خطبة الجمعة | معية الله عز وجل وأثرها في تحقيق الأمن النفسي والسلام الإنساني

أشكر أخي محمد له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه وخليله بلغ
الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه،
إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن
خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله. وأن شر الأمور محدثاتها فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أيها الناس هذا يوم مبارك ختام الاحتفال بولي من أولياء الله الصالحين ومن السادة المجاهدين المربين من الذين تشرفت بهم مصر وتنورت فعمرت
الأرض حياته ومماته فرضي الله تعالى عن صاحب هذا الضريح الشريف وأمدنا الله سبحانه وتعالى من عنده بإمداد واستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه وتوسله إليه في شأننا فاللهم يا ربنا ارض عنه برضاك واعل درجته في الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا في ختام
هذا الاحتفال نتعلم المعية مع الله وفي الحديث أنا مع من ذكرني علمنا الله سبحانه وتعالى أن المعية على ثلاثة أنواع علمنا أن المعية منها معية عامة هو معكم أين ما كنتم وهذه المعية العامة أثرها
أن تصل بك إلى القلب الخاشع لله رب العالمين عندما تستحضر معية الله معك يسهل عليك تنفيذ الوصية النبوية اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وعامل الناس بخلق حسن فالإيمان بتلك المعية له أثر في العلاقة بينك وبين الله وبينك وبين نفسك وبينك وبين الخلق أجمعين، أما
العلاقة بينك وبين الله فمحكومة بالقلوب الضارعة، وأما العلاقة بينك وبين نفسك فاتبع السيئة الحسنة تمحها، وأما التي بينك وبين الخلق فأحسن الحسن الخلق الحسن، فالمعية العامة تؤدي بك إلى القلب الضارع المتعلق بالله ذكرا ودعاء وتلاوة وسلوكا وامتثالا، وفي كل ذلك لقد
كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. أما المعية الخاصة فإنها مع المؤمنين، فالله سبحانه وتعالى مع المؤمنين وإنها مع المتقين واعلموا أن الله مع المتقين، وإنها مع الصابرين إن الله مع الصابرين وإنها مع المحسنين وأن
الله مع الذين آمنوا والذين هم محسنون فالله مع المؤمنين ومع المتقين ومع المحسنين ومع الصابرين وأثر هذه المعية الخاصة هو أنك تكون في رضا الله رضي الله عنهم ورضوا عنه وتستقيم بها الحياة الدنيا فتستطيع أن تعبد الله على حق وما خلقت الجن والجن والإنس إلا ليعبدوا وتستطيع أن تعمر الأرض هو أنشأكم من الأرض
واستعمركم فيها أي طلب منكم عمارتها وتستطيع بها بالإيمان والتقوى والصبر والإحسان أن تزكي نفسك قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها وهذه الصيغ الله مع الصابرين مع المتقين مع المؤمنين مع المحسنين لا يمكن أن تكون صياغة بشرية وهي من الدلائل عند أهل البصائر أن هذا القرآن من عند الله ولا
يمكن لشخص يعرف لغة العرب أن يتجرأ فيقول هذه الصياغة إن الله مع الصابرين إنه رب العالمين الذي أعطى الصابرين درجة من عنده وهو في عليائه من
فوق سبع أراض من فوق سبع سماوات سبع سماوات رب العالمين هو الذي أعطى المكان والمكانة والرتبة والدرجة الرفيعة العالية للمؤمنين والمتقين والصابرين والمحسنين لم يكن لأحد من البشر أن يتجرأ فيقول هذه الصياغة بل كان يقول إن الصابرين مع الله إن المتقين مع الله إن المحسنين مع الله إن المؤمنين مع الله أما إن الله مع الصابرين واعلموا أن الله مع المتقين، هذه الصياغات لا تكون إلا من رب العالمين الذي خلق السماوات
والأرض وفيها إشارة إلى علو الدرجة. كيف نتحقق وندخل الإيمان أو اليقين أو الصبر أو الإحسان؟ بذكر الله واذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروا، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروا والذاكرين الله كثيرا. والذاكرات واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، اذكروا الله نعم بذكر الله تصلون إلى مرتبة
المؤمنين والمتقين والصابرين بل والمحسنين، فالإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح والأركان واليقين تدعون الله أن يصرف عنكم الريب والشك وتصلوا إلى اليقين حق اليقين وعلم اليقين وعين اليقين والصبر فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وهناك معية خاصة لخاصة الخاصة
وهم الأنبياء، مثلما أخبر سيدنا صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا هذه أثر المعية الطمأنينة إذهاب الحزن نزول السكينة النصرة التأييد النجاح لا تخافا إنني معكما أسمع
وأرى معكما فنصره على فرعون وأيده وثبت فؤاده طلب موسى أولا من الله أن يشد عضده بأخيه هارون حتى يتكلم هو أفصح مني لسانا ولكنه لم يتكلم كلمة واحدة وكل الحوار مع فرعون قام به موسى لأن الله قال إنني معكما أسمع وأرى، فأنزل السكينة عليه. فرعون كان يقتل بالنظرة، ينظر إلى أحدهم فيقتله، يحكم عليه بالنظرة، لكنه لما
رأى موسى قال له: ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين، ما هذا؟ هذا ليس بفرعون، هذا شخص غريب. لماذا لم يأمر بأن يقتل وهو يعلم أن هلاكه على يديه؟ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، فأصبح فرعون أمام موسى ضعيفا يطلب منه أن يمنحه يوما حتى تتم المناقشة. قال موعدكم يوم الزينة.
وأن يحشر الناس ضحى على رؤوس الأشهاد بما لا يريده فرعون، فإذا به يوافق تأييد ونصرة وسكينة ورحمة. هذه هي المعية مع الله عامة وخاصة ومع خاصة الخاصة. تدبروها وتأملوها في القرآن الكريم واجعلوها منهاج حياة، وانظروا ما الذي يوصل إليها حتى تكونوا مع الله. كونوا مع الله، ادعوا ربكم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا طاهرا
مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء يا رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة تليق بكماله وجلاله وجماله عندك يا أرحم الراحمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده. وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه وخليله. فاللهم يا ربنا اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته، واجزه عنا خير ما جزيت رسولا عن قومه يا رب. عباد
الله، في هذا اليوم الأغر لا بد لنا أن نتعلم وأن نبدأ في العمل لأن بالعلم تزال الحجب وبالعمل يتنزل الرضا من رب العالمين فاللهم يا ربنا ارض عنا برضاك وارحمنا برحمتك واغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار اللهم اشف
مرضانا وارحم موتانا وارحم من رحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر اللهم يا ربنا نحن في حاجة إلى رحمتك ولسنا حاجة إلى مؤاخذتنا فتقبلنا على ما نحن عليه من عمل وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، اشرح صدورنا ونور قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ما نظمأ بعدها أبدا، ثم
أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب. ولا عتاب ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا رب يا الله يا خالق السماوات والأرض يا رب انصر هذا البلد وألف بين قلوب أهله ووفقنا إلى ما تحب وترضى اهدنا وأطل أعمارنا وارض عن صاحب هذا المقام الشريف واجزه عنا خيرا كما جزيت وليا عن قومه وصديقا عمن زاره ودعا
له ربه فاستجاب يا رب استر عيوبنا واغفر ذنوبنا ويسر غيوبنا واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة يا رب اهد أولادنا وارزقنا منك رزقا حسنا صحح أعمالنا وعقائدنا إليك يا رب العالمين يا رب نحيا على ملة نبيك ونموت على شريعته ونشرب من يده كأسا هنيئا لا نظمأ بعدها أبدا يا رب هذا حالنا لا يخفى عليك وضعفنا ظاهر بين يديك، فاللهم إنا
نتوسل إليك بنبيك المصطفى وحبيبك المجتبى أن تستجيب دعاءنا. يا رب ارزقنا من حيث لا نحتسب، يا رب اجعل هذا البلد بلد أمن وأمان وسلم وإسلام وسائر بلاد المسلمين، اهدنا سكينة البال وأصلح الحال وكن لنا رب العالمين، اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
أقيموا الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. أرحنا بها يا بلال.