رب لترضى جـ 2 الحلقة (20) | التعلق باسماء الله وصفاته | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات "رب لترضى". كما تعودنا، نستمع
إلى أسئلة الشباب الحاضر معنا ونحاول أن نجيب عنها وإذن السؤال مع السيد أحمد، تفضل يا أحمد. حقيقةً يا مولانا، كنت حدثتنا عن أسماء الله الحسنى: الجمال والكمال والجلال. كنت أريد أن أسألك: هل يمكن لمن يذكر أسماء الله الحسنى أن يتعلق باسم معين أكثر من غيره؟ أن يشعر بأن هذا الاسم يؤثر فيه أكثر أو يحب أكثر من غيره أم لا، وهل من الممكن إذا حدث ذلك أن يستمر فيه أم يجب أن يرجع إلى الشيخ، أو يتوقف ويكمل بقية الأسماء، أم ماذا يفعل؟ أسماء الله الحسنى تأملها وتأمل كمالها وجلالها وجمالها الشيخ عبد القادر الجيلاني، ورأى أن هناك أسماء سماها بالأسماء الأصول، وكانت هي الأسماء
يمكن أن تكون مدخلاً للأسماء الحسنى. لا أريد أن أستعمل بعض الألفاظ مثل أن تكون مختصراً لأسماء الله الحسنى. لا، هي ليست مختصراً، هي أساس، هي مدخل لأسماء الله الحسنى في جماله وجلاله. ثم وجدها سبعة، قال: لكن هذه السبعة تحتاج إلى تكملة، فسماها الفروع، يعني ابتداءً أن هذه السبعة عليها ستة في السبعة نسميها الأصول والستة نسميها الفروع وكل هذا من التجليات التي حدثت على قلب سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني. أحدهم يسألني: هل هذا وحي؟
لا، ليس وحياً، هذا تجريب. يعني هل هو لازم؟ لا، ليس لازماً. كلمة "لازم" هذه ستذهب هناك في الأحكام: طلب لازم أم طلب قضية أخرى تماماً، إنما هذه تجربة عندما نأتي لنتبعها، نتبعها على أنها تجربة شخص صالح، فأنت تتبعه وتتبع هذا الصالح في صلاحه، لأنه عندما ذكر، بهذه الأسماء وكذا. حسناً، فمع تأمله وتعمقه في أسماء الله الحسنى، خرج بسبعة أسماها الأصول، وبنى عليهم أيضاً ستة أسماها الفروع، فعندما تأتي... تدخل الطريق فيقول لك: اذكر الأصول أولاً. حسناً، انتهينا من الأصول،
فاذكر الفروع. تذكر الفروع أثناء هذه الرحلة من الأذكار، تجد نفسك قد تعلقت باسم المُعين. بعدما تنتهي منها، يقول لك الشيخ: اقرأ الآن الأسماء التسعة والتسعين، وابنِها عليه، وأنت تقرأ كل يوم اسماً من الأسماء التسعة والتسعين. أي أنهم ينتهون في تسعة وتسعين يوماً، فينجذب قلبك إلى اسم معين ترتاح له وتشعر بسعادة غامرة من قراءته وراحة منه، فقم بالتمسك به، وشيخك يقول لك: "تمسك بهذا الاسم ما دام حدث معه هذا التعلق"، لأن
القضية كلها كما قالوا: "حيث ما تجد قلبك"، انظر أين قلبك. يسأل بعض الناس: هل الأفضل أن أطيل في القراءة في صلاتي أم أن أطيل الركوع أم أن أطيل السجود؟ فقال: حيثما تجد قلبك يميل. أيقول لك: هل الصلاة أفضل؟ فأصلي في اليوم عشرين ركعة أو مائة ركعة أو نحو ذلك؟ أم الصيام أفضل؟ أم العمرة أفضل؟ حيثما تجد قلبك يميل ولا القرآن أفضل، حيث ما تجد قلبك. أين تجد قلبك؟ تنوعت العبادة لأن الله خلق لكل قلب ما يشغله، والقضية هي حيث ما تجد قلبك. انظر أين قلبك وكن معه. وسؤالك
ينقسم إلى شقين، الشق الأول أن شخصاً لديه شيخ ويذكر، هل ينجذب إلى اسم دون آخر؟ نعم، ينجذب إلى ينجذب الاسم ما هو موجود في الأسماء الحسنى التي في رواية الإمام سيدنا أبي هريرة، فيعني هو موجود نعم في الكتاب أو في السنة لكن ليس موجوداً هنا، مثل "قدير"، فكلمة "قدير" ليست موجودة في الأسماء التسعة، هو ينجذب لقدير أو ما في الشيخ هذا. الشق الثاني إذا كان هذا... الكلام يحدث والشيخ موجود، فيحدث أيضاً والشيخ غير موجود، فهي هي، فيستمر فيه، نعم يستمر فيه. حسناً، هناك حالة ثالثة لم تذكرها،
سواء أكان هناك شيخ أم لم يكن، وانتهى من السبعة وانتهى من الستة وانتهى من التسعة والتسعين وقلبه لم يتحرك، هذه حالة أخرى، يعني أنت تفترض أن قلبه مع اسم من الأسماء، لا، هذا أصبح قلبه لم يتحرك، فعلى الفور يقول لك "يكون الله"، يعني كان لفظ الجلالة "الله" هو الآية الأساس، هو الأساس، نعم. حسناً، عندما يتعلق باسم معين ويستمر في ذكره، تصغيره هكذا داخل قلب المرء يشعره بتأنيب الضمير، كأنه يرى أن الاسم... هذا أفضل من الأسماء الأخرى، فيصبح المرء خائفاً هكذا، كما لو كان شخص يحب آية معينة في القرآن، فيشعر أن هذه الآية يراها أفضل من بقية الآيات لأنه يحبها هي بالذات، فتصبح هناك مسألة تأنيب ضمير صغيرة
هكذا. فهل يعني ذلك أن الأسماء الأخرى ليست جميلة؟ أنا أتذكر دائماً البدء في جزئية تأنيب الضمير هذه، لأنه لم ينتبه إلى أن الفضل والأفضلية نسبية. جاء رجل إلى سيدنا صلى الله عليه وسلم فقالوا له: "يا رسول الله، هذا الرجل أمره غريب، دائماً يقرأ (قل هو الله أحد) ولا يرضى أن يقرأ غيرها". فدعاه وقال له: "ما الأمر؟ أتقرأ "قل هو الله أحد" على الدوام؟ قال: أحبها يا رسول الله. قال: حبك لها أدخلك الجنة. ففي الواقع الأفضلية نسبية، النبي يقول مثلاً أن سورة الإخلاص هذه
- سبحان الله - تعادل ثلث القرآن، نعم من جهة معينة. ولذلك كان مشايخنا يقرؤونها ثلاث مرات كأنهم ختموا القرآن، وقد وردت كبيرة جداً، وبعد ذلك يقول لك ياسين مثلاً قلب القرآن، ويقول لك مثلاً آية الكرسي هي سنام القرآن، وهكذا. إذاً، الأفضلية هنا نسبية، فهل هناك تفاضل بين آية وآية؟ أليس كله قرآناً وكله كلام الله؟ نعم، من هذه الناحية، من ناحية أن كله هو كلام الله. أجل، إنما الأفضلية نسبية نسبةً إلى أية آية. قال: "تجدوا قلبي عندها". هذه هي النسبية. قال: الحُكم الخاص بها
فتح ذهني. أنا أقرأ كثيراً لكن هذه الآية بالتحديد هي التي أنارت لي طريقي. هذا ليس كلاماً عن الآيات الأخرى، هذا الكلام عن هذه الآية بالذات. فضلها نسبي من جهة أنها هي التي أنارت لي طريقي، هذا وهم وليس وهماً، هذه نسبية، لا أقصد وهماً أن يظن أنها أفضل من الآيات الأخرى، هي ليست وهماً، إنها أفضل من الآيات الأخرى من ناحية معينة وهي أنه تفاعل معها، أتنتبه؟ هي ليست وهماً، هذه حقيقة نظره أنها أفضل. لماذا هو يراها هكذا؟ لأنها نسبية، هل أنت منتبه؟ إنها تتغير، من شخصٍ لآخر. شخص يقول لك: والله أنا أرى شيئاً آخر. وشخص ثالث يقول لك: أتعلم،
كنت أحب هذه الآية كثيراً، لكنني أصبحت أحب هذه الآية الأخرى أكثر، أو هذه الصورة أكثر. أو هكذا أكثر فهذا نسبي هو، وهو يحب هذه أكثر، نعم فهو يحب هذه أكثر من تلك، إذن ليس وهمًا، فهو صحيح وجيد جدًا، ولكنها نسبية بحيث أن غيره الذي يحب تلك أكثر، إنها نسبية أيضًا، نحن لم نضرب بعض الآيات ببعض، هذه عملية نسبية ما دام. قلنا إنها نسبية فلنتذكر على الفور الأمور الأربعة التي ذكرناها كثيراً: الزمان، المكان، الأشخاص، والأحوال. ستجد أن الزمن يختلف، وستجد أن المكان يختلف، وستجد أن الأشخاص تختلف، وستجد كذلك... فهي نسبية. إذن الأفضلية هنا لا تتعب نفسك ولا تهتم بها لأنها أفضلية غير
مطلقة، إنها أفضلية نسبية. نعم يا محمد، الضمير هو حديثك يعني هو هذا من ضمن ما كان في ثلاثة عشر اسماً وأخبرتنا حضرتك أننا نأخذه في الأوراد وما شابه، فهل يعتبر هذا من أسماء الله الحسنى؟ هو في اللغة العربية وفي النحو يسمونه ضميراً، ويسمون الضمير أعرف المعارف، هل أنت منتبه؟ فأيضاً إذا أُطلِق... كلمة "هو" دائماً تُشير إلى الله سبحانه وتعالى، وربنا استخدم ضمير الشأن هذا يقول: "قل هو الله أحد"، قل هو، أي مَن هو؟ الحاضر في كل وقت وحين،
الله أحد. قل هو. أتفهم؟ فالضمير هذا يكون كأنه أعرف المعارف، وهذا الكلام للعلم غير موجود في اللغة العربية. لكن هذا موجود في اللغات كلها. سأعطيك مثالاً بسيطاً: عندما أقول لك "كم هي الساعة؟" أو "كم الساعة الآن؟" فهي تعني "كم الساعة؟" وعبارة "من هي؟" تعني "من هذه؟" والدنيا هي الدنيا التي نحن فيها. هكذا، كم الساعة الآن؟ فتقول لي: "الساعة كذا". "كم الساعة؟" "كم هي؟" "أين ذهبت الدنيا؟" وهل يوجد أحد ينكر الدنيا
أو لا يعرفها أو ما شابه ذلك أبداً؟ إذاً، الضمير اعرف. دعونا نعرف موضوعنا قبل الفاصل. نتكلم وما زلنا نتكلم عن أسماء الله الحسنى. من عنده سؤال؟ تفضل يا أحمد. لو سمحت، قياساً على الضمير، هل يمكن أن نقول أيضاً أنه يمكننا أن نذكر بلفظ هو إذا قلنا الإله ينصرف الذهن إلى ربنا سبحانه وتعالى، فهل يمكن أيضاً أن نذكر بلفظ الإله؟ لو كان صحيحاً هكذا، لكن هل هو كذلك؟ الإله،
هل هو مختص بالمعبود بحق أم أن لفظ الإله يُستعمل في قوله تعالى: "أرأيت الذي اتخذ إلهه هواه"، "أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه"؟ إذاً نستعمل في غير المعبود بحق، فهل هو عندما نطلقه هكذا ينصرف الذهن إلى الإله المعبود بحق؟ إذا كان كذلك، وإذا كان هذا صحيحاً، فسينفع الذكر به، لكن إن لم يكن كذلك فلا ينفع. إذاً لابد أن نجعله واضحاً معنا أن الذي يذكر "يا مولانا" يجب أن يكون في ذهنه أنه الله هذا لا جدال فيه، أي عندما يقول إن الإله يعرف ما في باله، فماذا سيقول الله؟ "الإله، الإله،
الإله"، هذا لا يصح، لا يصح هذا الكلام. سأخبرك لماذا لا يصح قبل أن تسألني عن السبب، وهو أنه عند الإطلاق، لفظ "الإله" يُطلق على المعبود بحق وعلى المعبود. بغير حق كالأوساخ وما إلى آخره، فنحن لا نفعل هذه الشركة. حسناً، "رب" يا مولانا لها معانٍ كثيرة في اللغة العربية. هل أنت منتبه لها؟ منها "رب البيت"، ومنها "ربة البيت"، ومنها بمعنى الملك: "اذكرني عند ربك" يعني عند ملكك، ومنها "رب العالمين"، وهكذا. فكلمة "رب" لها معانٍ كثيرة في... اللغة نعم يا بلال، نعم بمعناه مولانا أيضاً يمكن أن ينصرف إلى أي شيء آخر، يعني
هو أو هي أو هم أو هو، يعني أي شيء آخر غائب، أي شخص غائب، لكن عندما أذكر أنه هو الله، ليس أصبح أصل هو أي شخص آخر، شخص آخر، فأيضاً يكون ماذا؟ الفرق يعني الفرق الكبير بين السماء والأرض، كيف توجد حالة تسمى الوضع؟ ما هذا الوضع الذي جعل اللفظ بإزاء المعنى؟ ومن الذي فعل ذلك؟ من الذي سمى هذا الشيء الذي فوقنا سماءً، والشيء الذي تحتنا أرضاً، والشيء الذي في يدي عصا؟ من الذي سمى هذه الأسماء والألفاظ؟ هذه تم وضعها مع هذه المعاني كيف؟ فواضع اللغة هو الله، قال تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها".
فيكون أول شيء أن نعرف أن هناك شيئاً اسمه الوضع وهو جعل اللفظ إزاء المعنى، وأن الذي قام بهذه العملية هو الله. طيب، الله سبحانه وتعالى وضع الأسماء بإزاء المعاني حتى قال. ابنُ عباسٍ علّمه حتى القصعة والقصيعة، علّمَ آدمَ، قال له: هذا الطبق اسمه قَصْعٌ، والصغير اسمه قُصَيْعة. القَصْع كانت لغة تُقام هنا، سيدنا آدم. لغة آدم يبدو أنها كانت العربية، لكن ليست هي القضية. هي اللغة كلغة، فالوضع جعل اللفظ
بإزاء المعنى. عندما نأتي إلى الضمير سنجد... هناك أمر غريب جداً لاحظه العلماء. ما هذا الأمر الغريب؟ قال أنه كلي وضعاً، جزئي استعمالاً. ماذا يعني ذلك؟ يعني عندما جاء واضع اللغة - نستطيع أن نقول هنا وقد اخترنا أن واضع اللغة هو الله - نقول واضع اللغة سبحانه وتعالى يضع كلمة إزاء معناها، وضعها للمعنى كله. ماذا معنى "كلي" يعني شخص نستطيع أن نقول عنه
إنه كلي. الأشياء الكلية مثل كلمة "إنسان" لها أفراد. عندما أقول لك اذهب ونادِ لي إنساناً، يمكنك أن تحضر لي أي شخص: رجلاً، امرأة، كبيراً، صغيراً، مصرياً، إفريقياً، آسيوياً، أي شيء. فيكون هو كلي. والوضع عندما آتي لأستعملها، يجب أن أستعملها على واحدة جزئية الاستعمال وليست كلية الاستعمال، انظر إلى كلمة "إنسان"، فهي كلية الوضع وكلية الاستعمال. فقلتُ لك أحضر لي إنسانًا، فذهبت تحضر إنسانًا، أي إنسان، لكن ليس هذا ما أقصده. فأنا أقول
لك، بما أنك نطقتها بالثاني، أصبحت جزئية ومعناها كلي. فما هو السؤال الذي سألته؟ إنه الخلط بين الكلي الخلط بين ما في الذهن وما في الخارج هو الذي حيّرك، فقلت: "الله"، طيب، ألا ترى أن الفرق كله بينها وبين أن تقول لي هذه جائزة وهذه ليست جائزة؟ إن هذه ليست جائزة لأن إطلاقها لا يخصصها ولا يجزئها ولا يجعلها جزئية، لكن هذه جائزة لأن استعمالها يجعلها جزئية. فيكون إذاً الوضع كلياً لكن الاستعمال أصبح جزئياً. حسناً، لنأخذ مثلاً صفة مثل الكرم بناءً على الكلام الذي ذكرته حضرتك، فيكون
استعمالها أيضاً كلياً، لأنه لو قلنا إن عندنا خمسة أشخاص جالسين نعرف أنهم كرماء، فيمكن مثلاً لو قلت لحضرتك: يمكن لأي شخص من الكرماء الموجودين هنا أو... كريم منهم فيكون استعمالها كلياً، لكن عندما أحضر لأذكر بها فأقصد الله سبحانه وتعالى، فيكون اللفظ أيضاً كلي الاستعمال، لكنني قصدت عند الذكر أن أخصصه على الله سبحانه وتعالى. المنع هو أن هذا أيضاً يكون على لفظ الإله. كريم ليس لها معنيان، واحد سلبي وواحد إيجابي، أما "إله" فلها معنيان. واحد سلبي وواحد إيجابي، لكن الله تعالى نفى الألوهية عن غيره فعُلِمَ أنه لا إله إلا الله. لا إله، فأصبح هو فقط الإله. ربنا أثبت الألوهية لغيره وقال: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه". فكيف يكون نفاه هكذا؟ لا، هذا
هو الإله له إما أن يكون معبوداً بحق أو معبوداً بغير حق فهو استعملها في الاثنين لأنها تصلح للاثنين، فهي سلب وإيجاب. عندما تقول حضرتك "إله" لا أعرف ماذا تقصد وما هي قضيتك، لكن عندما تقول "هو" أعرف أنك في هذه الحالة إما تقصد الله في مقام الذكر وهو أعرف المعارف، أو تقصد المخلوق مثلاً، حسناً. لكنها ليس فيها معنى سلبي، كريم ليس لها معنى سلبي. طيب لو شئنا كريم ووضعنا متكبر مثلاً، يمكن أن يكون لها معنى سلبي إذا أردت بها الإنسان. وبعدين يا متكبر،
هنا أنت تنادي من؟ فهكذا يجب أن تضع في ذهنك الفرق بين الكل والجزء، والفرق بين الوضع والاستعمال، والفرق بين انظر إلى هذه السلسلة وتدبرها وأخبرني ما هي القصة عندما تقول "يا متكبر". لأن هذا يا مؤمن، الله سبحانه وتعالى في أسمائه، الأسماء المشتركة، وهذه الأسماء المشتركة هي التي تطلق على الله وتطلق على البشر، لكنها تطلق بالاشتراك وليس بالتشكيك أو التواطؤ. ماذا يعني ذلك؟ لا علاقة بين وصف الله بالمتكبر
ووصف المخلوق بالمتكبر فهذا مشترك لفظي، فالرب رب والعبد عبد. وماذا يعني هذا؟ يعني أن هناك ألفاظًا أفرادها مختلفة، وفي تحقيق معناها، وهناك ألفاظ لها معنيان، وهناك ألفاظ لها معنى واحد متحقق. وهذا الذي سيكون عنوان الحلقة القادمة: التواطؤ والاشتراك والترادف والعموم والخصوص. من وجه العموم والخصوص
المطلق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.