سورة آل عمران | حـ 358 | آية 7-8 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 358 | آية 7-8 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا لأنهم راسخون وهم يعرفون كيف يثبت العلم، هل يثبت العلم بالنقل فقط؟ هل يثبت العلم بالعقل فقط؟ هل يثبت العلم بالحس فقط؟ هل يثبت العلم بالتجريب فقط؟ أبدا، فالعلم واسع وهو في مجالات مختلفة وأنواع مختلفة يثبت بكل ذلك. بالعقل وبالنقل وبالحس وبالتجربة وهكذا فعلوم اللغة ثبتت بالنقل وعلوم الشرع منها نقل وعقل وعلوم الكون منها حس وتجربة وهكذا إذا الراسخون في العلم وليس الذي يأخذ
الكلام على عواهنه يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولو الألباب متى يكون الإنسان من أولي الألباب ذلك القلب المتعلق بالله واسمع كلام أولئك الذين هم من ذوي الألباب مع ربهم وعندما تسمع كلامهم مع ربهم تعرف حالهم وتعرف من هم ربنا الله هذا اعترف بالإله هذا آمن به هذا تعلق قلبه به دعاه وطلب منه ما ليس في يد أحد سواه سبحانه وتعالى الله هذا يكون عارفا الحقيقة أن
الذين يعرفون الخالقية ويعرفون المخلوقية هم أصحاب الألباب، فربنا عندما يقول ربنا الله فإن هذا كشف عن نفسه بأنه من طائفة المؤمنين وبأنه من طائفة المطمئنين لا المرتابين والمحتارين، فهناك أناس محتارون هل يوجد رب أم لا يوجد رب وإذا كان يوجد رب فلماذا له دعوة معنا أم ما له علاقة بنا وجلس يفكر هكذا، قال في حرية فكر وهو مسكين متعب غير مطمئن حائر، وفي أشياء لم يجب عنها إلا الدين وإلا الوحي وإلا أنبياء الله. ربنا أمسك هكذا في ربنا هذه وجلس يتلذذ بها هكذا، ربنا ليس ربه هو فقط، ما قال ربي قال ربنا يكون.
أعلم الحقيقة أنه لا يوجد أحد له فينا، نعم لا أحد له منا، لا تزغ قلوبنا، فالقلوب تزيغ نعم، أليس كذلك فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فيا رب لا تجعلنا مثل هؤلاء الجهلة، فلذلك لا تزغ قلوبنا، هذا شخص يحب الحق يحب الحقيقة يحب العلم لا تزغ قلوبنا يحب الهداية يحب الشفافية والوضوح فالشخص
هذا ليس كاذبا يكون قوله الألباب ماهم ليسوا كاذبين والشخص هذا لا يخدع نفسه يخدع نفسه هذه كلمة مصرية يغش نفسه هكذا يقعد يضحك على نفسه يخدع نفسه هذا هو الأساس الخاص بالعقل السليم والتفكير السليم هيا لننظر ما الذي حدث بالضبط في الكون وفيما حولنا وفي النفس وفي التاريخ من غير كذب ومن غير خلط لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا والاعتراف بنعمة الله هذا فضيلة كبيرة وكثير من الناس يحرمونه وتجد الإنسان عندما يحرم الاعتراف بنعمة الله يدخل في إطار المرض النفسي فهو
يرى كل شيء أسود وأن الله لم يكرمه بشيء، والله إن الله أكرمك بنعمة العينين وانتبه إلى أن معنا أعمى، والله أكرمك بنعمة السعي والحركة وانتبه إلى أن معنا مشلولا، الله يكرمه ويعطيه لله أجر من فقد حبيبتيه يعني عينيه أدخله الله بهما الجنة فإن صبر أدخله الله بهما الجنة على صبره على فقدانهما لأنه أصبح محتاجا للناس في كل وقت فالأعمى ربنا يكرمه وهذا لماذا لكي تحمدوا جميعا يا أصحاب الأبصار ولكي تحمدوا جميعا يا أصحاب الغنى والصحة أو الجاه أو العلم أو كذا في نعم وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها بعد إذ هداكم هذا
يعترف بالنعمة والذي يعترف بالنعمة يكون شاكرا هكذا ومطمئنا ومسرورا وسعيدا والذي لا يعترف بالنعمة على نفسها جنت براقش أنت حر ألا تعترف بالنعمة هي نعمة موجودة وكل شيء وأنت الذي ترفض أن تسعد وأن تطمئن وهب لنا من لدنك رحمة، زيادة لهم الحسنى وزيادة يقول لك الزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم، ورد في الحديث هكذا والزيادة النظر إلى وجهه الكريم، فاللهم زدنا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تمنعنا ولا تحرمنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ووهاب يعني كثير الوهب والعطاء ليس يعطى مرة واحدة بل
يعطيك باستمرار ليلا ونهارا ويظل يعطيك لأن استمرار خلقك متجدد، أي أنك الآن وفي كل لحظة تصبح واحدا جديدا، خلقا جديدا، فالله يخلقك الآن، والذي كان من قبل قد انتهى كصورة ومضى، وأنت أصبحت متجدد الخلق عند الله كل يوم هل في شأن يعني أن وجودي هذا يمكن أن يزول، نعم قال له يمكن نعم، ولكن انظر من نعمة ربنا أنه لا يزول، فحكاية أن هذا يمكن أن يزول هذه تعطي قدرة لا نهائية لله، وأنه لا يزول تعطي نعمة لا نهائية من الله، فهذه قدرة لا نهائية وهذه نعمة فيأتي أحدهم ليقول لك لماذا تقول هذا الكلام، أي
أننا لم نر أحدا يختفي، فما هذه إلا من نعمة ربنا، نحن لا نريد أن نراه لأننا مؤمنون بأنه يمكن أن يختفي، يمكن لهذا الكون كله أن يختفي عندما يقول له كن فيكون، ولكننا لا نريد ذلك جالسون في الدنيا وجالسون نتمتع بنعم الله علينا إنك أنت الوهاب