سورة آل عمران | حـ 370 | آية 17 - 18 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم اشرح صدورنا وعلمنا مرادك من كتابك مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يصف حال المؤمنين عندما يواجهون الأكوان وعندما يواجهون غيرهم من بني الإنسان وعندما يبلغون الدعوة عن الله سبحانه وتعالى وعندما يعلمون مراد الله في القرآن الذين يقولون يعني كأنه يأمرنا أن نقول كذلك بين حالهم وأموالهم فأمرنا أمرا بينا أن ندعوه على هذه الهيئة ربنا إننا آمنا فاغفر
لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار كلام يقال باللسان لا بد أن يمتزج به قول وفعل بالجنان وعمل بالأركان فقال بعدها الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار، يبقى إذن ليست المسألة كلاما فقط، بل هو إنسان فيه هذه الصفات، فصبر جميل والله
المستعان على ما تصفون. والصادقين أيكذب المؤمن؟ قال لا. قوله ماذا؟ قال أيزني المؤمن؟ قال نعم. أيسرق المؤمن؟ قال نعم. قال أيكذب المؤمن؟ قال لا. حسنا لكي نصل إلى أن نكون من الصابرين عند نزول البلاء الصابرين في الله وحتى نكون من الصادقين فيوافق العلم العمل والعمل العلم وحتى نكون من المتعلقين بقلوبهم مع الله والقانتين والقانت هو الداعي المتصل بالله
الذي خلا قلبه من القبيح وحلاه بالصحيح والمنفقين أنفق بلا خوف ولا تخش من ذي العرش إقلالا من غير لا يعني ما تقولش لا مش بلال اللي هو سيدنا بلال لا أنفق بلا لا ولا تخشى من ذي العرش إقلالا والمستغفرين بالأسحار السحر ثلث الليل الأخير وفيه ساعة يستجيب الله لعباده الذين يسألونه ومن شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين فاشتغلوا في الأسحار بالاستغفار ففتح الله عليهم الدنيا وطريق الآخرة، كيف نصل إلى هذا؟ بالتربية، بمناهج
التعليم. الواضعون لمناهج التعليم لا بد عليهم أن يستوعبوا هاتين الآيتين: الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار، يجب أن تبقى في أذهانهم وهم التي تعلم الأطفال الصغار والتي تعلم الشباب يجب أن يتحول هذا إلى منهج فهناك أشياء تتحول إلى مؤسسة وأشياء تتحول إلى منهج وأشياء تتحول إلى أسلوب حياة وأشياء تتحول إلى قرار سياسي واقتصادي واجتماعي وهكذا إلى آخره
كيف نفعل القرآن بهذا بالمؤسسية بالأسلوب بالمنهج وهكذا شهد الله أنه لا إله إلا هو جل جلاله الله قبل الخلق شهد بذلك ولما خلق الملائكة أشهدهم على ذلك والملائكة ولما خلق الإنسان عرف ذلك الراسخون في العلم وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم فالله سبحانه وتعالى شهد وجعل ملائكته تشهد وهدى الراسخين في العلم لتلك الشهادة ثم
أنه سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد قائم بالعدل فلا يظلم عنده أحد ومعنى هذا أن الإنسانية كلها لا بد لها أن ترضى بمقدور الله وخلقه فما معنى قائما بالقسط؟ معناه أنك يجب أن ترضى بالتصريح والتلميح، التصريح الخاص بها أنه سبحانه عادل لا يظلم عنده أحد، والتلميح الخاص يجب أن ترضى فإن أصبت بشيء من بلاء الدنيا وهي من خلق الله فعليك بالرضا ولتعلم من غير تبرم أنه خير لك وأنك
في حالة رضا مع الله مريض، طيب ما رأيك أن ربنا عندك يوم القيامة يقول مرضت ولم تعدني مع واحد فقال كيف تمرض وأنت رب العالمين قال عبدي فلان فلم تعده، ولو عدته لوجدتني عنده. يا له من أمر! إن الإنسان لولا أننا قد نهينا عن أن نتمنى البلاء لتمنينا من هذا الوضع الحقيقي أن نمرض، ولكن رأي رسول الله نهانا عن ذلك وقال لا تفعل ذلك، حتى نهانا عن أن نسأل الصبر وقال لرجل يقول اللهم سؤاله: سألت البلاء عندما ينزل البلاء اسأل الصبر، ما
لم ينزل البلاء فليس ضروريا أن تقول يا رب أنا ضعيف، فنسأل الصحة والغنى والستر وكذا إلى آخره، ولكن في هذا الحال يدعوننا ربنا إلى الرضا قائما بالقسط، يعني أنا عادل فيكم، وعلى ذلك يجب علينا أن نتأمل في ذلك لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله