سورة آل عمران | حـ 384 | 28 - 29 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يوضح لنا ربنا سبحانه وتعالى كيف يتعايش المؤمنون مع العالمين، مع المؤمنين وغير المؤمنين، إلا إذا تعارضت المصالح وحصل النزاع، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. ولا يجوز للمؤمنين أن يتفرقوا لصالح الكافرين قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين يعني يوجد مؤمن في المقابلة هو من دون المؤمنين انظر الذي لم يقل ماذا لا يتخذ المؤمنون الكافرين
أولياء وسكت لا فإن الله متكلم أبدا لا يسكت ولا يوصف بسكوت انظر كيف ولذلك كلام الله قديم من دون المؤمنين من دون المؤمنين يبقى في هنا فريقين لا نحن نقف مع بعض ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء لأنه ضرب هذه الأمة في أخص خصائصها وهي الوحدة هذا هو الذي حدث في الأندلس في ملوك الطوائف فضاعت الأمة هذا
هو الذي حدث في بدايات القرن العشرين مع الاستعمار في المنطقة الإسلامية وهو يعالج ويتعامل مع الرجل المريض، والرجل المريض هو الخلافة الإسلامية وتركيا. هذا هو الذي حدث فتفتتت الأمة وظهرت الدولة القطرية وذهب كل واحد بما يتوهم أنه المصلحة، فتفرقوا أيدي سبأ ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء. ثم يؤكد ربنا على التعايش وأن المؤمنين يجب عليهم أن يتعايشوا مع العالمين وأن
يبقوا في الحياة من غير اعتزال ولا صدام ولا نزاع لأن الأمر إنما هو أمر بيان لا أمر صراع فيقول إلا أن تتقوا منهم تقاة يعني رأيتم أن هذا سوف يسبب فتنة وصراعا ونزاعا ونحن لا نريد هذا فحينئذ يمكن التفاهم ويمكن التفاوض ويمكن التعايش إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه في تحذيره لأننا
إذا لم نفعل هذه النصائح من وحدة الأمة ولم نفعل هذه النصائح من التعايش مع العالمين فسوف يصيبنا الضرر وقد أصابنا عندما تركنا وحدة الأمة تفرقنا وضاعت الأمة وعندما بعدنا ضياعها لم نتق منهم تقاه أذينا وهزمنا انتبه هذا يصف هذا ويحذركم الله نفسا وإلى الله المصير يعني فلنتركها لله جميعنا نرجع إلى الله وهو الذي سوف يحكم بيننا وهو الذي ينبئنا فيما كنا فيه نختلف وهو الذي ينبئنا بما كنا نعمل قل إن تخفوا ما
في صدوركم أو تبدوها يحاسبكم بها الله، ولذلك النية يحاسب عليها. مراتب القصد خمسة: هاجس، وخاطر، وحديث النفس، واستماع يليه هم فعزم. كلها رفعت سوى الأخير الذي هو الهم الذي هو العزم المؤكد، سوى الأخير ففيه الإثم قد وقع. فالإنسان يحصل له هاجس صورة هكذا تمر في ذهنه فلا يضره شيء. خطر على أحد جالس هكذا مرت صورة زجاجة خمر بذهنه هكذا كان قديما في الأمم السابقة ما هذا جاءتك صورة معصية فعليك إثم ولذلك وضع
الله عنا إصرا كان قد وضعه عليهم والأغلال التي في أعناقهم وضعها عنا الحمد لله أمة مرحومة سيجوز هكذا يمضي هكذا يأخذ به خاطر الزجاجة وقفت أمامه فيبقى أيضا أعطي المرتبة الثانية حديث النفس أشربها أم لا أشربها جائب وآخذ مع نفسك هم ألا أشربها أحسن مياه التي شربها عزم يجب أن أشربها خمس مراتب الهاجس والخاطر وحديث النفس والهم والعزم كلها رفعت الأربعة هذه رفعت معا الأخير الذي هو العزم ففيه
الأخذ إذن أنت عندما عزمت هذا العزم فإن الله سيحاسبك عليه ويقول لك لماذا هكذا لماذا هذا الشر وهكذا في كل الشر الهاجس والخاطر وحديث النفس والهم كله مرفوع ولكن العزم هو المحاسب عليه فإذا تبت إلى الله فإنه يحسبها لك حسنة وإذا فعلا عملتها يحسبها لك سيئة واحدة إذا عزمت على الخير يحسبها لك حسنة إذا عملتها يحسب لك عشرا من كرم ربنا، يعني تعمل مائة ذنب وتعمل عشر حسنات فيصبح كأنك متساو هكذا، يا رب
أبعد عنا السيئات واجعلنا مع الحسنات دائما، قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعني على مستوى العزم يعلمه الله وربنا سبحانه وتعالى يعفو عنا ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير فاتقوا الله سبحانه وتعالى وأحبوه فإنه رحيم بكم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته