رب لترضى جـ 2 الحلقة الخامسة عشر | الأحزاب والأوراد | أ.د علي جمعة

رب لترضى جـ 2 الحلقة الخامسة عشر | الأحزاب والأوراد | أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ. أيُّها الإخوةُ المشاهدون، أيَّتُها الأخواتُ المشاهداتُ في كلِّ مكانٍ، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقةٍ جديدةٍ من حلقاتِ "ربِّ لترضى" مع
شبابِنا. نبدأُ بالسيدِ محمدٍ، تفضَّلْ، هل لديكَ سؤالٌ؟ أستأذِنُ. حضرتك في الحلقة السابقة كنت تحدثتنا عن الأوراد وأحزاب الطريقة الشاذلية، فقد خطر ببالي فقط ما معنى كلمة "حزب" يا مولانا؟ من أين جاءت هذه الكلمة؟ الحزب هو الجزء من الشيء، ولذلك كان أول من أراد تقسيم القرآن وعمل على ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي. الحجاج وأبوه يوسف كانا أصحاب حفِظَ الحجاجُ القرآنَ جيداً لأنه كان مُحفِّظاً للقرآن، ووالدُه أيضاً كان مُحفِّظاً للقرآن قبل
أن يُصبحَ قائدَ جيوشٍ وما إلى ذلك. أمرَ الحجاجُ العلماءَ بأن يَعُدّوا حروفَ القرآن، ثم قسَّموه إلى أسباع، أي عَمِلَ السُبعَ الأول والسُبعَ الثاني حتى السُبعَ السابع. فالفكرةُ عندما ظهرت أولَ مرة كانت عند الحجاج بأن تسبيع يعني تقسيم القرآن إلى سبعة أقسام، وطبعاً واضح أنه أراد ذلك حتى يقرأ كل يوم في الأسبوع جزءاً من هذا المسبع أو سُبْعاً من هذا المسبع. بعد ذلك أبو بكر بن عياش وعلى نفس الطريقة لكن جعله على شهر ثلاثين جزءاً،
ومن هنا كان سر أن نجعل القرآن. ثلاثون جزءًا وبعد ذلك، حسنًا، سأقرأ الجزء في اليوم صباحًا ومساءً، لأن كل ما ورد في السنة يقول لك أذكار الصباح وأذكار المساء، فيكون في جزأين: النهار والليل، الصبح والمساء، فتنقسم نصفين، فسمّوه حزبًا. هذا حزب هنا، وهو يصبح إذا كان الجزء يتكون من حزبين، فالحزب يعني نصف الجزء. يعني قطعة في الصباح وقطعة في المساء لكي يكتمل لك الجزء الذي إذا مشيت على هذا النحو ستنهيه في شهر كم. فأصبحت كلمة "حزب" تعني قطعة
أو جزء، فمجموعة من الأدعية والأذكار والتوسلات والتضرعات لله سبحانه وتعالى في صفحتين أو ثلاث هكذا تكون قطعة. أليس كذلك؟ ماذا تعني قطعة؟ تعني قطعة دعاء، قطعة للدعاء، يعني ماذا قطعة؟ سنقول قطعة، لا نقول حزب. فالحزب معناه الشيء المحدد، الشيء المحدد الذي له بداية ونهاية. أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه ولد عام خمسمائة وثلاثة وتسعين، وتوفي وعمره ثلاثة وستون سنة، مثل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة
ستمائة. ستة وخمسين، ما هو خمس مائة وثلاثة وتسعين، يبقى بقي سبع سنين، والتم ست مائة، مات ست مائة وستة وخمسين، سبعة وستة وخمسين وثلاثة وستين، ومات وهو ذاهب إلى الحج في صحراء جنوب مصر اسمها صحراء عذاب، وصحراء عذاب هذه فيها قرية كانوا يركبون من السمت الخاص بها، يعني عندما حتى البحر ثلاثون كيلومترًا، واسمها حُمَيْثَرة، فتوفي في حُمَيْثَرة ودُفن فيها، والذي غسّله تلميذه المرسي أبو العباس الذي توفي في الإسكندرية، وقبره هناك، وعليه مسجد اسمه مسجد المرسي أبو العباس. ويقال: "يا إسكندرية أشجع الناس سيدي المرسي أبو العباس"، لماذا؟ لأنه
في الإسكندرية. فأبو... الحسن الشاذلي لم يترك كتباً، ليس له كتب، وإنما ترك قطعاً من الأدعية والأذكار، وسمى كل قطعة حزباً. فعندما تفتح هذه الكتب التي للكشمخانوي أو تفتح شيئاً اسمه أوراد الطريقة الشاذلية وأحزابها أو نحو ذلك، ستجد أنه منسوب إليه عدة أحزاب هي عبارة عن دعوة وذكر، فصنع شيئاً اسمه حزب النصر، وصنع شيئاً آخر اسمه حزب البر، وصنع شيئاً ثالثاً اسمه
حزب البحر، وصنع شيئاً رابعاً اسمه حزب اللطف، وصنع شيئاً خامساً اسمه حزب الشكوى، وصنع شيئاً آخر اسمه حزب الدائرة، وصنع شيئاً رابعاً اسمه حزب الإخفاء، وصنع شيئاً وهكذا. هذه التسميات من ابتكار أبو الحسن منه ومنه أسماؤها لها دلالات على ما بداخله. في حزب النصر مثلاً نقول حتى ننتصر على الأعداء، لأنه كان في أيام سيدنا أبي الحسن، سنة ستمائة وستة وخمسين، حين دخل التتار بغداد، وقال: "لو قرأوا فيها حزب النصر ما دخلوها". يعني من شدة التجائه إلى الله بالنصرة، وكذا الناس الذين هناك كانت قلوبهم معلقة بالله الصحيح، ولم يسلط الله عليهم التتار.
معنى الكلام هكذا: سلط عليهم التتار لأنهم افتقدوا هذه العلاقة الضارعة بالله رب العالمين، فوقعوا. والغريب العجيب أن التتار دخلوا الإسلام بعد ذلك. لم يحدث في الدنيا أن المنتصر يدخل في دين المهزوم، لكنهم دخلوا في دين. الله أفواجًا لأنه لم يكن عندهم شيء، فدخلوا قادمين ووجدوا حضارة، ووجدوا دينًا، ووجدوا معنى للحياة ومعنى للموت، فتأثروا ودخلوا في الدين. إذن لدينا كلمة أحزاب وأوراد. الأوراد يقولون لك ماذا؟ والله، اقرأ أستغفر الله مائة مرة، هذا هو الورد. اقرأ الصلاة على النبي
عليه الصلاة والسلام مائة. مرة، أي ورد، اقرأ "لا إله إلا الله" مائة مرة، هذا هو الورد. وستجده كله في السنة، خير ما قلت وقال النبيون من قبلي: "لا إله إلا الله". مثلاً يعني، قلت: "استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً" وإلى آخره. فإذاً الأوراد معناها التي هي الأذكار هذه والورد. الذي تقوم به يمكن أن تجعل من وِرْدك حزباً من الأحزاب، فهناك أناس يقرؤون حزب البر كل يوم، وهناك أناس يقرؤون حزب النصر كل يوم، وهناك أناس يقرؤون خمسة أحزاب كل يوم، وهكذا. هذه الأحزاب يا سيدي، هل أقرؤها من تلقاء نفسي كما أشعر بها، أم يجب أن أستخدم فيها الشيخ أيضاً، ما دام لديك شيخ فيكون أمرك مع الشيخ، فهو الذي يعرفك ويعرف طاقتك ويعرف انشغالك ويعرف فراغك
ويعرف كيف يرتب لك الأمور ويعرف ما هو المتوائم معك وما ليس متوائماً، فهو مربٍ يعتني بك. فهناك من يتعلم خارج المدرسة وهناك من يتعلم في شيء اخترعوه حديثاً اسمه المدارس. المجتمعية بدون منهج تقريبًا، لكن يتعلم. وهناك شخص يتعلم في المدرسة. والذي يتعلم في المدرسة يجب عليه أن يلتزم بقواعدها فقط ليسير ويَنجح. فلا يأتي ويقول: "والله أنا لن أمتحن هذه السنة". إذا لم تمتحن ستَرسب وتُعيد السنة، لماذا؟ "لقد عرفت وكل شيء بسلام". ليست لدي رغبة في اختبار هذا الكلام لتقوله خارج المدرسة، لكن ليس داخل النظام والمدرسة. ما دام لديك شيخ فعليك أن تلتزم بهذا الالتزام، وعليك أن
تلتزم به وهو سيرشدك. فإذا أجبتك الآن يا سيد محمد والإخوة الكرام والمشاهدين ما هو هذا الحزب، فالحزب يعني ورقتان أو ثلاث فيها أدعية. أذكار فيها كذا والإمام أبو الحسن الشاذلي له أحزاب كثيرة، ليس فقط الأحزاب التي ذكرتها، وإنما له أحزاب كثيرة يرويها عنه أبناؤه وتلاميذه. كان له تلاميذ في تونس حوالي أربعين، وكان له تلاميذ في مصر كثيرون جداً الذين كانوا تلاميذه الذين في مصر، وكان سيدنا سلطان العلماء. العز بن عبد السلام كان يرفض التصوف، ثم عندما قابل أبا الحسن الشاذلي قال: "لو كان التصوف هكذا، فهذا هو الدين الحقيقي". نحن نبحث عن هذه القصة، فاتبع الشيخ أبا الحسن الشاذلي وألّف العز كتاباً صغيراً
اسمه "زبدة التصوف". هذا لمن لا يعرف. التصوف ويظنه أنه هو التصوف الفلسفي مثلاً الذي يتعبون في قراءته ويرونه بعيداً ويرونه أنه من أنواع الفكر المنطلق، لكن عندما يرون التصوف السني يعتقدون فيه ويسيرون وراءه. قبل الفاصل هناك
في أعينكم عدة أسئلة ونحن نتحدث عن قضية ماذا يعني حزب وسيدنا الإمام أبو الحسن الشاذلي. وغيره مما هو في أحزاب كثيرة، ولكن بخصوص الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وبعض الناس يتهمونني قائلين لي: أنت وطني أكثر من اللازم لأنك شافعي، وذلك لأن الإمام الشافعي هنا في مصر أحبه أكثر، وأنت شاذلي لأن سيدنا أبا الحسن الشاذلي هنا في مصر. طبعاً نحن لسنا، يعني نحن... ليس لدينا شوفينية. ما معنى هذه الشوفينية؟ إنها تعني التعصب الأعمى للبلاد، وأصل الكلمة من جندي كان اسمه شوفان في الحملة الفرنسية أو الثورة الفرنسية، تاه في الغابة، فظل محتفظاً بسلاحه سنوات
حتى استطاع الخروج من الغابة، وكان لا يرضى أن يترك سلاحه من أجل وطنه فرنسا وما إلى ذلك. آخره فسمَّوا التعصب الأعمى للبلاد بالحق والباطل شوفينية. فنحن ليس لدينا شوفينية، لكن لدينا حب الأوطان الذي هو جزء لا يتجزأ من الإيمان. أحمد، حضرتك كنت حدثتنا عن الكلمات العشر الطيبات، وقلت لنا ما هي الخمس الباقيات الصالحات والخمس الأخرى. لماذا هذه العشر كلمات تحديداً؟ أي لماذا اخترت هذه العشر مثلاً لم يفهم سبحان الله وبحمده، لماذا لم يفهم "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وأيضاً هذه أذكار وردت. هذه العشرة تحديداً، هناك فرق بين العناصر التي تتركب منها الأشياء وهناك فرق بين المركبات، فهذه العشرة في الحقيقة هم العناصر عندما
تقول لي سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم، هذا تركيبك هكذا لأن سبحان الله موجودة والحمد لله موجودة. عندما تأتي لتقول: "أستغفر الله، تبت إليك إني كنت من الظالمين"، فأنت ركبتها هكذا. وعندما تقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، ما... هي هذه هي "لا إله إلا الله" التي تحتها كل الصيغ الخاصة بها. إذاً فهذه هي عناوين لهذه التركيبات أو هي عناصر تتركب منها التركيبات. فهم لا يقولون هذه فقط، بل بالعكس، هم يقولون هذه وتركيباتها وما يوفق
الله سبحانه وتعالى الشيخ إليه، لأنه في بعض الساعات يكون الشيخ وهو تصدر منه هكذا صلاة على النبي لم يكررها وإنما صلاة جميلة جداً هكذا هو قام بتسجيلها لأن فيها معاني أو دعاء: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا". ما هذا الكلام الجميل؟ هذا كلام جميل جداً، هل انتبهت؟ نعم، ولكن هذا منقول عن الصالحين، يقول: "اللهم نوِّر قلوبنا". واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا. من أين أتى هذا التعبير "ويسر غيوبنا"؟ هذا من كلام الصالحين. لن تجد في السنة النبوية عبارة "ويسر غيوبنا" فهي غير واردة فيها، هل
تفهم ما أقصد؟ لكن الله ألهم بها أحدهم. لن تجد في السنة النبوية "اللهم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا عتاب، ما هذا؟ ما هذا الكلام؟ كيف أتى هذا؟ ففي ساعات للتجلي، وما دامت هي تعظّم الله وتبرئ الإنسان من الشرك ومن الوقوع في السفاسف أو ما شابه ذلك إلى آخره، لا، هذه أشياء جميلة جداً ونأخذها، ولذلك سيدنا النبي أرشدنا لهذا وقال: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو في كتابك المُنزَل أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، فإذا كانت هناك معلومات يعلمها المخلوقون، فتلك المعلومات قد تكون مادتها موجودة في القرآن،
مثل: "إن تنصروا الله ينصركم"، فالناس تقول: هذا ناصر. وأيضاً: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". فتقولون: "حبيب؟ حسناً، كلمة 'حبيب' لم ترد مثلاً، أي أين وُجدت كلمة 'حبيب'؟ لا توجد كلمة 'حبيب'، لكن المادة الخاصة بها وردت". فإذاً قد يكون كذلك، وقد يكون وهو يدَّعي، فيقول له: "يا بهي"، حسناً، ما هذه الكلمة "بهي"؟ هذه الكلمة "بهي" لم ترد. فقال: "يا ترى هل فيها نقص فإذا لم يكن فيها نقص ولم تكن أي ليس فيها نقص ولا يُعتقد أنها اسم في ذاتها، إنما يمكن أن تكون صفة يقولها فلا مانع، أو وردت
مادتها مثل ناصر يا حبيب وما إلى ذلك، فلا مانع. فأنا أريد أن أقول لك إن الألفاظ الباقيات الصالحات هي عناصر تندرج. تحتها أشياء كثيرة وأن الذكر والدعاء يكون حسب الحالة وليس حسب الطريقة المحددة، بمعنى أننا ندعو بما نجد قلبنا متعلقاً به وليس بالوارد فقط. طبعاً المتشددون الآن يقولون لك: "لا، بالوارد فقط"، وهذا غير صحيح، فهذا تضييق للأمر الواسع، وبذلك لم يتبع منهاج النبوة. منهاج النبوة أنه علّمنا أنهم كانوا يشاؤون أن يقر الله ذلك، ألا إنه لا يقع في الشرك إلا شريكاً هو لك، ملكته وما ملكت. أهو واقف هنا. أنت هكذا قلقت، إنما الذي قال له: "لبيك حقاً،
لبيك تعبداً ورقة"، تركه فقط. هو لم يسمع منه، ولكنه سمع. وهكذا يكون إذاً المنهج الذي فهمه الأئمة من منهج أن القرآن والأذكار والدعاء في كل ساعة، يعني إذا وفقك الله لشيء وجدت عنده قلبك أو قلدت فيه غيرك فلا مانع. لدينا أيضاً في الأحزاب والأوراد وما إلى آخره، أيضاً يحاولون يعني قلدوا الكتاب والسنة، فهم تحت ظلال الكتاب والسنة، فتجدهم مثلاً يستعملون الحروف النورانية التي... بدأ الله بها السور أربعة عشر حرفاً: الم، ر، صاد، ن، قاف، طه،
يس، إلى آخره. قد تكون على حرف أو حرفين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة كقوله: كاف ها يا عين صاد، أو حم عين سين قاف. خمسة لا تزيد عن خمسة، وهي أربعة عشر حرفاً، والأربعة سمّوهم نورانية لأنه يطرأ لهم سر. يعني عندما جمعوا الأربعة عشر حرفاً، استخرجوا منهم جملاً. من ضمن هذه الجمل، جمل كثيرة، ومن ضمنها "نص حكيم قاطع له سر" كأنها تصف القرآن. "نص حكيم قاطع له سر"، فتجد هذه الحروف أو ما يشبهها موجودة في... الأحزاب هم تفاعلوا مع الدعاء وبالقلوب الضارعة، ويعني عندما
تقرأ في الحواشي يقول لك: "بسم الله الرحمن الرحيم"، بدأ بالبسملة اقتداءً بالكتاب الكريم، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر" أو "أجذم" في روايات أخرى. انظر إلى كلمة "اقتداءً الكريم، يعني لأنه قال: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين"، فالثاني يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين"، ويستمر هكذا. فيكون فيها استهلال طيب وإرجاع الأمر كله لله سبحانه وتعالى. فنحن الآن نريد أن نقول إن المدارس ثلاثة: السلفية والتصوف. السلفي تصوف، والسني التصوف الفلسفي، وأن من التصوف السني أبا
الحسن الشاذلي، وأن من أبي الحسن الشاذلي قلنا أن فيها أوراداً وأحزاباً، وفهمنا معنى ذلك، وأن من هذه الأحزاب والأوراد أيضاً تكونت صلوات على النبي عليه الصلاة والسلام، فوجدنا أن الجزولي عنده دلائل الخيرات والهروشي عنده كنوز الأسرار. وإلى آخره، وتبدأ هناك في قضية الصلوات على النبي عليه الصلاة والسلام في كتب، ووجدنا الصلاة المشيشية التي هي لأستاذ أبي الحسن الشاذلي، وأصبحت الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فناً مستقلاً. إلى
لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في القناة