خطبة الجمعة | وصايا عمرو بن العاص | 27-7-2018

خطبة الجمعة | وصايا عمرو بن العاص | 27-7-2018 - خطب الجمعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصل
وسلم على سيدنا محمد في الآخرين وصل وسلم على سيدنا محمد في العالمين وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين وصل وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا
ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله وإن شر الأمور محدثاتها عباد الله أرشدنا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أن نسير وراء سنته وأن نهتدي بهديه فقال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وخلف بعده خلفاء سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وخلف من بعده علماء الصحابة الكرام فتحوا البلدان وبلغوا عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ما فهموه وما تربوا على يديه صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا خير أمة أخرجت للناس رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وجاء منهم عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه إلى مصر ففتحها وأحسن النصح لأهلها وكل من دخل الإسلام من أهل مصر فهو في ميزان حسناته إلى يوم القيامة خطب الناس مرة فقال يا معشر الناس وكلمة يا معشر الناس كلمة
للالتفات والتنبيه والتحذير يا معشر الناس استمعوا لي وهو ينصحهم ويعطيهم من حكمته ومن فهمه لشريعة الله وفي كيفية تطبيقها في واقع الناس إياكم وخصال أربعة إياكم وخصال أربعة لأن المعدود إذا تقدم جاز تذكيره وتأنيثه إياكم وخصال أربعة أو أربع فإنها تدعو إلى
النصب بعد الراحة تدعو إلى التعب وإلى المشكلات، بعدما يكون الإنسان في راحة وسعادة وهناء فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة وإلى الضيق بعد السعة وإلى المذلة بعد العز. إياكم مرة أخرى أي احذروا، أنبهكم إلى هذه الأربعة التي سيذكرها. إياكم وكثرة العيال، إياكم أي
احذروا كثرة العيال، ولذلك هذا من تراكيب اللغة التي يقع ما بعدها مفعولا به إياها وكثرة الأولاد وانخفاض الحال وتضييع المال والقيل والقال من غير إدراك ولا نوال أورده الدارقطني بسنده في المؤتلف والمختلف وابن عبد الحكم في فتوح مصر بسنده إلى عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه يحذرنا من أربعة هكذا فهم الشريعة وهكذا
نصحنا كيف نطبقها في حياتنا وفي واقع الناس، يقول بعض العلماء بناء على الخراج والعشور التي كانت تجبى من مصر أن مصر في هذا الوقت قد بلغ عدد سكانها نحو عشرين مليونا، عشرون مليونا يكفي هذا لعمارة الأرض ولعبادة الله ولحياة الرفاهية والسعادة ولتطبيق الدين الذي أمرنا به الرسول الله صلى الله عليه وسلم فنبههم عمرو رضي الله تعالى عنه وأرضاه إياه
وكثرة العيال كان ابن عباس رضي الله تعالى عنه وهو حبر الأمة وترجمان القرآن يقول كثرة العيال أحد الفقرين وقلة العيال أحد اليسارين كثرة العيال نعمة من عند الله ولكنها مسؤولية يجب عليك أن تحسن إليهم وأن تربيهم وأن تخرجهم على التقوى ولذلك ينبغي ألا تكثر الأولاد حتى
نصل إلى الغثاء الأحوى كما حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو يريد كثرة قوية مؤمنة يقول تزوجوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة يباهي الأمم بأقوام ضعاف أم يباهيهم بالأقوياء الأتقياء الأذكياء المعمرون يقولون: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، ويقولون: توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة على قصعة
الطعام، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، يلقي الله الوهن في قلوبكم وينزع المهابة من قلوب عدوكم، قالوا: وما الوهن يا قال رسول الله حب الدنيا وكراهية الموت، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "تزوجوا تكاثروا"، انتهى عندما وصل المصريون إلى عشرين مليونا أكثر من ذلك سينخفض المنحنى بيننا
ولا نحسن تربية أولادنا ولا نستطيع أن نقيم فيهم شرع الله ولا أن نخرجهم كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نتباهى بنا الأمم على القوة وعلى الخيرية، لن نستطيع هذا. فأحسن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه النصيحة لنا: إياكم وكثرة الأولاد تؤدي إلى اضطراب في المجتمع فينتشر الفقر وتقل الموارد، وهذا
ما يسمى بانخفاض الأحوال. كثرة الأولاد وانخفاض الأحوال، الناس يشكون من الغلاء ومن الوباء ومن البلاء، الحياة لم تعد سهلة، أما لو كان عند الإنسان ابن أو ابنان، بنت أو بنتان، فإنه يستطيع أن ينفذ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان، وتضييع المال يأتي لهذا المعنى، كثرة العيال وانخفاض الحال، فيصبح الإسراف في الماء وفي الموارد إسرافا
في الطعام والشراب وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، ثالثة الأثافي المصيبة الثالثة التي تكدر على الإنسان عيشه ومعيشته وهي القيل والقال، فتأتي الرابعة الإشاعات أخرج مسلم في مقدمة صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، نهانا عن وشدد فيه حتى قال له أبو ذر فيما أخرجه مالك في الموطأ أيسرق المؤمن قال نعم قد يضعف ويسرق ويرتكب
هذه الجريمة أيزني المؤمن قال نعم أيكذب المؤمن قال لا فما بالنا والإشاعات كأننا نثاب عليها ونتبع شياطين الإنس والجن وندع نصيحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، القيل والقال قال فقيل وقيل فقال، وهذا مما ينشئ نزاعا لا حاجة لنا به ولا مساحة عندنا لاستيعابه من غير إدراك ومن غير فائدة ولا نوال، لا
نلنا خير ولا حققنا فائدة. إياي وهذه الخلال الأربع، إذا أصبنا بها فسوف نصاب بالنصب بعد الراحة، وبالتعب بعد السعادة. بالضيق بعد السعة، بالمذلة بعد العز، فلينظر أحدكم طريقه: هل يريد أن يسير وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه المنيف الشريف، أم أنه يريد أن يسير وراء شياطين الإنس والجن؟ كل
عاقل خصم نفسه. ادعوا ربكم. الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى وآل بيته الحنفاء وأصحابه. ومن وفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده فكل ما يحدث في هذا المسجد من عبادة ومن موعظة
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل ثوابها أو مثل ثوابها في ميزان سيدة أهل البيت وعقيلتهم الطاهرة فاللهم يا ربنا ارحم قلبها علينا أن نسألها أن تدعو لك في عالم الأرواح أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يكفر عنا سيئاتنا وأن يتوفانا مع الأبرار وأن نرى الحق حقا وأن يهدينا لاتباعه والباطل باطلا وأن يجنبنا اتباعه، يا رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز
الأكرم، اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا لا تفرقنا معصومين ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة يا ربنا من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، اللهم شفعه يا أرحم الراحمين واجعلنا على ملته وأمتنا على شريعته وقبلته وأحينا يوم القيامة فاعف عنا واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك اللهم يا ربنا نور قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا وأعنا
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة ترضيه وترضيك وترضى بها عنا يا أرحم الراحمين اللهم يا ربنا اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه اللهم يا ربنا اغفر لنا به ذنوبنا وكفر عنا به سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون الله أكبر الله