دعاء الرسول | حـ #18 | دعاء الرسول لبلال بن رباح | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من "دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم". نعيش هذه اللحظات مع دعاء من... أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه. اليوم نعيش مع بلال بن أبي رباح. كان بلال عبداً أسيراً عند أمية بن خلف. أسلم بلال فعذبه، وكان يقول تحت وطأة التعذيب: "أحد، أحد". وبلال، وهو أصلاً
من الحبشة، كان أسود اللون. وقد عدّ العلماء أكثر من أربعين صحابياً كانوا سود اللون منهم سيدنا بلال لم يكن بلال وحده هو ذا البشرة السوداء بل كان أيضاً معه أربعون من الصحابة. الذين وصلت إلينا أسماؤهم نحو تسعة آلاف صحابي وخمسمائة بما فيهم النساء. عدد الصحابة الذين كانوا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأربعة عشر ألف صحابي رأوا. رسول الله بأعينهم وثبتت لهم الصحبة، منهم تسعة آلاف وخمسمائة وصلت إلينا أسماؤهم. من تلك الأسماء هناك أربعون اسماً كانوا سود البشرة،
وهذا يدل على أن الإسلام لا يعرف العنصرية وأنه لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا بالتقوى. كان بلال رضي الله تعالى عنه دمثاً. الأخلاق وكان صوته يعني كان صوته يعني كأنه من الجنة، ولذلك عندما رأى عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه وأرضاه في المنام أنه يؤذن، قام فذهب إلى رسول الله يشرح له ما الذي رآه في المنام: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله" إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً
رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. هذه هي ألفاظ الأذان التي رآها عبد الله بن زيد في منامه. فقام فأخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله وقد أوحى الله إليه بقبول هذه الصيغة لتكون إيذاناً للصلاة، حيث إن عمر كان جالساً فسمع هذا فقال: "يا رسول الله، إني رأيت هذه الرؤيا أيضاً" لكنه لم يهتم أن ينقلها إلى رسول الله وظن أنها رؤيا. عادية، فجاء أحدٌ آخر وقال: "نعم يا رسول الله، أنا فعلاً رأيتُ هذه الرؤيا". فقال: "إني أرى قد تواترَتْ رؤياكم على هذا، فاجعلوها علامةً
على جمعِ الناس إلى الصلاة إلى يوم الدين". قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد: "علِّمْها بلالاً فإنه أندى منك صوتاً". إذا فرسول الله يهتم بالكيف أيضاً. عبد الله هو الذي رآها في المنام، عبد الله هو الذي أخبر رسول الله، عبد الله هو الذي جعله الله سبحانه وتعالى سبباً في إقرار هذه الصيغة من أجل الوصول إلى تجميع الناس إلى الصلاة. فرسول الله اختار بلالاً لأنه أندى منك صوتاً. الاهتمام. بحسن الأداء وبحسن الصوت، وحسن الصوت من حسن الأداء، فعبد الله علمها لبلال. شعر النبي من عبد الله بن
زيد أنه يعني كان هو ضاعت منه، يعني ما هو كان هو. وخاصة أن النبي مدح المؤذنين وقال: "أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون"، فإن المؤذن يُغفر له على قدر. ما يصل صوته فكل المساحة الطويلة الكبيرة التي يصل إليها صوت المؤذن حتى ولو بالمكبر يُغفر له، فعلَّمها بلال. كان بلال أحد المؤذنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حريصاً أن يذهب إلى بيت الرسول، وكان بيت الرسول له باب على المسجد من أجل أن يذكره بأن الأذان قد قَرُبَ أو أنه الأذان
قد أُذِّنَ وهكذا كان هناك أذانان، أذان عند الفجر الكاذب وأذان بعده عند الفجر الصادق. وفي أول الأمر كان بلال يؤذن وحده حتى سمع النبي عبد الله بن أم مكتوم فأسند له الأذان أيضاً، فأصبح هناك شخص يؤذن الأذان الأول وشخص يؤذن الأذان الآخر. بلال كان يؤذن الأذان الأول، وكان ابن أم مكتوم يؤذن الأذان الثاني، الأذان الحقيقي، الأذان الذي لا بد للصائم أن يصوم فيه. فأذّن بلال ثم ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ينبئه أن الفجر قد أذن الأذان الأول، يعني الفجر
الكاذب. خرج في المشرق النور، ابتدأ يظهر والمسألة اقتربت. كان الرسول يتناول السحور، فذهب بلال وأتى مرة ثانية قائلاً: "يا رسول الله، انتهى الوقت"، فاستمر رسول الله في الأكل. فذهب وأتى المرة الثالثة قائلاً: "يا رسول الله، انتهى الوقت، اذهب". فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: "رحم الله بلالاً"، فهو رحم الله بلالاً، لو تركنا لعل الله أن فسحة إلى طلوع الشمس يعني من الممكن أن ربنا يخفف عنا وبدلاً من أن نصوم مع أذان الفجر نصوم مع
شروق الشمس فيكون فيها ساعة أو ساعة ونصف كنا نتمنى أن يكون الأمر هكذا لكن هذا لم يحدث. هذه كأنها أمنية لرسول الله تخفيفاً عن أمته ولكن الله سبحانه وتعالى إلى الليل يكون حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل. فالصيام لا بد فيه من الأذان الحقيقي الثاني نمتنع فيه عن الأكل والشرب مباشرة، ثم بعد ذلك نتم الصيام إلى الليل. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة. لبلال عاش بلال كل حياته في هذه الرحمة وتحول بلال من العبد إلى كونه كان سيداً ومن السيادة إلى الغنى
والغنى الكثير، فتح الله على بلال. لما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع بلال أن يؤذن، وكان كلما أراد أن يؤذن خنقته العبرة لأنه يتذكر رسول الله فذهب. إلى الشام ومكث هناك، وفي مرة عاد بلال فألحَّ عليه أهل المدينة حتى يعيد الزمن الجميل الذي كان فيه رسول الله، ويتذكرون هذا الزمن. ألحوا على بلال أن يؤذن، فأذن بلال، فبكت المدينة لأنهم فارقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تذكروا وجود رسول
الله فيهم، واعلموا أن فيكم رسول. الله إلى لقاءٍ آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.