دعاء الرسول | حـ #13 | دعاء الرسول لعثمان بن عفان | أ.د علي جمعة

دعاء الرسول | حـ #13 | دعاء الرسول لعثمان بن عفان | أ.د علي جمعة - دعاء الرسول, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء المتجدد حول دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعيش هذه اللحظات في هذا الذي فعله فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير، كان يحب أمته ويحب أصحابه، وكان من المتقدمين في هؤلاء الأصحاب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأرضاه. كان عثمان من أحباء رسول الله صلى الله عليه وسلم لدرجة أن رسول الله زوجه رقية، فماتت عنده
فزوجه. بعدها أم كلثوم بنت رسول الله فسُمي بذي النورين لأنه تزوج رقية ثم أم كلثوم، لم تنجب واحدة منهما من سيدنا عثمان بن عفان. وعاش عثمان إلى أن بلغ فوق الثمانين من عمره، وكان عثمان غنياً وكريماً وكان حييّاً حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً. على راحته في يوم من الأيام ومعه أبو بكر وعمر وعلي فدخل عثمان فاعتدل النبي صلى الله عليه وسلم وستر ساقه وستر ما حوله بثيابه فقالوا: يا رسول الله أتستحي من عثمان؟ قال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ الملائكة
كانت تستحي من سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه. لماذا؟ لأنه كان يستحي من الله، يستحضر الله في كل موقف. عثمان كان يدعو له النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "اللهم إن عثمان يترضاك، يطلب رضاك، إن عثمان يترضاك فارض عنه". تخيل أن رسول الله يدعو لعثمان بالرضا. رضي الله عنهم ورضوا عنه. سيدنا عثمان كان عظيماً عند ربه. ومرضياً عنه من ربه سبحانه وتعالى أن عثمان يترضاك،
يطلب رضاك بأي وسيلة، فارضَ عنه. وفي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه في شأن عثمان أيضاً أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وهو يدعو لعثمان، يعني جلس ليلة يدعو لعثمان أيضاً. تخيل أن... رسول الله سيد الخلق يدعو لرجل طوال الليل يمد يده إلى السماء ويدعو ربه هذا الدعاء: "اللهم عثمان ترضاه فارض عنه". النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك ماء المدينة ماء فيه ملوحة،
همسة ملوحة هكذا، فكانت هناك آبار يبدو أنها أكثر عمقاً من الآبار المعتادة المنتشرة، فكانت هذه الآبار. فيها الماء العذب، الماء العذب في اللغة العربية يُسمى النُقاخ. النُقاخ يعني الخالص النقي العذب الطيب. فهناك بئر لرجل من قبيلة مُزَيْنة تُسمى رُومة، هكذا اسمها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يمر على رُومة، ورُومة مُعَلَّقٌ عليها أن ادلوا منها بقدر كذا من المال، كان يبيع الماء وكان يأخذ.
عليه أجراً فقال بعد ما شرب منها ووجد حلاوة الماء وعذوبة الماء الذي ليس متوفراً دائماً في بقية آبار المدينة: "عسى أن يشتري هذه رجل من المؤمنين فيجعلها لوجه الله" يعني يشتريها ثم يجعلها لوجه الله. سمع عثمان بهذا فذهب إلى المزني واشترى منه بئر رومة وجعلها لوجه الله وعلقوا. عليها التعليق أن هذه أصبحت سبيلًا لمن أراد أن يشرب منها. عثمان اشتراها بأربع مائة دينار، والدينار كان يزن أربعة
جرام وربع، فتصبح أربع مائة دينار هذه تعني أن نحسب قيمة الأربعة جرام وربع بكم؟ في حدود ثلاثة آلاف جنيه الآن. اضرب أربع مائة في ثلاثة آلاف تصبح إذًا مليون ومائتي ألف. أي بمعنى مليون ومائتين ألف جنيه مصري حالياً بسعر اليوم بئر واحدة جعلها لله، فاشترى عثمان رضي الله تعالى عنه البئر بمقياس اليوم بمليون ومائتي ألف جنيه دفعها خالصة للرجل. ذهبت المزنية ولم تعد ملكه، أصبحت في ملك عثمان، جعلها في ملك الله وجعلها وقفاً لله وسبيلاً لله، فأخذ المسلمون يذهبون.
إليها ويشربون الماء العذب النقاخ كما كان يسميه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما شرب منها رسول الله وعرف أن عثمان قد اشتراها دعا له بالبركة والماء، فبارك الله في عثمان وفي مال عثمان. النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا الوادي سيستكثر ماؤه. عثمان لما اشترى هذا. البئر: دعا رسول الله لهذا البئر بالبركة ولأن يكون مثل زمزم. زمزم مضى عليها الآن أكثر من ثلاثة آلاف سنة من أيام سيدنا إبراهيم - وأربعة آلاف سنة من أيام سيدنا إبراهيم - وهي تضخ
الماء بغزارة ولا تنتهي، فدعا الله لهذا الوادي ولهذا البئر بالبركة وبالاستكثار، فكثُر بئر روما. وشاعت وذاعت وأعطت ماءها والحمد لله رب العالمين. وكان الصحابة الكرام يستعذبون الماء. ذهب مرةً النبي وأبو بكر وعمر إلى ابن التيهان في ضواحي المدينة فلم يجدوه. قالوا لامرأته: "أين ذهب ابن التيهان؟". قالت: "ذهب ليستعذب لنا ماءً"، يعني يشتري له ماءً من هذا الماء العذب. طبعاً قبل عثمان ما... يشتري
البئر فتكون سبيلاً مجانياً لوجه الله تعالى للناس، فالنبي وأبو بكر وعمر أخرجهم الجوع من المسجد إلى بستان ابن التيهان، فقالوا: "حسناً، سأمر عليه لاحقاً"، فقالت: "لا، ادخلوا"، وأتت لهم بعذق بلح، وابن التيهان رجع معه الماء العذب وذبح لهم وأضافهم لأنهم كانوا طاوين بطونهم من القلة. المادة في هذا الزمان، رضي الله تعالى عنهم ونفعنا بنبينا الكريم. استجاب الله الدعاء واستكثر الناس من بئر روما وعملت السنين الطويلة والبركة
حلت فيها حلولاً شديداً. الحمد لله رب العالمين. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.