سورة آل عمران | حـ 382 | 26-27 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير صفات متتالية لله سبحانه وتعالى تدل على حقائق نعيشها ونراها في أنفسنا، فهي من ناحية أدب مع الله في التبرؤ من الحول والقوة ونسبة الحول والقوة له وحده سبحانه، ومن
ناحية أخرى إظهار لنعم الله علينا ولمنته علينا وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. تولج الليل في النهار. من غير اختلاط بين الليل والنهار يدخل هذا في هذا بيسر وسهولة وهذه قيد أحد، أليس كذلك؟ ألا تعني أن الحكاية صحيحة جدا والشمس والقمر بحسبان، أليس كذلك؟ وهذه أليست نعمة؟ نعمة، أليس كذلك؟ أنا لا أصدق أنها نعمة فذهب فجعل اضطرابا فوق خط الأربعين، خط أربعين للعرض، ما هو
العرض يستمر حتى تسعين درجة، وبعد خط الأربعين تبدأ الحكاية تضطرب والنهار يتسع والليل يضيق ويصبح ما بين العشاء والفجر أربع ساعات أو ثلاث ساعات، وفوق السبعة والستين تختفي العلامات، فوق خط السبعة والستين وقليلا وثلاث عشرة درجة تختفي العلامات ويرسلون إلينا يقولون كيف نصلي؟ هذا ليلنا نهار ونهارنا ليل، أنا أقول الحمد لله الحمد لله آه عرفت الآن أنه الحمد لله طيب وكيف تنامون
قال لا هذا نحن لدينا ستائر سوداء ونعمل ونفعل كذا طيب أنتم هل يوجد أحد ويعيش هناك لماذا قال هذا يوجد ناس يعيشون فوقنا لكن لديهم تخلف عقلي كيف البرد جمد الأدمغة فتجدهم لا ينفعون ويمشون مساكين قبائل رحل مثل البدو ولكن الصحراء ثلج، أي هي صحراء ولكن ثلج. قوم هذا ماذا تقول عنه؟ الحمد لله أي هذا ربنا خلقهم لماذا؟ لكي تحمد نعمته عليك. ما أصل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا. ما سيريه بعض الأشياء هكذا وبعض الأشياء يطالب عقلك أن تفهمها فيريك إذا اختلت العلامات
فماذا تفعل، المعيشة لن تكون جميلة، لن تكون منتظمة هكذا. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت، سبحان الله. البيضة عندما تأخذها وتكسرها هكذا يخرج منها صفار وبياض وشيء لا صوت له ولا حركة ولا أي شيء، تقليها وتأكلها وليس فيها شيء نطقت أم لم تنطق، تسلقها كذلك، طيب تعال الآن اتركها قليلا هكذا تحت الدجاجة، قم ستجدها تصدر أصواتا، والله ما الأمر؟ وخرج الكتكوت من
القشرة، ما هذا؟ تخرج الحية من الميت وتخرج الميتة من الحي، شخص بيننا وبينه أبي الذي ينفق علينا والذي يحمينا والذي يعلمنا لم نجده، أمي التي وعملت وكذا فلم أجدها أجد أمامي جثمانا والروح خرجت وإخراج الميت من الحي يصعب على المرء ألا تحزن العين ألا تدمع العين وأن القلب ليحزن وأننا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ما هو سيدنا إبراهيم بن سيدنا رسول الله يجري أمامه هكذا ابنه وبعد ذلك
يجده قد فاضت روحه صاحب هذه الأرواح وهذه الأجساد ويرزق من يشاء بغير حساب، ليس المال فقط والنقود لا، والأبناء يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء ويرزق، هؤلاء بنات يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما سبحانه وتعالى، بل يمكن أن بعضهم لا يتزوج فهو يفعل هذا وهذا وكل شيء ويرزق من يشاء بغير حساب، إذن فهي صفات نخاطب
بها ربنا تعظيما لشأنه جل جلاله ونسأله دوام النعمة بها ونتأدب معه في الدعاء وهي حقائق تدل على مسار الحياة وكيف نسير فيها وحقائق تدل على تعظيم نعمة الله في أنفسنا بما يستوجب الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى على كل حال، ما معنى هذه الآيات: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب جل جلاله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته