سورة آل عمران | حـ 360 | آية 10 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة آل عمران إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار هذا تأكيد لمشهد يوم القيامة حيث انقطعت الأسباب وانقطعت الحاجات وانقطعت الاحتياجات ولم يبق الإنسان إلا مع ربه سبحانه وتعالى، موقف الذين كفروا حينئذ موقف صعب لأن الذين كفروا لن ولن
هنا فيها نفي للمستقبل، كل النحاة على أنها لا تفيد تأبيدا، كل النحاة على أنها لا تفيد تأبيدا، ما معنى لا تفيد تأبيدا؟ أي ليس دائما، تأبيدا أي على الفور فإن استقر مكانه فسوف تراني لن تراني هذه لما يقول له لن تراني سيدنا موسى يعني لن تراني أبدا في الدنيا والآخرة أم
لن تراني في هذا الوقت وهو المستقبل القريب هذا فقالوا لا المستقبل القريب إلا الزمخشري جاء لأنه كان معتزليا والمعتزلة يقولون أن الإنسان لا يرى ربه أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة، قال لك لن تراني، هنا تأبيد وإدامة، قال لموسى لن تراني، فيبقى لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن هذا يخالف جميع النحاة، ولذلك يسمونها في النحو عندما تأتي لتدرس نحوا هكذا في الأزهر لن الزمخشرية، الله ماذا؟ لأن الزمخشرية هذه التي هي لأن التأبيدية هذه لأن هو فقط الذي ظهر لنا وقال لنا في الأنموذج إنها ماذا إنها للتأبيد كما في الأنموذج كتاب اسمه الأنموذج للزمخشري
فذهبوا يسمونها لأن الزمخشري أما لأن النحوية التي هم عليها عباد الله جميعهم إنها تقتضي نفيا ولا تقتضي تأبيدا وأن نفيها للمستقبل الغد لما لكن طيب قالوا هي تقتضي النفي في المستقبل ألا يكون ذلك جائزا أن يكون تأبيدا هو هناك يقول ماذا لن هذه للتأبيد وانتهى الأمر الذي هو الزمخشري والباقي يقولون لا لن للنفي قد تفيد التأبيد يبقى هناك فرق بين أنها لا تفيد التأبيد قطعا هو الذي
ينفونه أنه شيء ماذا أفادتها للتأبيد لكن هي تنفي المستقبل ليس من الممكن أن يكون المستقبل هذا دائما نعم يمكن أن يكون دائما أو بعض المستقبل يمكن أن يكون بعض المستقبل إذا دام ممكن ويمكن أن تبقى لن هذه قد تفيد المستقبل أن الذين كفروا لن هذه قد تفيد المستقبل وإذا أفادت المستقبل يبقى في الحقيقة انتهوا تماما أن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا، حسنا إذن يستفاد من هذا أن "لن" وهي تفيدنا في المستقبل قد
يكون نفيا قد لا يكون دائما قد يكون نفيا مؤبدا، وعندما ينفي عنه عدم إغناء أولاده وأمواله، لماذا إذن ماذا سنفعل "لن لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا لو كانت مؤبدة فستبقى دائما وأولئك هم وقود النار هل يمكن للكافر أن تنفعه أمواله وأولاده انتبه يمكن أن تنفعه أمواله وأولاده كيف أحيانا هذا الكافر يضع الله سبحانه
وتعالى فيه شيئا من رقة القلب وشيئا من عمارة الأرض وشيئا من التردد ويجعل ما ينفقه لوجه الله علامة خير فيخفف عنه العذاب وابنه هذا يخرج منه صالحا فما هو إلا سيدنا إبراهيم ولد في بيت لم يؤمن فيه أبوه فخرج صالحا إذن فرحمة الله دخلت في كل شيء وجماله في جلاله انظر كيف يهددنا ويبين لنا قبح الكفر وأنه يذهب
في داهية ومصيبة وفي الوقت نفسه التركيب اللغوي كأنه يقول له ماذا تعال بسرعة اخجل وتعال بسرعة فمهما كان إلا أن الشدة التي يعامل الله بها الكافرين لمصلحتهم ورحمتهم انظر إلى هذا الجزء انظر كم أن ربنا رحيم وهو يخاطبهم صنعته رؤوف بهم أي يتلطف معهم هكذا هو أن الذين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار