خطبة أ.د علي جمعة من مسجد سيدنا الحسين بتاريخ 28 - 3 - 2014

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله
إلا الله، أشهد
أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر،
لا إله إلا الله. إن الحمد لله نحمده ونستعينه وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين، وصل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين، وصل
وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين، وصل وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وصل وسلم على سيدنا محمد في العالمين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار يا أرحم الراحمين ارحمنا ويا غياث المستغيثين أغثنا ارفع البلاء عنا ووحد بين قلوبنا وألف بينها لا يؤلف بينها إلا أنت
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة منها زوجاه وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما
بعد فإن أحسن الحديث كتاب الله وإن خير الهدى هدي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام، عباد الله، تمر مصر الآن بلحظة فارقة من لحظات التاريخ وهي التي ذكرها الله في القرآن تصريحا وتلميحا نحو ثلاثين مرة وهي تحت نظر الله حتى سميت بالمحروسة
ولما بنى صلاح الدين القلعة التي لا تزال موجودة إلى الآن لم تختبر ولم يأت من قبلها عدو فسمى الناس مصر بالمحروسة والحارس هو الله، كانت مصر بسكانها وإنسانها بمكانها وعلى قدر زمانها تفتح قلبها للناس شرقا وغربا جنوبا وشمالا وتعامل كل وافد وكأنه
في أهله حتى جاء إليها أهل البيت الكرام عليهم الصلاة والسلام فأحب المصريون أهل البيت ولما حكم مصر عن طريق الدولة الفاطمية وكتبوا على منبر المسجد الأزهر من لعن وسب فله دينار وإردب فلم يأخذ مصري واحد لا الدينار ولا الإردب ولم يعادوا أهل البيت ورفضوا الرافضة للصحابة الكرام وأضافوا الصحابة في الصلاة
على النبي فقالوا اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه على الرغم من ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صل على النبي وآله وأصحابه من أجل أن يعلنوا للعالمين وسطية هذا البلد الكريم وحل بمصر نحو أربعين من أهل البيت وماتوا بمصر ودفنوا في مصر حتى توجت مصر بجائزة وهي مقام رأس الحسين
الشريف رضي الله تعالى عنه لينير كل هؤلاء الناس حملة وإذا ذهبت إلى المشاهد في العالم كله لا تجد أحدا حول هذه المشاهد التي يدعى أن فيها رأس الحسين الشريف عليه السلام، إن النبي يحبنا فلنكمل نيته عندنا حفيده عندنا يسمعنا في عالم الأرواح فاللهم ارض عنه وانفعنا به واشفعه فينا واجمعنا
تحت لواء نبيك يوم اليوم تمر مصر بلحظة فارقة، هذه اللحظة تحتاج منا إلى العمل وربنا أمرنا بالعمل وقال اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون، أمرنا وربط هذا الأمر بالله رب العالمين ثم برسوله الكريم ثم
بحال المؤمنين ثم نرد يوم القيامة في اليوم الآخر. الذي الإيمان به هو ركن من أركان الإيمان حتى ينبئنا سبحانه وتعالى بما كنا نعمل، فإذا كنت لا تعمل فالأمر خطير والمعصية شديدة، نحتاج إلى العمل فما العائق لذلك؟ أول عائق الكسل والاسترخاء، والنبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الكسل فيقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ونقول في دعائنا
اللهم إنا نعوذ بك من كل ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فسيدنا حذرنا من العجز ومن الكسل وهو عائق من عوائق العمل والعمل قد يكون عبادة فنقصر في العبادة والعمل قد يكون لعمارة الأرض فنقصر في عمارة الأرض والله لا يحب الفساد ومن العوائق للعمل على الاختلاف والتناحر والفرقة وعلى رأس ذلك التكفير
أن يكفر المسلم أخاه وأن ينبذ المسلم من العالمين وأن يصادم المسلم الأكوان والإنسان في أي مكان واجتمع علماء المسلمين منذ يومين واتفقوا على نبذ الفكر التكفيري الذي يضر بمصالح البلاد والعباد والذي يقدح في العلاقات الدولية وفي الاستقرار العالمي وسبق اجتمع علماء المسلمين في عمان واتفق
نحو ثلاثمائة عالم من كبار مرجعيات المذاهب الإسلامية في العالم كله على عدم التكفير امتثالا لأمر سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول لا يقل أحدكم لأخيه يا كافر ومن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما لهذا عن التكفير والنبي صلى الله عليه وسلم كان في عصره المنافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وأذن الله له فيهم أن يقتلهم لئن
لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا الله لهم أن يقتلوا فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن يقول لا يقال إن محمدا يقتل أصحابه، يحافظ على صورة الإسلام في العالمين ويستأني عن قتل هؤلاء المنافقين الذين أباح الله دماءهم وأذن له بقتلهم توحيدا للصف ومنعا
للفتنة وتقليلا للدماء وهو الحكيم صلى الله عليه وسلم الحبيب وهو الرحيم كان صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوفا رحيما، من عوائق العمل عدم الانتماء، فالإنسان ينظر لنفسه ولا ينظر لمجتمعه. كان الصحابة ينتمون ويعملون عمل الجماعة، وكان سيدنا يربيهم على ذلك: "لينوا في أيدي إخوانكم، إنما الإمام
في الصلاة ليقتدى به". أراد عمر أن يوسع المسجد فأخذ أرضا العباس رضي الله تعالى عنه وأرضاه، سيدنا عمر قدم المصلحة العامة، سيدنا العباس ظن أن هذا اعتداء على المصلحة الخاصة، فلما بين له عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه الحال، ترك المصلحة الخاصة للمصلحة العامة، وإذا تتبعت هذه القصص من حياة الصحابة وجدت الكثير والكثير، نريد أن نعمل ونزيد في عباداتنا
وفي ذكرنا لله وفي صلاتنا على سيدنا رسولنا وفي قراءتنا للقرآن وفي تحصيل العلم ونريد أيضا أن نزيد في أعمالنا لعمارة الأرض ولتزكية النفس فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وسوف تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون فاللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى، ادعوا ربكم، الحمد لله كثيرا وسبحان
الله بكرة وأصيلا والصلاة والسلام على سيدنا الجليل النبي المحترم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله اللهم يا ربنا صل وسلم عليه كما يليق بمكانه ومكانته عندك يا أرحم الراحمين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وأرنا
الحق حقا واهدنا لاتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ورد علينا القدس ردا جميلا ومكننا من الصلاة فيها وفي مسجدها المبارك يا رب العالمين، هذا حالنا لا يخفى عليك، ضعفنا ظاهر بين يديك والرجاء في وجهك الكريم لأجل النبي المصطفى والحبيب المجتبى وبحبك فيه يا أرحم الراحمين ارحمنا واجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا واهدنا فيمن
هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت، بارك لنا فيما أعطيت، اصرف عنا شر ما قضيت. اللهم إننا يا ربنا نطلب منك ونسألك ونتوسل إليك وندعوك أن تنزل السكينة على قلوبنا، اللهم ألف بين قلوب هذا الشعب. الكريم وقه الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا واهد ضالنا ورد غائبنا وانصر مظلومنا وفرج عن مكروبنا وسدد الدين عن المدينين يا رب يا رب يا رب نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العليا وبحبنا
لنبيك وبسيدنا النبي وبأهل بيته الكرام بسيدنا الحسين عليه السلام أن ترفع الأمة وأن تنصر الأمة وأن تجعل هذا البلد سخيا وخيرا ودار عدل وإيمان وسلام وإسلام وسائر بلاد المسلمين يا رب انصر يا رب أهل فلسطين على عدوهم واهد البال وأصلح الحال وأعد يا رب العالمين الأمور إلى مجاريها في الشام اللهم اهد البال وأصلح الحال في ليبيا وفي السودان وفي اليمن وفي الشيشان وفي
كشمير وفي بورما وفي أفريقيا الوسطى وفي سائر بلاد المسلمين انصر عبادك المؤمنين وأنزل السكينة على الموحدين اللهم يا ربنا اغفر لنا ذنوبنا ونور قلوبنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعلوا حجة علينا، علمنا منه ما ينفعنا وانتفعنا بما علمتنا، وارض عن صاحب هذا النقاب الشريف المنيف سيدنا الحسين عليه السلام وعن أمه الطاهرة الزهراء وعن أبيه سيدنا علي الكرار وعنا معهم يا
أرحم الراحمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون