خطبة العيد بتاريخ 6-11-2011| دور العيد في التقريب بين المصريين | أ.د. علي جمعة

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر والحمد لله كثيرا وسبحان الله غدوة وعشيا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده هذا هو عيد الأضحى المبارك فيه نذكر الله سبحانه وتعالى ونحمده ونؤمن
به ونتوكل عليه فالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين فاللهم يا ربنا اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته وانتفعنا بسنته وأحيينا على ملته وأمتنا على شريعته واحشرنا يوم القيامة تحت لوائه
وشفعه فينا يا أرحم الراحمين يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فهذا العيد
الكبير اليوم وثلاثة أيام التشريق حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الصيام فنهى عن صيام خمسة أيام يوم عيد الفطر وتلك الأربعة وقال هذه أيام أكل وشرب أباح فيها السرور والفرح أباح فيها اللعب واللهو البريء ولكن ربطها بذكر الله سبحانه وتعالى فهذه أيام ذكر والله سبحانه وتعالى يرشدنا فيقول فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا
تكفروا هذه أيام ذكر شرع لنا الحبيب المصطفى التكبير فيها، هذه أيام ذكر للحجاج فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم، نعم هدانا للتسبيح والتهليل والتحميد، هدانا إلى أسمائه الحسنى، وبعد ذلك تأتي أيام التشريق التي قال الله فيها واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى. ونحن
هنا نذكر الله وفي مواطن الجهاد أرشدنا وأمرنا أن نذكر الله "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون" وأصبحت هذه قاعدة جليلة "واذكروا الله لعلكم تفلحون" أصبح ذكر الله هو المانع من كل طغيان وهو المانع من كل فساد وهو الذي ينير قلبك وعقلك فيوفقك إلى الصواب حتى إذا أخطأت بعد اجتهادك وذكرك لله أثابك الله ثوابا واحدا
فإذا وفقك إلى الصواب أثابك ثوابين فإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر فإذا أصاب فله أجران وأخرج الدارقطني عن سيدنا صلى الله عليه وسلم ما فيه بشرى قال إن أخطأ فله أجران وإن أصاب فله عشرة، نعم ذلك عندما تتذكر الله وذكر الله ليس باللسان وحده بل أن تراعيه في عملك في عبادتك في عمارتك للكون في تزكيتك لنفسك، نعم ذكر الله نبدأ به من
هذا اليوم من عيد الأضحى سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفعل الخير واعملوا الخير لعلكم تفلحون فسن لنا فيها الأضحية تذبح بعد الصلاة والخطبتين ولا يجوز أن تكون قبل ذلك ويستمر وقت الأضحية حتى الغروب من آخر يوم من أيام التشريق فأمامنا أربعة أيام فإذا ذبحت بعد المغرب من آخر يوم من أيام التشريق فهي شاة لحم والأضحية إذا كنت نذرتها فاجعلها كلها لله ووزعها للفقراء ولا تبع منها شيئا ولا تأخذ منها شيئا وإذا
كنت ذبحتها من غير نذر فلك أن تأخذ الثلث وتعطي الفقراء الثلث وتتصدق بالثلث فإذا أنت أخرجتها كلها فلا بأس ولا تزهد في الخير ووظائف هذه الأيام إدخال الفرحة والسرور على الناس من وظائف هذه الأيام الذكر بالليل والنهار، من وظائف هذه الأيام الدعاء، هناك يدعون وهنا ندعو، واجعل ثلثي دعائك، ثلثي دعائك لهذا البلد الأمين، واجعل الثلث لنفسك
ولأهلك وجيرانك وأصدقائك وأصحابك، لا تنس هذا البلد من الدعاء، فإن الدعاء يحرك ذرات الكون وربنا سبحانه وتعالى هو صاحب هذا الكون ولا يكون فيه إلا ما أراد، ادعوه مخلصين له الدين، ادعوه من قلوبكم، فحق هذا البلد عليكم كبير، حق هذه البلاد عليكم عظيم، فقد نشأتم على أرضها وأظلتكم سماؤها وأعطتكم من خيرها، فاتقوا الله سبحانه وتعالى عباد الله والجؤوا إليه وادعوه أن يؤلف بين قلوب المصريين. وأن يخرجهم من الضيق إلى السعة
وأن يخرجهم من الأزمة إلى الرضا إلى الانطلاق إلى العمل الصحيح والأمل الفسيح إلى البناء إلى التعمير ندعوه ملتجئين إليه سبحانه وتعالى بالليل والنهار ادعوا ربكم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله عباد الله هذا يوم فرح ويوم سرور ابدؤوا صفحة جديدة مع الله وادعوه
سبحانه وتعالى فاللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وأرنا الحق حقا واهدنا لاتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك وافتح علينا فتوح العارفين بك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين يا أرحم الراحمين، اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ارحم ضعفنا واغفر ذنبنا ونور قلوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا واهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن
عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت واصرف عنا شر ما قضيت، اللهم يا ربنا اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، حرر لنا القدس يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين رد علينا أرضنا واحمنا وارفع أيدي الأمم عنا اللهم يا رب العالمين ألف بين قلوبنا واجعل هذا البلد سخاء رخاء دار عدل وإيمان وسلم وإسلام اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا ويا غياث المستغيثين أغثنا كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا اللهم رد الضال واغفر
لنا واستعملنا فيما يرضيك ووفقنا إلى ما تحب وترضى، اللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى وتقبل منا صالح أعمالنا، اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وكل عام وأنتم بخير.