتين الشرقية والغربية. لا يهم، أنا
أفهم ما حدث. ألف تسع مائة وستة عشر، ألف تسع مائة وستة عشر، كانت لدينا الثورة العربية الخاصة بالشريف حسين رحمه الله تعالى، وكانت هناك اتفاقية سايكس بيكو. سايكس وبيكو هما شخصان، أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي، اجتمعا في الهند ليقسمونا. كان لدى الشريف حسين مشروع اسمه سوريا الكبرى، سوريا. الكبرى تشمل سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، وسوريا الكبرى هذه هي التي تطورت عند نوري السعيد بالهلال الخصيب. هذه المنطقة كلها قام سايكس بيكو بتقسيمها وجعلها دولة، اثنتين، ثلاثة، أربعة، وأصبحنا خمسة
الآن في نفس المنطقة. بعد ذلك جاء بن جوريون الذي هو رئيس إسرائيل، رئيس وزراء إسرائيل أو... كان رئيس إسرائيل قال: "يا جماعة، نحن في وسط ناس أقوياء جداً: مصر والسعودية والعراق وغيرها، هذه جيوش ضخمة، فلابد أن نفتتها". قال ذلك سنة أربعة وخمسين. مرت الأيام وفوجئنا بالأستاذ برنارد لويس وهو يدعو إلى التقسيم في أوائل الثمانينيات، وبدأت قصة التقسيم من الثمانينيات حتى اليوم. هذه أخطر مسألة نواجهها اليوم في الصدام، وكل شيء مكتوب، وكل شيء يأتي. عندما تجلس مع السفير الأمريكي أو مع السفير المعني، يقول لك: "أبداً، أين هذا؟ هذا الكلام الذي على الإنترنت ليس منا، بل من
خيالاتكم، من خيالاتكم، لأن الإدارة الأمريكية لم تصرح بهذا بعد". نعم، لكنكم أنتم كتبتم، نشروا العالم في أربعمائة دولة، بينما نحن مائة وستة وتسعون دولة بالدول التي يزيد عدد سكانها عن عشرة آلاف نسمة. عندما تحصي كل دول العالم، تجد أنها تبلغ نحو مائتين وثلاثين دولة تقريباً. الأربع والثلاثون دولة المتبقية عدد سكانها أقل من عشرة آلاف نسمة، مثل ليختنشتاين، أي أنها دول صغيرة آلافُ واحدٍ ولا مثلَ موناكو أو غيرها، المهمُ الحاصلُ أنهم يريدون أن تكونَ الخريطةُ أربعة، المحورُ الإسلاميُّ ستةٌ وخمسونَ دولةً الذين هم موجودون في منظمة التعاون الإسلامي في جدة الآن، ستةٌ وخمسونَ دولةً. ولكي نجعلَ الدولَ تصلُ إلى الرومية، يجب أن تُقسَمَ كلُّ دولةٍ من هذه الدول إلى أربعة أقسام
ترتاح. هذا هو العمل الذي نحن نخبرهم به ونقول لهم إن كل ما تفعلونه هذا لن تستطيعوا فعله. حسناً، أستأذن حضرتك بعد الفاصل لنتحدث في السيناريو المضاد. يعني هذه خطة، هذا سيناريو لتقسيم وتفتيت وإضعاف العالم الإسلامي. فهل يوجد لدى العالم الإسلامي خطة عمل مضادة؟ بعد الفاصل إن شاء الله، أهلاً بحضراتكم معنا، طيب مشاهدينا، إن ما يحدث في المنطقة العربية وظهور داعش وغيرها، وقبلها كان تنظيم الإخوان المسلمين منذ أكثر من ثمانين سنة، البعض
يُرجع هذا - وسأعارض طبعاً على مولانا - البعض يُرجع هذا، كما أتذكر، إلى المؤامرة، فسنقول إنها نظرية الصدام، محاولة إضعاف أو تمزيق العالم الإسلامي، نستطيع أن نقول يا مولانا إن نظرية الصراع هذه ما زالت قائمة حتى الآن وأنها لن تنتهي ولن تنتهي إلى يوم القيامة لأن هذه حياة أناس في صراع، فهو يريد أن يعيش في رفاهية ويريد أن يجعل هذه الرفاهية على حساب غيره، ويريد أن يجعلنا أسواقًا من أجل أن نصدر يُصدر لنا ويُحضرها لنا نحن ويُحضرها لنا وعندما يُحضرها لنا يُغير ملبسنا ويُغير مفاهيمنا ويُغير كذا لكي نُصبح سوقاً جيدةً له، وهذه السوق تدخل، وبعد ذلك عندما وجد أن بعض الصناعات ملوثة مثل الألمونيوم قال لكم لا تأخذوها، أما الإسمنت فقال خذوه
لكي تفعلوا كذا، ويريدون أن يجعلوا أفريقيا. نفايات نووية ويريدون أن يفعلوا كذا وكذا، وعندما تأتي في مؤتمرات المناخ وتقول لهم أنتم السبب في ثقب الأوزون وغيره، ادفعوا، يقولون لك: لا، اجمعوا من بعضكم أنتم يا فقراء وادفعوا، أو أنتم أغنياء فادفعوا، ليس لنا تدخل ونحن لا يمكن أن نفعل ذلك. كل هذا الكلام وكل هذه الوقاحة. هذه علنية لا يوجد فيها خفاء، هل تلاحظ سيادتك كيف؟ فلذلك يجب عليّ أن أتعامل معها بقدر هذه العلنية وبقدر هذا الواقع. لكن سيدنا النبي لم يكن ليتركنا في هذا الخضم الهائل دون توجيه. تحدث إلينا وأخبرنا ماذا نفعل عندما
يكون الحال هكذا، ورسم لنا طريقاً يسميه المفكرون. على فكرة يفعلونه هكذا طريق الكفاح السلبي، يعني في وقت نحن الذين نصنع السلاح، نحن الذين نعمل لا أعرف ماذا وكذا، فسوف ندافع عن أنفسنا ولو بالقتال، وسندافع بحرب استباقية، وسنفعل كل ما يُفعل من أجل مصالح الأمة ومن أجل مصالح الناس والبشر. أما في وقت لست أنا... الذي يصنع السلاح وتكالبت علينا الأمم كما تتكالب على قصعتها لأكل طعامها، فماذا أفعل يا رسول الله عندما تحدث الحالة هكذا؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن يأتيك الموت وأنت تعض على جذع نخلة، فكن حلساً من أحلاس
بيتك، وكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل وهو الكفاح السلبي - هل أخذت بالك سيادتك؟ الكفاح السلبي هذا مورس، هذا الكفاح السلبي عمله غاندي فأخرج إنجلترا وأصابها بالجنون بالكفاح السلبي. هذا الكفاح السلبي مارسه السود في أمريكا فنالوا حقوقهم، والآن عندما يدخل شاب أسود إلى مطعم فإن الفتاة التي تعمل كنادلة والتي تقدم الخدمة تأخرت عليه. يُهدّدها قليلاً ويرفع صوته عليها ويستدعي لها الشرطة، إلى هذا الحد وصل، حتى وصل إلى حد أن أصبح رجل من السود رئيساً للولايات المتحدة. إذا كنا هنا، فهذا كفاح سلبي. هذا الكفاح السلبي له نتائجه وله نتائجه المُجرَّبة. نصحنا رسول
الله بهذا الكفاح السلبي عندما يحدث هذا، ليس خوفاً ولا أي شيء إلا أن عدم الكفاح السلبي سوف يدخلني في معمعة من ملاحم الدم التي لا نهاية لها. جربنا أن نعيد تشكيل القوى في لبنان مثلاً بين المسلمين وبين الدروز وبين الشيعة وبين السنة والشيعة وبين الموارنة وغيرهم إلى آخره، واستمرت الحرب اللبنانية ولم تنتهِ وبدأنا من... المربع رقم صفر حاولوا أن يفعلوا هكذا في السودان فانتهت بالتقسيم، وحاولوا أن يفعلوا هكذا في كل فتن الملاحم هذه، وداعش وغير داعش، والإخوان وغير الإخوان. كل هذا الكلام
لا يحقق غرضه، لماذا؟ لأنهم لم يتبعوا المحجة البيضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواجهة التي هي ماذا؟ إنها الكفاح بوسع اليد، نزعت يدي من هذه الفتنة، والله سبحانه وتعالى ناصري، وسيعود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً، فطوبى للغرباء. فلنبدأ مرة ثانية أن نتفاهم مع الأمم ونفهم أصل دين الإسلام وهو "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، أصل دين الإسلام الذي هو "ما على الرسول إلا البلاغ". إن أصل دين الإسلام الذي يقول "لكم دينكم ولي دين"، أصل دين الإسلام الذي "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، أصل دين الإسلام "وما أرسلناك عليهم حفيظا"، أصل دين الإسلام يا أخي "لا إكراه في الدين"، يعني آيات كلها وأحاديث وغيرها تبين أن أصل هذا الدين هو والدعوة إلى الله سبحانه
وتعالى هذه هي كيفية التعامل مع هذا الصدام، لكن يأتي أناس يقولون لك: "والله أنت تضربني؟" طيب، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، طيب "أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، وأنا سأقتلك. طيب، أأحمل أيضًا السلاح في وجه الدولة إلى آخره، والسلاح الذي يبيعه له هو مصنع السلاح الذي بيده أن يمنعه منه فيما تشاء وأن يعطيه ما تشاء، فأصبحنا ألعوبة. لماذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفاح السلبي حتى لا نكون ألعوبة في يد الآخرين؟ هذه هي القضية. ولذلك فنحن لدينا رزقنا الله بجيوش نظامية. الجيوش النظامية هي التي تقاتل لأنها تعرف متى تبدأ ومتى تنتهي وكيف تفاوض، وبذلك
تحقق أفضل الأوضاع لشعوبها. حسناً يا مولانا، البعض يذهب بتفكيره ليس فقط إلى منطقة الشرق الأوسط، بل يذهب إلى الأطراف في جنوب شرق آسيا ويرى ما حدث منذ فترة ما زالت تحدث للأقليات المسلمة هناك، للروهينجا مثلاً، يعني فيرون تقتيلاً وذبحاً من البوذيين ومن الأكثرية هناك، وبالتالي يستدلون أو يستندون في هذا إلى نظرية أن الإسلام ما زال يُحارب حتى الآن بمعنى كلمة الحرب، وبالتالي يجب علينا أن نقاتلهم كما يقاتلوننا، وسواء يقاتلون ليس البوذيين فقط بل يقاتلون أي شيء حتى بمن فيهم المسلمون، أما الجزء الأول فلا بأس أن يقوم أحد بالأمر بأن الإسلام يُحارب حتى الآن في أوروبا ويُحارب حتى الآن في كشمير ويُحارب حتى الآن في جنوب الفلبين ويُحارب حتى الآن. ولكن كيف إذن، لو
فهمنا أنه لا توجد مؤامرة وأن هذا هو واقع الصراع والصدام، نعرف كيف نتفاهم، فهذا هو أساس رفضي لكلمة المؤامرة وأن العدوان. نبدأ إذن بنشر في العالم كله "أغيثونا، إننا نُضرب"، "أغيثونا، إننا نُظلم"، "أغيثونا، لقد أصبحنا الجدار المنخفض لمن يستحق ومن لا يستحق"، "أغيثونا، فهذا وذاك وذاك"، فهذا يؤثر في البشرية أكثر. بكثير مَن الذي يقول أنه يؤثر في البشرية، لست أنا، هذا سيدنا صلى الله عليه وسلم. لو كنت أنا بعقلي هكذا لتمنيت أن نمسك السلاح ونضرب بعضنا البعض ونفعل كذا وكذا إلى آخره. ولو كنت مخوناً لما التفت إلى الحكمة من أنك تقول لي أنت ما هو في. جهاد حقيقي وجهاد غير حقيقي، فأنت الآن تسمي
الجهاد غير الحقيقي بالجهاد الحقيقي. الجهاد الحقيقي هنا هو الجهاد كما صبر سيدنا في مكة، وكما صبر سيدنا مع المشركين، يجب علينا أيضاً أن نصبر مع الملاحدة في هذه الفترة إلى أن يمكّن ربنا لهذا الدين، ولابد أنه سيمكّن له. الدين لماذا لأننا قد ظُلِمنا، لماذا ندعو إلى هذه المظلومية؟ يا جماعة انظروا إلى إسرائيل وهي تقتل أبناءنا وأحفادنا ونساءنا وشيوخنا، انظروا ماذا يحدث في بورما، انظروا ماذا يحدث في فلسطين، انظروا ماذا يحدث في كشمير، وانظروا إلى ما يحدث في أماكن أخرى. يعني لا تسوء هذا الأمر، فهذا يجعل خطر عليهم أن يدخلوا جميعاً هكذا، فالناس تدخل في دين الله أفواجاً، لكن ما يحدث الآن أن الناس تنفر
وتبتعد حراماً من الإخوان ومن داعش ومن النصرة وغيرها. هؤلاء الأربعون حرامياً شوهوا صورة الإسلام والمسلمين في الأرض، وقالوا إن هؤلاء المسلمين قوم دمويون وسفاحون، فلماذا نتعاون معهم؟ الأفضل ألا نفعل. لا يُقتلوا في نفسيته من الداخل، يقول هكذا بلسانه، لا، يقول، دعهم ينهوا بعضهم البعض، دعهم ينهوا بعضهم البعض. أنشئ لهم أيضاً أناساً هكذا، أجعل لي في سوريا هذه شيئاً ما يعود إلى هذه العصابات، تمسك سوريا وتشعل المنطقة، دعهم يأكلون بعضهم البعض. وهذا الكلام قديم ومنشور. المهم أنه منشور ومنشور في عدة جهات، كُتب للباحثين وكُتب للدبلوماسيين وكُتب لعدة جهات، وتقارير
قُدمت من مراكز الفكر أو من بيوت الخبرة وبيوت التفكير المستقبلي إلى آخره. لكن أنا أقول إن الكفاح السلبي الذي أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع له علامات قوية جداً من ضمنها وجود الخليفة في الأرض يعني عدم الوحدة، فالوحدة هي الهرب، يعني الزم بيتك، أي كن حلساً من أحلاس بيتك، فإن دخل عليك بيتك فادخل دارك، فإن دخل عليك دارك فالزم مصلاك، فإن دخل عليك مصلاك وأخذك وبريق سيفه، فضع عباءتك على وجهك وكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل إلى آخر ما هنالك، يعني إذا نحن لدينا كفاح سلبي يتوائم مع هذا النوع من أنواع الصدام، نظهر به حقيقة الإسلام في دعوته السمحة، في دعوته القوية.
هذا التسامح هو الذي سيوصلنا إلى الحقوق، هو الذي سيوصلنا إلى النصرة في نهاية الأمر، والذي يؤتي الملكة إنما هو. الله سبحانه وتعالى لمن يشاء. طيب، مولانا، على الجانب الآخر نرى الجماعات التكفيرية والإرهابية تستند إلى بعض الآيات مثل آية "وأعدوا لهم ما استطعتم"، ويستقطبون من خلالها الشباب لمحاربة كل من هو طرف في هذه المؤامرة، سواء كان حتى ما يقولون بمصطلحهم - يعني سواء كان طرفاً خارجياً كالدول الغربية أطرافًا داخلية كأحزاب وأطياف وحكومات حتى ويستقطبون الشباب لمحاربة الداخل والخارج لأن هذه مؤامرة واجب أن تعدوا لهم وصدعتم
من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. أستأذن حضرتك، آسف، يجب أن أخرج للفاصل. نكون جاهزين مرة أخرى مولانا. الشباب أصبح الذي يتم استغلاله بالآية الكريمة وقعدوا لهم. ما استطعتم لكي يحارب عدو الله البعيد ثم عدو الله القريب، أو يبدأ بالعدو القريب لكي يتمكن بعد ذلك من العدو البعيد وفقاً لهذه النظريات الإرهابية المعروفة. حضرتك كيف توجه النصيحة لهؤلاء الشباب، خاصة أنه للأسف هناك مجموعة كبيرة يتم استقطابها بهذا الرأي أو بهذا الفكر؟ أول شيء أن... هذا مبنيٌ على ما حذَّرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مبنيٌ على تكفير المسلمين. أبداً، النبي عليه الصلاة والسلام حذّر من تكفير المسلم تحذيراً تاماً في أحاديث
لا عدَّ لها ولا حصر. فلما كفَّروا المسلمين ابتداءً، أصبحنا أعداءً وأصبحنا لا بد من التصفية أولاً، العدو القريب. وإلى آخره، وكل هذا من أين يأتي؟ يأتي من اعتبار أنَّ ولي الأمر كافر. فعندما جاء "وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ" التي هي خطاب لولي الأمر - الذي امتثل على فكرة، وولي أمرنا امتثل - "وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"، وذهب وكوَّن جيشاً، والجيش يتم تسليحه ويتم تدريبه الصرف عليه ويتم أي دخوله حتى في الحياة العامة. يعمل لنا طرقاً ويشيد لنا جسوراً، ولديهم خبرة ولديهم كذا إلى آخره. في كل شيء لديهم طب ولديهم هندسة ولديهم "وأعدوا
لهم ما استطعتم من قوة"، لديهم جهاز معلومات، لديهم اتصالات، مفاوضات، لغات. "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" القلبُ جعلها - ما دام هذا أصبح كافراً - أنها موجهةٌ إليه هو، فانتقل من الجهة الصحيحة المنفذة في الواقع فعلاً إلى الخيال المريض. خلاص، لقد قلت قبل ذلك كثيراً: هذا شخصٌ ذاهب إلى محطة مصر يريد أن يركب إلى الإسكندرية، فذهب راكباً إلى أسوان. عندما يصل إلى أسوان وهو للواقع فهو في ضلال بعيد عن القاهرة وبعيد أكثر عن الإسكندرية الذي نعيش فيه هو هذا: أنهم يأتون إلى كتاب الله فيأخذون منه ما أرادوا، يأخذون منه ما أنزله الله في المشركين
فيجعلونه في المسلمين، يؤمنون ببعض الكتاب ولا يؤمنون ببعض آخر، فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. أيضاً هناك خلل عظيم في اللغة وخلل عظيم في أدوات الفهم، كل هذه المسألة تجعل استدلاله بالآيات أو استدلاله بالأحاديث كأنه لم يكن، لأنه يستدل بشيء القرآن نبهنا على خلافه والسنة نبهتنا على خلافه. نعم، مبني على الجهل من ناحية والتجزئة من ناحية أخرى والهوى وإدراك الواقع على غير حقيقته. ما هو له هم يصفون الواقع بغير ما هو له وهذا معناه كذب، والكذب هو تعريفه وصف الواقع بغير ما هو له. أكيدًا، نعم أكيدًا. بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله خيرًا. وأستاذ الحضرة، نفتح الاتصالات للسادة المشاهدين العبء، أي
أسئلة لفضيلة مولانا. البداية مع الأستاذ زهاب، تفضل يا سيدي. أهلا بك فضيلتكم وعليكم السلام، أهلا بحضرتك. طيب، حسناً مع السلامة، سلام. طيب، أنا عندي سؤال يا شيخ. أنا أسأل عن القضاء والقدر، وأريد منك أن توضحه لنا بطريقة سهلة، لأنني سمعت فيها أقوالاً كثيرة جداً لدرجة أنني منذ فترة حينما سألت عنها قد احترت. خفت منها، حذرني منها ويقول لي لا ليس لك شأن به. حسناً، كنت أريد فقط توضيحاً من الشيخ. لماذا يعني؟ مسألة كنت أريد فقط تفسيراً منها، وأن القدر يشمل حركاتنا وأكلنا وشربنا، أم أن الله أعطى للإنسان حرية، أم كنت فقط أريد توضيحاً. حاضر يا سيدي، حاضر. يا مولانا الحقيقة أننا تكلمنا في هذه الجزئية أكثر من مرة لكن حاضر تحت أمرك. الأستاذ علاء تفضل يا سيدي. السلام عليكم. وعليكم السلام يا سيدي. فضيلة شيخنا عندي سؤالان بسيطان فقط. السؤال الأول: ما هي اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم؟ والسؤال
الثاني: هل نحن ساميون كما؟ يقول الناس لأننا مصريون والمصريون لا أعتقد أنهم ساميون، يعني نحن لسنا أبناء عم اليهود، لكن هؤلاء هم المسؤولون. حاضر سيدي، دعني أفضل فينا. نعم، السلام عليكم. وعليكم السلام. معذرة، هل يمكنني التحدث مع الدكتور علي حضاري؟ كيف أنت مع الهواء؟ تفضلي فينا. حسناً، لو سمحت يا دكتور، أنا... رمضاني بالتحديد أنا كنت حاملاً وولدت، يعني لم أستطع الصيام منه. ولدت منذ أربعة أيام فقط، فأنا أريد الاستفسار: هل يمكنني صيامه في هذه الأيام أم في أي وقت آخر؟ أم يجب علي صيامه قبل رمضان القادم؟ وهل هناك شيء آخر علي فعله؟ وإذا لم أستطع الصيام هل أخرج صدقة؟ مولانا بالنسبة للأستاذ إيهاب بقى لم أسأل القضاء والقدر، لم
أسأل القضاء والقدر يا إيهاب. ينبغي أن تنتبه معنا قليلاً هكذا. الله سبحانه وتعالى كان ولم يكن شيء معه، يعني كان خارج الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، خارج. وعندما خلق الكون مثل عصاي هذه هكذا، قام بخلقه هكذا. خلق الكون هكذا، هو هذا بداية الكون وهذا نهاية الكون، وهو في الخارج صحيح، فهو يرى الكون مرة، يعني جملة واحدة، جملة واحدة في لحظة واحدة، هي ما لا وجود له لأنه ليس حوله وقت، نعم، فهو سبحانه وتعالى ليس تحت قوانين النملة التي تمشي على
العصا هكذا، هو لا، في هذه القوانين، هذا خارج هذه القوانين، ولذلك لا يصلح أن نقول: "متى جاء ربنا؟" هذا لا يصح لأنه لا يُسأل عنه بـ "متى"، ولا "أين هو؟" لا يصح لأنه ليس في مكان، فهو خارج المكان. هو الذي نحن محصورون داخله زماناً ومكاناً، ونتفق مع أشخاص. ونرى أحوالاً داخلية فهو يراك منذ لحظة ولادتك وحتى وفاتك، وقد كتب كل ما فعلته بعلمه وهو تاركك مختاراً هنا على الأرض. ها نحن في الدنيا هنا، اذهب وصلِّ، هل ستصلي؟ اذهب، وإن كنت لا تريد الصلاة، أهكذا أنت؟ ألن تصلي؟ صُم، أو لا تصم. ستصوم، كل ما ستفعله مسجل له لأنه حدث أمامه، حدث أمامه مرة
واحدة. وعلى فكرة، هذا الكلام ليس لك وحدك، بل هو من أول الخلق إلى آخر الخلق. والله سبحانه وتعالى ينظر هكذا. النبي عندما صعد ورأى النار، رأى فيها أناساً، وهذه النار بعد ذلك، نعم هو كذلك. رآها الآن لأنه خرج عن الزمان، ولذلك عندما رجع، عاد قبل الفجر، فهي لم تمضِ لأنه لا يوجد زمان، لا يوجد زمان هناك. فإذا فهمنا هذه النقطة، فكل أسئلتك ستنتهي وهذا واضح جداً. ها هي العصا، ولله المثل الأعلى، الله سبحانه وتعالى خارج الأكوان وهو يرى فعلاً. مرة واحدة في نفس ذات الرؤية، فكل ما حدث لك هذا مسألة قد سُجِّلت في الكتاب. كيف سجلها؟ لأنه علاَّم الغيوب. كيف
سجلها؟ لأنه يرى، ولأنه لا يحيط به زمن. لنرجع إليك أنت في الداخل، أنت إنسان في داخلك، فهل هناك من أجبرك على أن تصلي أو ألا تصلي؟ أبداً. هل هناك أحد وضع المسدس على رأسك لتصوم أو لا تصوم أبدًا؟ فذهب كاتب، فأنت تقول: "الله، هذا مكتوب عليّ". نعم، مكتوب عليك ما فعلتَه. حسنًا، لم أفعله بعد. بلى، أنت فعلته. انتهى الأمر؛ لأن هذا رآه ربنا قبلها. ما المشكلة في ذلك؟ أليس هذا ظلمًا؟ المشكلة في ذلك هي الغيب الحكاية أنك لست منتبهاً لها لأنك غير قادر على فهم مسألة الزمن من عند الله. أنت غير قادر على تصور أن الله خارج الزمان. عندما تتصور أن الله خارج الزمان، تُحَل لك المشاكل كلها وتفهم شيئاً جميلاً جداً في أمانة الله. هذه هي القضية. نعم،
الأستاذ علاء، ما زالت بأي لغة كان يتكلم آدم يا مولانا؟ بكل اللغات، بكل اللغات، لأن ابن عباس فيما أخرجه البخاري يقول: علَّمه الله أسماء الأشياء "وعلَّم آدم الأسماء كلها" حتى القصعة والقصيعة. هذا ابن عباس يقول هكذا، حتى القصعة والقصيعة، يعني الشيء والتغيير الخاص به والتصغير الخاص به. لم يعلمه الألفاظ فقط بل قواعد اللغات: كان آدم يتحدث بكل اللغات التي ظهرت فيما بعد، ولذلك قالوا: هذه اللغة من الذي أتى بها؟ هل الله هو الذي علّمها لآدم؟ نعم، "وعلّم آدم الأسماء كلها"، كل الأسماء علّمها لآدم. هل تدرك كيف تطورت اللغات بعد ذلك وتداخلت وأصبح فيها لهجات وأصبح فيها عدة أنواع؟ نعم، من صنع البشر، لكن
أساس اللغات وأصولها كان آدم يعلمها علماً بالوحي مباشرة. وبعد ذلك يقول: هل المصريون ساميون؟ هذه تقسيمات يا أستاذ علاء، هذه تقسيمات، لأنه أيضاً خرج أخونا يقول أنه لا، ما هناك ساميون، والساميون هؤلاء لا أعرف ماذا، ونحن الساميون. اهدأوا، فقط، هذه... هذا مصطلح ترمينولوجي "الساميون" أصله "سام" وهو ابن نوح، فكيف يا سيدي حفظك الله؟ هناك قاعدة تقول "لا مشاحة في الاصطلاح". فهل العرب ساميون؟ نعم، في التقسيم هم ساميون. حسناً، أليس إبراهيم هو من أنجب إسحاق وأنجب إسماعيل؟ جاء من إسماعيل النبي، وجاء من إسحاق من إسرائيل موسى وجاء منه. سيدنا عيسى، فالقضية
هنا أنه هذا سام، وهو ابن نوح. حسناً، دعنا نوضح، نحن إبراهيميون جميعاً. العرب هم أبناء إسماعيل، صحيح؟ حسناً، إسماعيل هو ابن إبراهيم، إذن نحن إبراهيميون. أما العبريون فيريدون أن يقولوا: "لا، لسنا أبناء عمومتكم". كيف لا يكونون أبناء عمومتنا؟ كيف ذلك؟ إسحاق كان أخا إسماعيل، وإسماعيل... كان أخو إسحاق في الاثنين، ولم يدعم نسل إسماعيل الذي هو العرب، بل قال: "لا، أنا أسأل عن المصريين، عن المصريين الذين هم... إذ لا يوجد عرق يسمى العرق المصري الخالص، أي ما كان عليه الفراعنة الأوائل الذين هم الأسرات. هذه الأسرات، انظر كم كانت أسرة، يعني الأسرة الثامنة عشرة، هؤلاء لم يكن هناك أحد يأتي إليهم، ولكن بمجرد دخول الهكسوس
مكثوا أربعمائة سنة، نعم الهكسوس الذين دخلوا لأربعمائة سنة هؤلاء، وبعدهم دخل اليونان، ثم دخل بعدهم الرومان، ثم دخل بعدهم البطالمة، وحكموا مصر لمئات السنين، فالإسكندر جاء إلينا بالفعل، إذًا لم يَعُد هناك مصريون أصليون. هكذا لكن عندما دخلنا البلاد من جهة العرب الذين هم أبناء إبراهيم أصبحنا في العموم وليس في الخاص، أبناء حمد لا يحدث لهم شيء. حسناً، أم ياسين صامت أربعة أيام وبعدها تريد أن تصوم اليوم، نعم، يمكن تأجيلها، لكن الشتاء ربيع المؤمن وأصبحت الفترة قصيرة لدينا الآن. يمكنك أن تعيدي فيها هكذا وادفعي كفارة عندما تعجزين، لكن من غير أن
تعجزي فلا. نعم ثوبي، بارك الله فيكم مولانا، جزاكم الله خيراً، شكراً جزيلاً لحضرتك، شكر موصول لحضراتكم، نراكم على خير إن شاء الله، إلى اللقاء،