سورة آل عمران | حـ 381 | 26 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران ومع قوله تعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء يستطيع أن يعلمنا ربنا سبحانه وتعالى أنه لا ملك في الحقيقة إلا له وأن الإنسان عندما أخذ الملك فكان ينبغي أن يكون عابدا لله به
لأنه هو الذي أعطاه ذلك الملك ووفقه إليه فكان ينبغي على ملوك الأرض ومن بأيديهم السلطان أن يسيروا على الصراط المستقيم وأن يعدلوا في أممهم وأن السلطان إذا خرج عن حد العدل فإنه يكون منكرا لنعمة الله عليه لأن الله سبحانه وتعالى في الآية السابقة يتحدث عن العدل وأنه سبحانه يعدل بين الناس يوم القيامة فيقول فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما
كسبت وهم لا يظلمون قل اللهم مالك الملك أي يا ملوك الأرض وأنتم ملوك في الصورة وليس في الحقيقة، يا ملوك الأرض وأنتم قد أنعم الله عليكم بملك من عنده لا من حولكم وقوتكم، وإن اعتقدتم غير ذلك فأنا لا أظلم، فكان ينبغي أن تتعبدوا بأخلاق الله فلا تظلموا، لا تظلموا، أي إنه يأمرهم بعدم الظلم، وينهاهم عن مالك الملك هو وهو الذي يعطي الملك لمن يشاء، تؤتي الملك من تشاء، هذا دعاء
نصف به ربنا وحقيقة في نفس الأمر أن الذي أعطى الملك للملوك هو الله، وأحد يقول لي لكن هذا الملك الذي اختاره شعبه، ومن الذي رقق له القلوب ومن الذي وجه له الأفئدة؟ الله. لا فائدة أيضا، سنخرج من سمائه أم من أرضه، ما هو لا فائدة، إنما أتيت على علم عندك، لا أنت لا عندك علم ولا أتيت على علم عندك ولا ما عندك، إنما يؤتي الملك الله، إذا فمن يملك في قرار العباد ما الذي يجب عليه، يجب عليه أن
يعبد الله بأن يتعبد بأخلاقه سبحانه، فكيف يتعبد بأخلاقه؟ إن ربنا عادل ولا يظلم، ولذلك قالوا العدل أساس الملك، وهذا الكلام هل يخاطب به المسلمون أم يخاطب به العالمون؟ أبدا، هذا يخاطب به العالمون، العدل أساس الملك كله، ولذلك بحث علماء الإسلام عن الكافر العادل وعن المسلم الظالم أيهما أفضل؟ قالوا من ناحية الحكم: الكافر العادل. شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هكذا: الكافر العادل من ناحية الحكم أولى من المسلم الظالم،
لأن الله لا يحب الظلم وحرمه على نفسه وجعله بينكم محرما، ولذلك من تولى الحكم على الناس في أي مرتبة من مراتب الحكم فإنه قد كلف قبل أن يشرف كل هذا تكليف قبل أن يكون تشريفا فاتق الله اتق الله أيها الملك في رعيتك وما أقامك الله فيه تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء يبقى في يد الملك وينزع
منه ولا تحن عليه قلوب العباد ما هو بيده الملك طيب وبعد ذلك نعمل ماذا هذه الحكاية سر على الصراط المستقيم أقم نفسك حيث يقيمك الله سبحانه وتعالى وتعز من تشاء هذه قضية أخرى غير الملك العزة قد تكون بالعلم وقد تكون بالجهل وقد تكون بالمال وقد تكون بحب الناس لك ما دمت تسير هكذا الناس يحبونك ألقى الله عليك القبول وألقى عليك محبة مني ولتصنع على
عيني هذا كان ملكا هذا أبدا هذا كانوا يبحثون عنه لكي يقتلوه فلما نظر إليه فرعون سيدنا موسى وهو صغير هكذا ملقى في السبت واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وهذا واحد مجهول وهو جالس يقتل الأطفال ويريد أن يقتل هذا فنظر إليه فأحبه فما ما هذا، أتنتبه؟ انظر إليه هكذا أحببت وألقيت عليك محبة مني. فرعون يقولون عنه إنه كان يقتل بالنظرة، أي ليس يقول اقتلوه، لا، يفعل بعينه هكذا فقط للسياف، فالسياف يقتل الإنسان.
هذا "أنا ربكم الأعلى" يقول هكذا، يفعل هكذا بعينه هكذا فقط. فلما نظر إلى موسى قال ما هذا يا مسكينة آه فرعون قال هكذا يا مسكينة ما هذا ما هذا انظروا ادفعي هذه والله ما هذا الجبروت الذي تملكينه هذا أنت ربهم الأعلى وهكذا وما إلى ذلك والله ما قال لا هذا أنا أحبه سيدنا موسى كبر وتعرف وقتل المصري عن طريق الخطأ فوكز أصبح مطلوبا في الأدلة الجنائية يبحثون عنه لكي
يحولوه إلى فضيلة المفتي ليرى إعدامه أم شيئا آخر قتلا فذهب سيدنا أم فرعون ودخل عليه وبعد ذلك يقول له ماذا قال آمنت بربك فينا وليدا يعني يا ابني ليس هكذا اتق الله أنت أين يا فرعون ألا تقتله بالنظرة هكذا لست واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته