سورة آل عمران | حـ 393 | 36-38 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة آل عمران | حـ 393 | 36-38 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة آل عمران يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقص لنا قصة امرأة عمران جدة السيد المسيح وأم مريم عليها السلام يقول فلما وضعتها لما جاءت تضع الحمل وجدتها بنتا فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى إني وضعتها أنثى صدر منها حتى تخرج من نذرها يعني أنا كنت أظنها ولدا وأقول لك رب أنا سأهب لك
ما في بطني والله لكن أنا قلت ما في بطني ولم أقل ولدا ولا بنتا إني وضعتها أنثى كلام تريد به أن تخرج من النذر أم أن تتحير فماذا أفعل إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت يعني هي لا تخبر الله والله أعلم بما وضعت هذا يعني أن ربنا يعرف أنها وضعتها أنثى فهو الذي خلقها فليس محتاجا منها أن تقول ذلك فهي تقول هكذا لغرض آخر يريد أن يقول هكذا إنها تقول ذلك لغرض آخر وهو التبرؤ من عجزها عن الوفاء بالنذر إني وضعتها أنثى والله أعلم بما
وضعت وليس الذكر كالأنثى هذا الكلام الخاص بامرأة تحيى امرأة تقول يعني الذكر ليس كالأنثى الذكر سيعرف كيف يجلس خارجا يجلس في أي مكان ينظف المسجد يخدم الناس الأنثى أين أضعها وإنني سميتها مريم فيأتي إليك أحد ويقول لك وليس الذكر كالأنثى أي كأنه يعلي من شأن الذكر ويحط من شأن الأنثى كلام امرأة عمران في سياق وسباق وليس الذكر كالأنثى هذا ليس يعني أن ربنا الذي يقول لنا إنه ليس الذكر كالأنثى يريد علو الذكر
وإهانة الأنثى هذا كلام غير صحيح، هذا كلام قالت امرأة عمران تريد أن تعتذر لربها عن النذر الذي نذرته وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فاستجاب الله لها فأعاذها هي وذريتها من الشيطان الرجيم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما من مولود إلا نخسة الشيطان إلا عيسى فإنه عندما ولد لم يستهل صارخا أي لم يصرخ مثل الأطفال لأن الأطفال يصرخون لسبب ما وهناك أمر يحدث ولكن
لم يحدث هذا الأمر مع سيدنا عيسى فتقبلها ربها بقبول حسن فهو الذي خلقها وهو منه وإليه بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ربها تربية حسنة وكفلها زكريا نبي من الأنبياء تخيل عندما يربيك نبي تخيل عندما يربيك نبي كله صحيح كل المعلومات التي تخصك صحيحة وماذا يربيها منذ الصغر وهي في المهد تخيل أن نبيا يربيك فإنك نشأت في بيت النبوة مع الصلاح فذلك شيء آخر وكفلها زكريا
فكان كفيلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، كلما تفيد التكرار كلما يدخل المحراب، والمحراب هذا يعني شيئا مثل غرفة يعتزل فيها للذكر، يدخل فيجد عندها طعاما، انظر ماذا يقول القرآن رزقا، قوم في التفسير يقولون لك فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، هذا في التفسير. لكن الله لم يقل ذلك، الله قال رزق يعني يمكن أن يكون طعاما، يمكن أن يكون شرابا، يمكن أن يكون عسلا، يمكن أن يكون فواكه، فاكهة الصيف في الصيف،
فاكهة الشتاء في الشتاء، سبحان الله. رزق، انظر ما حلاوة القرآن أنه يسير في الواسع، لا يأتي ليقول لك تفاصيل هكذا، مع أشياء رزق لم يقل فاكهة حتى وبعد ذلك حتى الآن نحن ليس لدينا شيء يعني مثل آثار أو شيء من هذا القبيل ولكن ربما في الأيام السابقة نقوم فيبقى القرآن معجزا ونقول سبحان الله انظر ربنا قال رزقا لم يقل فاكهة قال رزقا لم يقل طعاما قال رزقا لم قال لها: انظري، هذه هي رزق يسير معنا الآن هكذا، ولكن ما رأيك أن تكون هذه الكلمة معجزة في يوم القيامة؟ هذا إعجاز القرآن أنه لا تنتهي عجائبه كما أخبر عنه سيد الخلق، ولا
يبلى من كثرة الترديد، فهو دائما يعطينا أشياء غريبة عجيبة. حسنا، فليتقبلها ربها. فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا إن الله هذا الباب مغلق ونحن خارج من أين جاءك هذا الرزق قالت هو من عند الله نعم إننا نعمل في معجزات حسية الآن قالت هو من هكذا تصبح الحاجة أمامها هكذا تظهر بقوة الله بإرادة الله قالت هو
من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فإذا ربطت المعجزة بالتواضع والعقيدة تواضعت لله ونسبت الأمر إلى الله وليس إلى تقواها ثم وصفت الله سبحانه وتعالى بما يستحق من أنه يرزق من يشاء بغير حساب النظر إلى حقيقة الكون أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، هنالك دعا زكريا ربه، يعني لفتت نظر النبي زكريا، فاللهم صل عليه وعلى نبينا سيد الخلق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.