سورة آل عمران | حـ 390 | 33 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة آل عمران، يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقص لنا قصص الأولين، وقد جعل لنا فيها عبرة وجعل لنا فيها هداية: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"، يعني قلد الهدى. يقول إن الله اصطفى آدم، ويأتي بها من البداية ليوضح فكرة الاصطفاء. هؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، هؤلاء هم الطائفة النخبة الصفوة التي
يدعو الإنسان أن يُحشر معها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. هؤلاء هم - إن الله اصطفى آدم - وهذا أبو البشر وقصته قصة وجود البشر هنا. في الأرض ونوحاً من أولي العزم من الرسل، جاء فأرسله الله إلى العالمين، لأنه لما قال: "يا بني اركب معنا"، وبعد ذلك هلكت الدنيا وما إلى آخره، فالقوم الذين معه هم كل من على الأرض، فأُرسل إلى العالمين. آدم أُرسل إلى العالمين لأن أولاده هم العالمون.
الذين موجودون بعد نوح بعد الغرق سأرسل إلى العالمين. طيب، وقال إبراهيم، قال إبراهيم الأنبياء، إبراهيم أنجب إسحاق وأنجب إسماعيل، إسحاق أنجب يعقوب، يعقوب أنجب يوسف، كلهم أنبياء. قالوا: أتدرون من الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم؟ قال: هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فقال إبراهيم: كثرت. فيهم النبوة، ولذلك ونحن
نصلي في التحيات نصلي على سيدنا محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. حسناً، هذا سيدنا محمد أعلى من إبراهيم، هذا سيد الخلق. قال: لا، هذا تشبيه مجموع بمجموع، صلاة محمد مع آله وليس فيه النبي لأن النبي قد ختم النبوة. يا رب اجعلها. مثل صلاة إبراهيم مع إلهه، ليست أفراداً بأفراد، ليس محمد يجعله مثل إبراهيم، وقال محمد يجعله مثل قال إبراهيم، لا لأنه محمد مع إبراهيم لا يصح، هذا يكون يصلي على إبراهيم كما صلى على محمد، ولكن محمد في وسط أهله هكذا مع بعضهم، يا رب صلِّ عليهم مثلما صليت. على إبراهيم مع أهله جميعهم، قال إبراهيم
نبي، قال محمد ليس نبياً، فصلِّ على الذين ليسوا أنبياء مثلما صليت على الأنبياء. وهذا يدل على ماذا؟ على علو قدر آل البيت الكرام. لماذا قال ذلك؟ لأنه قد خص الصلاة بهم، يعني هذه الصلاة تكون خاصة بسيدنا محمد أم لا؟ المقصود سيدنا محمد، هذا المقصود، قال سيدنا محمد، هذا المقصود، قال سيدنا محمد. حسناً، اختصاصهم بالصلاة يعني علو شأنهم عند الله. حسناً، وسيدنا محمد، سيدنا محمد خارج عن المنافسة، هذا شيء آخر، هذا شيء كبير جداً. هذا، هذا سيد الخلق، هذا إمام المرسلين في الدنيا والآخرة، في
الدنيا في الإسراء أما... الرسل الكرام في بيت المقدس وفي الآخرة هو إمام المرسلين يلجأ إليه الخلق أجمعين من أجل تقصير يوم القيامة فيصدق فيه أنه رحمة للعالمين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. سيذهب الخلق حيث إن يوم القيامة ألف سنة، ستقف على رجليك، كيف ستشعر بألف سنة؟ لماذا قال لك ستقف؟ كم سنة لديك؟ مت وأنت عندك كم سنة؟ سبعين، ثمانين، تسعين، مائة! سيوقفك ويناقشك ويعرض فيلمك. يقول لك: تعال تفرج. أنت في هذا الموقف ماذا فعلت؟ تقول له: هذا الموقف، أنا اغتبت فلاناً. يقول لك: لماذا اغتبته؟ تقول له: لأنه أغاظني.
يقول لك: لماذا لم تكتب الغيظ؟ تقول له: أصلاً أنا... الغيظ لم أستطع، حسناً ولماذا عصيت ربنا وكتبته؟ حسناً هذا جميل. طوال الوقت انتبه أن كل هذا، كل كلمة سنُحاسب عليها، كل كلمة سنقف عندها مدة. حسناً، أنت مائة سنة ستنتهي، المائة سنة ستنقضي في كم من الوقت؟ فالخلق سيتعب وأرجلهم ستتعب. تخيل أنك هنا في الدنيا منذ سنوات الدنيا وأنت واقف طوال عمرك. لكن حسناً، أنت تكاد تموت من التعب. لم يعد هناك موت في هذه الأيام. يوم القيامة لا يوجد موت، فأنت واقف هكذا ومعلق بين السماء والأرض. الله! حسناً، وماذا بعد؟ قال: هذا في حد ذاته أمر رهيب. ستمل الخلائق،
فيذهبون إلى سيدنا نوح فيعتذر، ثم يذهبون إلى سيدنا عيسى فيقول لهم: لا، عليكم بي أنا. سأقدم لكم شيئاً جميلاً وحسناً، يذهبون إلى محمد، فيذهبون إلى سيدنا محمد، فيسجد تحت العرش، فيلهمه الله بمحامد لم يلهمها لأحد من قبل، حتى يقول: "يا محمد ارفع وقل تُسمع، واشفع تُشفع"، فيشفع في الخلق. فيختصر الله اليوم بدلاً من ألف سنة إلى خمسمائة لأجل من؟ سيدنا النبي، فهو سيدنا. النبي أُرسل رحمةً لكل هؤلاء الخلق، سواء الذين قبله والذين بعده، والذين رأوه والذين لم يروه، والذين آمنوا والذين لم يؤمنوا. هذا هو سيدنا محمد، فيقول
لنا هنا أن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. إذًا نحن توقفنا عند آل إبراهيم وسنكمل في لقاء آخر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته