رب لترضى جـ 2 الحلقة الثالثة عشر | اجراءات التخلية | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات "رب لترضى"، ومع أسئلة شبابنا
نبدأ بمحمد. حفظك الله يا مولانا حضرتك. سمعت مرة الحلقة الفائتة، كانت الطفلة تُحدثنا عن مبدأ النصيحة. في الحقيقة، هناك نموذج في حياة المرء - وأقصد نفسي - حيث أكون قلقاً من أن أفعل أي شيء خاطئ أمامه، أو أذكر أي خطأ ارتكبته، لأنه سيبدأ فوراً بإسداء النصائح لي، وأنا شخصياً أصبحت متضايقاً منها. أي أن في أسلوب التربية المسكن، يعني حضرتك، وبذلك تربينا به. ليس من المناسب أن تهمزني في شيء ما، أو أن ترشدني وتترك لي مساحتي. أي تتصرف كأنك لا تعرف ما هو الصحيح، شيء من هذا القبيل. لم يعد النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الأمة بأمر مهم للغاية عندما لمن يا رسول الله؟ قال: لله طبعاً. لن أذهب
لأنصح الله، أنا سأنصح من أجل الله كي أنال الثواب، ولرسوله، ولعامة المسلمين وأئمتهم، أو لأئمة المسلمين وعوامهم. هذا الحديث غريب جداً ومهم جداً، لأنه يوجه كلامه إلى الأمة في شرح الدين. سيدنا النبي عندما قال: "الحج عرفة"، لكن الحج يشتمل... على أشياء أخرى غير عرفة، منها الطواف، ومنها السعي، ومنها الإحرام، ومنها منى، ومنها كذا إلى آخره. بعضها أركان وبعضها واجبات وبعضها سنن. إنما قال: "الحج عرفة"، معناه أن أهم ركن في الحج الذي لا يتم الحج أبدًا إلا به هو عرفة.
"الدين النصيحة"، هذا نفس التركيب: "الحج عرفة"، "الدين هذا نفس التركيب معناه أن الأهم في الدين وحتى يبقى في رونقه وفي حضوره في المجتمع البشري هو النصيحة. عندما نتأمل في عصر الصحابة في هذه النقطة سنجد أمراً غريباً، سنجد أن النصيحة كانت تُقال ممن يرى نقصاً إلا أن يكون عالماً، بالحكم وعالماً بالحال، أما غير العالم فلا على أن ينكر شيئًا لا يعرف إذا كان معروفًا أو منكرًا، ولا
أن يأمر بشيء لا يعرفه، فلم يكن أحد منهم أبدًا يتحدث بما لا يعرف. إذن، الشخص الناصح هذا لا بد أن يكون عالمًا، وهذه هي الشروط التي وضعها أمثال النحاس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أول شيء يجب أن تكون عالماً بالحكم الذي ستأمر به. اختلف الزمان، فلا الناصح أصبح عالماً ولا المنصوح أصبح قابلاً، فأصبح هناك خلل في البيئة كلها. لماذا المنصوح متضايق؟ لأن الناصح يتحدث بما لا يعرف، فهو لا يعرف الحكم
ولا يعرف حال المتحدث معه ولا يعرف شيئاً حسناً. كلامه صحيح، نصفه صحيح ونصفه خطأ. حسنًا، الوقت صحيح. نحن في حيرة، لا نعرف إذا كان صحيحًا أم لا. جزء منه صحيح وجزء منه ليس صحيحًا. سيدنا علي وهو يخاطبنا عن الحكمة يقول: "ليس كل كلام جاء وقته"، أي ليس من الحكمة أن نتحدث هكذا بلا ضابط ونثرثر بلا هدف. ونؤمر عبثاً بدون فائدة، لا بد أن تكون هناك حكمة. قال تعالى: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة
فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذّكر إلا أولو الألباب". ما هي هذه الحكمة؟ الحكمة في اللغة من الإحكام، والإحكام ما هو؟ هو المناسبة، أن يكون الشيء متناسباً مع شيء آخر. فهنا الوقت هذا وليس كل ما جاء وقته، ها قد حان وقته، هيا نتحدث. حضر أهله فيجب النظر إلى الحال أو الأشخاص، وليس كل من حضر أهله جاء أوانه. يعني المكان غير مناسب لأن نقول فيه هذا الكلام. سبحان الله، يعني يجب أن نراعي بعض الأمور المحيطة بها
عندما الناصح لم يراعي ابن رجب (رحمه الله) الفرق بين النصيحة والتعيير. فالمنصوح أصبح ضائقاً لأنه أصبح محتاراً: هل هذه نصيحة أم فضيحة؟ ولنزن هذا الأمر أيضاً حتى نحفظه. ما الذي ندعو إليه؟ إننا نرجع إلى الأمر الأول، ونرجع جميعاً لنتعلم أن النصيحة هي الدين، لأن الدين النصيحة، وهي الركن. الأكبر في الدين وأنه لا بد علينا أن ندرب أنفسنا على إلقاء النصيحة: متى، أين، كيف، لمن، لماذا، وعلى تلقي النصيحة كذلك. أحمد
بعض إخواننا الطيبين أو آبائنا الطيبين عندما يأتون لينصحوا ونقول لهم الكلام والحياة التي قلتها لنا، فيقولون: طيب، هناك حديث يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده". فإن المسرف بسرفه سَرَفَ قلبه. من رأى منكم أحداً - والنبي لم يقل يجب أن يكونوا علماء - والآية الثانية تقول "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، كل الأمة التي اختارها الله تعالى. ليس المقصود العلماء فقط، لم يقل أهل الذكر. في معنى ذلك أن الخطاب موجه لكل الناس، ليس من حتى أعرف كيف أنصح، طالما أنني أرى الأمر خطأً، فهل أقول إن النبي قال لي هكذا؟ حضرتك ماذا تقول لهم وماذا تقول لنا أيضاً؟ أقول لهم شيئاً بسيطاً جداً: أن يقرؤوا الحديث إلى آخره. أما أن يأخذ الشخص أول الحديث ويمضي، كما أخذ "فويل للمصلين" ومضى، فهذا لا يصح، وهذا أن القرآن كالجملة الواحدة، قال
تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أليست هذه هي النتيجة؟ ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. أقول له: اقرأ الحديث كله واقرأ الآية كلها. الحديث يقول: مَن ومَن. للعموم، حسناً، رأى تعني ماذا؟ رآه تعني علِم وليس شاهَد، لأن "رأى" من أفعال العلم. من رأى يعني عرف وعلِم. حسناً، ما هو العلم؟ القدر اليقيني من المعرفة. طيب،
أنا عندي قدر يقيني من المعرفة وأنا لست عالماً أن الصلاة واجبة. حسناً، وابني لا يصلي، إذاً سآمره بالمعروف وأنهاه عن المنكر عندي بقدر يقيني من المعرفة، وأنا لست عالماً، أن الخنزير حرام وزوجتي تأكل الخنزير، فلا بد أن آمرها بالمعروف وأنهاها عن المنكر. إذًا فالقدر اليقيني من المعرفة موجود عند العلماء وعند غير العلماء، لكن من يتلبس بهذه الرؤية يرى فعليه أن ينكر، والذي متشكك أو ظان أو عنده معرفة
لا ينكر أن يكون كلام العلماء الذين اشترطوا العلم في إبداء النصيحة أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر هذا كلامًا متينًا جدًا، وهو العلم بالحكم، يعني يا مولانا كما نضرب المثال، هذه مسألة أوضح من الواضحات وأجلى من البينات. نحن نعرف أن عقوق الوالدين حرام، ورأيت أخانا يصرخ. لا أمة الإسلام لا تحتاج هذه الأمور ولا تحتاج منا فلسفة كثيرة، لكن دخلت المسجد فوجدته لا يوجه أصابعه في السجود نحو القبلة. هل هذا يصح أم لا يصح؟ لا أعرف، فلتسأل العلماء إذا كان هذا يصح أم لا يصح.
ورأيت شخصاً يضع يده على يده على صدره هكذا، والآخر سُرّته والثالث تحت سُرّته، هل يجوز هذا أم لا يجوز؟ اسأل العلماء. وانظر هذا القرض، هل رُدّ أم لم يُرد؟ هل يجوز أم لا يجوز؟ ورأيت شخصاً وهو يصلي يقرأ من المصحف، واضعاً المصحف أمامه هكذا، وبدأ يُقرّب الناس منه. اسأل العلماء. فعندما تأتي وتتظاهر بأنك فيلسوف وأنت لست فيلسوفاً أنت وقعت في نهي آخر، إذًا فلنقرأ الحديث واحدة من رأى -يعني من علم- منكم منكرًا فليغيره. أنت تعلم أن هناك منكرًا يغيره، وهذه ليست محتاجة إلى العالم أو الجاهل، لكن ما يحتاج
إلى عالم يبقى لا بد من شرط العلم، ما لا يحتاج إلى عالم مما هو. شائع في تربية المسلمين، فلا يحتاج المرء إلى أن يكون عالماً. على فكرة، أتعرف لماذا أصبح هذا أمراً غريباً؟ لأنه يعلم أن الخمر حرام، والصلاة واجبة، وبر الوالدين واجب، وأن قلة الأدب مع الأم ليست مقبولة، وإلى آخره. فيكون [حديث] "مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده..." ثم فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. يجب أن يكمل الحديث إلى آخره. هذا سكت. هذا الحديث فيه أنه سكت، فيكون كلام سيدنا علي جاء في مكانه.
بعد الفاصل، قد تكلمنا عن النصيحة، عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه أول ما يُشترط أن يكون الإنسان عالماً، وأنه لا من الحكمة وهي التناسب مع الزمان والمكان والأشخاص والأحوال وليس هكذا مطلقاً، وإننا أصبحنا في عصرٍ لا الناصح متوفر فيه الشروط ولا المنصوح أصبح قابلاً للنصيحة،
وهذا من العلل المجتمعية التي نعيشها. وكان محمد عنده سؤال، تفضل يا محمد. حضرتك يا مولانا في التنمية البشرية في أسلوبين في... يركزون في التنمية إما على الجوانب السلبية التي داخل الإنسان أو داخل شركة أو داخل مكان ويحاولون إزالتها، وإما أن يركزوا على الإمكانيات الإيجابية في الإنسان ويعتمدون على أن الجانب السلبي سيزول تلقائياً أو سيتقلص. فأين يقع منهج التصوف بين هذين المفهومين؟ يا مولانا، هو في الحقيقة احرصوا وأنتم تستفيدون من العلوم الأخرى أن هناك قدراً من العلوم نقبله لأنه وصفي، وهناك قدر نناقشه فنرفض بعضه ونقبل
بعضه لأنه معياري. فمرة ذكرت لكم هذا المعنى، ذكرت لكم أن سيجموند فرويد وهو يتحدث عن الإنسان وعن كذا، يتحدث عن النفس الأمارة بالسوء. ويصفها يا أخي وصفاً جيداً فأنا أقبل منه هذا الوصف لأنه واقع، إنه يصف واقعاً، لكن بعد ذلك يقول لك: "فسلِّم نفسك لهذه النفس حتى لا تكون معقداً". لا، أنا أختلف معه وأقول له: لا، هذه تحتاج إلى تربية ومقاومة وغير ذلك، لأن ما تقوله لن يحل المشكلة. أختلف معه. الآن في الآية هذه المسألة الذاتية المعيارية، الشخصية الذاتية أو المعيارية، لكن الوصفية انتبه منها. عندما يأتي داروين ويقول إن هناك تشابهاً غريباً
بين السمكة والحمامة والقرد والإنسان وما إلى ذلك، أقبلها منه، فهذا وصف موجود بالفعل. ولكن لماذا آخذ منها شيئاً؟ هذا الشيء هو وحدة. الخلق أن الخالق واحد. أتفهم أنه يفسرها بتفسيرات، وأنا أفسرها بتفسيرات أخرى، لكن الوصفة أو القدر الوصفي لكل شيء محدد. فكان في الإدارة هناك من يتساءل: هل أصل الإنسان كسول أم أصل الإنسان نشيط؟ وبماذا ستختلف النتيجة؟ قالوا: ستختلف في الإدارة، لأنه إذا كان أصل الإنسان كسولاً... إذن يجب أن نضع له محفزات وحوافز لكي
نجعله يتحرك ويخرج من كسله ويعمل، لأنه يحب أن يؤجل عمل اليوم إلى الغد، ويقول لك: "إذا كان من الممكن ألا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فيمكنك تأجيله إلى ما بعد الغد". فهو كسول، والأصل فيه الكسل، لذلك نضع له دائماً في أم هو في أصله نشيط يريد عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس ثم إنه يصطدم بعوائق تثبته وتحبطه. حسناً، وما الذي سيترتب على ذلك؟ أنني أبحث عن هذه المشكلات والعوائق الخاصة به
فأزيلها منه فينطلق. وهذه يسمونها نظرية مستر إكس وتلك نظرية مستر واي. مستر إكس كسول فيحتاج إلى ماذا؟ يحفزه. مرت سنين بعدها إلا أن هذا الإنسان مستريح جداً، يعني هذا مستروي الذي هو النشيط. فابحثوا عنه هكذا. والسؤال الآن، حسناً عندما نرجع إلى علومنا نجد ماذا؟ يعني ما هي الإجابة؟ هل هو كسول أم هو نشيط أم هو ليس شيئاً والتربية هي التي تجعله كسولاً؟ أو التربية هي التي تجعله نشيطاً، وهي عبارة يسمونها الصفحة البيضاء، لا
هذا ولا ذاك، وإنما هو حسب ما شبَّ عليه، ومن شبَّ على شيء شاب عليه، وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوَّده أبوه. فواحدٌ عوَّده على الكسل، وواحدٌ عوَّده على - يعني - تربيةٌ. القضية أيها واحدة الاثنين؟ وما هذا الأمر؟ يفيدنا في هذه الإدارة لكي نجيب على هذه الأسئلة. مسألة النفوس أن هناك نفساً أمّارة، ونفساً لوّامة، ونفساً ملهِمة، ونفساً راضية مرضية مطمئنة كاملة، سبع درجات. والكسل وعدم الكسل يأتي طبقاً لهذه النفوس. إذا كان القائمون على الإدارة، فقد أفدناهم بهذا الجزء
الخاص بنا الذي هو... لها وصف وتجريب أيضاً تنفتح أمامهم مباحث كثيرة لم تخطر على بالهم أبداً، وهذه نظرية في التنمية البشرية التي تتحدث عنها تُسمى نظرية "المدير الفعال"، وهذا المدير الفعال يحسبونه مع الناس ومع العمل، ويقولون: الناس "نون" والعمل "عين"، فهل هو "نون زائد" و"عين زائد"، أم "نون ناقص" و"عين ناقص"؟ ولا نون زائد عين زائد ولا لوهن صفر عين صفر ولا ماذا يعني هذا؟ يعني أنه يهتم كثيراً ومحاسب على الناس، فعلاقاته مع الناس مهمة،
وأيضاً غير راضٍ أن يترك أي شيء في العمل، لا يوجد تقصير في العمل، فيكون نون زائد عين زائد. ما هي صفات المدير هكذا أنه لا يثق في أحد، يريد أن يعمل كل شيء بيديه، غير واثق في كل شخص يدخل عليه، يراجع العمل مرة ثانية، يريد أن يخرج العمل مئة في المئة، وأيضاً لا يريد أن يغضب أحد، لا يُغضب أحداً أبداً، نون زائد عين زائد لكن نون ناقص وعين ناقص، يضربها يذهبون إلى الجحيم، وماذا تعني "اذهب إلى جهنم"؟ لا يهتمون بالناس ولا بالعمل، وناقص عين زائدة. يعني المهم قواعد العمل والقوانين والناس تتعذب، وهكذا هذه الشبكة والصفات
المترتبة عليها وما إلى آخره. لو دخلت فيها، ستجد أن النفوس السبعة تختلف، واتضح أنهم ليسوا خمسة فقط كما ذكرنا. أحسب خمسة في سبعة بخمسة وثلاثين، نعم خمسة غير خمسة وثلاثين. عندما قلنا لبعض علماء الإدارة هذا الكلام، أنه يا جماعة انتبهوا أن الإنسان ليس واحداً، إن الإنسان في درجة من درجاته في أمارة بالسوء، في قالت تتصور بتحل لنا مشاكل تعارضية عملت. عندما وصلنا لهذه الصفات لم تكن تامة. ما كان، آه، ما هو الخمسة والثلاثون مختلفين، لم
تكن هي كانت موجودة في الكتاب وهو مخالف في الخارج، لماذا؟ لأنه في نفسٍ أخرى، ليست هذه النفس، وعلى ذلك سنرجع ثانيةً، هل الإنسان سلبي بطبعه أم هو إيجابي بطبعه أم هو مركب منهما؟ هو يمر... بمرح، هو لديه قابلية لهذا وقابلية لذاك، وطبقاً للظروف المحيطة والبيئة، وطبقاً أيضاً لدرجة نفسه، يظهر هو في النهاية. قال تعالى - لكي نلخص كل هذا -: "وهديناه النجدين"، يعني
هو قابل لأن يسلك طريق الخير وقابل لأن يسلك طريق الشر، قابل لأن يتصف بالكسل أو العجز، وقابل لأن يتصف وقابِلْ هو قابِلٌ والقبول فيه قبولٌ قريبٌ وفيه قبولٌ بعيدٌ. فعندي بعض التراب، تراب فقط، هذا التراب عندما آتي وأعجنه وأجعله طينة، فيصبح في صورة طين، يكون التراب قريباً وقابلاً لأن يصير طيناً. آخذ هذا الطين وأضعه في الفرن، فيخرج فخاراً. إنهم
يصنعون القِلال هكذا والزير بهذه الطريقة. والأشياء الفخارية هكذا، هل تنتبه؟ حسناً، ما العلاقة بين التراب والفخار؟ قابلية بعيدة لأنها يجب أن تمر بمرحلة ماذا؟ الطين. حسناً، ما علاقة الطين بالفخار؟ قابلية قريبة لأنها تتحول مباشرة، بمجرد أن نضعها في النار تتحول إلى فخار. وهذا الفخار يمكن أن ينكسر، فتكون قابليته للكسر. حسناً، والطين هل ينكسر؟ أبداً لا ينكسر، فما الفرق بين الطين والكسر؟ قابلية بعيدة. وماذا عن التراب والكسر؟ أبعد. وهكذا،
فيجب علينا أن نفهم قضية القابلية. الإنسان قابل للخير وقابل للشر، قابل للكسل وقابل للنشاط. ولذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل". إلى لقاء آخر. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مترجم في