سورة آل عمران | حـ 380 | 26 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا كيف نخاطبه ويعلمنا حقائق هذا الكون ويعلمنا كيف نسير في حياتنا. القرآن كتاب هداية يا إخواننا، كل كلمة فيه يجب أن وكيف تدخل بها لتكون هداية لك، لا تقرأه هكذا، فهو قراءتك لأي كتاب، لا، هذا كلام رب العالمين لعباده
إلى يوم الدين، آمن من آمن وكفر من كفر، {هدى للمتقين} هذه صفاته، {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} {قل} أول ما يقول لك قل فيكون فيها رب وعبد، الرب يأمر والعبد يطيع. لأن "قل" هذه فعل أمر، قل حاضر أقول ما هذا بعد ذلك، إنما بمجرد أن يقول "قل" تقول "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". وهذا لماذا؟
لأن الأوامر الإلهية الشأن معها المبادرة أن تبادر بالمسارعة "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم"، سارع هكذا هو طالما وفروا إلى الله فهذا يعني أن تجري هكذا، فهو أول ما يقول لك قل فقل حاضر، قل ماذا؟ ما هو في نقطتين وسنقول إذن ما القول؟ ستقول القول ماذا؟ ولكن أول ما يقول لك قل فقل حاضر، أقول على الفور ستقول ماذا إذن؟ يعني كما تشاء يا ربنا، قل لي وأنا أقول قل يجب أن تقف عند كل كلمة من الهداية هكذا لا تكرر القرآن
كله وأنت شارد لا تقف مرة أخرى هكذا انظر قل حاضر تأمل إذن يقول لك قل هذه ربما ذكرت أكثر من خمسمائة مرة في القرآن قل حاضر على طويلا قبل أن تعرف ماذا ستقول وبعد ذلك سنرى ماذا ستقول إذن الذي بعد قل اللهم هذه تعني يا الله وهذه ندى اللهم جاءوا بالميم مكان يا الله يا الله ذهبوا فأزالوا يا ووضعوا إذن ماذا الميم هكذا إذن اللهم هذه معناها دعاء التجاء
فأنت أمرت بماذا بالالتجاء وهذا يحقق العبودية، قد يكون معناها المخلوقية، ربنا خلقك وانتهى الأمر. العبودية يضاف إلى المخلوقية أنك مخلوق، أنك أيضا محتاج إلى ربنا، لأن هناك أناسا يقولون لك هذا خلقنا وتركنا، لا لم يتركك، بل أنت محتاج إليه، ولذلك تقول له ماذا يا الله اللهم. العبودية تقتضي ثالثا الطاعة، فتكون تقتضي المخلوقية أنك مخلوق، بل أنت مخلوق محتاج،
بل أنت مأمور ومكلف، ولذلك العبودية هي الطاعة باختصار، الطاعة لأنك مأمور وبذلك تكون عبدا ربانيا عابدا لأنك مخلوق، هي كذلك فحسب، نحن نختصرها في كلمة واحدة: قل اللهم، فتبقى قل اللهم هذه عبارة عن أن الرب يأمر والعبد يطيع قل اللهم مالك
الملك يبقى هناك أدب في الدعاء وهو أن تصف الله بما وصف به نفسه يا رب لك الحمد حتى ترضى يا رب أنت رب العرش العظيم هذا الكلام يرضى عنه ربنا ولا يغضب منه ربنا لولا القرآن لقيل وقيل واحد يقول لك والله إنك جالس يعني هذا ربنا جل جلاله شيء عظيم جدا وأنت تجلس تتكلم هذا الكلام في حقه لا يصح تعظيما له جاء القرآن
قال لي لا تقل له قل له هكذا هو يحب هذا أن تقول الحمد لله رب العالمين تصف بالألوهية وتصف بأنه رب العالمين وتصف بأنه مالك يوم الدين وتصف بأنه مالك الملك وتصف بأنه رب العرش العظيم وتصف بأنه وهكذا وتظل تصفه بالصفات التي وصف بها نفسه قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، حسنا وهذا ربنا هو الذي أنزله لكي يعلمني أنا وعندما يعلمني أؤمن بها وعندما أؤمن
بها وأصدق وأعترف بها اتصف سبحانه وتعالى بها فمنه وإليه يبقى لا حول ولا قوة إلا بالله يعني هو الذي علمنا وهو الذي خلقنا وهو الذي رزقنا وهو الذي كلفنا وهو كذلك الذي يعطينا الأجر والثواب وهو الذي يسترها معنا يبقى يعني ليس لنا الذي هو قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء يعلمني كيف أخاطبه وأدخل عليه بالحمد والمدح والتعظيم {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} والله يعني هذا
يعني هذا ليس بعقله ولا بحسبه ولا بقوته سبحان الله فإنه يعز من يشاء ولو كان كافرا ومفسدا ويذل من يشاء {بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} في اللقاء القادم نفسر هذا الكلام الذي يحتاج إلى وقفات مع صفات الله سبحانه وتعالى فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته