سورة آل عمران | حـ 365 | آية 14 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 365 | آية 14 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم اشرح صدورنا وعلمنا مرادك من كتابك ومع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقص علينا قصة الفطرة التي فطر الناس عليها والخلق الذي خلقه سبحانه زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا وذلك إشارة للبعيد ذلك وهذا إشارة للقريب والكلام
قريب فلما يقول ذلك قال لأن هذه الأشياء محروم منها أغلب البشر يعني أغلب البشر ليسوا أغنياء وإنما هو مزين له ما هو فكل هذا له النساء ومحروم من النساء ما نحن لو تركنا الرجال على هواهم كل واحد يريد أن يتزوج مائة مائتين ثلاثمائة فحددها ربنا قال له قف عند حدك إذن كفى هكذا ستضيع وقتك ووقت الدنيا وتخرب الدنيا البنين كل واحد يريد أن يكون عنده ستون
واحد سبعون واحد عزوة القناطير المقنطرة الذهب والفضة كل واحد لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ما هذا قال لو أن ابن آدم له واديان من ذهب وادي مساحة شاسعة من الأرض تبلغ ألفي فدان هكذا ذهب ألفا فدان الأرض كلها ذهب لطلب ثانيا والله طيب وماذا ستفعل بكل هذا الذهب، هذا الذهب لو جلست تنفق منه كل يوم انتظار فلن ينفد، فأصبحت شهوة الملك شهوة مستقلة لا علاقة لها بالتمتع، كم لدي، أصبحت شهوة مستقلة لا علاقة لها بأنه
ليس لدي كم، كيف سأتمتع بها إذن، آكل أشرب أسافر أعمل ليست القضية هكذا لم تعد كذلك هذه القضية أصبحت أن لدي كم الرقم كم هذه لذة في حد ذاتها حسنا لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ذلك لأنه يعني ليس كل واحد لديه واد من ذهب ولا لديه قناطير مقنطرة من الذهب والفضة والخيل، ليس مجرد حصان واحد، هذا الذي يملك حصانا واحدا يفرح حتى لو كان يجر عربة، فما بالك بالخيل المسومة في مزرعة خيول، فيصبح هكذا يمشي متبخترا
في الأرض، وعندما تقول له شيئا يقول لك: ألا تعرف مع من تتكلم؟ إنني أملك مزرعة خيول حسنا ولذلك ولأن هذا بعيد رقم اثنين العربي عندما يسمع كلمة ذلك يحدث عنده شعور بالعظمة وهو يعظم هذه الأمور ويعتبرها من ملامح القوة والصدارة فالله يخاطبه على قدر عقله يقول له ذلك الذي أنت تعظمه هذا وتتباهى به ذلك متاع الحياة الدنيا يعني ذلك الذي أنت تراه عاليا جدا هذا هو متاع الحياة
الدنيا، ذلك يقول لك ماذا؟ ذلك الكتاب لا ريب فيه، ذلك أول ما يقول له ذلك يكون في عظمة هكذا صفته ما هي؟ لا ريب فيه هدى للمتقين، ما زالت العظمة عندما يأتي يقول لك ذلك عالم الغيب والشهادة، نعم ما زال إذن هكذا هي عندما تأتي لتشير إلى القريب فيكون معنى ذلك أن العظمة موضوعة هكذا لماذا لكي تشير إلى البعيد، ولكن هذه أشارت إلى القريب وإذا أشارت إلى القريب فإن فيها عظمة، هذه العظمة إما حقيقية وإما باعتبارك أنت باعتبار المعتبر أنت ترى أن هذا عظيم أي وبعد ذلك
فإما أن يقرها لك ذلك عالم الغيب والشهادة ذلك الكتاب لا ريب فيه وإما أن يسحبها منك ويفهمك أن ذلك متاع الحياة الدنيا فعندما تجلس في ذلك تمسكها هكذا وتقف عندها هي أشارت هنا إلى بعيد أم قريب إلى بعيد إذن هي من بابها هكذا هو صحيح هكذا فلماذا إذن يجب أن تسأل لأن في ذلك تعظيما، فهل هو تعظيم حقيقي أم وهمي؟ انظر إلى ما بعدها ماذا يفعل، فما بعدها يقرر العظمة فيكون حقيقيا، وما يسحب العظمة يكون وهميا وهكذا. افهم هذه القاعدة التي يريدون أن يفهموها من قواعد التفسير، إنها قاعدة من قواعد التفسير هذا شأنها. الحياة الدنيا
والله عنده حسن المآب، هذه يقال عنها ظرف، ماذا إذن؟ ما هو هناك ظرف مكان وظرف زمان، قيل والله هذه تصلح للاثنين، هذه بالتحديد لها معان كثيرة في لغة العرب، أهل النحو والمدققون يقولون لها ثمانية معان، نحن إذن أناس بسطاء هكذا سنرى لنا معنيين ثلاثة أربعة حتى خمسة ولكن يعني ثمانية قال له معان كثيرة وإلى لقاء آخر نتحدث عنه نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سورة آل عمران | حـ 365 | آية 14 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا