رب لترضى جـ 2 الحلقة (28) | القرآن والسنة (2)| أ.د علي جمعة

رب لترضى جـ 2 الحلقة (28) | القرآن والسنة (2)| أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات فرصة مع شبابنا. نبدأ الأسئلة، تفضل يا
بلال، حركة هكذا في... الحركة السابقة قلت لنا أن السنة مفسرة للقرآن وكل شيء في السنة له أصل في القرآن، هناك أحكام تكون خارج القرآن وتكون أحكاماً كبيرة مثل حد الرجم. القرآن فيه "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، فإذن الطاعة كررها مع الله والرسول، وجاء في "أولي الأمر" لم يكررها. قال أطيعوا قول الأمر منكم. في القرآن يقول: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون". حسناً، "وأنزلنا إليك الذكر" الذي هو ماذا؟ السنة. في القرآن يقول: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى". في القرآن يقول: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني".
يُحبِّبُكُمُ اللهُ في القُرآنِ يَقولُ: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، يَعْنِي إِذَا الرَّسُولُ يَأْمُرُ وَيَنْهَى فِي السُّنَّةِ يَقُولُ: "مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، إِذاً هُنَاكَ أَشْيَاءٌ فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ هِيَ تَفْصِيلٌ لِمَا كَانَ فِي القُرْآنِ. عندما يقول لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا عندما يقول سبحانه وتعالى ذكرنا قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ولكن الأسوة الحسنة هذه كيف
نتبعها إذا نحن أمام أمر مباشر من الله باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فالرسول يفسر لنا ما هذا الأمر وكأنه يشرح القرآن لكن هناك أشياء في السنة ليست موجودة في القرآن أصلاً. القرآن يقول "إلا ما قد سلف" أو مثلاً "وأن تجمعوا بين الأختين" و"أحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين" و"أحل لكم ما وراء ذلك"، انتهى، هذا فقط. فيأتي في السنة فيحرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها ويقول فإنه أقطع للرحم، يبقى كأنه يرشدنا بهذا إلى أن تحريم
الأختين ليس تحريماً عليهما فقط، بل هو تحريم معلل بعلة إن وجدت وجد الحكم في صور أخرى، وهو أن تجمع بين امرأتين يكون الجمع بينهما أقطع للرحم كالأختين مثلاً. البنت وعمتها مثال، والبنت وخالتها فقط. قالوا: لا يجوز الجمع بين امرأتين. انظر، هذا الكلام ليس موجوداً في الكتاب ولا في السنة، لكنه موجود في المنهج. المنهج يقول ماذا؟ القرآن يقول لي أختين، فالنبي عليه الصلاة والسلام أسأله: يا رسول الله، هل هذه حالات أم علل؟ هذا النص حالات أم علل؟ فأجابني بأنه
علل يا رسول الله، العلة إن وُجِدت وُجِد الحكم، وإن انتفت انتفى الحكم. قال وهو كذبك، إنه يعلمني أن هذه علل وليست حالات، فيقول: يحرم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها. فآتي أنا، وما دام علل، هكذا علمني أنها علة وليست حالة لأنه... لم يكتفِ بقوله تعالى "وأحل لكم ما وراء ذلكم". لو كانت حالات محددة لا يمكن أن أضيف إليها، ولكن لو كانت عِلَلاً يمكن أن أضيف إليها. فنقول: يحرم الجمع بين كل امرأتين إذا فرضنا إحداهما ذكراً والأخرى أنثى، يحرم الزواج بينهما. وبعد ذلك نضيف
من الطرفين. لم نفهم هذا. نفهم البنت وعمتها، البنت اسمها فاطمة وعمتها اسمها زينب. فاطمة لنجعلها ولداً، لنجعلها ولداً، ماذا يعني أخوها؟ إنه أخوها، يعني إذا تحولت إلى ولد تصبح أخاها. بنت هذا الرجل وبنت هذه السيدة هي هي نفسها، فأصبحت فاطمة حسناً. هل يجوز أن يتزوج حسن عمته؟ لا. حسناً، زينب العمة لنجعلها أخاه حسنين. هل يجوز أن يتزوج حسنين ابنة أخيه التي هي فاطمة؟ لا، ليس جائزاً. إذن لا
يجوز أن نزوّج أو نجمع... أنا واحد من الناس، لا يجوز أن أذهب وأتزوج فاطمة وزينب في ذمة واحدة هكذا. لماذا؟ لأننا لو افترضنا أن فاطمة رجل، فسيحرمان على بعضهما، وستحرم عليها زينب. ولو جعلنا زينب رجلاً لحرُمت عليه فاطمة. حسناً، ما رأيك أن أجعلها مرة واحدة وانتهى الأمر؟ قال: لا، لو فعلتها مرة واحدة أو عندما أفعلها المرتين هكذا لم ينفعا. حسناً، افترض أن واحدة منهما نفعت والأخرى لم تنفع. قال: يجوز أن تتزوجها، فلا بد من الطرفين. مثل ماذا؟ دخلت بيتاً فوجدت فيه فتاة. أريد أن أتزوجها وفي نفس الوقت زوجة أبيها
أمام ابنتها زوجة أبيها، والسؤال: هل يجوز أن أجمع بينهما؟ لا يجوز أن أجمع بين البنت وأختها، لا يجوز أن أجمع بين البنت وأمها، لا يجوز أن أجمع بين البنت وعمتها، لا يجوز أن أجمع بين البنت وخالتها. حسناً، هذه ليست مرأة أبيها. هيا نحلها بالقاعدة التي معنا. البنت اسمها فاطمة، وزوجة أبيها اسمها زينب. دعنا نفترض أن فاطمة حسن، هل يجوز له أن يتزوج زوجة أبيه؟ والله لا يجوز، "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم". إذاً لا يجوز. حسناً، لنفترض أن زينب أخوها
فاتح. زينب هي زوجة الأب. أخوها فاتح. هل يجوز أن يتزوج فاطمة أم لا يجوز؟ يجوز لأنه غريب عنها تماماً، ليس هناك أي شيء محرم. إذاً، إذا كان لابد من إجراء العملية للاثنين، فلو أن الاثنين تبين أنهما لا يصلحان، لا يصلحان، فيحرم الزواج. وإذا تبين أنهما يصلحان، فلا يحرم. الإجابة أنه يمكن له أن يتزوج البنت ومرأة أبيها. فأنا دخلت البيت فوجدت الرجل قد مات، وهذه السيدة هي زوجة الأب، وهذه الفتاة الصغيرة هي ابنته، فيجوز أن أتزوج البنت. هل فهمت؟ إذاً، هذه
السنة تعلمنا كيفية التعامل مع القرآن الكريم، كيفية التعامل مع القرآن الكريم ويكون. هي فيها أحكام مستقلة لكنها كالتفسير للقرآن الذي أتى مُجملاً، ومن ضمن هذا القصة هذه. وفي أشياء في القرآن يا أبنائي، يقول لك مثلاً ماذا في سورة الأحزاب، يقول لك: "لئن لم ينتهِ المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين". أينما ثُقِفوا أُخِذوا وقُتِّلوا تقتيلاً، فالشباب
الذين نسميهم إرهابيين هؤلاء الذين يخرجون على الناس بالسلاح ويقتلون ويجعلونها دماءً وما إلى ذلك، هؤلاء الشباب مرجفون فيجوز قتلهم. حسناً، هل قتلهم النبي؟ انظر إلى أي درجة أبداً لم يقتلهم النبي ولم يقتل المنافقين والمرجفين وقالوا له: يا رسول الله اقتلهم. وكان سيدنا عمر كثيراً ما يقول له: "دعني أقتل هذا المنافق"، فيقول: "لا، حتى لا يُقال إن محمداً يقتل أصحابه". فهناك فرق بين الحكم وأنه مباح وبين أن
تفعله أو لا تفعله. حتى لو كان مباحاً، وحتى لو أن الله سبحانه وتعالى أجازه لك، لكن لا تفعله. إذاً نحن نتعامل مع مناهج وليس مع جزئيات. ومن هنا تأتي السنة في مكانها الصحيح مع القرآن. ويبدو أن هناك سؤالاً عن الآية التي يقول فيها ربنا سبحانه وتعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". في الحقيقة، أريد أن
أعرف عن معنى التيسير للذكر. فهل هذا يعني أن أي شخص يمكنه قراءتها؟ ويفهمه كما يريد أن يستخرج منه أحكاماً أو يستخرج منه أية معانٍ، وليست الآية موصولة منها هكذا. خلاص، هو في ذاته هداية وهدى للمتقين، لكن ربنا وصف نفس القرآن وقال في شأن الظالمين: "وما يزيد الظالمين إلا خساراً"، ووصفوه وهو عليهم عمى، فهو هداية. لمن دخله خاشعًا خاضعًا ملتمسًا منه الهداية ينفتح أمامه. قال: هل ترك لكم رسول الله سوى هذا
القرآن؟ قال: نعم، إلا فهمًا يُؤتاه أحدنا في القرآن. فربنا سبحانه وتعالى أعطانا القرآن ويسَّره للذكر، يعني هو ليس مغلقًا في ذاته ولا هو صعب في ذاته، إنما "هل من مدكر؟" هل في يسعى المرء فيدخل بالتقوى، ويدخل بالورع، ويدخل بالسكينة، ويدخل بالتضرع إلى الله، ويدخل وهو غير متكبر، ولا يرى نفسه أنه كذا وكذا. فهل من مدَّكر؟ الصحابة كانوا مائة وأربعة عشر ألفاً، والذين أفتوا منهم مائة وخمسة وعشرون شخصاً فقط
من أصل مائة وأربعة عشر ألفاً، كان الذين يفتون خمسة عشر منهم. فتاواهم كثيرة تصنع كتاباً والباقون أفتوا واحدة فقط، هؤلاء يخافون ربنا الآن، ليس إسهالاً في الإنكار وإسهالاً في التجبر والتعالي على خلق الله وشتم للأئمة المجتهدين. مائة وأربعة عشر ألفاً لا نعرف أسماء إلا تسعة آلاف ونصف فقط، وبقية المائة وأربعة عشر ألفاً عاشوا وماتوا ونحن لا نعرف عنهم شيئاً. لا نعرف أسماءهم، فعندما ألّف المؤلفون في أسماء الصحابة، جمعناها تسعة آلاف وخمسمائة، لم يكملوا العشرة آلاف بالرجال
والنساء. بكل حال، تسعة آلاف وخمسمائة نقلوا الحديث وتصدروا للإفتاء وتعليم الناس والقراءات. ليس التسعة آلاف وخمسمائة، بل ألف وسبعمائة راوٍ فقط وقليل. ولم يروِ التسعة آلاف وخمسمائة الأحاديث أبداً. ألف. وسبع مائة وقليل فقط، قل ألف وثمان مائة، لأنه ألف وسبع مائة وبضعة وثمانين. ألف وثمانية مائة صحابي، منهم ألف صحابي روى حديثاً واحداً فقط. عاش حياته كلها من أجل أن يقول: "ثلاث من كن فيه
وجد حلاوة الإيمان" فقط. وعندما تمسك وتنظر ماذا قال، تجد الكلام طيباً حلواً جميلاً طيباً. وبقية الصحابة، روى البخاري لكم أربعة وخمسين صحابياً، أما أهل البيت فتسعة آلاف، أصبحتم تسعة آلاف لم يرووا شيئاً على الإطلاق، ليسوا موجودين، توجد أسماؤهم فقط، وأنه أسلم متى، ماذا فعل، وما شابه، ومتى مات، شيء مثل ذلك. حسناً، حسناً، هذا الاسم ماذا روى؟ ماذا قال للنبي أو... أفتى بماذا؟ لا يوجد مائة وخمسة وعشرون، والآخر مائتان وأربعة وخمسون في البخاري، والثالث لا أعرف، وهكذا. إذاً مَن الذي يدخل القرآن ليفهمه؟ الذي لا تلاعب معه، الذي
هو "اتقوا الله ويعلمكم الله"، الذي يطلب منه الهداية، الذي يتقي الله، الذي وهو داخل يكون خائفاً، ليس داخلاً مستهتراً، إذاً. هذا هو القرآن وهذه هي السنة وهذا هو حال الأئمة. محمد، الواحد لو يُحب أن يستمع إلى المديح لسيدنا النبي، فأحياناً يمكن أن يرغب المرء في الاستماع إلى المديح أكثر مما يرغب في الاستماع إلى القرآن، فهل في ذلك إساءة أدب أم لا توجد مشكلة؟ لا، لا توجد إساءة أدب ولا شيء، لا تقلق. تُوهِم نفسك بوسواس هكذا، ولكن حيثما كان قلبك. احفظ هذه الكلمة: الإنسان يحب أن يسمع المديح، فسيدنا النبي كان يحب أن يسمع المديح، وكان أيضاً يحب أن يسمع القرآن وقال:
"إني أحب أن أسمع القرآن من غيري". فلما سمع عبد الله بن مسعود قال: "إذا أردتم أن تسمعوا القرآن كما أنزل فاسمعوه بقراءة ابن أم عبد، وكان عبد الله بن مسعود يقول: "والله لو عرفت أنك تسمع" كان يأتي هكذا يعني وراءه يسمع "لحبرته لك تحبيراً". فكان يحب أن يسمع القرآن، وكان يحب أيضاً أن يسمع المديح ويقول: "أنا الحسان قل وروح القدس تؤيده". ويدخل كعب بن زهير وكان مغضباً قليلاً فقال: بانت سعاد فقلب اليوم متيم، فخلع عباءته وفرشها وجلس عليها متربعاً، وهذا أمر عظيم جداً. فقد كان يحب أن يستمع إلى المديح في ذلك المسجد وما
شابه. فالإنسان أحياناً يجد قلبه مع بعض الأشخاص، ويرى أن سماع المديح يرقق قلبه كثيراً، وتحدث أمور غريبة جداً واجهناها جميعاً. يبكي من أين إذاً؟ يبكي من ألفية ابن مالك. الله! حسناً، تبكي من ألفية ابن مالك، يعني عندما يتعجب كيف استطاع هذا الرجل أن يجمع هذا الكتاب ويضع فيه كل أحكام النحو على الرغم من تداخله، وهو أمر سهل هكذا. يبكي من الشاطبية في القراءات السبع برموزها، فهذه أحوال، أحوال، فنحن يعني... لا نصنع تعارضات وتصادمات بين الأحوال لأن الأحوال شأنها هكذا. يعني
الفكرة مولانا أن الإنسان يريد أن يكون مهذباً مع القرآن، فنحن لا نريد أن نتجاوز هذا، وهذا لا يعاند ذاك، فلا تخطر في بالك فكرة المصادمة. يعني كن مهذباً مع القرآن يا سيدي. كيف إذن؟ وكن خاشعاً عند سماعه. إنك أنت تتدبره، وإنك أنت تجعل لنفسك حصة وورداً منه. لكن في نفس الوقت لا تظن نفسك سيئاً لأنك تحب المديح. يعني نحن نغلق في السيارة ساعة لمولانا مثلاً وفي قرآن يُشغَّل، فهل يجب مثلاً أن أغلق القرآن لكي أتحدث مع صديق أو أتحدث في الهاتف؟ وهل هذا قلة أدب مثلاً؟ إذا تحدثت عن الفرق بين السماع والاستماع، فالسماع هو أن يكون القرآن يُتلى والقرآن كله بركة وأنا أسمعه بينما أنا منشغل بعملي وما إلى آخره، وهذا بركة وحسن. وهناك أناس يشغلون القرآن في البيت
باستمرار. أما الاستماع فهو أن تجلس لتستمع إليه، وهذا يحتاج منك إلى التدبر وفهم المعاني وما إلى ذلك. فكلاهما خير يا أحمد. حكى يا مولانا انتباه الذي سألني محمد، ممكن في صلاة التراويح، قد أصبحت ذاهباً لأصلي وأنا أعلم أن هناك إماماً معيناً أحب أن أسمعه، فأصلي وراءه وأشعر بالخشوع، وأشعر أن صوته جميل، وأشعر بالتأثر عندما أذهب ولا أجد هذا الإمام، أتضايق وأعلم أنني لو صليت خلف الإمام الذي يصلي. الآن لستُ ذاهباً من أجله وسأكون متضايقاً فأنصرف، فهل يُعتبر هذا أيضاً إساءة أدب مع القرآن؟ أنا ذاهب للشخص ولست ذاهباً للصلاة. هذا ليس إساءة أدب مع القرآن، بل هو إساءة أدب مع نفسك. عندما تنصرف إلى أين ستذهب؟ هل ستصلي التراويح في بيتكم؟ هل تنتبه؟ أهلاً وسهلاً، افعل ذلك، لا بأس. أهناك شيء ما؟ ألن تصلي التراويح؟ هنا تظهر اللعبة
الشيطانية! بحجة أن هذا سيء، أو هذا غير مناسب، وما إلى ذلك. فأي إساءة أدب مع نفسك إذا تركت صلاة التراويح وذهبت إلى اللهو، هذه هي إساءة الأدب الحقيقية. أما أن هذه اختياراتك، فحيثما تجد قلبك، فإذا كنت تجد قلبك... وأنت منفرد هذا أصلاً حتى كذلك يمكنك أن تصلي التراويح في البيت لكن يجب أن تكون لديك همة. كثير من الناس في عصرنا عندما لا يصلون في المسجد لا يصلونها أبداً. تفوت عليه من الدنيا، والدنيا مليئة بالملاهي، تركوها كما هي. فمسألة الملاهي هذه هي التي تجعل صلاة التراويح في جماعة معينة لك. على فعل الخير فالمرء لا يترك هذه الأشياء إلا للنهاية. نعم، وهل يا سيدي يعني لو صليتُ وحدي مثلاً يجب أن أصلي ثمانية مثلاً؟ افترض أنني إذا شعرتُ أنني سأصلي ثمانية ركعات
قد يجعلني أصلي بسرعة، لكنني مثلاً أريد أن أتذوق أربع ركعات مع نفسي هكذا. أولاً هي عشرون. ركعة ليست ثمانية. ثانياً، نحن في المسجد نصلي ثماني ركعات ونترك من يريد الذهاب يذهب، ثم يصلي بعد ذلك أربع ركعات وأربع ركعات ويقوم كما يشاء، لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى ثماني ركعات، وأُبي بن كعب جمع المصلين على عشرين ركعة تراويح، وبعد ذلك الناس الباقية تكمل إلى العشرين.