سورة آل عمران | حـ 371 | آية 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 371 | آية 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اللهم اشرح صدورنا وفهمنا مرادك من كتابك واجعله هدى لنا واجعلنا من المتقين. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر حقيقة غفل عنها كثير من الناس وكانت غفلتهم عنها سببا للصراع ولسفك الدماء عبر التاريخ وللعدوان وللطغيان ولو أن البشر قد فهموا الحقيقة التي أقرها الله سبحانه وتعالى لساد الأمن والسلام في الأرض لكنهم اختلفوا واختلفت
قلوبهم ومشاربهم ومذاهبهم يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينبه الخلق أجمعين يقول إن الدين عند الله الإسلام حقيقة بسيطة وهي أن الدين الذي أنزله الله على آدم وعلمه إياه وقص لنا قصته في سورة البقرة هو الإسلام، وأن الدين الذي ارتضاه الله لإدريس ولنوح ولإبراهيم وموسى وعيسى وما بينهم من الأنبياء والرسل هو الإسلام، وأن طريق الرسل واحد وأن الحق نزل في هذا الدين الذي سماه الله سبحانه وتعالى بهذا الاسم الجليل. وهو الإسلام وهو
اسم مشتق من السلام ولذلك كانت تحية المسلمين أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم السلام عليكم وتحية أهل الجنة السلام وعندما ينهي المسلم صلاته فيواجه العالمين يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلام ورحمة وبركة لا ينهي صلاة ويقول سننتقم منكم إن شاء الله سنقاتلكم بعون والله ويكون هذا خروجه من الصلاة بالسلام، السلام في البداية وفي النهاية أيضا السلام عليكم ورحمة الله، يسلم مرتين، فما كان كافيا واحدة؟ لا، يعني لكي يقول لك هذا سلام في سلام، واسم ربنا
سبحانه وتعالى السلام، والجنة دار السلام، والسلام ضد الحرب، إذن هذا الدين الذي عند ربنا الذي أنزله على آدم وأنزله على النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم يحفظ النفس ويحفظ العقل ويحفظ العلاقة بين العبد وربه الدين ويحفظ كرامة الإنسان ويحفظ المال عليه الذي يسمونها المقاصد الشرعية العليا التي هي المقاصد الشرعية العليا الخمسة هذه وهي موجودة في كل دين عبر الزمان فالرسل والأنبياء إخوة في طريق واحد ويأتي الرمز في صورة حقيقة فلما
النبي صلى الله عليه وسلم أسري به بذاته الشريفة جسدا وروحا من مكة إلى البيت المقدس جمعه بالأنبياء ما معنى رسالة ربنا يبعثها لنا فالرمز هنا ما هو ليس معناه أن هذا لم يحدث كان حلما أم هذه حقيقة ولكن رسالة تعني ما معناها لكي يبين لك أنهم جميعا أمة واحدة وأن هذه أمتكم أمة واحدة، حسنا فهم النبي صلى الله عليه وسلم قراءة الحديث يقول ما يقول أنه سيد المرسلين وأنه إمام الأنبياء والمتقين وأنه خاتمهم وأن الصلاة التي صلى بها معهم هي ارتضاها الله فجمع فيها بين كل أنواع الصلوات من
قراءة وتلاوة وقيام وركوع وسجود وثناء على الله وتسبيح وتحميد وتهليل، كل هذا في صلاة المسلمين، ولا يسجد لرب العالمين اليوم إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا أحد يسجد، يسجدون مرة في عمرهم أو شيء من هذا القبيل، ولكن يسجد على الدوام هكذا ولا يصلي كل فرد في الأمة إلا أمة محمد، الأمم الأخرى الكهنة يصلون والرجل يذهب إلى المعبد مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر ربما، ولكن من الذي يصلي ويقوم بالصلاة؟ أناس مخصوصون، أما في أمة محمد فلا أبدا، بل كل واحد رجل
أو امرأة كبير ما هذا؟ حسنا مرة واحدة صل هكذا ركعتين في الصبح صباحا لله وانتهى، لا بل خمس مرات، ما من أمة هكذا الآن فلم تبق أمة على وجه الأرض تصلي هذه الصلوات وفي صلاتها سجود، بإذنها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فحيثما أدركتني الصلاة فصل: مسجدا وطهورا أتيمم وأصلي، فقدت الماء، لا توجد مياه، أيمن تيمم من أين؟ من الأرض صعيدا طيبا، على الفور تضرب هكذا على وجهك ويديك وتمضي، لماذا لم تصل هذه الصلاة؟ هذا أمر عجيب جدا، خمس مرات في اليوم وعلى جميع الناس وكل
يوم، قال: نعم، وهل توجد أمة هكذا أبناؤها بربها إن الدين عند الله الإسلام، حقيقة لو اعترف بها الناس وعرفوا أن ما جاءهم من الهدى عبر التاريخ إنما هو الذي يسمى بالإسلام عند الله، وأن الله سبحانه وتعالى أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودل على الخير وحرم علينا الشر. لو أنهم تمسكوا بما أوصى الله به موسى الجبل في الوصايا العشر لو أنهم تمسكوا بما جاء به عيسى من الحب في الله والبغض في الله، لو أنهم عرفوا أن الدين كله إنما هو عند الله هو الإسلام، إن
الدين عند الله الإسلام، فما الذي حصل؟ ما هو ربنا قال "وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، يبقى بنو آدم بغوا فيما بينهم، يبقى في مصالح في شهوات في إرادة تحكم في الأرض، فإن الله لا يقول إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب، يبقى رجعت المسائل الكفر والإيمان إلى ما إلى اليوم الآخر يبقى لازم علينا أن نبلغ ونبين ونقول يا رب وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم
ورحمة الله