دعاء الرسول | حـ #8 | دعاء الرسول ﷺ لسعد بن أبي وقاص | أ.د علي جمعة

دعاء الرسول | حـ #8 | دعاء الرسول ﷺ لسعد بن أبي وقاص | أ.د علي جمعة - دعاء الرسول, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها المشاهدون الأعزاء، أيتها المشاهدات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في كل مكان، وأهلاً وسهلاً في هذا اللقاء المتجدد من دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. نعيش هذه اللحظات مع دعاء. النبي المصطفى والحبيب المجتبى الذي دعا للناس وللأمة وللمهاجرين والأنصار وللصحابة وأهل البيت وأزواجه، ولم يدع خيراً إلا فعله، حتى قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فكان من خلقه الكريم الذي وصفه ربه به: "وإنك لعلى خلق عظيم"، أن يدعو للناس
ويعود المريض ويواسي ويتذكر أصحابه الماضين ويدعو لهم بالخير. بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلمنا بذلك الوفاء والشهامة والتعاون واللحمة الواحدة والنسيج الواحد الذي ينبغي علينا أن نعيش فيه كأمة. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. يروي عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عن أبيه سعد أنه وعكة، والوعكة تعني مرضاً. شديدة في حجة الوداع، فالنبي صلى الله عليه وسلم. عادة وعيادة المريض فيها من الأجر
ومن الرحمة ومن الوفاء ومن صلة الخلق بعضهم مع بعض ما يجعل، كما ورد في الحديث القدسي: "عبدي مرضت ولم تزرني"، قال: "كيف تمرض وأنت رب العالمين؟"، قال: "مرض عبدي فلان فلم تزره، ولو زرته". لوجدتني عنده أنظر إلى هذا المعنى الذي يحول المحنة إلى منحة، كان المريض في معية الله، كانت هذه الآهات التي تخرج منه إنما تخرج مع رحمة الله سبحانه وتعالى، يرفع الله بها الدرجات، يغفر الله بهذا المرض الذنوب، يحسب الله له الثواب ويكون له بقدر ما كان يفعل
في صحته. دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سعد، وكان سعد من شدة المرض يعتقد أن هذا هو مرض الموت وأنه لا يقوم منه، فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه فقال له سعد: "يا رسول الله، إني رجل غني ولا يرثني إلا ابنتي وليس عندي". أحد يرثني فهل أخرجوا ثلثي مالي (ستة وستين في المائة) من ماله؟ يعني الثلثين. الثلث (ثلاثة وثلاثين وثلث) وستة وستين في المائة من ماله أخرجوا لوجه الله. قال: "لا، الثلث والثلث
كثير". ومن هنا بنى العلماء على هذا المنطوق النبوي الشريف "الثلث والثلث كثير" كثيراً من المسائل. قال: "لا، الثلث". إذا أردت أن تتبرع، إذا أردت أن توصي، إذا أردت أن تعطي، أن تخرج شيئاً من مالك لوجه الله، فأخرج من الثلث والثلث كثير. إذا كان الشخص يخرج عشرين في المائة أو خمسة وعشرين في المائة لأنه ثلاثة وثلاثين، فهذا آخر ما يمكن للإنسان أن يوصي به أو أن يخرج من. ماله لله رب العالمين فإنك إن تذر أهلك أغنياء خير لك من أن تذرهم فقراء يتكففون الناس، فقال سعد
بعدما أخذ هذا الحكم وهو أنه لا ينبغي عليه أن يتصرف في أكثر من الثلث والثلث كثير: سأل السؤال الثاني: "أأخلف يا رسول الله بعد أصحابي؟" يعني هل سأبقى بعد رحيل جيلي؟ سعد بن أبي وقاص موجود، هل سيُشفى ويقوم من هذا المرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك إن تَخلُف" - يعني كأنه لم يُجِب، لم يقل له هل هذا هو مرض الموت أو أن هذا ليس مرض الموت - "إنك إن تَخلُف" يعني إذا حصل أنك أنت خَلَفتَ فما من عمل صالح تفعله إلا يقبله الله لك، ثم رأى
النبي صلى الله عليه وسلم أن يُطمئن سعد بن أبي وقاص في هذه الحالة، يعني كأنه بالشفاء، وهو كُشفت له بعض الغيبيات بإذن الله. من هذه الغيبيات نعلم أنه رسول الله وأنه موحى إليه بإذن الله، والله هو الفعال لكل. هذا فقال ستخلف يعني خلاص أنت هكذا ستقوم من هذه الوعكة أو من هذا المرض الشديد الذي ألمّ بك وستخدم الناس ولكن سيكون هناك بينك وبين بعض الناس مشكلات ودعا لسعد بأن يكون مستجاب الدعاء فعلاً سعد أصبح صحيحاً وأصبح
مستجاب الدعاء سعد هذا مرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فوجد أخباراً تقول إن أحداً من المشركين سوف يأتي لاغتياله بالليل، فقال: "اللهم آتني بمن تحبه ويحبك". فسمع ضجيجاً خارج الغرفة، وهذا الضجيج يحتمل أن يكون صادراً ممن أتى للقتل، ويحتمل أن يكون استجاب الله له فوراً فأتى له بمن يحبه، فقال: "من؟" قال: "أنا". سعدٌ يا رسولَ الله، قال: "اللهمَّ بارِكْ في سعدٍ واستجِبْ دعاءَه". سعدٌ
إذنْ مِن مُستجابي الدعاء، وفعلاً عندما تولَّى هناك في العراق ولاياتٍ كمحافظِ مدينةٍ وما إلى ذلك، حدثتْ بينه وبين الجماهير بعض المشكلات، وادَّعى عليه بعضُهم ظلماً، فدعا عليه فماتَ ضريراً. كان سعدٌ مستجاب الدعاء ببركةِ ودعاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. عليه وآله وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو للمهاجرين بقدر ما بذلوا من جهد في نصرة الإسلام بقدر هذا الإيمان الذي ترسخ عندهم في نفوسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لسعد بن أبي وقاص
استجابت الدعاء أمر وكأنه برهان رأوا هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كيف تكفرون وأنا فيكم"، يعني أنتم ترون ليلاً ونهاراً مثل هذه الآيات، مثل هذه استجابة الدعاء والبركة والمعجزات التي كان يراها الصحابة الكرام أمام أعينهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاللهم انفعنا به في الدنيا والآخرة. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة. الله وبركاته