سورة آل عمران | حـ 354 | آية 1-2 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: "الم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وهذه هي الآية الثانية من سورة آل عمران. الله لفظ الجلالة لا مثيل له في العالمين لا مثيل له في اللغات كلها، لفظ يدل على الذات العلية الذي أحيا وأمات وخلق ورزق والذي قدر وهو متصف بالصفات العلى، فهو قدير وهو مريد وهو
عالم وهو سميع وهو بصير وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. الله قالوا هذا لفظ يدل بكامله على الذات العلية أي ما الذي يدل بكلمة الألف واللام ولها أربعة حروف احذف الألف اقرأ لله إذن احذف اللام واقرأ له إذن احذف اللام الثاني واقرأ هو سبحانه وتعالى الله هو هل يوجد شيء مثل هذا في اللغات في
الإنجليزية جاد احذف الجيم هكذا لا يوجد شيء اسمه أود انتهى بل ديو لا يغضب أصحاب الفرنسية، فنحن ننطق هكذا أي كلام هكذا هو، ولكن أريد أن تكون هذه ما هي هذه، ألا تحذف هذه أم ماذا، لا تصلح إطلاقا بالفارسية لا يوجد يهوه، بالعبرية لا يوجد هو، الذي يبقى هو تحذف ماذا يبقى إذن هو، لا يوجد إلا الله في اللغات كلها من أولها إلى آخرها لدينا ثلاثة آلاف وستمائة لغة على وجه الأرض أو يزيد، لم
أفهم لغة فيها لفظ يدل على الذات العليا يدل بكليته عليه إلا الله، وبعد ذلك تأتي لتقول لي لا أعرف ما هذا، شيء غريب، يقول لك لماذا أنت مسلم؟ من أجل الله يا سيدي لأجل الله أنا مسلم لأن ربنا الله والله مقصود الكل الله مقصود الكل يجب أن يكون مقصود الكل هو الله لا إله إلا هو يقولون نفي وإثبات لا إله إلا هو نفي وإثبات ينفي الألوهية عن غيره ويثبتها له
سبحانه وتعالى فاشتملت هذه الكلمة الكريمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله خير يعني ماذا خير هذا أفعل تفضيل يعني أخير يعني الكلام الذي يخرج من فم الله عليه وسلم من فمه حلو كله أحسن فما هو أحسن شيء منه ما هو أحلى شيء هو خير كله أي شيء خير مما قاله وقال الأنبياء من قبل لا إله إلا الله وأصبحت من أذكار المسلمين لا إله إلا الله لا إله إلا الله وأصبحت شعارا للإسلام وإذا ضممنا إليها الشهادة بالنبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه
وسلم صار الإنسان مسلما اشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتصبح هذه المسألة هي عنوان الإسلام وهي ركن من أركان الإسلام، الله لا إله إلا هو، هذه حقيقة إيمانية أنه لا إله إلا هو ولا يصح في منطق العقل المستقيم أن يكون هناك إله آخر، الحي القيوم قالوا إن هذه الآية تشتمل على الاسم الأعظم تشتمل على الاسم الأعظم اسم الله الأعظم قلنا أن ربنا له اسم إذا دعي به أجاب أخفاه
الله في سائر أسمائه كما أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وكما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات وكما أخفى السبع المثاني في القرآن العظيم وكما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة وكما أخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الآخر، وكما أخفى وليه في سائر الناس، وكما أخفى الكبائر في سائر الذنوب، حتى تشتاق إلى عبادة ربك بترك جميع الذنوب وباحترام جميع الناس وبالذكر بجميع الأسماء إلى آخره. قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو بهذا فقال يا الله لا
إله إلا أنت يا حي يا قيوم قال دعوت الله باسمه الأعظم الذي إذا ما دعي به أجاب الله الحي القيوم الحي يبقى إذن ليس كما يقول الطبيعيون أنه سبب فحسب هكذا نعم يوجد ربنا لكن ليس له علاقة به لا هو حي والحي هذا معناه ماذا إنه مريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يكون في كونه إلا ما أراد وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، حسنا هو موجود نعم ولكن ما حالته؟ القيوم على السماوات والأرض لا ينام ولا تأخذه سنة ولا نوم وهو قائم لا أول له ولا آخر له وهو الظاهر.
والباطن، الله هو القيوم، فإذن من الذي فان وحادث؟ نحن، فمن الذي يحتاج إلى الآخر؟ نحن محتاجون إلى الله الحي القيوم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته