سورة آل عمران | حـ 375 | آية 21 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 375 | آية 21 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى إن الذين يكفرون بآيات الله أولا ويقتلون النبيين بغير حق ثانيا ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ثالثا فبشرهم بعذاب أليم فبشرهم لكي ينتبهوا نحن أقوياء أليس كذلك لأننا أقوياء نحن أقوياء قال لا بعذاب أليم فكلمة فبشرهم البشرى تستعمل عادة للخير ليس هناك
وعيد يعني فبشرهم يقول له نعم آه أنا شجاع قال له لا أنت لست شجاعا أنت لك عذاب أليم فبشرهم بعذاب أليم كي ينتبه بدلا من لو قال له يعني هناك تهديد يقول له بلى تهديد بلا خلاف ما أنا لست مؤمناً من البداية أي فلكي يجذبه قوم يقول لهم ماذا فبشرهم ويقول لهم نعم ها فبشرهم أنا شجاع أنا قالوا لا بعذاب أليم حسنا وهؤلاء يفعلون ماذا إن الذين يكفرون بآيات الله يبقى إذن ماذا والآية معناها في اللغة المعجزة اللافتة للنظر سواء كانت متلوة أو كانت حسية مرئية يكفر بها ولا يريد أن يصدق
بها وفي النهاية يسد باب الإيمان على نفسه ويغلق الباب على نفسه وبهذا الشكل لا يصل إلى الله وبهذا الشكل لا يكون منور القلب ليس هناك استنارة فهو ليس مستنيرا ولا غير ذلك ولذلك بعض الملحدين عندما رأوا أن الله سبحانه وتعالى في كل كتبه في التوراة والإنجيل والقرآن يتحدث عن معنى الإيمان، قوم ذهبوا فأطلقوا على إلحادهم استنارة، أي يقولون له نحن، أنتم تظنون أننا في الظلام، لا بل نحن في النور، أي نور هذا؟ نور أسود، أي نور هذا؟ وأطلقوا على الشيطان حامل النور، إنه
تلبيس، يردون على ربنا، يجاهرون الله بالمعصية وبالكفر. إن الذين يكفرون بآيات الله، حسنا، يصعب عليهم أن يكون هناك وحي يقول لك لا مانع من أن يكون هناك رب ولكن لا علاقة له بنا حتى يمضي ويعبث هكذا في الحياة الدنيا ويفسد في الأرض، فعندما يأتيهم نبي ويقول لهم لا، إن هناك ربا ودليل وجود وكذا ويكشفه أمام نفسه فيقتله، اسكت، يسكت صوت الحق، هذه هي الصفة الثانية. حسنا، هذا الذي جاءه نبي، ولكن بعد
سيدنا رسول الله لا توجد نبوة. قالوا نعم، يقتلون الأنبياء بمعصيتهم والكفر بهم وبإهانتهم، يشتمون الأنبياء ويصفونهم بصفات ليست فيهم ويكذبون عليهم، هذا قتل معنوي للأنبياء، فيكون قتل الأنبياء منه قتل حسي وقد كان قبل الإسلام ومنه قتل معنوي وهو قائم إلى يوم الدين يبقى في ناس حتى الآن يقتلون الأنبياء ولكن ليس قتلا حسيا، قتل بإهانتهم بالسخرية منهم بالكفر بالتكذيب بالكذب عليهم وهكذا ويقتلون النبيين بغير حق
الذي هم يفعلونه هذا ضد الحق واحد متمسك في عقله أن النبي يجب يكون قتله يعني نبيا يعني يجب أن نقتل نبيا يعني ليس كما أقول الآن إنه قتل النبي قد يكون معنويا وقد يكون حسيا قال لا هو حسي فقط قوم ربنا لكي ينبه أيضا هذا النوع من الناس الذي لا يريد أن يفهم المعنى الواسع قوم ذهب قال ماذا بعدها ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس الذين هم أتباع الأنبياء الذين هم هؤلاء هم المبلغون عن الأنبياء، ولذلك مفهوم الجهاد في الإسلام مفهوم واسع ليس مقصورا على القتال في سبيل الله. القتال في سبيل الله جهاد، ولكن
كلمة حق عند سلطان جائر جهاد أيضا. تربية النفس ومنعها من المعصية ومنعها من العدوان والطغيان جهاد، يبقى إذن الجهاد له مفهوم واسع، منه القتال في سبيل الله، قاتل في سبيل الله واستشهد فدخل الجنة، أو انتصر فعاد إلى وطنه، لا يعمل بلطجيا بعد ذلك لأن المقاتل في سبيل الله تجده قويا وعنده حمية وجرأة وشجاعة، وانتهى الأمر، فماذا يفعل القتال على جيرانه وعلى أهله قال له لا اضبط نفسك رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو
الجهاد النفسي والكلمة الحق كلمة الحق النصيحة عند سلطان جائر أيضا جهاد لأنه من الممكن أن يعاقبه السلطان الجائر أو يقتله ولكن عندما تكون نصيحة قم الآن الناس لا تفرق بين النصيحة النبي قال الدين الدين النصيحة قالوا لمن قالوا لله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم قوم يأتي واحد حديث السن سفيه الحلم ويظن أنه كلما تكلم بالكلام هكذا فإن هذا كلمة حق عند سلطان جائر وهو لا يعرف الواقع ولا يعرف الدين ولا الدنيا وبالرغم من ذلك جالس ينصب نفسه منزلة الواعظ الناصح
وهو ليس كذلك، هؤلاء الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما النصيحة فلها شروط، ابن رجب يقول الفرق بين النصيحة والتعيير يذكر في كتاب يقول ما شروط النصيحة، أن تكون أنت ناصحا. هذا الفتى قال ماذا؟ رسول الله قال نعم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية تحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم من قتلهم كان أولى بالله منهم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم آه هؤلاء خوارج إذن أما الناصح فهذا يعد من الذين يأمرون بالقسط من الناس وقاتله يبشر بعذاب أليم وهكذا
تستقيم المجتمعات وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته