دعاء الرسول | حـ #23 | دعاء الرسول للسيدة زينب بنت جحش | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء المتجدد مع دعاء سيدنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. ندعو الله سبحانه وتعالى، فنقول: يا ربنا، جازِ النبي خير ما جازيت نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه. أحينا على شريعته، وأمتنا على ملته، وابعثنا تحت لوائه. استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا أرحم الراحمين. واجعلنا من المستجابين يا أرحم الراحمين.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله صلاة. وسلامًا ترضى بها عنا ويرضى بها يا رب العالمين آمين. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو لزوجاته، ويُروى أنه عندما تزوج زينب بنت جحش وهي قريبة له، بنت عمته، فتزوج زينب وفي الزواج يصنعون ما يسمى بالوليمة، فأولم للناس خبزًا ولحمًا. زينب كانت غنية وكانت كريمة.
حتى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأنها: "أسرع نسائي لحاقاً بي أطولهن يداً". فظن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم الطول الحسي، فكانوا يقيسون الذراع ويقيسون البعض الذراع من التي أطول من الأخرى. فلما انتقل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، أول امرأة من نساء النبي. لحقت به، كانت زينب بنت جحش، تقول عائشة: وكانت أكرمنا وأوسعنا عطاءً، فعرفنا معنى "أطولكن يداً". المعنى هذا عندما قال: "أسرع
الناس أو نسائي لحاقاً أطولكن يداً". أطولكن يداً لماذا؟ فهمناها الآن أنها ليست الطول الحسي وإنما طول الكرم. في يوم بنائه صلى الله عليه وسلم ودخوله بزينب بنت. جهز طعاماً للناس خبزاً ولحماً، وكان من عاداته إذا تزوج صلى الله عليه وسلم أن يصبح فيمر على نسائه يدعو لهن، فالمرأة القديمة لا تشعر بالغيرة الطبيعية التي توجد في كل نساء العالمين عندما يذهب الزوج فيتزوج امرأة أخرى، فيذهب ليسلي خاطرهن ويدعو لهن، فمر عليهن
ودعا لهن، فلما عاد إلى زينب فوجد عندها ضيفين رجلين قد جاءا ليباركا لها، فانصرف. أي وجد ضيوفاً فقال: لن أقطع عليهم جلستهم هذه وهي تضيفهم أو تستقبل ضيوفها فشعر الرجلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء ثم انصرف، فإذا هو عندما جاء كان ذلك كما يقولون عندنا شهر العسل. فينبغي أدباً أن ينصرفوا، فانصرف الاثنان مسرعين، فأخبروا النبي بأن الرجلين الضيفين قد مشيا، فعاد النبي
صلى الله عليه وآله إلى زينب وأرخى الستر، أي أغلق الباب، فأصبحا معاً مرة أخرى، وحينئذ نزلت آية الحجاب في أمهات المؤمنين "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ونهى عن أن يدخل عليهن إلا المحارم أولادهم إخوانهم آباؤهم وهكذا، لكن غير هؤلاء لا يدخلون على نساء المؤمنين، والتزمن نساء المؤمنين من هذا اليوم ولم يدخل عليهن حتى الضيوف الذين كان من المباح أن يدخلوا، لكن أصبحت نساء
النبي صلى الله عليه وسلم في مرتبة أخرى، وبعض الناس يخلط ما بين هو. من أحكام نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما هو من أحكام نساء المؤمنين، وهذا الخلط خطأ لأن هناك فارقاً بين الأحكام المتعلقة بمقام نساء النبوة وما بين وأزواجه أمهاتهم، فإنه يحرم على هؤلاء هاتيك الزوجات أن تتزوج بعد النبي صلى الله عليه وسلم، كان حال الأسرة عند النبي. له أحكام خاصة بالنبي تُسمى بخصائص النبي، يعني الله يعلم ما الذي أباحه له وما الذي حرمه عليه. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب
عائشة، وكان يدعو لها ويسأل الله مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة. هكذا يقول في السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، فكان دائماً يدعو لزوجاته. ونتذكر ما كان يقوله لأم سلمة مثلاً عندما دعا للخمسة أصحاب الكساء، وكانت أم سلمة تصلي في حجرتها والنبي مع الخمسة: سيدنا علي وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما ورسول الله. هؤلاء هم الخمسة الذين كانوا اشتملوا بالعباءة
النبوية التي كان يجلس عليها النبي صلى الله عليه. وسلم فقال: "اللهم، أذهب الرجس عن أهل بيتي وطهرهم تطهيراً"، وكررها ثلاثاً. فخرجت أم سلمة وقالت: "وأنا معهم يا رسول الله؟" قال: "أنت إلى خير، أنت إلى خير، أنت إلى خير". لأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن شأن آخر، لستن كأحد من النساء، ثوابهن عظيم وأمرهن عظيم ووصلن إلى مرتبة الاجتهاد منهن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة حتى أن عائشة روت روايات وصححت التصحيحات لم يكن لأحد من الصحابة مثل
ما فعلت، فألّف الإمام الزركشي الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب أهل بيته، نجح في تربيتهم ودعا لهم ودعائه. قد استجيب فملأوا الأرض خيراً ورحمةً. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.