سورة آل عمران | حـ 373 | آية 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. مع كتاب الله وفي سورة البقرة يبين لنا الله سبحانه وتعالى حقيقة عجيبة غريبة، المتأمل في الأحداث من حولنا يرى إنها كانت سببا خفيا ظاهرا في الوقت نفسه يعرفه الراسخون في العلم ويلتبس على المتشككين في ذلك الصراع القائم بين البشر والحقيقة البسيطة التي دعت الإنسان إلى أن يرجع إلى ربه وأن يستوعب
قراءة التاريخ تقول إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وإذا في هذا البغي هو الدافع للاختلاف ولذلك ترى أمة الإسلام لم تقم أبدا باستعمار الأرض ونهب ثرواتها للحجاز منبت الدعوة ومنشئها المسلمون عندما دخلوا العراق وإيران ومصر والشام وهنا وهناك ما أخذوا الخيرات وذهبوا بها إلى الحجاز وتركوا الحجاز هذه مروجا وهكذا أبدا ظلت
كانت الحجاز أفقر بلاد الله حتى ظهر البترول وغير الدنيا، ما هذا؟ هل يعني أنهم لم يكونوا مستعمرين، فماذا فعلوا إذن؟ ربما ذهبوا وطردوا السكان الأصليين؟ أبدا، فنحن في مصر أنا من السكان الأصليين لمصر، جاؤوا وأسلم السكان الأصليون طواعية، وبعد مائة سنة كان خمسة في المائة مسلمين وخمسة وتسعون غير مسلمين بعد مائتين وخمسين سنة خمسة وعشرون في المائة مسلمون خمسة وسبعون في المائة غير مسلمين بعد أربعمائة وخمسين سنة ثمانون في المائة مسلمون عشرون في المائة غير مسلمين بعد سبعمائة سنة أربعة
وتسعون في المائة مسلمون ستة في المائة غير مسلمين وهذا معناه ماذا معناه أن الإسلام دخل في العائلة دخل في العائلة رجل مسلم تزوج فتاة غير مسلمة فأنجبا تسعة أطفال، فأصبح التسعة مسلمين. حرم الإسلام أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم، هذا رقم واحد. الأولاد الذين هم نتاج الزواج بين المسلم وغير المسلمة يصبحون مسلمين، هذا رقم اثنان. يجوز للرجل أن يتزوج عدة نساء، يطلق عليها رقم أربعة ما رأيك في الأحكام الفقهية الأربعة هذه نشر الإسلام من غير دم ولا إكراه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من
الغي ربنا لا يريد أن نصنع مجموعة من المنافقين فلماذا يسلم الواحد تحت وطأة السلاح قال لي فليقل لا إله إلا الله محمد رسول والله وقلبه لا يبقى أنا عملت منافقا، ما هو ما قال لي اعمل منافقا، هذا يقول لي إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، يبقى إذا عمل فينا ماذا، بعض الأحكام قاعدون يترقبون علينا، أنتم تقولون تعدد الزوجات، أنتم تحللون الطلاق، أنتم تعملون تسوون، حسنا أمرنا لله، طيب ما رأيك هذا الذي لم يترك فيه دما يبقى ما ليس فيه استعمار، فهل طردنا أحدا قط؟ فهل ميزنا بين الأسود والأبيض قط؟ لم يحدث قط، لا تمييز عنصري ولا احتلال واستعمار ولا إبادة شعوب ولا شيء، فهل هجرنا؟
هل طردنا الناس قط؟ الناس كان عندما جاء الأندلسيون وطردوا اليهود، جاؤوا إلينا ذهبوا إلى البوسنة ذهبوا إلى المغرب جاؤوا إلى مصر احتضناهم وأكرمناهم أهلا وسهلا تعالوا كلوا معنا واشربوا واستظلوا إذن المسلمون هؤلاء أناس طيبون هذه هي الحقيقة هكذا ما اسم الذي قتلناه وما اسم الذي اضطهدناه وما اسم الذي أين الخطأ الذي في التاريخ الذي ارتكبه المسلمون فلماذا حضارتهم بنيت على العدل لا على الظلم، حسنا وإذا أراد أحدهم أن يحارب الإسلام فماذا يقول؟ لا، بنيت على الظلم، ويأتي بحوادث وأحداث، لا يتحدث عن الفكر، لا يتحدث عن النظام، لا
يتحدث عن الأصول، بل يتحدث عن حوادث. هذا مثل أن يكون أحدهم يمشي في الشارع فيضربون أحدا في يحدث نعم ولكن هذه حوادث لكن ليس النظام، مبني على العدل ومبني على العلم ومبني على الحضارة ومبني على العمارة، النظام هكذا مبني هكذا ما بني على أضداد هذه الأشياء. حسنا والحوادث؟ نعم توجد حوادث نعم لا بد أن تكون هناك حوادث حدث فيها أن حاكما ظلم، حدث فيها أن قاضيا ارتشى حدث فيها أن شرطيا أمسك شيئا وسرقها عبر التاريخ يحدث أن الإنسان يخطئ كل ابن آدم خطاء النظام يقول له ماذا إذن أنت شجاع يا شرطي يا سارق ويا قاضي يا مرتشي ويا حاكم يا ظالم لا هذا يقول له ويل لك في الدنيا والآخرة
هذا النظام يقول له اتق الله، يقول له تب إلى الله وهكذا. ففي فرق بين الحوادث وبين النظام. قال ماذا؟ ولذلك فهم المسلمون الأوائل هذا الكلام. بغي بينهم قالوا لا، نحن لا نريد بغيا بيننا. نحن سنعمل ماذا؟ العدل ونعمل ماذا؟ العلم ونعمل ماذا؟ الحضارة ونعمل ماذا؟ العمارة وساروا على هكذا فليتركوا من هذا من التأصيل الرباني ومن حركة التاريخ الناطقة كالشمس ويمسكوا لك بالأحداث، إذن علينا أن ننتبه ونعرف ديننا ونعرف تاريخنا ونعرف ما الذي يقوله القرآن ولا يلبس
علينا أحد ديننا، ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب قال ومن يكفر بآيات الله فقطعوه قطعا. أبدا قال فإن الله الرحيم رجح ربنا سبحانه وتعالى إليه نرجع فينبئنا بما كنا فيه نختلف فينبئنا بما كنا نعمل فيحكم بيننا بالحق والعدل وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته